الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف (123) من كتاب “حكمة المجانين”  (فتح أقفال القلوب) الفصل الرابع: (من 399 إلى 542) المزيد عن الحرية والجنون (وأشياء أخرى)

مقتطف (123) من كتاب “حكمة المجانين”  (فتح أقفال القلوب) الفصل الرابع: (من 399 إلى 542) المزيد عن الحرية والجنون (وأشياء أخرى)

 

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 19-12-2022

السنة السادسة عشر

 العدد:  5588

مقتطف (123) من كتاب “حكمة المجانين”  (فتح أقفال القلوب) (([1] 

الفصل الرابع: (من 399 إلى 542)

المزيد عن الحرية والجنون  (وأشياء أخرى)

 

(469)

دُوَارُ‏ ‏الحرية‏ ‏يبدأ‏ ‏حين‏ ‏تتوقف‏ أنت ‏عن الدوران مع‏ ‏دورات النبض الحر‏، خذ‏ ‏فرصتك‏ ‏حتى ‏لو‏ ‏خيل‏ ‏إليك‏ ‏أن‏ ‏الأرض‏ ‏والناس‏ ‏تدور‏ ‏فى ‏عكس‏ ‏الاتجاه

‏ (‏هل‏ ‏نسيت‏ ‏لعبتنا‏ ‏صغارا‏: ‏دَوَّخـِينى ‏يا‏ ‏لـَمـُونـَة‏‏؟؟‏ وأنك لا تشعر بالدوران طالما أنت تدور معه، ثم تدوخ وتلف الدنيا حولك حين تتوقف عن اللّف).‏

(470)

يا‏ ‏جماهير‏ ‏النمل‏ ‏والنحل‏ ‏والجراد..

‏                     هنيئا‏ ‏لكم‏ ‏بالمسيرة‏ ‏الجماعية.. ‏

وأسفى ‏عليكم‏ ‏من‏ ‏الحرمان‏ ‏من‏ ‏الوعى ‏الفردى: ‏الحرية.‏

يا ترُى هل تتمتعون بحرية جماعية أبقى؟

(471)

الحرية الحقيقية‏ ‏هى ‏آخر‏ ‏نبضة‏ ‏فى ‏خلية‏ ‏استمرار‏ ‏حياتك‏،

 ‏فاطمئن‏ ‏أن‏ ‏أحدا‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يسلبها‏ ‏منك‏، ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تسُكت‏ ‏هذه‏ ‏النبضة‏ ‏الأخيرة‏،

‏وليبحث‏ ‏جنابه‏ ‏عن‏ ‏غنيمته‏ ‏بين‏ ‏ذرات‏ ‏التراب‏.‏


[1] – يحيى الرخاوى “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب)  (الطبعة الأولى 1979)، و(الطبعة الثانية 2018)، والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط www.rakhawy.net

3 تعليقات

  1. كلام صعب جدا ووجع قلوبنا ويارب يصبرنا ع فراقك
    الحرية الحقيقية‏ ‏هى ‏آخر‏ ‏نبضة‏ ‏فى ‏خلية‏ ‏استمرار‏ ‏حياتك‏،

    ‏فاطمئن‏ ‏أن‏ ‏أحدا‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يسلبها‏ ‏منك‏، ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تسُكت‏ ‏هذه‏ ‏النبضة‏ ‏الأخيرة‏،

    ‏وليبحث‏ ‏جنابه‏ ‏عن‏ ‏غنيمته‏ ‏بين‏ ‏ذرات‏ ‏التراب‏.‏

  2. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : فاطمئن‏ ‏أن‏ ‏أحدا‏ ‏لا‏ ‏يستطيع‏ ‏أن‏ ‏يسلبها‏ ‏منك‏، ‏إلا‏ ‏بعد‏ ‏أن‏ ‏تسُكت‏ ‏هذه‏ ‏النبضة‏ ‏الأخيرة‏،
    التعليق : نعم ،صدقت ،وحملت الأمانة ووفيت

  3. تعرفت علي عمي الاستاذ الدكتور يحيي الرخاوي عن قرب شديد من خلال ازمة حادة وانا حول ال١٧ عاما . فقد توفي زميل لي في حادث حيث سقط تحت عجلات المترو . كان هذا الزميل يجلس بجانبي علي نفس التخت في الفصل. وانا في بداية الثانوية العامة سنة ١٩٧٥. فاحضروا لي عمي كي يساعدني في هذه الازمة الحادة . فاقترب مني الي حد الاستحالة . فقد رأيته ورآني فالتقينا في افق مفتوح شديد الصدق شديد الوضوح وشديد الغموض وعميق الاغوار.
    لم يفلح ان يعتبرني مريض نفسي ولم افلح ان اجعله طبيبي النفسي. ومنذ ذلك الحين اتابعه ويتابعني في هذا الافق المفتوح دون ان ألازمه .
    كنت اتابع ما يحاوله كثيرا وكنت اراسله بين الحين والآخر وكنت اعلم انه يعلم محنتنا جميعا–انا وهو — وكل من ما زال ينبض( بشرا كما خلقه الله ) في هذا الزمن الشديد التحدي.
    وعندما شعرت انه ارهقه الحمل وتكالب عليه حتم الزمن وحتم اقتراب محنة الحياة من حتم الاجل . بدأت اتيقن انه قد اكمل محاولته الفردية ويستعد للرحيل. وها قد رحل ولم يرحل . وها انا ما زلت احاول ان التقي به في فضاء مفتوح اجتمعنا فيه –منذ سنة ١٩٧٥– وما زلنا في خطين متوازيين كدحا الي الله لنلاقيه. واحسبه قد سبقني الآن اليه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *