حوار/بريد الجمعة
نشرة “الإنسان والتطور”
الجمعة: 4-10-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4416
حوار/بريد الجمعة
مقدمة:
إذن ماذا بعد؟
*****
د. رجائى الجميل
السدرة….. في بؤرة حضور….فائقة…..تغشي كل شيء….تشف…..تعري……تزلزل…..تدغدغ…اتلقي فيها منها بها اليها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت…… ولا خطر علي قلب بشر…. اخرج منها لأشهد علي نفسي…. علي كل البشر…. اعاود ازاحة كل الضباب….هذه رحلتي… اصادف حضورا…. وهاجا
آخر….. يصرخ….. صرخة مكتومة….. يعانق كل دروب….. المستحيل….. ادهش…. فقد تعانقت…. تفارقت تثبتت ……خطوط….. حضور المطلق…. المستحيل الممكن الوهاج منه اليه.
د. يحيى:
والحمد لله
د. رجائى الجميل
غمامة رحيمة تظل الوجود…. ترقرق مطر ينير القلوب…. تهمس تقول تبعث نفحات تزلزل…. اتلقف منها وعنها وبها سر الوجود…. امشي وحيدا مليئا راضيا محبا وجلا مقبلا ازاحم داخلي خارجي اتولد من رحم آخر إلي روع الوجود.
د. يحيى:
وتقبل الله
*****
أ. فؤاد محمد
المقتطف: قد التهمت جرعتى المناسبة التى أستطيع أن أجترها بهدوء؛ فبعد مثل هذه الجرعات الدالّة أستطيع أن أصطحب هذه الدنيا بكل أبعادها وروائحها وأرضياتها ونبضها فى كيانى الجاهز للتلقى، تعودت أن مثل هذه الجرعة تكفينى وزيادة، بل إننى أتعمّد أحيانا ألا أتخم بغيرها بعدها حتى لا تضيع الأولى، الأوليات منى.
التعليق: وكأن وعيك الطازج يا استاذي مجسد امامي الان اري مسامه متفتحه . تتشّرب الطبيعه والجمال والناس معا فيصير انضر وارحب… تاركا في نفسي ربما شئ من التصالح والامتلاء…
د. يحيى:
أعتقد أن التصالح الحى الخلاق لا يطلب الامتلاء لكنه يردد التسبيح والحمد مفتوح النهاية إليه
*****
د. رجائى الجميل
الانفصال والاتصال…. انفصل دون ان ينفصل…. شهد علي نفسه…. طفي علي اعلي قمة
برهة ليري….. وقد رأي…. ثم ادبر ونسي…. دون ان ينفصل…. بدأ رحلة الشقاء…. بعد ان رأي
لماذا؟؟…… عرف انه الخليفة….عرف الامانة….. لماذا ينكرها؟؟ يرفض الصراط…. يتلولب في عبثية مفرطة…. شقاءا غباء… انكارا لما لا ينكر…. لماذا؟؟….. يتكبر وهو ميت…. كلما لاح الأفق…. انكره…. وهو لا ينكر يشده الاتصال…. ويريد الانفصال…. لا يتأتي الانفصال… تحضر اليقظة…. يكشف غطاؤه….. اما ان يقفز علي الصراط…..واما ان يسغشي ثيابه…. ليستخفي منه….. اما من قفز فيبدأ…..المكابدة بعد ان عرف…. واما من استغشي…. فلا يعد ولا يحصي… خلقنا لننفصل لنتصل…. من انكر الاتصال…. فهو في هذه اعمي… ومن أبصر فلنفسه…. ومن عمي فعليها…. ولا تزر…. وازرة وزر اخري…. وان ليس للانسان الا ما سعي… وان سعيه سوف يري….. ثم يجزاه الجزاء الاوفي… وأن الي ربك المنتهي…. وانه هو…. اضحك وابكي…. وانه هو امات واحيا…. والمؤتفكة اهوي…. فغشاها ما اغشي… وانه اهلك… عادا الاولي…. وثمود فما ابقي…. وقوم نوح من قبل…. انهم كانوا هم اظلم واطغي…. فبأي آلاء ربك تتماري …أزفت الأزفة…. ليس لها من دون الله كاشفة….. من هذا الحديث تعجبون….. وتضحكون ولا تبكون…. وانتم سامدون……فاسجدوا لله واعبدوا.
د. يحيى:
تقبل الله
*****
أ. شيماء عبد المجيد
المقتطف: والسيكوباتى يستعيد علاقته بالجسد نكوصا لاتكاملا، فالجسد عنده هو مركز اللذة وغاية الوجود، بل ربما يصل الأمر أن يكون هو الوجود ذاته، وهو يعلن رفض الانشقاق والاغتراب والتسامى أو ادعاء التسامى مما يسمى أحيانا الحب الروحى أو الحب العذرى، وهو يبدو لذلك – فنيا – أكثر صدقا وصراحة، فهو يرفض فصل الروح عن الجسد باعتبار الجسد هو الثورة وهو الأصل، ويقلب الأوضاع قصدا ويعيد تسمية الأمور بطريقته الخاصة، فالدعارة عنده هى أن يستعمل اللفظ خداعا لا أن يباع الجسد ويشترى، والردة الحيوانية عنده هى الاغتراب عن الجسد لا إحياء النزعات الجسدية وتقديسها.
التعليق: وهل التسامى أو ما يسمى الحب الروحى وهم لا وجود له وغير صحى على مستوى الصحة النفسية
د.يحيى:
على الرغم من أن التسامى يعتبر من القيم التى أعلاها التحليل النفسى الفرويدى، واعتبرها أحيانا أساساً للحضارة، فإننى لا أميل إلى هذا الرأى وأفضل اعتبار أنه “السمو” وليس التسامى هو الأصل، والسمو هو الارتقاء بكل ما خلقه الله فينا من خير إلى ما يرقى بنا وبغيرنا إلى ما خلقنا له، لكن التسامى هو تحول الغرائز البدائية -وهى نعمة أيضا- إلى سلكويات مقبولة اجتماعيا.
أما فكرة “الحب الروحى” فهى مصطلح يشير إلى فكرة سابقة موجودة وشائعة الاستعمال، لكنها ليست بديلاً عن الطبيعة البشرية وسموها وقد خلقها بارؤها فى أحسن تقويم فهى من نـِعـَم الله علينا وقد حمـّـلنا مسئولية حـُـسْـن استعمالها.
*****
أ. شيرين سعيد
المقتطف: فهل يا ترى يشير المثـل إلى أن الذى يحب، يمكن أن يغفر للمحبوب أخطاءه، وتجاوزاته، وقسوته، فيسامحه، أويعاتبه، أو يوجهه دون كراهية أصلا؟
التعليق: هذه حقيقة فالحب هو الشىء الوحيد الذي يشفع للمحب فلولا الحب لانتهت الدنيا ويوجد أيضا الكره والا ما كان هناك مكائد
د.يحيى:
أشكرك للتعليق الذكى، مع التذكرة أن كل ما خلقه الله فى البشر هو لصالح البشر إذا استـُـعـْـمـِـل فى موضعه لخير صاحبه وخير الناس، والقدرة على قبول مشاعر الكره غير ممارسة الكره، والكره مرتبط بالعدوان الذى يحافظ على الحياة إذا وجه لعدو أو مغير ضار، أو إذا وجهت طاقته للإبداع، ويمكن الرجوع إلى مقال “العدوان والإبداع” مجلة الإنسان والتطور، عدد يوليو 1980
شكراً وبارك الله فيك وأكرم توجه عواطفك لما خلقت له.
*****
د. طلعت مطر
استاذى الفاضل:
والآن بعد أن تخطينا العام 2000 بعقدين من الزمان، أما زال هذا النقاش مفتوحا؟
فى الماضى كان للفلسفة أثرا على الدوله ولنا مثال فى الصين التى قامت عقودا كثيرة على فلسفة كونوفوشيوس التى تبناها الاباطرة وفلسفة ماركس التى قامت عليها دول الاتحاد السوفيتى وغبرها . وفى الماضى أيضا وعلى الجانب الاخر ,كان هناك خوف من أصحاب الفلسفة من جانب الدولة إذا تعارضت مع سياستها . والان وبعد هذا الطوفان المعلوماتى وزحف التكنولوجيا المخيف على هوية الانسان وبعد تراجع دور الدين فى الغرب والحريات الغير مسبوقة التى توفرها الدول الغريية للمفكرين. هل يوجد ما يسمى بالفلسفة إن كنا نقصد بالفلسفة منهاجا فكريا ذات نسق ما؟ إن الزحف التكنولوجى الذى استطاع أن يسيطر على الانسان المعاصر حتى بدأ يتشكك فى قدراته البيولوجية ويرى التكنولوجيا بديلا . وماعلية إلا ان ينتظر حتى يرى ما سيكونه انسان القرن الواحد والعشرين , وهل سيفكر بنفس الطريقة التى نفكر بها الان والتى فكر بها كنت أو شوبنهور أو هيجل . حتى أن البعض مثل يوفال هرارى مؤلف كتابى sapine و homodues Yk إن الإنسان القادم سوف يكون نصف بيولوجى ونصف الكترونى وان مشاعره سوف تكون مختلفة عن تلك التى وصفها علماء النفس وأفكاره سوف تكون مختلفة عن أفكار الفلاسفة الاقدمين والمعاصرين . فهل سيكون ثمة فلسفة؟. قد يكون هذا الكلام منطبقا على العالم الغربى الان ولكن زحف العلم والتكنولوجيا لن يتوقف فى مكان ما.
وأما من ناحية الجامعة والفلسفة فيستطيع الفيلسوف الفصل بين ماعلية من تدريس منهج متفق علية وبين أفكاره الخاصة التى لابد وان تجد طريقها الى عقول تلاميذه وهم من سيكونون رجال الدوله فيما بعد, وسيادتكم خبر دليل على ذلك , فلم يشعر تلاميذك أنك تدسرهم شئ غبر الطب النفسى إلا أن افكارك تسللت الى عقولهم وممارستهم فيما بعد
د.يحيى:
أهلا طلعت
أوحشتنا يا رجل
أنا أعد حاليا عناصر ندوة أكتوبر الشهرية فيما أسمته ابنتى “مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث” وعنوان الندوة هو: ” العلاج الجمعى والفلسفة”، وقد فوجئت وأنا أعد مقتطف نشرة الأربعاء الحر بتاريخ 2/10/2019 “حرية التفكير .. وفعل الفلسفة فى مواجهة: الدولة، والدين، والسياسة، والجامعة” أن هذا الموضوع قد طرقناه فى المجلة الفصلية الإنسان والتطور منذ 32 عاما بتاريخ عدد يناير 1987 وقد فرحت به بقدر ما أسفت على ما بدا لى من تراجع مثل هذا النشاط بعد عشرات السنين المفروض أن يكون قد تطور ونضج فيها إلى ما يستحق.
لعله ينتظر حضورك أو مشاركتك ولو عن بُعد يا رجل
وإليك نص الدعوة، وسوف أرجع إلى تفاصيل الرد على تعقيبك غالبا بعد الندوة.
نص دعوة الندوة:
العلاج الجمعى والفلسفة
تقديم: أ.د. يحيى الرخاوى
علينا أن نتذكر أن حب الحكمة غير ادعاء الحكمة، وأن الفلسفة غير التفلسف، وأن كل ما يمكن أن نتعلمه ونعلمه هو علم الفلسفة، وأحيانا التفلسف وليست الفلسفة، وبالتالى فالذى يصعب علينا هو التفلسف أما الذى تخيفنا معايشته فهو الفلسفة.
عبر خمسين عاما من ممارستى العلاج الجمعى فى قصر العينى ساعدنى المستوى التعليمى والثقافى لكل هذه المجموعات أن أتأكد من أن الفلسفة ليست كما يتصور المثقفون والأكاديميون، بل هى معايشة كل إنسان من حيث هو إنسان لما هو وعى ووعى بالوعى، فهى ليست نشاطا عقليا فوقيا كما شاع عن العقل وإنما هى حركية كشف متجدد، ودهشه مولِّدة.
ساعدتنى الألعاب النفسية فى العلاج الجمعى بوجه خاص على كشف حركية ديالكتيك النمو من خلال التوليف الحيوى الماثل.
يقول أبو قراط أبو الأطباء:
“أن كل ما يصلح للطب يصلح للفلسفة وما يصلح للفلسفة يصلح للطب وأن الطبيب الفيلسوف هو فى مصاف الآلهة .. الخ”
هذه الندوة تناقش بعض ذلك، وغيره.
2019-10-04