فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (86)
نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 30-8-2018
السنة الحادية عشرة
العدد: 4016
فى رحاب نجيب محفوظ
مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقية
(من 53 إلى 210)
تقاسيم على اللحن الأساسى
نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ)
الحلم (86)
كلفت بحمل رسالة إلى المرحوم الدكتور حسين فوزى، فقلت له إن معى عرضاً لإعادته فى الخدمة مع زيادة ملموسة فى الراتب. وتخصيص حجرة فاخرة لمقامك.
ضحك الدكتور وقال إنه لا يهمه الراتب ولا الحجرة، ولكن يهمه احترام فكره وكرامته.
ورجعت وفى يقينى أن مهمتى قد فشلت.
التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)
… فرحت بفشلها وكنت تمنيت ألا تنجح، لكن ما أن وصلت إلى منزلى حتى دق جرس التليفون، ووجدت أن المتحدث هو الدكتور حسين فوزى، ودق قلبى خوفا من شئ ما، تحققت مخاوفى حين سألنى دون مقدمات تبريرية: هل عندك فكرة كم ستكون الزيادة فى الراتب، فأجبته أننى لست متأكدا ولكنى سمعت أنها ستكون إلى الضعف، فقال لى: قل لهم أننى قبلت العرض على شرط أن أقتسم الزيادة مع صديقنا توفيق الحكيم، أبديت دهشتى ولم أقل له، وماله توفيق الحكيم بالموسيقى، فقال: عندى مشروع سرى أنا وهو لم نخبرك به لأننا نعلم أنه لا تُبَلُّ فى فمك فولة، قلت معترضا، مع أننى أعرف صدق قوله: أنا؟ قال نعم، ومع ذلك سوف أقوله لك: إنه مشروع تحديث الحضارة الغربية بما يليق بهم.
قلت له فى دهشة بالغة: بهم أم بنا؟
قال مؤكدا: بهم، مالنا نحن والحضارة من أصله!؟
قلت له: لست أنت الذى تقول ذلك ألا نردد دائما أننا أصل الحضارة الإنسانية وفجر الضمير.
قال لى: نحن فى الآن ولسنا فى صفحات التاريخ
قلت: أليسو هم أولى بتحديث أنفسهم؟
قال: نعم! عندك حق
قلت: فماذا إذن؟
قال: خلاص، أنا عند رأيى الأول، أبلغهم أننى رفضت العرض جملةً وتفصيلا، الآن ومستقبلا.