نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 14-3-2015
السنة الثامنة
العدد: 2751
حوار مع مولانا النفّرى (123)
وما زلنا فى موقف العهد
يقول مولانا النفرى فى “موقف العهد”:
وقال لى:
انصرنى تكن من أصحابى.
فقلت لمولانا:
لعل هذا فتح جديد، سبق أن توقفت يا مولانا عند قوله تعالى “رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ” توقفت وأنا أتساءل فرحاً، هل من المعقول أن أرضى عنه، وأنا العبد الفقير إلى رحمته وعفوه، وهل إذا وصلنى فعلاً أنه راض عنى يكون هذا إذن منه أن أرضى عنه، فرضيت عنه دون مزيد من التردد، فوصلنى رضاه عنى أكثر، وزاد القرب فزاد العشم.
وحين وصلنى إذنه الآن بأن ننصره عدت إلى الحياء والتردد، فما النصر يا مولانا إلا من عند الله العزيز الحكيم، فكيف يكون من عندى، وهل هو يحتاج أن ينصره عبده، والأكرم من ذلك والأجمل أننى إذا نصرته عدّنى من أصحابه، هكذا مرة واحدة، صحبة لا أكثر ولا أقل، فما أجمل الجزاء، وما أكرم السماح.
ثم حضرنى نصر جديد خاص، بعيدا عن نصر المعارك، والنصر على الكفار، والنصر الفتح، حضرنى أن أنصره فى نفسى، فأنتصر، به، لى،
أريد أن أكتفى بهذا الذى جاءنى ولا أزيد، لكن دعنى أزيد كلمتين اثنتين:
أن أنصره فى نفسى فأنتصر به: لى، لنا، نحن أصحابه، فله لا شريك له.
وبعد
يقول مولانا النفرى فى نفس الموقف:
وقال لى:
يا عارف انصرنى وإلا أنكرتنى.
فقلت لمولانا:
أحسب أن ما حضرنى حالا بالنسبة للقول الأسبق هو الأقرب لذلك، فأنا إن لم أنصره فى نفسى لى، ولنا، فله: فأنا لم أعرفه، أو على الأقل لم أعرف الطريق إليه
ومن لا يعرف الطريق إليه فقد أنكره
حتى لو تصور غير ذلك
هل تسمح لى يا مولانا أن أقف هنا اليوم
ليس عندى أكثر