نشرة “الإنسان والتطور”
الخميس: 12 – 2 – 2015
السنة الثامنة
العدد: 2722
ص 189 من الكراسة الأولى
استثناءً: سوف أنشر صورة هذه الصفحة مكبرة على صفحة كاملة لعجزى عن قراءة أغلبها.
مقدمة:
حتى الآن، وقد اقتربنا من الصفحة المائتين، لم تقابلنى صفحة بهذا التشتت والغموض، حتى كدت أقرر أن أبدأ منذ الآن بالاعتذار عن مثل هذه الصفحات، حتى لا أضطر إلى الخطأ أو التعسف فى التقريب الممكن بالسماح.
وقد قمت بتكبير الصفحة ما استطعت – كما ترون- لكننى عجزت أيضا عن فك شفرة حوالى نصفها، وهو نصف متفرق لا يسعفنى فى التداعى.
وبرغم كل ذلك، فإن ما لاح لى مما تبقى كان كافيا لأقول ما عندى ،حتى لو لم يكن هو هو ما عنده، جزاه الله عنا خيرا، ذلك أننى لمحت حدسا يشير إلى ما نحن فيه الآن منذ أربع سنوات، وهو مكتوب قبل خمس عشرة عام من الأحداث تقريبا، لكل ذلك قررت المغامرة بالآتى:
وسوف أتبع فى تداعيات هذه الصفحة المنهج التالى:
أولا: أن أنشر النص دون تحويله إلى حروف المطبعة أصلا تاركا ذلك لمحاولة القارئ.
ثانيا: أن أقرأ ما تيسر قراءته بطريقة انتقائية تكاد تكون عشوائية.
ثالثا : أن أثبت مكان ما عجزت عن قراءته نقطا بين قوسين يتوسطها علامات استفهام هكذا(…؟؟…).
رابعا: أن أضع بين قوسين وببنط آخر، ما رأيت إضافته اجتهاداً.
خامسا: أن أطلب المساعدة من القارئ أن يصححنى وهو يقرأ الأصل بخط يد شيخنا، وأنا مستعد أن أتراجع عن ما ذهبت إليه، وأعيد إطلاق تداعياتى.
وإليكم بعض ما كان:
- الميدان مكتظ بالسيارات (والواقفين)
حين نسمع كلمة الميدان هذه الأيام (2015)، يقفز إلينا ميدان التحرير، (وليس ميدان رابعة، ولا حتى ميدان عبد المنعم رياض لست أدرى لماذا)، منذ عقد ونصف كتب نجيب محفوظ “الميدان”، ولا أظن إلا أنه قصد بحدْسه ميدان التحرير سنة 1911، وقد تأكد لى ذلك بما جاء بعد ذلك من الحديث عن الغضب الذى يثور كالبركان ..إلخ (أنظر بعد).
- الاتهامات (….؟؟….) تتردد على الشفاه (الرصاص علينا كالأنهار)
قرأتها مرة هكذا، ومرة قبلها على أنها” الرضا (….؟؟….) كالانتحار
أما القراءة الأولى فلا أظن أنها خطرت بباله، فكانت القراءة الثانية هى الاقرب، لتداعياتي فأنا أعرف أنه لا يقبل الرضا بالظلم أيا كان مصدره، فهو كالانتحار إذا طال وتمادى، ثم عدت أرجح القراءة الأولى بعد أن أضفت نقطة وحرف الصاد على الكلمة الأولى حتى تصير”الرصاص” ثم تراجعت مرة أخرى تاركا الأمر لكم.
- والغضب يثور كالبركان (….؟؟….)
وهنا كدت أتأكد من حدس شيخى قبل بضع عشر عاما، فلا يمكن وصف الميادين وهى تموج بهدير الغضب بعد طول صبر أولا، (يناير) ثم بعد إحباط فظيع يتلوه رفض صاخب ثانيا، (يوليو) إلا بهذا التعبير الذى استعمله شيخنا هنا “الغضب يثور كالبركان”!!
حين جرى ما جرى، ثم جرى ما جرى، (التكرار مقصود) كان غضبا حقيقيا وبركانا متفجرا (لم أستعمل ثائرا قصدا حتى تتم الثورة بإذن الله).
- بين الإقالة و(….؟؟….) العقاب
التقطت هاتين الكلمتين قسرا من بين السطور الأخيرة ، وكأنى به يتكلم عن “الخلع”، فى مقابل “المحاسبة الثورية”، وأحسب أنه كان يمكن أن يرجح المحاكمة الثورية السياسية، برغم أنها أصعب، وأننا لو وافقنا على المبدأ لوجب تطبيقه ولو بأثر رجعى من أيام صدقى باشا سنة 1930، مرورا بـ ” الملك فاروق” و”جمال عبد الناصر” و”السادات” ومع أنه كان لا يميل إلى أية محاكمات سياسية، خوفا من احتمالات الظلم قصدا أو غصبا، إلا أنها أفضل من محاكمات الشوارع، وإصدار أحكام الإعدام فى الميادين، ولو أننا اكتسبنا الشجاعة لنقلبها إلى محاكمات سياسية ، متحملين وزر بعض ما يقع من ظلم، لما تمادت البلبلة أمام أحكام المحاكم إلى هذه الدرجة، ولما انتشرت محاكم الميادين.
- وآخرون (….؟؟….) القانون
الثورة هى اختراق معلن – مع سبق الاصرار– للقانون الذى فشل أن يحقق بالشرعية الدستورية آمال ومقاصد شعب ما فى فترة معينه من التاريخ، فهل كان يقصد شيخنا أن ينبهنا إلى خطوره كسر القانون والمسئولية عن ذلك إلى أن تحل الشرعية الجديدة محل الشرعية الدستورية بعد أن يستقر الوضع، أم كان يريد أن يذكرنا أنه مهما كان من حق الثوار أن يكسروا، القانون فإن آخرين كانوا يفضلون التغيير بالقانون،
حمدت الله أننى لم أقرأ الكلمة التى وضعت مكانها النقط بين القوسين لآخذ راحتى فى التداعى والاحتمالات
- لكن العقل أعلن غيابه واحتجاجه.
لا بد أن يغيب العقل مؤقتا فى عز حركية غليان البركان لاختراق الشرعية الدستورية، على شرط ألا يطول الغياب ، وأرجح أن هذا ما كان يعنيه شيخنا (ربما). أما “احتجاج” العقل فهو إعلان حضوره، وكأن شيخنا وهو يعلن غياب العقل مؤقتا يؤكد على وظيفته النقدية التى تحقق العدل والتغيير بطريقة أخرى.
- وتنبأ أناس بمستقبل (….؟؟….)
يا ترى ماذا كانت الكلمة الغامضة؟ مستقبل مشرق، مستقبل حرج، مستقبل مجهول، مستقبل رائع، كل ذلك جائز يا شيخنا، حتى ظننت أنك أخفيت الكلمة قصدا، لتجعلنا نحسب كل الحسابات
- (….؟؟….)
- (….؟؟….)
- (….؟؟….)
السطور الثلاثة الأخيرة لم أعرف حتى أن ألتقط منها كلمة أو اثنتين أكمل بها تصور حدسه
وبعد
يا شيخنا الكريم
نحن أحوج ما نكون حاليا، ليس فقط إلى حدسك، وإنما إلى حكمتك، ورأيك، وهديك، ونقدك
وسوف نفعل ما كنت تتمناه لنا
شكرا يا عمنا
حقق الله أملك فينا ولنا وبنا بفضل عطائك المتدفق حتى باستلهام ما لم نستطع قراءته أو فك شفرته.