الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قصة قديمة: … الحياء العام والحياء الخاص!!!

قصة قديمة: … الحياء العام والحياء الخاص!!!

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 11-2-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2721

 قصة قديمة  (1)

… الحياء العام والحياء الخاص!!!

 (1)

قالت البنت لأخيها: ما هو الفرق بين الحياء العام والحياء الخاص؟ قال أخوها: ماذا؟ ماذا جرى لك؟ ماذا تقولين؟ قالت: لقد عاكسنى واحد قليل الأدب فى الشارع ليس عنده حياء، وفجأة قفز إلى ذهنى هذا السؤال؟ قال أخوها: أى سؤال؟ قالت: ما إذا كان ما ينقصه هو الحياء العام، لأنه عاكسنى فى شارع عام، أم أن ما ينقصه هو حياء خاص، لأنه خصنى بالمعاكسة دون سواى؟ قال أخوها: يا خبرك أسود، لقد جرى لعقلك شىء والله العظيم، إسمعى: دعك من هذا الكلام الفارغ، أريد منك خمسة جنيهات سلفا، قالت: حين ترد لى العشرة جنيهات القديمة، قال: يصبحون خمسة عشر، وسوف أردهم لك عشرينا بالتمام والكمال. قالت: اسم الله عليك، هذا ربا فاحش، قال: خلاص، خلّها حلال، زلال، قالت: ما دمت لن ترد لا هذا، ولا ذاك، فهو ليس ربا لا فاحش ولا غير فاحش، قال الشاب: عليك نور، فتوة بالمقاس حسب الطلب، توصيل للمنازل، هل عرفت كيف أننى ألتزم تماما بشرع الله، قالت أستغفر الله العظيم.

 (2)

قالت البنت لأمها: لقد حلمت حلما أخشى أن أحكيه لأحد، قالت الأم: أحسن، قالت البنت: أهكذا يا أمى؟ قالت الأم: هكذا ماذا؟ أنت تضحكين علىّ، كلما أردت إبلاغى شيئا ملتويا ألّفت حلما بالمقاس، قولى لى ما تريدين مباشرة بلا لف ولا دوران، قالت: أريد أن أكون حرة، قالت الأم: ماذا تقولين!!  هذه قلة أدب، قوليها حلما أحسن، قالت البنت: حلمت أننى أسبح بين أمواج  السماء بنعومة منسابة، حتى وصلت إلى السماء الخامسة، فتلقفتنى الملائكة بحنان لا يطاق، فانقلبت إلى كرة طائرة، وأخذت الملائكة يتقاذفوننى كأطفال من باب الشعرية، قفزوا داخل نادى الجولف بالقطامية من فوق السور، وبعد ظهر يوم الجمعة اليتيمة، فتحولتُ إلى عصفورة، وهربتُ من بين أيديهم، فواصلوا اللعب دون كرة، دونى، فرحت أتفرج عليهم وأعجب كيف أنهم ما زالوا يلعبون دون كرة، قالت الأم: اللهم طوّلك يا روح، متى تكفين عن التخريف لم يبقى على الامتحان سوى أسابيع، انتبهى لدروسك، ثم بعد الامتحان خرفى كما تشائين والصقى تخاريفك بأى حلم كما تشتهين، قالت البنت: أنت جميلة يا أمى، تقرئين داخل داخلى، لكن قولى لى يا أمى: هل أنت حرة؟ قالت الأم: بطلى قلة أدب، حرة؟ قال حرة قال، كله إلا هذا. قالت البنت: الحرية قلة أدب؟ قالت الأم: طبعا، تريدين أن تمشى على حل شعرك، وتقولين حرة!! قالت البنت: أنت تعرفيننى يا أمى، قالت الأم: طبعا أحفظك عن ظهر قلب، لهذا أقول لك: خلّ عندك حياء ولا تقولي حرة ثانية، قالت البنت: حياء عام أم حياء خاص؟ قالت الأم: ماذا؟ قالت البنت: سمعت أنهم سوف يخصخصون الحياء العام مثلما فعلوا فى القطاع العام، قالت الأم: ربنا يكملك بعقلك.

 (3)

قال الشاب لأبيه: وأنت يا أبى ألا تقكر أحيانا أنه، .. يعنى، .. ياليت أنه “كذا أو كذا”؟ قال الرجل منزعجا: “كذا” ماذا يا قليل الأدب؟ قال الشاب: وهل أنا قلت شيئا، ماذا تحرك بداخلك يا أبى بمجرد أننى قلت كذا أو كذا؟ قال الرجل: داخلى؟ مالك أنت بداخلى؟ إصطبح وقل يا صبح، قال الشاب: ما هذا يا أبى، نحن بعد العشاء، قال الرجل: لقد أربكتنى الله يخيبك، قال الشاب: صباح الفل، يا سيد الكل. قال الرجل: تسخر منى يا ولد!!؟ قال الشاب: أنا؟ هل أنا الذى قلت “اصطبح” ونحن قرب منتصف الليل، لعله مفعول القمح المسرطن، قال الرجل: قمح ماذا؟!! قال الشاب: القمح الليلة، الليلة، ليلة عيده، قال الرجل: هل وَصَلتْ إلى هذه الدرجة؟!! هكذا؟ قال الشاب: يا أبى أنت الذى بدأت، شىءٌ ما تحرك بداخلك بمجرد أن سألتك إن كنت تفكر أحيانا أنه “كذا أو كذا”، قال الرجل: أنا المخطئ أننى رفعت الكلفة بينى وبينك، لم يعد عندكم حياء من أصله، قال الشاب: حياء خاص أم حياء عام؟ قال الرجل: هل ستدخل لى قافية؟!! قال الشاب: انا أحبك يا أبى، قال الرجل: يا ليت، وهل تركوا لنا فرصة أن نصدق حتى أن ابناءنا يحبوننا، قال الشاب: ولا يهمك، سوف ننتزع الفرصة من بين أنيابهم، وسوف نفعلها، قال الرجل: ياليت.

 قال الشاب: قلت لك سوف نفعلها.

 قال الرجل: على البركة.

[1] – نشرت بجريدة الدستور بتاريخ: 23 – 5 – 2007

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *