الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الثلاثاء الحرّ: قصة جديدة: (مينى مسرحية) انتخابات

الثلاثاء الحرّ: قصة جديدة: (مينى مسرحية) انتخابات

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 10-2-2015   

السنة الثامنة

العدد: 2720

الثلاثاء الحرّ:

قصة جديدة: (مينى مسرحية)

انتخابات

قال الشاب لأبيه:

–         إنت حاتنتخب مين يا والدي؟

قال أبوه:

–         حانتخب اللى يرشح نفسه

قال الشاب:

–         وهوّا مين اللى حايترشح ؟

قال أبوه:

–         إيش عرفنى

قال الشاب:

–         يعنى أى واحد يرشح نفسه، تقوم مـِنتخبه !!

قال أبوه:

–         طبعا، إمال  حانتخب واحد ما رشّحشِى نفسه؟

قال الشاب:

–         ما هم كتير حايرشحوا نفسهم، تبقى حاتنتخبهم كلهم؟

قال أبوه:

–         هوّا ينفع؟ !!!

قال الشاب:

–         أنا باتكلم جدّ يا والدي

قال أبوه:

–         يعنى هوا انا باهزّر.

قال الشاب:

–         إمال إيه اللى بتقوله ده؟

قال أبوه:

–         ما هو انت شايف كل حاجة

قال الشاب :

–         آه شايف، لكن برضه: الشىء لزم الشىء

قال أبوه:

       – والله يابـْنى ما عـِنت عارف إيه لزم إيه؟

قال الشاب:

–         أنا فعلا باخد رأيك عشان أنا محتاس

قال أبوه:

–         وانا أكتر

قال الشاب:

–         ما هو لازم ننتخب حدّ والسلام

قال أبوه:

–         يابـْنى الحكاية بقت بزرميط، وكله زى كله

قال الشاب:

–         مش قوى كده

قال ابوه:

–         طب قول لى بالذمة كل ده على إيه؟

قال الشاب:

–         كل إيه ؟

قال أبوه :

–         أنا قلت يمكن وهـــُـمّا بيغيروا قانون الانتخاب حيرشحوا واحد بس فى كل دايرة ويريحونا

قال الشاب:

–         بطـّل تريقة يا والدي ، هوّ ده وقته؟

قال أبوه :

–         والله ما باتـّريق، أنا شايف فعلا إن كله زى كله.

قال الشاب:

–         مش قوى كده

قال أبوه :

–         طب قول لى بالذمة هما عمّالين يتلمّوا ويتفرقوا، يتلمّوا ويتفرقوا، يتفقوا ويختلفوا، ويزعقوا، ويكتبوا، كل ده على إيه؟

قال الشاب:

      على مصر

قال أبوه:

–         مصر إللى هىّ إيه ؟

قال الشاب:

–         إنت جرى لك  إيه يا والدي؟ ، مصر اللى هى مصر

قال أبوه:

–    مصر يابنى دى شوارع، وبيوت، ومصانع، ومزارع، وتعليم، وتاريخ،ومواصلات، وتصدير، وحب، وطيبة، وجدعنة، وناس شايله همّ ناسها، وناس الدنيا كلها.

قال الشاب:

–         إنت بقيت شاعر يا والدي؟

قال أبوه :

–         شاعر يعنى إيه؟

قال الشاب:

–         شاعر بمصر

…….

……
أدار الأب وجهه الناحية الأخرى حتى لا يرى ابنه عينيه، وبلع ريقه، ولم يردّ خوفا من أن يظهر فى صوته ما ينبئ بحاله،  فأدرك الشاب وابتعد قليلا ووجهه الناحية الثانية، لكنه لم يستطع أن يتحكم فى موقفه مثل أبيه، فأجهش بصوت مرتفع، فاندفع الوالد نحوه واحتضنه بشده وهو يقول:

–         أنا آسف يا حبيبى يا ابنى، أنا آسف، أصل مصر دى غالية علىّ قوى ، مش قادر استحمل كل اللى بيعملوه فيها ده.

 

قال الشاب:

–         أنا عارف، عشان كده باسألك

قال الوالد يخفف من حدة التوتر:

–         طب والله لاغيظك: إنت بقى حاتنتخب مين؟

قال الشاب:

–         حانتخب مصر برضه

قال أبوه :

–         إحنا حانتبادل الأدوار ولاّ إيه ؟ ما تيالاّ سوا سوا نبني مصر بتاعتنا، وبلاش ننتخب.

قال الشاب:

–         كله إلا كده، ما دام كله زى كله، إحنا ننتخب أى حد، ونسيبهم يخبّطوا فْ بعض، واحنا نبنيها من وراهم طوبة طوبة

قال أبوه:

–         والله فكرة !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *