نشرة “الإنسان والتطور”
الأثنين: 12-1-2015
السنة الثامنة
العدد: 2691
الأساس فى الطب النفسى
ملف الوجدان واضطرابات العواطف (58)
ثانيا: الانفعالات العسرة: (21)
اضطرابات الوجدان (العواطف)
عُـسْـر الاضطرابات الوجدانية: كمِّيا (18)
ثانيا: التشويه وعدم الكفاءة:
النقص، واللاتوافق، واللادافعية
مقدمة:
حتى الآن كنا نتكلم عن اضطرابات العواطف كمّيا: بالزيادة المعطلة أحيانا، وبالنقص نادرا، وكان فرط التغير الكمّى ينقلنا إلى التغير الكيفى حتى درجة المرض. اليوم سوف نقدم عددا من الاضطرابات ما بين النقص (حتى الاختفاء) والتغير الكيفى.
إن نقص التفاعل العاطفى يكاد يعتبر خللا نوعيا مهما كان مقداره، وذلك قبل أن تستشرى البلادة والاغتراب فى العالم المعاصر. العواطف، مثل كل برامج البقاء هى التطور المناسب لبرامج نشأت ونمت عبر تاريخ التطور، وحققت ما حفظ الأنواع أولا بأول، ومع ظهور الإنسان اتسقت مع سائر البرامج الوجدانية والمعرفية والدفاعية والدوافعية التى تليق بنمو الوعى البشرى واتساعه، بما فى ذلك توظيف كل وظيفة فى موضعها بعد أن أصبح له دور فى ذلك، والعواطف كما قدمنا لها وظيفة دافعية، ووظيفة تواصلية، ناهيك عن وظيفتها المعرفية التى أفضنا فى شرحها ونحن نتكلم عن العقل الوجدانى الاعتمالى، وأيضا العقل البيولوجى.
ويمكن -مرة أخرى- تحديد وظيفة أية عاطفة فى حالة السواء بما يلى:
- أن يكون ظهورها وتنشيطها مناسبا للموقف الذى أثارها، متناسبة فى شدتها مع حدته.
- أن تكون قادرة على تحقيق الهدف من تنشيطها، مثل الرضا، أو التواصل، أو سلامة التعبير عن الحالة الراهنة، أو المشاركة، أو الدفع إلى عمل بذاته، أو موقف مترتب عليها.
- أن تكون متسقة مع سائر الوظائف النفسية الأخرى.
- أن تكونمُدركة من الشخص نفسه – ولو جزئيا – بصفتها خبرة ذاتية متميزة.
- أن تصل إلى الآخرين فى حدود مواصفاتهاالسالفة الذكر.
وإذا ما عجزت الوجدان أن تتصف بهذه المواصفات لتؤدى تلك الوظائف بدرجة جسيمة، فإنها تندرج تحت نوٍع ما فى الاضطراب بشكل أو بآخر، وفيما يلى بعض ذلك:
1- تبلد الوجدان: (يسمّى أيضا: فقد الشعور Apathy أو ضحالة العواطف Shallowness of affect )،
وهذا يشير إلى حالة من ضحالة الوجدان حتى انعدامه (ظاهرا غالبا) إذ يبدو المريض فى هذه الحالة وكأنه بلا تعبير يدل على أن ثمة عواطف تتحرك لديه أصلا، ويصاحب ذلك عادة أن المريض نفسه لا يقرّ بأنه يعيش أو يشعر بأية عاطفة مثلما كان سابقا، والشائع التقليدى عند الأطباء أن تبلّد الوجدان هكذا إنما يشير إلى فقد كل من الخبرة العاطفية والتعبير العاطفى معا.
ومن وجهة نظر إمراضية (سيكوباثولوجية) فإن المسألة ليست مسألة ”فقد” بقدر ما هى فرط استعمال الحيلة (الميكانزم) المسماه “عزل الوجدان Isolation of affect ، ووظيفتة هذا الميكانزم، حتى عند الشخص العادى، هى الحماية من التعرض لما لا يطاق من ألم نفسى أو تهديد بالتناثر من فرط هذا الألم الداخلى عادة، ويقوم هذا الميكانزم عادة بإلغاء التفاعل العاطفى تماما سواء للألم أو لغيره، ويصاحب ذلك إشلال العاطفة عن القيام بدورها التواصلى، فيبدو المريض متبلدا بعيدا غير متفاعل، وأحيانا ما يوصف بثقل الظل، ويُـرصد على متدرج الأبعاد Dimensional Scale أنه “غير وجدانى” (نشرة 13-7-2014 “عن الوجدان”)، ويوجد هذا العرض فى حالات الفصام السلبى خاصة، وإن كان يوجد أيضا فى بعض حالات الانشقاق الهستيرى، وكثير فى بعض حالات اضطراب الشخصية وفى حالات شديدة من الاكتئاب المتجمد العاجز عن التعبير حتى عن اكتئابه.
ويجدر بنا هنا أن نذكر بأن استسهال وصف مريض، مهما بلغ تبلد مشاعره بأنه “فقدها”، هو وصف سلوكىّ مهم، لكنه لا ينبغى أن يكون “وشماً له”، ولا صفة دائمة تدل على اختفاء مشاعره، إذ عادة ما يكون وراء هذا التبلد، ألم حقيقى وشديد تعامل معه المريض بالإنكار والمحو بكل ما استطاع، وذلك كما قلنا حالا: لحماية نفلسه من فرط الألم ومن التناثر معا. (ما أمكن ذلك).
2- اللامبالاة: Indifference
جرى الاتفاق على اعتبار هذا الإسم خاص بفقد أو سطحية ”التعبير” عن العواطف دون فقد الخبرة بها، وهذا توصيف يحتاج إلى وقفة، لأن التعبير عن الخبرة الوجدانية ليس دائما جاهزا بالألفاظ، ولا هو متاح إلا من خلال تواصل عميق فيما يسمى الآن “الوعى البين شخصى” Interpersonal-Consciousness وبالتالى يصعب تحديد ما إذا كان المريض وحده هو الذى فقد الخبرة الوجدانية أساسا، أو على الأقل أنكرها وأخمدها، أم أن الفاحص لم يستطع أن يشارك أعماقه بلغة أقدر على سبر غور ما يظهر عليه.
على أنه قد وُصف مؤخرا نوع من اضطراب الشخصية يسمى: alexithymia، وهو اسم ليس له ترجمه جاهزة ونفضل استعماله معربا “ألكسيثيما”، وهو يعنى العجز عن التعبير عن العواطف بما يضطر معه الشخص إلى التعبير بجسده، وبالذات بجهازه العصبى الأتونومى فيظهر التعبير عادة فى صورة اضطراب نفسجسدى.
3- الشعور بالخواء العاطفى:
وهذا عكس اللامبالاة تماما، حيث يشكو المريض هنا من أنه متبلد العواطف من الداخل بالرغم مما يبدو عليه من تعبير انفعالى ظاهر، وقد نسمع مثل هذا الوصف فى حالات الفصام المبكر أو قبيل ظهور الفصام، وإلى درجة أقل فى حالات الاكتئاب أو الوسواس القهرى. وعادة ما تبدو شكوى المريض غريبة نوعا ما، وهى شكوى تذكرنا باضطراب اللاسْتِمتاعْ، (الأنهيدونيا)، لكن الشكوى هنا لا تنصب على فقد المتعة، وإنما على إدراك ذاتى من جانب المريض أنه لم يعد يتفاعل عاطفيا سواء بالحب أو بالكره أو بالاستمتاع أو حتى بالغضب أو الخوف، وهذا لا يعنى مباشرة أنه لم يعد كذلك فعلا، وعادة ما نقابل مثل هذه الشكاوى فى بداية الذهان النشط، والتفسير الإمراضى (السيكوباثولوجى) لذلك، هو أن المريض، وقد احتدت بصيرته نتيجة لتنشيط الداخل قد اتخذ موقفا ناقدا من المشاعر السائدة حوله فى الحياة العامة التى رأى أنه قد غلب عليها الاغتراب، ثم قرر ولو بنوع من الاختيار، ولو كان مرضيا، أو مهربا، أن يرفض المشاركة فى هذا الاغتراب، ومن ثـمَّ لم يعد يشعر كما يشعر سائر الناس بنفس نوع المشاعر التى بدأ يعتبرها مسطحة أو زائفة، وأحيانا ما يعبر عن ذلك بأنه يشعر أن العواطف قد ماتت لديه، أو أنه أُفرغ منها، وينبغى وضع كل ذلك فى الاعتبار أثناء العلاج الأعمق.
4- الافتقار إلى التواصل:Lack of Rapport
ويشير هذا التعبير إلى الحالة الوجدانية بين اثنين على الأقل، وهنا: بين الطبيب والمريض عادة، وهذا المصطلح يشير إلى صعوبة التواصل الوجدانى بصدق أو عمق، وكذلك يشير إلى صعوبة المواجدة (التقمص العاطفى) وبالتالى وهن الاستجابة المشارِكة. وإذا ما وجد مثل هذا الموقف فإن علينا – كما أشرنا، ونكرر- ألا نسارع بدمغ المريض بأنه هو العاجز عن التواصل فحسب، ذلك لأن الاعتماد على خبرة الفاحص وحده ليس مأمونا دائما لتقرير عجز المريض عن التواصل، ويمكن قبول مثل هذا الحكم إذا أجمع عليه أكثر من فاحص أو كان الفاحص ذو خبرة إكلينيكية متميّزة ومشهود بها فعلا.
5- تباين الوجدان Incongruity (اللاتوافقية):
يشير هذا العرض إلى عدم توافق االخبرة العاطفية الموجودة مع الفكرة المواكِبة لها أو مع الموقف الجارى فى نفس اللحظة. ويمكن أن يكون هذا التباين صفة للوجدان بقدر ما يمكن أن يكون صفة للتفكير الذى يبدو متباينا بدوره عن العاطفة المواكبة، هذا، وقد يعتبر العرض الذى يسمّى أحيانا “الابتسامة الفاترة” Facile Smile نوعا من تباين الوجدان، وفيه يبدو المريض وهو يبتسم فى خفاء، عادة وهو وحده، وأحيانا بعيدا عن الحوار الجارى معه، سواء من الفاحص أو المحيطين، وقد يصاحب ذلك وهو وحده أن يتكلم مع نفسه بصوت مرتفع، حتى رجح البعض أن كلا من تباين الوجدان والبسمة السرية الفاترة، بقدر ما هى تعلن الانفصال عن السياق الجاري، فإنها قد تشير إلى الالتفات إلى عالم المريض الخاص داخليا أو خارجيا.
على أننا إذا رجعنا إلى أصل ظاهرة التباين هذه فى الحياة العادية، لوجدناها متواترة بشكل أكبر بكثير مما نتصور، علما بأن هذا التباين بين وظيفة نفسية وأخرى لا يقتصر على الوجدان، وإنما يمتد إلى أى تباين بين أية وظيفة نفسية وأخرى، كما قد يمتد طوليا بين أى قرار وتنفيذه، وهكذا، لكن التباين الوجدانى يقصد به ما يظهر من تباعد بين الوجدان وبين وظيفة أخرى حاضرة أو نشطة فى نفس الوقت، وخاصة بالنسبة لكلام المريض، أو تفكيره، أو الموقف الآني المحيط.
تشكيلات من التباين العادى:
بما أننا أرجعنا باستمرار أصل كل اضطراب وجدانى إلى النظر فى أصل الوجدان المعنى وطيف ظهوره وتواتره فى الحياة العادية، ثم رحنا نتبع ذلك بمظاهر توظيفه سلبا أو إيجابا، فقد حاولت أن أطبق ذلك على “التباين” عامة، وتباين الوجدان خاصة، وإذا بى أفاجأ بقدر هائل من التباين فى الحياة المعاصرة، وخاصة فى الخطاب السياسى، وخطاب الجماهير، وأحيانا الخطاب الدينى، وكثيرا ما يصف العامة والإعلاميون هذا التباين بين المواقف عند نفس الشخص، أو عند مجموعة من الناس بأنه أقرب إلى المرض، وبالذات الفصام، إلا أن هذا أبدا لم ينبه الأطباء إلى مدى انتشار هذا التباين فى الحياة العامة، قبل أن يرصدوه ويشخصوه ويصنفوه أعراضا فى المرضى، أنا أقر وأعترف أن ظهور التباين عند المريض، وخاصة المريض الفصامى هو من أخطر العلامات خاصة إذا استمر هذا التفكيك، وصاحبه ما صاحبه من علامات تدهور، لكن أيضا علينا أن ننتبه إلى الاغتراب السائد تحت مظلة التباين العادى، ولا أذيع سرا أننى أراه فى وجوه بعض المذيعات والمذيعين وهم يبلغونا أخطر الكوارث، مصحوبة بتقرير مصور ولا مؤاخذة، وأبحث فى تعبيرات وجوههم وأستغفر الله لى ولهم.
6- الانفعال بلا دافعية:
أشرنا فيما سبق أنه لكى يكون الوجدان سليما فإنه، بالإضافة إلى الوعى به ومعايشته فى ذاته، وبالإضافة إلى دوره المعرفى من منطلق “العقل الوجداني الاعتمالى” Emotionally Processing Mind فإن للانفعال ظيفة دافعية، أى أنه يعتبر دافعا مناسبا لأداء وظيفته التكاملية مع الوظائف الأخرى، وأيضا وظيفته الدافعية المتطورة من برامج البقاء التى أفرزته، وفى الأحوال العادية، فإنه ليس المفروض أن يحقق كل انفعال فعلا بذاته، بحيث إذا لم يحققه فلا لزوم له، فمن حقنا أن ننفعل بدرجات مختلفة متصاعدة أو متراجعة، ومن كمال وظيفة الانفعالات/ الوجدانات أن تتراكم وتتكثف مع بعضها، ومع الوظائف الأخرى، لحين يأتى الوقت المناسب لإطلاق الفعل المناسب.
رحت أراجع كل ذلك فتأكدت من سلامة بدايتى المستمرة مما هو “عادى” فيما هو يخص الوجدان بالذات، كما وجدت أن ما يسمى التباين هنا، وأيضا نقص الدافعية، لا يقتصر على انفصال وجدان معين عن موقف يناسبه، أو انفصال وجدان بذاته عن فكرة تحتاجه، أو انفصال تعبير عاطفى واضح عن ما يجب أن يدفع إليه، كما وجدت أن كل ذلك موجود فى الحياة العادية بوفرة وافرة، وأنه يبدو أمرا طبيعيا، ولا يقتصر على انفصال الوجدان عن موقف أو فكرة، وإنما هو يمتد إلى انفصال أية وظيفة نفسية عن أخرى، فمثلا انفصال الكلام عن محتواه (عن المعنى بما هو)، أو انفصال الفكرة عن الفعل والإنجاز، إذن فهذا التباين طبيعة عملية، والزمن اللازم بين إثارة الدافع الوجدان، وبين تحقيق المطلوب منه لا بد أن يحترم، لكن علينا أن نعترف أن المبالغة فى هذا الانفصال (التباين) إذا أصبحت سمة غالبة فى الحياة العادية فهى الاغتراب، وإذا أصبحت ظاهرة متفاقمة شاذة فى المرض فهو العرض المرضى المسمى كذلك، فالمسألة نسبية دائما.
لهذا رأيت أن ألحق اليوم ملحقا من كتابى الجديد ينبه إلى وجود هذا التباين/الاغترابي فى الحياة العادية، وأن أؤجل الحديث عن تناقض الوجدانambivalence إلى الأسبوع القادم.
الملحق
فى عمل لى أعيد نشره حديثا فى نشرة الإنسان والتطور ثم جمعته مؤخرا وغيرت الاسم من “حكمة المجانين” التى أسىء فهمها فى الطبعة الأولى، إلى “مقامات ورؤى”، انتبهت أثناء المراجعة والتحديث إلى أننى عرّيت ظاهرة الاغتراب التى قد تصل إلى درجة التباين المرضى، فاستحسنت أن أعرض بعض ذلك فى هذا الملحق هذه النشرة الملحق، لعله يكون تنبيها إلى خطورة التمادى فى هذا الاتجاه حتى قبل ان يصل إلى درجة أن يصبح عرضا مرضيا صريحا!!
الملحق: عن اللفظنة والزيف والاغتراب
(170)
المعرفة دون فعل قد تسمح للجذام اللفظى
أن يتسحب من أطراف مشاعرك إلى سائر حسك.
فسارع بالوقاية قبل العلاج.
(176)
بقدر ما اكتسب الانسان قفزة تطور عن طريق التواصل بالكلام،
وقع فى مصيدة توقيع شيكات برموز ليست لها رصيد من المعنى.
(133)
الغناء والرقص والموسيقى تنشّط العواطف، وتدغدغ الإحساس، وتطلق الطاقة، وتحيى الجسد، ولكن حذار أن تكون بديلا عن العواطف اليقظة التلقائية،
أو عن الإحساس الفعل المسئولية!!.
(152)
ينبغى أن تتناسب جرعة الفعل:
مع جرعة الألم،
مع شحذ الأداة
مع حجم القدرة،
فى وحدة الزمن..
وإلا:
فهو العجز أو الجنون.
(162)
نشأت الألفاظ لتخدم التعبير وتحمل الانفعال،
وتسهل الاتصال وتحتوى المعنى…،
فكيف أصبحت تستعمل سجناً للإحساس؟
وبديلا للصدق؟
وشِركا للسذَّج،
وإخفاءً للمعنى؟
(169)
الكلمات البراقة قد تسرق الأهداف وتسُرّب المعنى، فيتساوى الغث والسمين دون أن ندرى
(أو قد ندرى فيما بعدن ويكون الأوان قد فات).
(461)
اختيارك للألم ليس دليلا فى ذاته على شجاعة الاختيار،
الألم المعجّز ليس افضل من السعادة الرخوة..،
وقد يكون هو المبرر الذى تسعى إليه ليسوِّغ توقفك..،
وحتى الرضا الساكن هو أشرف من الألم العاجز.
(647)
لا يغنى إحساس عن فعل، …
ولا يخدعك فعل خال من الاحساس،
الأول امتهان لنبض الوجود وإجهاض لشرف الوعى،
والثانى قد يضيف لبنة إلى لبنة، ولكن ما فائدة البيت بلا سكان؟
(648)
فى الطفولة والمراهقة وبعض الجنون، تملك الانفعال ولا تملك القدرة على الفعل
وفى النضج الأجوف والشفاء الميت، تملك القدرة على الفعل دون انفعال،
ولن يتقدم إنسان إلا إذا زاوج بين الاثنين.
(649)
الانفعال -أو حتى الفعل- النابع من الخوف فقط قد يكون صادقا، ولكنه:
لا يبنى إنسانا،
ولا يقيم حضارة،
ولا يثرى وجودا،
فلا تغترّ به، إلا أن يكون أول الطريق.
(825)
إياك وأن تفرح فتكتفى بأن تلبس ثوب الحكمة والتأمل،
قد يغريانك بالتوقف،
وابتسامة رائقة تنسدل على وعيك.
وبعد
فقد أجلت الحديث عن “تناقض الوجدان” ambivalence حتى أتمكن من الوفاء بحقه ومدى تواتره فى الحياة العاديةأيضا، وكذا مدى تداخله مع ظواهر إيجابية اختلطت معه عند العام والخاصة، وخاصة ظاهرة ” تحمـّل التناقض” Tolerance of Ambiguity وهى التى تعتبر من أهم علامات النضج، بما يحتاج إلى تفصيل لائق.