نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 27-3-2013
السنة السادسة
العدد: 2035
تعتعة التحرير
سفيرة إسرائيل، والعذراء البتول، والمؤامرة الحل
قالت البنت لأخيها: لن تصدق، قال: كعادتك، مقدمات خائبة لكلام فارغ، لن تتغيرى أبدا، قالت: إذن لن أقول لك، قال: أحسن، قالت: إذن أقول لمن؟ قال: إبحثى عن مغفل يصدق شطحك، قالت: ولكن هذا بالذات شخص يهمك، قال: كل ما تفلقينى به تتصورين أنه من صلب اهتمامى، قالت: إسمعنى حتى لا تندم، إن المسألة خطيرة، إنها كذبة كبيرة، إنها مصر…. قال: مصر كذبة كبيرة؟ ما ذا تقولين؟ قالت: لم أكمل، صاحبك هو الذى نبهنى بوضوح بعد أن صدقتك أنت وأمثالك، قال: أمثالى؟! أمثالى من؟ هل ستقلين أدبك؟ قالت: آسفة، لكن صدقنى، قال: أمرى لله ماذا عندك؟، قالت: كان جميلا كما كان طول عمره، لكن جماله هذه المرة كان مختلفا، قال: ألا تخجلين، تتغزلين فى جمال شاب بهذه الطريقة، أين الحياء، قالت: أريد أن أنقل لك الصورة بدقة كما عشتها، قال: أية صورة، قالت: كانت عيناه مغرورقتان فزاد جمالا، قال: كفى بالله عليك، ألا تخشين أن أغار، قالت: تغار مِنْ مَن، أنا أختك انتظر حتى تعرف، قال: أعرف ماذا؟ قالت: تعرف “ماذا قال”، قال: أعرف “ماذا قال” قبل أن تعرفينى به، ماذا قال؟ قالت: قال إنه حزين على مصر، قال أخوها: كلنا حزانى على مصر، قالت: لكنه يقول إننا نسيناها كما نسيناه، قال: عن من تتحدثين، قالت: عن أغلى من فقدنا، وأجمل من صاحبنا، وأنبل من عرفنا، قال: إياك أن تدخلى “طارق” فى تخريفك، وتأليفك، إياك!! أنا أنبهك، قالت: قلت لك أنك لن تصدقنى، إنه يرفض أن تستعمل اسمه دون أن تتعلم منه، وتكمل مهمته، ويرفض أكثر أن تتجاروا بدمه وبدموع أمه، قال: هذا ما توقعته، لقد جننت، “تفبركين” حلما كعادتك، وتخلطين الخيال بالحقيقة لتقولى ما تشائين فتتجنبين النقد والهجوم، قالت: إلا قل لى: أين طارق الآن بالله عليك، قال: حيا فى جنة ربنا يرزقه كما وعده، قالت: فلماذا نتكلم عن دمه بهذه الصورة التى تنسينا هذه الحقيقة لتلهينا عنه وعن ربنا قال: إنه القصاص قالت: القصاص من مصر!!؟ قال: القصاص من قتلته، قالت: الذين هم من؟ قال: كل من أمَر، وكل من سكت عن الأمر، وكل من أطلق النار وكل من فرم الشباب دهسا، قالت: هل هذا هو ما يرضيه هناك؟ الثأر والانتقام عشوائيا؟ أنت تعرفه جيدا، قال: ماذا تعنين؟ قالت: محاكم الشوارع، وأحكام الهتافات، على حساب حبيبته، قال: حبيته من؟، قالت: حبيته مصر، قال: حسبتك تقصدين “فاتن” خطيبته، لقد التقيتها، وتعجبت لصبرها، ويقينها بمكانه فى الجنة، وهى تقول كلاما مثل كلامك، قالت: لأنها تعرفه، وتحب مصر، قال: وهل أنا لا أحب مصر؟ قالت: إسأل نفسك.
******
قالت البنت لأمها: تصورى يا أمى؟! قالت الأم: أتصور ماذا يا حبيبتى؟ قالت: لكن أقسمى أولا أنك سوف تصدقيننى، قالت: رجعتِ لعادتك، ماذا بك، ومتى كذّبتك، قالت: تصورى من كان مع طارق حين التقيته؟ قالت: طارق من؟ قالت البنت: خطيب صاحبتى فاتن، قالت الأم: ماذا جرى لك؟، طارق عند ربنا يا ابنتى، لا تذكّرينى، وكيف حال فاتن، قالت: لقد صدقتنى حين قلت لها إننى التقيته، قالت: معها حق، لعلها خافت عليك فأخذتك على قدر عقلك، قالت: على قدر ماذا؟ قالت: يعنى لم تُرد أن تحرجك أو تكذبك، هل كان حلما؟ قالت: لست متأكدة، لكن ليس هذا ما كنت أريد أن أقوله، ألم تقولى حالا يا أمى أنه فى الجنة، قالت الأم: نعم طبعا، قالت فمن تتصورين أنه كان معه هناك، قالت الأم: اللهم طولك يا روح، ما علينا، من يا حبيبتى؟ قالت: رياض صاحبه، قالت الأم: قدس الله روحه، لكن هل انت متأكدة؟ قالت البنت: طبعا متأكدّه، قالت الأم: سبحان الله!! ولكن ما الذى أدخلك أنت الجنة؟ قالت: إيش عرفنى، ثم إننى لم أدخل، لكننى رأيتهما معا هناك، قالت الأم: أنت تستدرجيننى دون أن أدرى، هل كانت نفس الجنة؟ جنة طارق هى جنة رياض؟ قالت: طبعا، ألم يرحلا إلى ربنا من نفس المكان، بنفس الرصاص، من أجل نفس الهدف؟ قالت الأم: آه صحيح، أستغفر الله العظيم، لم أعد افهم شيئا، قالت البنت: المهم أن تصدقينى يا أمى، قالت: أصدقك فى ماذا؟ قالت البنت: فيما قاله لى، قالت الأم: اللهم طولك يا روح، وماذا قال لك؟ قالت البنت: قال إنه لا يهمه إعدام المتهمين بقتله هو ورياض بقدر ما يهمهما أن نكمل رسالتهما، أو نلحق بهما، قالت الأم: هذا هو طارق، وهذا هو رياض، قالت البنت: وهذا هو ربنا وهذه هى مصر قالت الأم: إعملى معروفا ربنا يستر عرضك، قالت البنت: لا تخشى شيئا يا أمى، لا تحملى هما، أعدك أننى سوف أغير كل هذا، قالت: الأم: ماذا جرى يا ربى؟ تغيرينه بصفة ماذا، قالت: بصفتى العذراء البتول.
******
قالت الأم لابنها: أختك يا حبيى، قال: مالها؟ قالت متألمة ألما فوق الوصف، قال: وأنت كذلك يا أمى، وأكثر، قالت: وأنت أيضا يا حبيبى، قال: إيش عرفك يا أمى؟ قالت: إسأل أباك، قال: هو أكثرنا ألما، وهو لا يبين، قالت وهذه هى البلوة التى لا أعرف كيف أكون بجواره فيها، قال: كلنا بجوار بعضنا يا أمى، قالت: هذا صحيح، هذه هى مصر، قال: الله نوّر، قالت: طيب فلماذا نسى الناس أن كلنا بجوار بعضنا، قال: ألم تتبينى يا أمى أنه لا يفسر كل هذا إلا أن يكون الفاعل ليس مصريا وأن كل غرضه هو خراب مصر فى كل موقع، قالت: آه والله، قال: وهذا هو العامل المشترك الأعظم، قالت: إذا كان الأمر بهذا الوضوح فلماذا لا يعرفه الناس بهذا الوضوح، قال: لأن المخربين خربوا عقولنا أولا، قالت: يبدو ذلك، فلماذا لا تقول هذا الكلام لأختك، قال: هى تعرفه أكثر منى، قالت: إذن فما حكاية العذراء البتول هذه، قال: إنها قالت ذلك تمويها حتى تحصل على موعد مع سفيرة إسرائيل لتتم المهمة، قالت: ماذا تقول؟!!! أية مهمة؟ وهل لإسرائيل سفيرة، قال: أقصد سفيرة أمريكا ليس هناك فرق، قالت: وإيش أدخل هذا فى حالة أختك والعذراء البتول قال: المؤامرة، قالت: أية مؤامرة، قال: إيش عرفنى؟!!