الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (109) من الكراسة الأولى (2)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (109) من الكراسة الأولى (2)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 28-3-2013

السنة السادسة

 العدد: 2036

 mahfouz 2

ص 109 من الكراسة الأولى

28-3-2013 هو‏ ‏الله‏ ‏المتعال‏ ‏الجبار‏ ‏الرحيم

تحب مع لا (ك . غ) ‏‏ ‏أبدا‏ ‏ولله‏ ‏الحمد‏

 دار الحكمة ‏السؤال، الرد‏ فصال يعوض

‏ وعما يرى

‏ ‏الهمة ‏عالية‏ والسن ‏قصيرة.‏ ‏الأدب‏،‏ العلم‏

 ‏فن، (ك.غ) 

اذا جاء‏ ‏نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح

الهاكم‏ ‏التكاثر‏ ‏حتي ‏زرتم‏

 ‏مفيد‏ ‏فوزى‏، ‏آمال‏ ‏العمدة

النيل نجاشى حليوه اسمر

 الحسينية، (ك.غ) أو الأمر بها

نجيب‏ ‏محفوظ

 

 القراءة:

كنت قد استأذنت شيخى الأسبوع الماضى أن ألتقط أنفاسى، أو أن أعدل عن اكمال قراءتى لتدريباته ولو لفترة، وطبعا أذن لى بطيبة متوقعه، ودعاء مقبول بإذن الله، لكننى ما إن هممت أن استجيب لهذا السماح حتى ملكنى أسى شديد، وكأننى سأفقده من جديد، مع أننى لم أفقده أصلا ولا يوما واحدا، فعدت على أدراجى مهرولا وقررت أن أواصل حتى لو لم أعلق إلا على سطر واحد من كل صفحة أو على صفحة واحدة من كل عشرة.

الحمد لله.

قلت الأسبوع الماضى إن ما صعُب على قراءته فى هذه الصفحة كان أكثر من قدراتى، ومع ذلك سوف أحاول، ولتغفروا لى أخطائى أو تعسفى فى التقريب أو التخريج.

بدأت الصفحة بحمد الله المتعال الجبار الرحيم، وهى على غير العادة لم تبدأ بالبسملة ولا بالاستعاذة وقلت خيرا، وقد عقبت على مثل ذلك قبلا (نشرة: 21-6-2012، صفحة التدريب 81)

إذ يبدو أنه إذا حضرت أسماء الله فى البدء أغنته عن ذلك.

هو‏ ‏الله: وردت هذه العبارة فى صفحة التدريب (108) الحلقة (3) نشرة: 14-3-2013 ، وعقبت عليها، عموما.

لفظ “هو” هنا هو من أسماء الله الحسنى وليس مبتدأ، وقد ذكرت حكاية صديق والدى الذى كان يفضل أن يذكر الله بهذا الاسم بالذات “هو هو هو هو” فى نشرة سابقة.

“الله” لفظ الجلالة، هل يحتاج إلى مزيد، ذات مرة كان أحد أصدقائى الفلاحين من كبار السن يستمع إلى مناقشة خائبة حول وجود الله وواحديته، وما هو مثل ذلك فإذا به يغضب معقبا قائلا: “ماذا تقولون يا جماعة إذا كان “هو” الذى يقول: “قل هو الله أحد” هل تريدون إثباتا أكثر من هذا؟

هكذا يحضر “الله” فى وعى الشيوخ والأطفال، ليس بالمعنى البدائى، وإنما بالمعنى الأصيل لما هو “حركية الفطرة” وفى نفس الوقت هذا هو إيمان العجائز.

 ‏المتعال:

لا أفهم هذا الاسم بمعناه المعجمى من “التعالى” وإنما يقترب منى أطيب مع تكرار “سبحانه وتعالى”.. فيحضرنى هذا الاسم دون أى شرح، أكثر مما يأتينى اسم المتعال منفردا “عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِي”.

‏الجبار:

كنت أتردد وأنا أستقبل هذا الاسم ولا أقبله فأوجِّه جبروته تعالى فورا نحو المشركين الظالمين وقد ورد اسم الجبار فى القرآن الكريم مرة واحدة،

“هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ” الآية 23سورة الحشر.

ولكن هذا الاسم قد حضرنى وأنا أكتب شخصية غريب الأناضولى الملحد الساخط الغاضب فى الجزء الثانى “مدرسة العراة” من ثلاثيتى المشى على الصراط، ولكن حضوره كان بالمعنى الذى ظهر فى الحوار بين عبد السلام المشد وجاره هذا “غريب” هكذا:

عبد السلام: = ‏ما‏ ‏أبشع‏ ‏ألمك‏. ‏لفتة‏ ‏صغيرة‏ ‏قد‏ ‏تريك‏ ‏ماذا‏ ‏يعنى ‏الألم‏,… ‏إنه‏ ‏تصميم‏ ‏على ‏الحياة‏.‏

‏غريب: – ‏جوف‏ ‏الأرض‏ ‏هو‏ ‏الرحم‏ ‏فحسب‏. ‏الحقيقة‏ ‏الوحيدة‏ ‏تجدها‏ ‏فى ‏مقابر‏ ‏الإمام‏ ‏يا‏ ‏عبد‏ ‏السلام‏.‏

‏ عبد السلام: = ‏الله‏ ‏رحمان‏ ‏ورحيم‏ ‏يا‏ ‏أخى.‏

‏ غريب: – ‏تذكرنى ‏بيقين‏ ‏ذلك‏ ‏الفلاح‏ ‏الفطرى ‏إبراهيم‏ ‏الطيب‏..‏أو‏ ‏تشنج‏ ‏عبد‏ ‏السميع‏ ‏الأشرم‏.‏

‏ عبد السلام: = ‏أنا‏ ‏أعنى ‏فعلا‏ “‏الطريق‏ ‏إليه‏”، ‏هذا‏ ‏ما‏ ‏عنيته‏ ‏منذ‏ ‏بداية‏ ‏حديثنا‏.‏

‏ غريب: – ‏هل‏ ‏تعرف‏ ‏أى ‏اسم‏ ‏من‏ ‏أسمائه‏، ‏كنت‏ ‏أعتزم‏ ‏تسبيحه‏ ‏حين‏ ‏فكرت‏ ‏فى ‏التصوف‏ ‏يوما‏.‏

‏ عبد السلام: = ‏هل‏ ‏فكرت‏ ‏يوما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏حقيقة؟‏.‏

غريب: – ‏كنت‏ ‏أنوى ‏أن‏ ‏أسبحه‏ ‏طول‏ ‏الليل‏ ‏فى ‏مكبـر‏ ‏خاص‏ ‏صائحا‏ ‏به‏: “‏يا‏ ‏جبار‏ ‏يا‏ ‏جبار‏” ‏حتى ‏أصل‏ ‏إلى ‏الوجد‏ ‏الصوفى ‏الذاهل‏.. ‏أو‏ ‏إلى ‏سجن‏ ‏مصر‏.‏

‏ عبد السلام: = ‏لم‏ ‏تتركك‏ ‏سخريتك‏ ‏حتى ‏بعد‏ ‏هذه‏ ‏الصدمة‏.‏

‏ غريب: – ‏لست‏ ‏أسخر‏ ‏يا‏ ‏عبد‏ ‏السلام‏ ‏ولكنى ‏أحذرك‏ ‏من‏ ‏هذا‏ ‏التخريف‏ ‏الخادع‏.‏

‏ عبد السلام: = ‏المسألة‏ ‏أقرب‏ ‏من‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏المخاوف‏، ‏أحس‏ ‏أنه‏ ‏أقرب‏ ‏إلينا‏ ‏منا‏. ‏من‏ ‏عرف‏ ‏نفسه‏ ‏عرفـه‏.‏

كنت أود أبين أن ما وصل لهذا المسكين – غريب– من صفاته تعالى هو نوع من القسوة أو الظلم فجاءت هذه المحاورة تبين ذلك.  إلا أننى حين راجعت هذا الاسم الآن بفضل شيخنا وجدت أن للجبار معنى آخر ووظيفة أخرى، فالجبار هو الذى يجبرك عندما تلجأ إليه بكسرك، فهو الذى يجبر المنكسرين، ومن هذا المعنى اشتق لفظ “الجبيرة” وأعتقد أن هذا أقرب إلى المعنى العامىّ الجميل “جبر الخواطر على الله”.

الرحيم:

يقال أن الله الرحمن يشمل كل الخلائق، المؤمن، والكافر، والملحد، والمستقيم، والمنحرف، أما اسم الله الرحيم  فهو يشمل الذين آمنوا بالله ورسوله واستقاموا على أمره، وحققوا الهدف الذي من أجله خُلقوا.

ولا أفرح بهذه التفرقة، لست أعرف لماذا؟

……

……

السطر التالى فى الصفحة والذى بعده نسختهما اجتهادا فى نشرة الأسبوع الماضى وكانا من أهم ما أعاقنى وكاد يوقف تدفقى لأن الكلمة غير المقروءة أفسدت حتى خيالى وتجاوزاتى.

ثم بعد ذلك:

“الهمة عالية والسن قصيره:

وكنت قد قرأتها الأسبوع الماضى المهمة، ولم تكن عندى الشجاعة أن أقرأ الكلمة التى بعد “عالية” على أنها “والسن” افتعالا، فقرأتها “وهى“، لكننى حين راجعتها اليوم تذكرت كلمة أبو الأطباء التى أحبها جدا حتى صدرت بها موقعى.

“الحياة قصيرة

والفن طويل

والخبرة قليلة

والفرصة هرّابة

والحكم على الأشياء من أصعب الأمور”

قلت إذا كان الأمر كذلك فلتكن الكلمة: “السن” فيصبح المعنى المراد “الهمة عالية والعمر قصير“: وهو يفسر الكلمة التالية “الأدب العلم” ثم “فن” مع اغفال الكلمة الأخيرة غير المقروءة

فهل يا ترى كان شيخى يقصد فعلا الاشارة إلى أن الحياة قصيرة ولا يمكن أن تتسع لطموحاتنا المعرفية والابداعية مهما كانت الهمة عالية، وبالتالى لا يمكن أن تلم بما نتمنى نهله من هذه المناهل جميعا الأدب – العلم – والفن.

ثم ألتقط أنفاسى حين أصل إلى:

* إذا جاء نصر‏ ‏الله‏ ‏والفتح : فقد سبق أن أثبت تداعياتى عن هذه السورة الكريمة وتحفظى أن تقتصر على فتح قلة، فى صفحة التدريب (15) نشرة: 18-2-2010، (صفحة التدريب ص83): نشرة: 5-7-2012، (صفحة التدريب ص 85) نشرة:  19-7-2012، (صفحة التدريب ص 88) نشرة:  9-8-2012،(صفحة التدريب ص93) نشرة:  13-9-2012، (صفحة التدريب ص97) نشرة:  4-10-2012

“ثم كلمة غير مقروءة”

ثم :

* الهاكم‏ ‏التكاثر‏ ‏حتي‏ ‏زرتم: أيضا وردت فى صفحة (70) نشرة: 5-4-2012، (صفحة التدريب ص 79) نشرة: 7-6-2012، (صفحة التدريب ص91) نشرة: 30-8-2012

أما “مفيد فوزى وآمال العمدة” فقد أشرت الأسبوع الماضى إلى احتمال أن يكونا قد أجريا معه حديثا فى الاذاعة أو غيرها، وما أذكره عن مفيد أنه كان يذكره بخير، أما آمال فلم يرد ذكرها أمامى.

وأخيرا:

* النيل نجاشى حليوه اسمر‏: قد وردت أيضا فى صفحة التدريب (105) نشرة: 22-11-2012

……

… فيخرجنى هذا السبق المتلاحق من ورطتى ويسمح لى ذلك أن أترك السطر الأخير دون تعقيب إتباعا للأسلوب الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *