الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (155) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (155) الفصل‏ ‏الثالث “‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

نشرة الإنسان والتطور

الخميس: 7-12-2023

السنة السابعة عشر

العدد: 5941

تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ)[1]

وهكذا نواصل نشر “الأصداء” مع “أصداء الأصداء”

 بقلم: “يحيى الرخاوى” واحدة واحدة (155)

الفصل‏ ‏الثالث

“‏إبن‏ ‏حظ”: ‏طفل‏ ‏تائه‏ (‏يا أولاد‏ ‏الحلال‏) ‏

فى‏ ‏ثوب‏ ‏كهل‏ ‏يعبد‏ ‏ربه

الأصداء عودة إلى النص:

155- ‏الطوفان‏:‏

قال‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏التائه

سيجيء‏ ‏الطوفان‏ ‏غدا‏ ‏أو‏ ‏بعد‏ ‏غد‏، ‏سيكتسح‏ ‏النساء‏ ‏والفاسدين‏، ‏ولن‏ ‏تبقى ‏إلا‏ ‏قلة‏ ‏من‏ ‏الأكفاء‏. ‏تنشأ‏ ‏مدينة‏ ‏جديدة‏ ‏تنبعث‏ ‏من‏ ‏أحضانها‏ ‏حياة‏ ‏جديدة‏، ‏ليت‏ ‏العمر‏ ‏يمتد‏ ‏بك‏ ‏يا‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏لتعيش‏ ‏ولو‏ ‏يوما‏ ‏واحدا‏ ‏فى ‏المدينة‏ ‏الآتية‏.‏

أصداء الأصداء

حلم‏ ‏المدنية‏ ‏الفاضلة‏ ‏بعد‏ ‏الطوفان‏ ‏تكرر‏ ‏فى ‏الأساطير‏، ‏والأديان‏، ‏ولم‏ ‏يضف‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏هنا‏ ‏جديدا‏ ‏يستحق‏. ‏فلماذا‏ ‏؟ ولماذا‏ ‏جمع‏ ‏النساء‏ ‏مع‏ ‏الفاسدين‏ ‏والعاجزين‏‏؟‏ ‏وهل‏ ‏استـُـدرج‏ ‏حتى ‏جعل‏ ‏النساء‏ ‏رمزا‏ ‏للفساد‏ ‏والفـُجر‏ ‏كما‏ ‏ذهبت‏ ‏بعض‏ ‏أقوال‏ ‏الأديان‏ ‏والأساطير‏؟

ثم‏ ‏كيف‏ ‏نقبل‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏الشيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏بكل‏ ‏هذا‏ ‏التكامل‏ ‏الذى ‏لاحظناه وهو ‏يصالح‏ ‏الموت‏، ‏ومثله‏ ‏الأعلى ‏أن‏ ‏يتزوج‏ ‏فى ‏عامه‏ ‏المائة‏، ‏ويعبد‏ ‏الحياة‏، ‏ويساعد‏ ‏الآخرين‏، ‏ويرفض‏ ‏النكوص‏ ‏الفج‏، ‏ثم‏ ‏فجأة‏ ‏نراه‏ ‏مثل‏ ‏واحد‏ ‏منا‏ ‏ينتظر‏ ‏الطوفان‏، ‏ويحلم‏ ‏بالمدينة‏ ‏الفاضلة‏، ‏ثم‏ ‏قد‏ ‏نفهم‏ ‏أن‏ ‏حلم‏ ‏إغراق‏ ‏الفاسدين‏ ‏بالطوفان‏ ‏هو‏ ‏حلم‏ ‏مشروع‏، ‏وخاصة‏ ‏حين‏ ‏يستحيل‏ ‏مقاومتهم‏ ‏أو‏ ‏إصلاحم‏، ‏فلماذا‏ ‏يكتسح‏ ‏الطوفان‏ ‏العاجزين‏ (‏ناهيك‏ ‏عن‏ ‏النساء‏ ‏كما‏ ‏ذكرنا‏)‏

وأخيرا‏: كيف‏ ‏تحلم‏ ‏يا‏ ‏شيخ‏ ‏عبد‏ ‏ربه‏ ‏بالمدينة‏ ‏الفاضلة‏، ‏وهى ‏فى ‏الأغلب‏ ‏كما‏ ‏تعلم‏، ‏مسخ‏ ‏ذو‏ ‏بعد‏ ‏واحد‏، ‏وأنت‏ ‏الذى ‏رأيناك‏ ‏تحتوى ‏زخم‏ ‏الأضداد‏ ‏كلها‏، ‏أم‏ ‏أن‏ ‏ذلك‏ ‏كله‏ ‏أنهكك‏ ‏فتمنيت‏ ‏يوما‏ ‏واحدا‏ (‏لا‏ ‏أكثر‏) ‏بعيدا‏ ‏عن‏ ‏زخم‏ ‏الحياة‏ ‏الرائعة‏ ‏التى ‏تمثلها‏ (‏لى ‏على ‏الأقل‏)، ‏يوما‏ ‏واحدا‏، ‏وتعود‏ ‏لمدينتنا‏ ‏الحقيقية‏ ‏التى ‏لا‏ ‏شك‏ ‏أنها‏ ‏أروع‏ ‏من‏ ‏المدن‏ ‏الفاضلة‏ ‏عبر‏ ‏التاريخ‏، ‏أروع‏ ‏بما‏ ‏علمتنا‏ ‏وتعلمنا؟

هذا ما حصل!!!‏

_________________

[1] – يحيى الرخاوى “أصداء الأصداء” تقاسيم على أصداء السيرة الذاتية (نجيب محفوظ) (الطبعة الأولى 2006 – المجلس الأعلى للثقافة)، و(الطبعة الثانية  2018  – منشورات جمعية الطب النفسى التطورى) والكتاب متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net

تعليق واحد

  1. فعلا موضوع النساء هنا ملفت جدا .
    تصور يا محمد ان هذه القضية ( قضية النساء ) كانت تشغلني في الفترة الاخيرة .
    فالمرأة كائن رائع وغالبا اكثر حضورا ونضوجا
    ولكن ما حدث خلال الخمسين السنة الماضية بالذات جعلها تتشوه فعلا الا قليلا.
    والله يسامحهم بقي اللي نفخوا في الوهم فصدقته النساء من بعد معين .
    كل نقائص المرأة هي انعكاس لنقائص الرجل بشكل او آخر .
    ثم شردت بعيدا لتعبر عن وحدتها القاسية ولتعوض حرمانها الحيوي الحقيقي لعدم وجود الرجل الحيوي الحقيقي في الافق .
    ولكن هل الحل يا شيخ عبد ربه ان يذهب الطوفان بالنساء . ؟؟
    الفاسدين من الرجال العن من كل النساء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *