الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / حوار/بريد الجمعة

حوار/بريد الجمعة

نشرة “الإنسان والتطور”

الجمعة: 7-4-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5697

حوار/بريد الجمعة

مقدمة:

الحمد لله من قبل ومن بعد

طلب مـِنَّـا الاستمرار في محاورته، ومحاورة بعضنا البعض، وها نحن نحاول….

وإذا بالبريد ينتعش هذا الأسبوع، على خلاف الأسبوع الماضى،

فالحمد لله حمداً كثيراً.. وشكراً لكل المشاركين المتحاورين..

*****

حوار/بريد الجمعة

أ. دينا محمد شوقى

رجاءا لا تتوقف فالنشرة تحمل عبق رحيق حضرة دكتور يحيى الرخاوى الذى طالما انستنا كلماته رجاءا استمروا فنحن فى حاجة إلى ذالك امدكم المولى بالصحة والعافية وأسكن حضرة دكتور يحيى الرخاوى فسيح جناته أن شاءالله

د. محمد الرخاوى:

يا رب يا دينا، يا رب يقدرنا..

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات  مقتطف من: (المخاطبة رقم: 8)

د. مروة عبد اللطيف

أما أنا يامولانا فاستحي لعدم زيادة العلم.. أن أكتفى بما أعرف أو أحسب أننى أعرف ..أن اتوقف عن طلب المزيد لخوفي مما قد أعلمه لكسلي..لجهلي ولغبائي.

د. محمد الرخاوى:

لا أعتقد يا مروة أن أياً من الشيخين (النفرى أو يحيى الرخاوى) يطلب “عدم زيادة العلم” بحسب تعبيرك. بل إنه كلما زاد العلم الحقيقى أيقنّا بالجهل الحقيقى، وربما تصالحنا معه. الرفض هو للعلم “المستقر”، أو كما قال النفرى نفسه: العلم المستقر جهل مستقر.

أما اتهامك لنفسك بالكسل والغباء؛ فبصراحة أشفقت عليك منه، بل ربما رفضته أيضاً، لأنه كثيرا ما يؤدى الاعتراف القاسى من هذا النوع إلى استسلام متمادى، فما دامت المهمة بهذه الصعوبة على طبعى الكسول أو الغبى (كما تدعين)، فإن ثمة تبريراً للتوقف، وهو ما نحتاج لتفاديه…

*****

مقتطف (137) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الرابع: (من 399 إلى 542) المزيد عن الحرية والجنون (وأشياء أخرى)

د. مروة عبد اللطيف

اشهد الله أنك يا معلمي من علمني احترام الجنون ..أنت حاضر معي في حضوري معهم.. في حيرتي وتقلبي وعجزي ..

د. محمد الرخاوى:

بارك الله فيك، وفى حضورك معهم، ولا أعفاك من حيرتك وتقلبك، وجزاه عنا جميعاً خير الجزاء.

*****

مقتطف (138) من كتاب “حكمة المجانين” (فتح أقفال القلوب) الفصل الرابع: (من 399 إلى 542) المزيد عن الحرية والجنون (وأشياء أخرى)

أ. هبه مليجى

المقتطف: لا تقس على المجنون إلا حبـًّا حازما له، وأنت تتألم أكثر منه إن استطعت،
وإياك والشفقة الفوقية، أو النصائح اللفظية.

التعليق: فصل الحالة بين حال المعالج وحال الانسان داخل المعالج تحتاج دائما الى تدريب حتى نأخذ بيد الحالة على قدر المستطاع. فكما كان يعلمنا استاذنا الدكتور يحيى الرخاوى رحمه الله عليه. نحن نعالج بما هو نحن.

د. محمد الرخاوى:

شكراً لتذكيرنا بهذا المعنى وبهذه الصيغة التي لا أعرف لها بديلا.

*****

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “عظة‏ ‏الموت‏ ‏تتسرب”

د. محمد أحمد الرخاوى

الموت: هو حياة أخرى. هذا ما أخبرنا به الله هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا، إذن فهو متصل منفصل. الموت حضور آخر لا يمكن إنكاره. الموت غيب حاضر طول الوقت. ولو كره الكافرون.

د. محمد الرخاوى:

مش عارف… لو أن الموت واضح هكذا -وضوح بعض تعبيراتك وألفاظك؛ فأين المشكلة؟؟ ظنى أن هذه المشكلة/المسألة/السعى لو انحلت بهذا الوضوح لماتت؛ فلو مات السؤال مات السعى. إن تحدى الموت والجهل به والخوف منه إلى آخره، وبشكل مستمر لا يتوقف، هذا هو ما يستدعى –جدلياً- مستوى الإيمان الذى هو اختيار صعب. أما لو انتفى الجدل الصعب (غيب حاضر طول الوقت بتعبيرك) فلا أظننا مدركين مستوى الإيمان الذى نسعى له.

عفواً.. استثارنى اليقين؛ فتدخلت حتى لا يتصور البعض أنه “يقين مستقر”، فكما كتبت لمروة اليوم (انظر قبل): العلم المستقر جهل مستقر.

د. ماجدة عمارة

المقتطف: لماذا‏ ‏نبيُع‏ ‏”الْهُنَا” ‏”الآن”‏: ‏بخساً‏ ‏بما‏ ‏قد‏ ‏يلوح‏،

وليس‏ ‏يلوحُ،

فنجـْـتـَـرُّ‏ ‏دَوْما‏ ‏فُتَاتَ‏ ‏الزَّمْن‏؟

ماذا‏ ‏الوُلوُجُ‏؟ الخُروجُ‏؟‏ ‏الدُّوار؟‏

ماذا اللماذا؟

التعليق: تساؤلات استنكارية، استنفرت غيظى لأتساءل بدورى: لماذا لا نحيا الحياه؟ لماذا نستبدل الموت بالحياة ثم ندعى أن الموت مجهول؟ تساؤلاتك يامولانا قالت لى، اننى لم أحيا الا الموت ولم أعرف الحياة بعد ….أما أنت فقد أحببت كليهما حبا جعلهما عندك واحد، هنا والآن

د. محمد الرخاوى:

صح يا د. ماجدة، صح جداً..

أ. هبة مليجى

مع صعوبة وهول حقيقة الموت. وخاصة بفقدان شخص عزيز، إلا أنى اعتبرها ولادة أخرى. فالجنين فى رحم امه، انتهت حياته فى الرحم لينتقل إلى عالم الدنيا. ثم تنتهى دوره حياته ورسالته فتغادر الروح الجسد الدنيوي لتنتقل إلى حياه أخرى، حياه البرزخ. فمع كل نقطه نهاية تبدأ نقطه البداية.

د. محمد الرخاوى:

مرة أخرى أجدنى مستنفراً لمقاومة الوضوح، لو أراد الله لنا معرفة الموت بهذا الوضوح لكان. ولكنه لم يُرِد. وإنما الدعوة لهذا المستوى من الإيمان هي أيضاً دعوة لكدح ليس سهلاً ولا واضحاً كما نتمنى.

عذراً، ولكن يمكنك أيضاً العودة لردى اليوم على ابن عمى عن القصيدة نفسها.

*****

من فقه العلاقات البشرية: (2) “هل العلاج النفسى “مَكْـلـَمَة”؟ (سبع لوحات) الفصل الأول: عن نمو الكلام وعلاقته بالمعنى واللغة (4)

أ. هبة مليجى

المقتطف: استعمال وسائل أخرى للتواصل غير اللفظى (ليس اللغة الإشارية، التى هى نوع آخر من الرموز) بما فى ذلك لغة الجسد، ولغة العيون. وتعبيرات الوجه.

التعليق: قد يستمر التواصل الغير لفظى دقائق معدودة ولكن لها عظيم الاثر فى الاشخاص داخل وخارج المجموعة. وتحدث تغيرات قد تستمر حتى بعد الانتهاء من الجلسة. الكلام من غير كلام ابلغ الكلام.

د. محمد الرخاوى:

هذه مناسبة جيدة لأعلن أمنيتى القديمة والمستمرة أن نعرض –ذات يوم- ونتعلم من نظرية التعالق (Relevance Theory)  التي أنا بالفعل منبهر بها، وأرى أنها لم تأخذ حقها نهائياً، بل أرى أنها ظلمت حتى على يد يحيى الرخاوى شخصياً عندما اقتصر الإيحاء على كونها تدعم مصداقية التواصل غير اللفظى، والأمر أكبر وأهم كثيراً من ذلك.

أ. وفاء محمد

ردًا على أ. هبه مليجى

دائما الإنسان الصادق لا يلون الكلمات بغير لونها حتى وإن كان لديه قدر كبير من الدبلوماسية وقد كان د. يحيى عليه رحمة الله صادق ويعطى كل كلمة حقها في مكانها الصحيح لذلك كانت حواراته وردوده تدخل العقل والقلب حتى ولو كلمات بسيطة مثل عندك حق تعطى احساس بالقبول والاطمئنان وتفتح الباب للتفاهم والمشاركة بارك الله فيكم هذه أول مرة أعلق بعد غياب الونس الجميل د.يحيى عليه رحمة الله وشكرا لكم.

د. محمد الرخاوى:

حمداً لله على عودتك يا وفاء،

وعندك حق…

*****

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 5)

أ. محمد ياسين

المقتطف: يا عبد كيف تقول حسبى الله وأنت لا تطمئن بالجهل على المجهول كما تطمئن على العلم بالمعلوم.

التعليق: أعتقد أن مولانا النفرى هنا يشير بالاطمئنان ب ” الجهل على المجهول ” إلى تقبل الغموض، والسير إلى الله فى هذه الحياة مع عدم وضوح الرؤية وعلى الرغم منها توكلا على الله واطمئنانا به وحده دون سواه ،،، وهذا بعض معانى إن يقول العبد (حسبى الله)

د. محمد الرخاوى:

عندك حق أيضاً يا محمد، جداً، وإن كنت أحب تنبيهك وتنبيه قارئك إلى أن مصطلح “تقبل الغموض” ينتمى إلى عالم دلالى (عالم علم النفس تحديداً على حد علمى) أفقر كثيراً من عالم النفرى والتصوف بعامة. وعلى الرغم من أن الترجمة مطلوبة دائماً للحوار، وعلى الرغم أيضاً من أننى أوافق بحماس على ترجمتك، إلا أننى ما زلت لا أنسى (وأتمنى ألا أنسى/ننسى) أن “الحفاظ على الغموض” أوسع وأصعب من “تقبل الغموض”.

أرجو أن تتفهم نقدى يا محمد؛ فغيرتى على نص النفرى تقودنى دائماً، ولطالما قادتنى مع يحيى الرخاوى نفسه. ولعلنا نجد عزاءنا فيما قاله المترجمون أنفسهم عن الترجمة من أن “الترجمة خيانة”.

د. محمد أحمد الرخاوى

يا مولانا يا مولانا من نحن كي لا نطمئن بالجهل. الجهل هو الغيب الحاضر. واول اركان الايمان كله هو الايمان بالغيب ونحن مطمئنين اذا صدقنا بحضوره طول الوقت .

اتصور ان الاطمئنان بالجهل اقوي من الاطمئنان بالعلم الا اذا كان علم لدني آتاه الله لعبد من عباده . وهو محدود بحدوده .

د. محمد الرخاوى:

ذكرتني يا ابن عمى بواحدة من جواهر النفرى، أحفظها دائماً، لتطمئنك وتطمئننا أن لا حاجة بنا لأى استثناء من قولك: الاطمئنان بالجهل أقوى من الاطمئنان بالعلم، ولا حتى العلم اللدنى كما تشير، حيث يقول:

وقال لي: العلم الذى ضده الجهل علم الحرف، والجهل الذى ضده العلم جهل الحرف؛ فاخرج من الحرف تعلم علماً لا ضد له وهو الربّانى، وتجهل جهلا لا ضد له، وهو اليقين الحقيقى.

د. ماجدة عمارة

المقتطف: اليوم وصلنى أكثر أن الإقرار بالجهل هو السبيل إلى اليقين بالغيب

التعليق: كأن ما قضيته من عمرى فى رحابك كان لتدريبى على أن أرى عينيك فى كل ما أقرأه من كلامك، فينتقل إلى وعيك به …نعم يا مولانا وصلنى منك الإقرار بالجهل، أما اليقين بالغيب؟! لم أصل إليه بعد، كنت بحاجه إلى صحبتك وجوارك حتى ألتقطه منك، لكن عشمى فى ربنا كبير، ورضائى بما وصلنى منك ليس قليل، وأملى فى الوصل غيبا، يهون على ألم الرحيل …..

د. محمد الرخاوى:

أعانك الله يا د. ماجدة، وإن كنت ما زلت أصر على تذكيرك وتذكير نفسى والقراء بأن هذا النوع من وضوحك المفهومى واللغوى (في التفرقة بين الإقرار بالجهل واليقين بالغيب، مثلاً) قد يكون معطلاً. ويذكرنا النفرى دوماً أن هذا الوضوح (الذى يسميه الحرف) هو من بين الأمور التي بالخروج منها نقترب خطوة في مسعانا، أو هكذا تلقيته…

أ. هبه المليجى

وهل هناك من سبيل آخر غير الاستعانة بالله. فعلمنا محدود وعلمه يشمل ما ندركه وما لا ندركه وما هو فوق ادراكنا. فهو حسبنا.

د. محمد الرخاوى:

اللهم قوى إيمانك وإيماننا. عندى أنه لا سبيل إلا الاستعانة… ولكننا لسنا وحدنا من نقرر… إذن فليستمر الجدل… (لا الجدال).

3 تعليقات

  1. المقتطف : هذه مناسبة جيدة لأعلن أمنيتى القديمة والمستمرة أن نعرض –ذات يوم- ونتعلم من نظرية التعالق (Relevance Theory) التي أنا بالفعل منبهر بها، وأرى أنها لم تأخذ حقها نهائياً، بل أرى أنها ظلمت حتى على يد يحيى الرخاوى شخصياً عندما اقتصر الإيحاء على كونها تدعم مصداقية التواصل غير اللفظى، والأمر أكبر وأهم كثيراً من ذلك
    التعليق : يللا بينا يا د. محمد . …الطريق مفتوح ومحتاج يتمشى ،يمكن توصل لل منعرفوش

  2. اعجاز العلم اللدني هو المباشرة . وكما ذكرت في تعليقي هو محدود بحدوده . وهو لخاصة الخاصة وليس متاحا الا بما شاء لمن شاء . وهو استثناء حتمي لقيمة الجهل . والامثلة كثيرة . ابرزها سيدنا الخضر حينما قال الله “” “”وآتيناه من لدنا علما . “”

  3. قال نجيب محفوظ في ملحمة الحرافيش :-
    الموت لا يجهز علي الحياة والا أجهز علي نفسه.
    وقال الله تعالي “” هو الذي خلق الموت والحياة ………… فهو خلق الموت كما خلق الحياة .
    وقال ايضا “” كنتم امواتا فاحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم اليه ترجعون “”.
    وقال يحيي الرخاوي ان الموت هو الانتقال الي الوعي الكوني.
    عندي ان الوعي بالموت حضورا حتميا طول الوقت هو قمة الجدل يا محمد .
    فهو روع الوجود وهو من اهم ان لم يكن اهم محرك للجدل .
    اذا انفصل الوعي بالموت عن الوعي فهو وعي منقوص لا محالة .
    الاشكالة عندي هي فصل الجسد المادي عن الوجود الكلي من وجدان وروح وحتي وعي . وهذا هو الموت الذي نعرفه ولكنه حالة اخري او وجود آخر لا نعرف تفاصيله . وهذه قضية أخري .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *