الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “عظة‏ ‏الموت‏ ‏تتسرب”

ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الثانى: “شظايا المرايا” قصيدة “عظة‏ ‏الموت‏ ‏تتسرب”

 نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 2-4-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5692

 ثلاثة دواوين (1981 -2008)

الديوان الثانى: “شظايا المرايا[1]

عظة‏ ‏الموت‏ ‏تتسرب [2] 

وأزعم‏ ‏أنَّ‏ ‏القناعَ‏ ‏القديمَ ‏تساقطَ‏ ‏حتَّى ‏استبان‏ ‏المدارُ‏،

                                         ‏يبشّرُ‏ ‏بالمسْتحيلِ‏: ‏

                                                       إِذَنْ؟

‏ ‏وتسرى ‏المهارُبَ ‏تْنحَتُ‏ ‏درباَ‏ ‏خفيَّا‏ ‏بجوْف‏ ‏الأملْ،

 ‏فأخْشىَ ‏افْتضاحَ ‏الكمائـِـن ‏نسف‏ ‏الجسور‏،

‏وإغراق‏ ‏مَرْكبِ‏ ‏عَوْدَتـِـنا‏ ‏صَاغِرينَ‏، ‏فَأُمْسكُها‏،

‏تَتسَحّبُ‏ ‏بين‏ ‏الشُّقُوقِ، ‏وحَوْلَ‏ ‏الأَصَابع‏،

                                          ‏تَمْحُو‏ ‏التَّضَاريِسَ‏ ‏بين‏ ‏ثَنَاياَ‏ ‏الكلامِ‏،

 ‏تُخَدّر‏ ‏موضع‏ ‏لدْغ‏ ‏الحَقَائقْ‏، ‏تَسْحَقُ‏ ‏وَعْىَ ‏الزُّهَورِ، ‏

                                          ولحَنَ‏ ‏السَّناِبلِ‏. ‏

مَنْ؟

لماذا‏ ‏الدوائرُ‏ ‏رنُّ‏ ‏الطــَّـنـِـين‏، ‏حَفيفُ‏ ‏المذنّب‏، ‏يجرى،

                                 ‏بنفسِ‏ ‏المسارِ‏ ‏لنفس‏ ‏المصير،‏

‏                                                     ‏بلاَ مستِـقَرْ‏؟

 ‏لماذا‏ ‏نبيُع‏ ‏”الْهُنَا‏” ‏”الآن”‏: ‏بخساً‏ ‏بما‏ ‏قد‏ ‏يلوح‏،

‏                                         وليس‏ ‏يلوحُ،

 ‏فنجـْـتـَـرُّ‏ ‏دَوْما‏ ‏فُتَاتَ‏ ‏الزَّمْن‏؟

ماذا‏ ‏الوُلوُجُ‏؟ الخُروجُ‏؟‏ ‏الدُّوار؟‏

 ‏لماذا‏ ‏اللِّماذا؟‏؟‏ ‏

فَمَاذَا؟

وأخْجَلُ‏ ‏أَنْ‏ ‏تستبينَ‏ ‏الأمورُ‏ ‏فُأُضْبَطُ‏ ‏فى ‏حُضْنِها

                                                  الغانية‏.‏

فأزعم‏ ‏أنّى ‏انتبهتُ، ‏استعدتُ‏، ‏استبقتُ‏، ‏استبنتُ‏،..‏

‏                                         (‏إلى ‏آخِرِهْ‏!!)‏

ويرقُصُ‏ ‏رقّاصُها‏ ‏فى ‏عنادٍ‏، ‏فتنبشُ‏ ‏لحْدَ‏ ‏الفقيدِ‏ ‏العزيزِ‏،

                                       ‏تُسَرّب‏ ‏منه‏ ‏خيوطَ‏ ‏الكَفَنْ‏.‏

أخبِّئها‏ ‏فى ‏قوافى ‏المراثى ‏لأُغْمِدَ‏ ‏سَيْفَ ‏دنوّ‏ ‏الأجَلْ.‏

فياليته‏ ‏ظلَّ‏ ‏طىَّ ‏المحالِ‏،‏

وياليتَها‏ ‏أخطأتـْـهـَـا‏ ‏النبالُ‏،‏

‏ ‏وياليتنى ‏أستطيب‏ ‏العمى

10/5/1986

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: ثلاثة دواوين (1981 – 2008) الديوان الأول: “ضفائر الظلام واللهب”، الديوان الثانى: “شظايا المرايا”، الديوان الثالث: “دورات وشطحات ومقامات”. منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. (2018)

– قصيدة “عظة الموت تتسرب من الديوان الثانى: “شظايا المرايا” (ص 217)

[2] – كتبت بعد رحيل هذا الصديق، ربما بأسابيع، وكنت أحسب أنه يستحيل أن أنسى لوعة رحيله، وإذا بها تتسرب، فكشفتـْها هذه القصيدة (أنظر وقارن القصيدتين السابقتين فهما لنفس الفقيد العزيز)

 

3 تعليقات

  1. مع صعوبه وهول حقيقه الموت. وخاصه بفقدان شخص عزيز، الا انى اعتبرها ولاده اخرى. فالجنين فى رحم امه، انتهت حياته فى الرحم لينتقل الى عالم الدنيا.ثم تنتهى دوره حياته ورسالته فتغادر الروح الجسد الدنيوي لتنتقل الى حياه اخرى، حياه البرزخ. فمع كل نقطه نهايه تبدا نقطه البدايه.

  2. ‏كيف حالك يا مولانا :
    المقتطف : لماذا‏ ‏نبيُع‏ ‏”الْهُنَا‏” ‏”الآن”‏: ‏بخساً‏ ‏بما‏ ‏قد‏ ‏يلوح‏،
    ‏ وليس‏ ‏يلوحُ،
    ‏فنجـْـتـَـرُّ‏ ‏دَوْما‏ ‏فُتَاتَ‏ ‏الزَّمْن‏؟
    ماذا‏ ‏الوُلوُجُ‏؟ الخُروجُ‏؟‏ ‏الدُّوار؟‏
    ماذا اللماذا ؟
    التعليق : تساؤلات استنكاريه ،استنفرت غيظى لأتساءل بدورى : لماذا لا نحيا الحياه ؟لماذا نستبدل الموت بالحياه ثم ندعى أن الموت مجهول ؟تساؤلاتك يامولانا قالت لى ،اننى لم أحيا الا الموت ولم أعرف الحياة بعد ….أما أنت فقد أحببت كليهما حبا جعلهما عندك واحد ،هنا والآن

  3. الموت

    الموت هو حياة اخري . هذا ما أخبرنا به الله
    هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ايكم أحسن عملا
    فاذن فهو متصل منفصل .الموت حضور آخر لا يمكن انكاره
    الموت غيب حاضر طول الوقت.
    ولو كره الكافرون.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *