الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (207) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (207) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 22 -10- 2015

السنة التاسعة

العدد: 2974

mahfouz 2

ص 207 من الكراسة الأولى

بسم الله ا22-10-2015_1لرحمن الرحيم

نجيب محفوظ

أم كلثوم نجيب محفوظ

فاطمة نجيب محفوظ

اللغة، الصحراء، الهواء النقى،

 التعمير من البيئة، التغيير من

النفس، الصوت، الإيقاع، تسرب

 المعلومات، فى عصر المعلومات، التليفزيون،

 الكمبيوتر، تخزين أكبر قدر من

 المعلومات فى شريط صغير. انتهى

مثل الحمار يحمل اسفارا لن توجد

الاسفار إلا عند الحمير لا حاجة

للحفظ،والمهم الفكر والإبداع،

 العجيب أن نمور(؟؟) خير من

 حصول(؟؟) تدهور فى اليابان

             نجيب محفوظ 95

      القراءة:

– يا عمنا يا عمنا اعمل معروفاً ربنا يخليك تُعلِّمُنَا أبد الدهر

– ألم تلاحظ يا سيدى أن الصفحة السابقة (206) قد احتلت تداعياتى عليها نشرات أربع أسابيع متتالية وانتقلت منها أخيرا وأنا لم أكمل تداعياتى حيث أنى لم أناقش دور أوزوريس ولو فى “أمام العرش” فقط، كان لزاما أن أنتقل وأن أخص هذا الجدول الذى احتل صفحات من صفحات تداعياتنا ببحث مستقل لا أعرف أين ترتيبه بين جدول نقدى لأعمالك، وإذا بك يا شيخنا تفاجئنا بالصفحة التالية مباشرة (207)، وبها هذا الكم الهائل من فيض الوعى!!

بالله عليك يا شيخنا ما الذى أتى إليك هذا اليوم بكل هذه الكلمات التى تصلح كل كلمة منها لبحث دكتوراه؟

 كتبت تلك الكلمات بحروف أكبر وبينها مسافات وأضفت بجوار بعضها “عند نجيب محفوظ” ثم جعلت اسمك أولا ووضعت بعض الكلمات الأخرى بعد حرف العطف و..  فكانت النتيجة كالتالى:

عينة تشرح ما ذكرت

“اللغة: عند نجيب محفوظ” –  “نجيب محفوظ والصحراء” – “الإيقاع عتد نجيب محفوظ” – “نجيب محفوظ والصوت”!!

أو خذ عندك: “التعبير من البيئة”، و”التغيير من النفس”!! (أطروحة كاملة)

هل توافق يا شيخنا أن نعطى دارسى “أدبك” و”تاريخك” واسمح لى أن أضيف وشخصك (مبدعا وإنسانا أى انسان مبدع) أن نعطيهم هذه العناوين لينطلقوا منها تعرفنا بك أكثر وأكثر؟ شكراً.

انتقل بعد إذنك وأترك أبحاث الدكتوراه هذه لمحبيك جيلا بعد جيل.

 فى نفس الصفحة ففتحتَ يا شيخى العزيز موضوعا كم تناقشنا فيه ألا وهو “عصر المعلومات”، وكنت قد علمت من علاقتك بالموسوعة البريطانية من الابن زكى سالم كيف كنت ترجع إليها وتمر فيها حتى دون حاجة إلى بحث عن كلمة معينة، وأنا أتصور أنه لو سمحت لك صحتك بعد ظهور هذه الأدوات التى ذكرتها هنا عن الكمبيوتر وتخزين المعلومات فى شريط صغير (الآن: فى قرص مدمج صغير) لكنت أبحرت فيها بما يتناسب مع حب استطلاعك وحبك للمعرفة طول الوقت، لم أفتح معك يا سيدى موضوعا خاصا أو متخصصا حتى فى الطب إلا واستزدتَ منه بشغف عاشق المعرفة والكشف.

تذكرتُ حديثى معك عن د. نبيل على، وسلسلة كتبه فى عالم المعرفة فى عصر المعلومات، وكنتَ شديد الاعجاب بإنجاز هذا العالم الفذ وتجديده للغة.

تصورك الجميل الذى اعتـَبـَرَ أن من يحمل الآن كتبا فى ذاكرته البيولوجية فهو يستهلكها بلا داع  بعد أن أعفته التكنولوجيا الأحدث أن يزحمها (يزحم ذكراته) بهذا الكم من الكتب (المعلومات)، أقر وأعترف أنه تصور طيب لكن لا يصح تعميمه، فهذا المحيط الهائل من تدريباتك الذى أُبْحِرُ فيه كل اسبوع مع تداعياتك الطليقة يؤكد أنه لا بديل عن الذاكرة البشرية حين تحتوى المعلومات لتخرجها بهذه الطلاقة السهلة، تمهيدا تلقائيا لاحتمال إعادة تشكليها، حتى دون قصد، ومازلتُ أذكر حديثنا وأنا أتعجب على كيف كتبت عملك المعجزة “حديث الصباح والمساء” بهذا الترتيب الأبجدى ولم تسقط منك حادثة واحدة فى غير مكانها.

لم تعد النظرة – سيدى – للذاكرة على أنها مخزن لحفظ المعلومات، فإذا ظهر مخزن تقنىٌ أجهز وأوسع خارجنا استغنينا عنها لحساب هذا المخزن “عند الطلب”، الذاكرة الإنسانية هى كيان بيولوجى معلوماتى نابض طوال الوقت، وهذا القدر الهائل الذى طفى منها وعيا سلسا فى تدريباتك فأتاح لى شرف معايشتها هكذا هو خير دليل على ذلك.

أتجرأ وأقول:

إسمح لى يا سيدى لو أنك كنتَ حفظتَ كل هذه التداعيات والكلمات  والشعر والأخبار والترابطات فى قرص مدمج وليس فى وعيك النابض أبدا، المسمى خطأ بالذاكرة، فماذا كان سيطفو على وعيك بهذا الجمال الشعرى المنساب طول الوقت.

انت تعرف بعض ما كتبتُ ناقدا وأنا أقرأ أحلامك أولا: ناقدا تقليديا، ثم تقاسيمى على اللحن الأساسى “شعر على شعر”، إذْ كما تعلم لا يُنْقَدُ الشعر إلا شعرا، ثم إنى أواصل الآن نفس المحاولة فى مجموعتك الجديدة من الأحلام التى اتحفتنا بها كريمتاك بكل كرم ووفاء، وتعهدتها دار الشروق للنشر، هذه الأحلام وصلتنى وتصلنى شعرا خالصا لا يخرج إلا من وعى شديد الثراء رائع النبض طول الوقت فى الصحو، والنوم، والحلم، والإبداع.

هل يمكن مقارنة بعض  تدريباتك بما يناسبها من إبداع أحلامك يوما ما؟ بصراحة أنا أوصى بذلك ولا أتمناه حتى لا نَنْتَقص من قيمة الأحلام دون قصد، وأيضا حتى لا نستخدم تداعياتك دون إذن منك قبل أن تعيد تلحينها وتسجيلها بما يسمح به إبداعك، وبالتالى فأنا أعترض على قولك أنه لا حاجة للحفظ ، اللهم إلا إن كنت تقصد الحفظ للتسميع الذى نبهنا إلى محدودية دوره الإمام الشافعى حين قال: “ليس العلم ما حفظ فالعلم ما نفع”، والعلم والمعارف والمعلومات لا تنفع النفع الدافع الجميل إلا حين نكمل قراءة ملاحظتك فى هذه الصفحة قائلا: “المهم الفكر والإبداع”… فأوافقك على أن المهم فعلا هو الإبداع، ولا يكون هذا الإبداع إبداعا خالدا إلا إذا احتوى هذا الثراء الكافى من المعلومات، الذى لم يتوقف صاحبها عند فرحته بها أو استعادته لها، وإنما تعهدها بإعادة التشكيل وضبط الإيقاع مما يتميز به عطاؤك طول الوقت.

فقط أتوقف عند اهتمامك “بالفكر” وأرجو وأتوقع أن تَعْنِى بالفكر كل ما يشمل مناهل وآليات المعرفة جميعا، فأنا أعرف أنك لا تَقْصِرُ الفكر أنت بالذات على الشائع عن التفكير حين يقصرونه على التمنطق والتعليل والاستدلال، أو حتى التجريد، المهم هو الإبداع، هذا صحيح، فالإبداع تمتد جذوره إلى كل مناهل المعرفة خاصة الإدراك والوجدان، وهذا ما فصّلته فى حديثى عن العقل الوجدانى الاعتمالى وقد كتبت فى ذلك كثيرا وطويلا.(نشرة 22-2-2015) و(نشرة 23-2-2015) و(نشرة 15-3-2015).

وبعد

أما ما أنهيت به الصفحة فكان عجيبا بالنسبة لأننى لم أستطع أن أفك شفرة كلمتين بل ثلاثة مهمة كانت ممكن أن تربط بين ما جاء فى هذين السطرين ببعضها، فاسمح لى أن اثبت  ما اجهتدت فيه وأنا غير راض عنه وأنا أضع علامات استفهام بجوار الكلمات التى لم أستطع قراءتها وتقريبها إلى أقرب ما لا أظن أنه هو.

هذين السطرين بهذا التحفظ هما:

العجيب أن نمور (؟؟) خير من

 حصول(؟؟) تدهور فى اليابان

وبرغم  عدم رضاى عن أجتهادى هذا الآن حضرتنى بعض تداعيات متباعدة تربط النمور الأسيوية فى جنوب شرق أسيا  (وليس فى اليابان وحدها) بقدرتها على مقاومة التدهور، حتى لو بالغت فى التركيز على النجاح  الاقتصادى الكمى، ولعل اليابان لو اقتصرت على النسخ والتقليد دون إضافة لتدهورت بدون إبداع، هل كنت تقصد أن التقليد لا يعيب اليابانيين أو غيرهم إلا إذا توقف عند مرحلة التقليد، إنهم أن فعلوا ذلك لكانت أحوالهم قد تدهورت،

لا أظن أن أيا من هذا يصلح، أنا غير موافق، فعذرا (1).

[1]  – أرجو أن ينسى القارئ هذه الفقرة الأخيرة، ولولا أننى عاهدت نفسى ألا أترك حرفا واحدا بما خططت لحذفتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *