الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الحلقة السادسة والأربعون الأربعاء: 16/3/1995

الحلقة السادسة والأربعون الأربعاء: 16/3/1995

نشرة”الإنسان والتطور”

21-10-2010

السنة الرابعة

العدد: 1147
Photo_Mafouz

الحلقة السادسة والأربعون

الأربعاء: 16/3/1995

ذهبت‏ ‏إلى ‏بولمان‏ ‏المعادى ‏أودعه‏ ‏بمناسبة سفرى فى مهمة علمية دورية إلى سوريا، ‏وجدت‏ ‏د‏. ‏صلاح‏ ‏فضل، ‏ومحمد يحيى ، ‏وزكى ‏سالم، ‏سأله‏ ‏د‏. ‏صلاح‏ ‏عن‏ ‏علاقته‏ ‏بالسفر‏ (‏ربما بمناسبة‏ ‏ذكر سفرى‏) ‏فحكى الأستاذ لنا  ‏بداية‏ ‏هذه‏ ‏العلاقة، ‏وتطورها، ‏وأنه‏ ‏فى ‏صغره‏ ‏كان‏ ‏يتمنى ‏السفر، ‏وينتظره، ‏ويستعد‏ ‏له، ‏وربما‏ ‏تأكد‏ ‏ذلك‏ ‏أيام‏ ‏تلهفه‏ ‏على ‏السفر‏ ‏فى ‏بعثة‏ ‏ما، ‏وأنه‏ ‏فى ‏السفرتين‏ ‏الوحيدتين‏ ‏اللتين‏ ‏سافرهما‏ (قبل السفر الاضطرارى لاجراء العملية): ‏مرة‏ ‏إلى ‏اليمن‏ (‏أياما‏ ‏معدودة‏)،  ‏وأخرى ‏إلى ‏يوغسلافيا، ‏أيام‏ ‏أن‏ ‏كانت‏ ‏يوغسلافيا‏ ‏يوغسلافيا‏،  ‏سـُرَّ‏ ‏أثناءهما‏ ‏سرورا‏ ‏شديدا، ‏وأحب‏ ‏السفر‏ ‏حبا‏ ‏جما، وكانت‏  ‏الطبيعة فى كلتيهما‏ ‏رائعة‏ ‏مثيرة، ‏لكن الحنين لم يعاوده تلقائيا لإعادة التجربة، ‏وقلت‏ ‏له‏ ‏إنه قد خطر لى يوما تفسيرا لعزوفه عن السفر، لا أذكر أننى أثبته فيما كتبت عنه، وهو أن ذلك يرجع غالبا  إلى استغنائه عنه، نتيجة‏ ‏ثراء‏ ‏خياله، ‏وتجدد‏ ‏وجاهزية تفجر‏ ‏وعيه‏، فهو‏ ‏يسافر‏ ‏فى ‏الداخل‏ ‏بما‏ ‏يغنيه‏ ‏عن‏ ‏سفر‏ ‏الخارج، وداخله ليس داخلا شخصيا ذاتيا مغلقا بقدر ما هو واقع آخر يحتوى كل ما وصله من ناحية، وما أعاد تشكيله من ناحية أخرى حتى لو لم يتجلّ فى إبداعه الظاهر، ‏وأن‏ ‏كثيرين‏ ‏يسافرون‏ ‏ولا‏ ‏يسافرون، ‏إذ‏ ‏يعودون‏ ‏بعد‏ ‏السفر‏ ‏مثلما‏ ‏كانوا‏: ‏أكثر‏ ‏ثباتا‏، وألمع ‏ ‏ ‏صقلا، ‏ووافقنى ‏- تقريبا- وأنا أودعه، وقال لى ترجع لنا بالسلامة أقل صقلا!!

 وضحكنا، ‏وفرحت، ‏وقبلته‏ ‏وأستأذنت‏.‏

كان الأستاذ قد أضاف أثناء نقاشنا حول هذه المسألة:  ‏أنه‏ ‏حين‏ ‏كبر، ‏واستسلم‏ ‏للنظام‏ (‏قالها‏ ‏بالفرنسية ‏system ‏لست‏ ‏أدرى ‏لماذا‏ ‏فـَـرْنَسَ‏ ‏هذه‏ ‏الكلمة‏)، ‏لم‏ ‏يعد‏ ‏هناك‏ ‏مجال‏ ‏لكسر‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ ‏حتى ‏فى  ‏شكله‏ ‏اليومى ‏داخل‏ ‏القاهرة، ‏فما‏ ‏بالك‏ ‏بنقله‏ ‏إلى ‏الخارج، ‏

وقد‏ ‏عايشت‏ ‏هذا‏ ‏النظام‏ ‏بكل‏ ‏أبعاده‏ ‏خلال‏ ‏الشهور‏ ‏الثلاثة‏ ‏الأخيرة، ‏ولم‏ ‏أكن‏ ‏أتصور‏ ‏أن‏ ‏له‏ ‏كل‏ ‏هذه‏ ‏القدسية‏ ‏الطقسية‏ ‏التى ‏تصل‏ ‏إلى ‏حد‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏سببا‏ ‏مباشرا‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏العزوف‏ ‏عن‏ ‏السفر‏، أعتقد أن طاقة الإبداع تتفجر داخل “نظام آمن” بشجاعة أكثر اختراقا، أكثر مما تفعل تحت مظلة حرية مزعومة فى كل الاتجاهات. لست متأكدا.

هامش‏ ‏عن‏ ‏الناس‏ ‏والطريق

22/3/1995

هذه‏ ‏ثالث‏ ‏مـرة‏ ‏أسافر‏ ‏فيها‏ ‏إلى ‏سوريا‏ ‏مضطرا، ‏وكنت‏ ‏أود‏ ‏أن‏ ‏أكتب‏ ‏ترحالا خاصا (رابعا) أحكى فيه عن خبراتى فى ‏ سفرى ‏إلى ‏البلاد‏ ‏العربية، ‏ولكننى ‏لم‏ ‏أفعل، ‏ويبدو‏ ‏أننى‏ ‏لن‏ ‏أفعل‏ – ‏فقط‏ ‏أريد‏ ‏أن‏ ‏أضيف‏ ‏هذا‏ ‏الهامش‏ ‏الذى ‏أكتبه‏ ‏فى‏ ‏أنطاكية‏ ، وقد عثرت عليه مكتوبا بهذا النص فى كراسة تسجيلى لذكرياتى مع الأستاذ، هل يا ترى كان ذلك لأن اليوم التالى كان يوم الحرافيش، أو لأى سبب آخر، وجدت ما يلى :

‏….. يبدو إن‏ ‏السفر‏ ‏عندى ‏هو‏ ‏القطيعة‏ ‏الاضطرارية، ‏وهو‏ ‏الالتحام‏ ‏الإرادي معا، ‏القطيعة‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏النظام‏ ‏الجارى ‏مهما‏ ‏بلغ‏ ‏من‏ ‏قوته‏ ‏وروعته‏ ‏ولزومه‏ ‏وفائدته، ‏والالتحام‏ ‏مع‏ ‏كل‏ ‏جديد‏ ‏على ‏الطريق‏ ‏من‏ ‏الناس‏ ‏والطبيعة، ‏لا‏ ‏يتم‏ ‏هذا‏ ‏إلا‏ ‏بسفر‏ ‏حقيقي، ‏وقد حاولت أن أقلب أى انتقال إلى سفر حقيقى، ‏وقد‏ ‏تميز‏ ‏سفرى ‏الجديد‏ ‏الآن‏ ‏بالقدرة‏ ‏المادية‏ ‏الكافية، ‏بعكس‏ ‏الفاقة‏ ‏والحسابات‏ ‏السالفة‏ ‏فى ‏أسفارى ‏السابقة، ‏‏سواء كنت‏ ‏مدعـوا‏ ‏على ‏حساب‏ ‏غيرى ‏بصفتى ‏الرسمية، ‏أعيش‏ ‏على ‏حسابهم‏ بضعة أيام، وتكون المهمة علمية، مشبوهة عادة، لذلك أكرهها كأنى أرتكب مفكرا،  برغم فرصة لقاء الزملاء وبعض الأصدقاء – وإما‏ هو سفر مستريح أقوم به شخصيا بعد أن أصبحت من أصحاب ‏ ‏تلك‏ ‏البطاقات الائتمانية‏ ‏التى ‏تـُنسى ‏حاملها‏ ‏معنى ‏النقود‏ ‏وقيمتها، ‏بالإضافة‏ ‏إلى ‏رزمة‏ ‏من‏ ‏الأوراق‏ ‏المالية‏ ‏متفرقة‏ ‏المواقع‏  (‏لمفاجآت‏ ‏السرقة‏)، ‏هذا وذاك حرمانى من سفرى  الآخر الذى هو أقرب إلىّ، أنا  ‏أكره‏ ‏هذا‏ ‏السجن، ‏سجن‏ ‏سفر الرفاهية‏ ‏والأمان‏ ‏المادى ‏كرهى ‏لسجن‏ ‏سفر الفقر‏ ‏والحرمان‏ ‏المادى، ‏وبرغم هذا أحب السفر ولا أكف عنه، أنا لا‏ ‏أعرف‏ ‏إلى ‏أية  ‏درجة‏ ‏سوف‏ ‏أكون‏ ‏كاذبا‏ ‏لو‏ ‏ادعيت‏ ‏أننى ‏أفضل‏ ‏سفر التقشف عن سفر الأمان المادى‏ ‏عن‏ ‏الأول،

 من غير المعقول أن أفضل‏ ‏سجن‏ ‏الفقر‏ ‏الحرمانى ‏الذى يستدعى الحرص والحسابات طول الوقت، عن‏ ‏سجن‏ ‏القدرة‏ ‏المخدر الذى يطمئنك حتى تختنق‏، ‏الأرجح ‏ ‏أن‏ ‏ادعائى تفضل السفر الحرمانى هو‏ ‏كذب‏ ‏صريح، أنا أكذب، لا، لست متأكدا،  ‏لكننى ‏لا أعرف‏ ‏له‏ ‏وصفا‏ ‏آخر غير‏ ‏ذلك، ‏لكن‏ ‏من‏ ‏المؤكد‏‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏التميزات‏ ‏الطبقية‏ ‏المحددة‏ ‏بعدد‏ ‏النجوم‏ ‏وعدد‏ ‏البطاقات الائتمانية وكمّ‏ ‏النقود‏ ‏ولونها‏ ‏تزعجنى ‏وتجعلنى لا‏ ‏أفهم‏ ‏أكثر، أحيانا تحضرنى تساؤلات سخيفة عن: كيف‏ تتحدد‏ ‏قيمتى ‏بموقع‏ ‏حجرتي، ‏وكيف تختل شهيتى حين تواجَه بضرورة التفضيل بين ‏هذه‏ ‏الأصناف‏ ‏غير‏ ‏المحددة‏ ‏الملقاة‏ ‏بتنسيق مصنوع، ليس قبيحا وليس جميلا، ‏فوق‏ ‏ما‏ ‏يسمى ‏المأدبة‏ ‏المفتوحة‏ (الأوبن بوفيه)  ‏وأتذكر‏ ‏أول‏ ‏ما‏ ‏واجهت‏ ‏هذه‏ ‏الوليمة‏ ‏المفتوحة‏ ‏أيام‏ ‏الحرمان، ‏لم اصدق، وقد كنت‏ ‏أتعجب وأعجب بكل هذه التنويعات ‏ من الأصناف  ‏حتى ‏ألتهم‏ ‏أكبر‏ ‏عدد‏ ‏منها ، ‏وأكبر‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏المتاح، ‏ولكن حين‏ ‏سترها‏ ‏الله‏ بفضله: ‏أصبحت‏ ‏أكره‏ ‏هذا‏ ‏المنظر‏ ‏المتحدى.  ‏يحضرنى ‏ ‏كل‏ ‏مـرة، وأنا ألف‏ ‏ ‏حول‏ ‏هذه‏ ‏الموائد‏ ‏المفتوحة‏، قبل ان أقرر ماذا أنتقى حتى لا آخذ شيئا أقل قيمة واستطعاما يحتل فراغ معدتى بديلا عن شىء آخر لم أتبينه بعد، يحضرنى أثناء دورتى الاستطلاعية هذه ‏عدد‏ ‏لا‏ ‏حصر‏ ‏له‏ ‏من‏ ‏الجياع، ‏ينغصون‏ ‏علىّ ‏عيشتي، ‏ويحرمونى ‏من‏ ‏أية ‏متعة، ‏وذات‏ ‏مرة‏ (‏أو‏ ‏مرات‏) ‏صرّحت‏ ‏لزوجتى – وهى تصحبنى الآن وقد حضرنا بالسيارة- ‏بهذا الذى يحضرنى غصبا عنى، ‏وبدا‏ ‏أنها‏ ‏تتعاطف‏ ‏مع‏ ‏شعورى ‏هذا من حيث المبدأ، وأنها صدّقته لأننى قلته، لكننى شعرت أنها فى  ‏نفس‏ ‏الوقت‏ ‏ ‏ترفضه، ‏واحترمت‏ ‏مشاعرها، ‏وألـّفْتُ‏ ‏قولا‏ ‏بينى وبين نفسى ترجمة لمشاعرها على ‏قياس‏ “‏إن‏ ‏خفت‏ ‏ما‏ ‏تقولشى ‏وان‏ ‏قلت‏ ‏ما‏ ‏تخافشى “قولا‏ ‏يقول‏: “‏إن‏ ‏أكلت‏ ‏ما‏ ‏تفتكرش، ‏وان‏ ‏افتكرت‏ ‏ماتاكلشي‏!!”، ‏وفهمت من رفضها أن هذه المشاعر لا تُطعم هؤلاء الجياع، واحترمتُ‏ ‏هذا‏ ‏كله‏،  ‏ولم‏ ‏أجد‏ ‏له حلا سهلا، ‏فإذا‏ ‏كنت‏ ‏أرفض‏ ‏سجن‏ ‏الخمس‏ ‏نجوم‏ ‏فلماذا‏ ‏أذهب؟، ‏وإذا‏ ‏كنت‏ ‏أقبله‏ ‏فلماذا‏ ‏أنفر منه (أو أدعى ذلك) وأنا فى داخله؟‏ ‏ولماذا‏ ‏يحضر‏ ‏الجياع‏ ‏فى ‏خيالى وهم ‏لا‏ ‏ليشاركونى المائدة المفتوحة، ‏يحضرون فقط ‏‏لينغـّصوا علىّ ‏وعلى ‏من‏ ‏يحيط‏ ‏بى ‏لحظاتى ‏بلا‏ ‏فائدة‏ ‏تعود‏ ‏عليهم‏ ‏أصلا؟ ما هذا؟ متى أكف عن هذا؟

  ‏تنفست الصعداء بمجرد ‏أن‏ ‏انتهيتُ‏ ‏من‏ ‏المهمة‏ ‏الرسمية‏، وفررت‏ ‏من‏ ‏الخمس‏ ‏نجوم‏ ‏فرارى ‏من‏ ‏حرير‏ ‏ناعم‏ ‏الملمس‏ ‏يصيبنى ‏بالقشعريرة‏ ‏والخدر‏ ‏وبما‏ ‏يشبه‏ ‏الغثيان‏ ‏أكثر‏ ‏مما‏ ‏يمنحنى ‏الدفء‏ ‏والدعة، ‏يبدو أننى ‏ ‏لم‏ ‏أخلق‏ ‏لهذه‏ ‏النعومة‏ ‏اللزجة، ‏ولا‏ ‏أعرف‏ ‏معنى ‏لكلمة‏ ‏الرفاهية‏ ‏هذه، ‏تلك‏ ‏الكلمة‏ ‏التى ‏‏يلوّحون‏ ‏لنا‏ ‏بها‏ ليل نهار ‏حتى ‏فى الخطب ‏السياسية، وأنا لا أفهمها، ما ذا يعنون بقولهم : إن هدف لست أدرى ماذا هو تحقيق ‏مجتمع‏ ‏الرفاهية، كيف يكون ‏الهدف‏ ‏هو‏ ‏الرفاهية‏؟

  ‏أنا‏ ‏مالي أنا ؟  هذا ليس هدفى،

 الحمد لله أننى حضرت بسيارتى حتى أنطلق بها إلى اصلى عائدا إلى الأردن فالعقبة فبلدى فنفسى‏.‏

………….

…………….

وجدت ما يلى مكتوبا بعد هذه الفقرة، وسوف أثبته كما هو حتى لو لعنتمونى :

المركب‏ ‏ثانى ‏مرة، ‏الكابينة، ‏المرأة‏ ‏الطويلة، ‏السوداء،‏ ‏الوصول‏ -‏الـــ‏ 85 ‏كيلو‏ – ‏الكرنك‏ – ‏النوم‏ ‏ – ‏عمان‏ – ‏إربد‏ – ‏العجلة‏ – ‏الرمثة‏ – ‏السائق‏ – ‏العرب‏ – ‏العراق‏ – ‏السودان‏ – ‏موريس‏ – ‏حمص‏ – ‏فندق‏ ‏أمير‏ – ‏الحدود‏ – ‏جرابلس‏ – ‏الجسر‏ – ‏الدوار‏ – ‏الباب‏ – ‏بنبج‏ – ‏محمد‏ ‏صبحى – ‏السائق‏ – ‏طريق‏ ‏دولى – ‏البوليس‏ – ‏الولد‏ – ‏الرجوع‏ – ‏نور‏ – ‏عبد‏ ‏الله‏ (‏الختم‏) ‏الفندق‏ – ‏المقلب‏ – ‏خلدون‏ – ‏السبت‏: ‏سفر‏ – ‏مطر‏ – ‏سفر‏ ‏مطر‏.‏

رجل‏ ‏الجمرك‏ ‏التركى ‏يصلى – ‏ولا‏ ‏مليم‏ – ‏سفر‏ – ‏ولا‏ ‏بنزين، ‏ولاعلامة‏ – ‏سفر‏ – ‏المساحة‏ – ‏اللمبة‏ ‏الحمراء‏ – ‏سفر‏ – ‏العاصفة‏ ‏-البرق‏- ‏الهاموش- ‏ ‏سفر‏ – ‏الشام‏ – ‏العناد‏ – ‏درعا‏ – ‏الشام‏ – الرجل  ‏الأردنى – ‏الفندق‏ – ‏الفندق‏ – ‏العجلة‏ – ‏النوم‏ – ‏الفجر‏ – ‏العجلة‏ – ‏دِرعا‏ – ‏دكتورة فدْوى – ‏الذكرى – ‏عمان‏ – ‏السوق‏ ‏القديم‏ – ‏السفر‏ – ‏البطرا‏ – ‏العجلة‏ – ‏الراجعة‏ – ‏التوْهة‏ – ‏الظلام‏ – ‏الشبورة‏ – ‏فندق‏ ‏الرشيد‏ – ‏الاستراحة‏ – ‏العشاء‏ – ‏الرجل الأردنى- النزيل ‏العراقى‏ – ‏الأردنى – ‏المصرى – ‏اليدين‏ ‏فى ‏جيب‏  ‏السروال‏ – ‏أبو‏ ‏البنات‏ – ‏ابو‏ ‏محمد‏ – ‏الشهامة‏ – ‏القلاب‏ – ‏الطريق‏ – ‏النجار‏ – ‏الوقفة‏ – ‏الدخان‏ – ‏الشهامة‏ ‏الناقصة‏ – ‏الشهامة‏ ‏الكاملة‏ – ‏الستر‏ – ‏الجمرك‏ – ‏المهم‏ – ‏نويبع‏ – قرية ‏الصيادين‏ – ‏محمد‏ – ‏مىْ – ‏الركن‏ -‏طابا‏ – ‏مصر‏ – ‏سونستا‏ . ‏مأمون‏ – ‏الأتراك‏ ‏أنطاكية‏- حربيات، ‏محسن، ‏سارة‏ – (‏أبو‏ ‏محمد‏) ‏الاسكندرونة‏ – ‏عطل العربية‏ – ‏خطبة‏ ‏الجمعة، ‏البداية‏ – ‏التقاط‏ ‏الأنفاس‏ – ‏التسويق‏ !! ‏العشاء‏ – ‏الغناء‏ – ‏السكران‏ – ‏على مطر (رحمه الله)‏

وبعد

آسف،

لم أرجع إلى الترحالات (الترحال الأول “الناس والطريق”)، (الترحال الثانى “الموت والحنين”)، (الترحال الثالث “ذكر ما لا ينقال”)  لأتأكد ماذا كتبت عن أى من ذلك إن كنت قد كتبت أصلا!

خجلت – بصراحة- أن أضمّن كل هذا الهامش الذى لا أملك لإثباته هنا الآن تفسيرا،

ولا أعرف ما هى علاقته بالاستاذ وشرف صحبته تحديدا،

 هممت أن أحذفه احتراما  للقارئ، ورفضا لمزيد من الحديث عن نفسى دون حضور الأستاذ، لكن هذا ما كان بداخلى، وإلا فلماذا سجلته؟

 ولكن أين الأستاذ؟

وما دخل القارئ بما بداخلى؟

 وما دخل الأستاذ نفسه بما سجلته هكذا؟

ما هذا؟

 أين الأستاذ؟

ولكن من قال أنه ليس بداخلى وأنا أكتب هذا الكلام؟

أنا متأكد أنه له دخل قوى وإيجابى وطيب، له دخل ونصف، ومن يعجبه !! (واللى عاجبه).

ثم إنى لم أفتعله،

لقد وجدته مكتوبا هكذا فى كراسة تسجيل خواطرى مع الأستاذ فى هذا التاريخ، وجدته “هكذا”  بعد خمسة عشر سنة من كتابته،

 طبعا كل كلمة لوّحت لى بذكرى غامضة، أو شخص طيب، أو طبيعة جميلة، أو معلومة جديدة، لكننى لم أتبين ماذا وراءها تحديدا، وأيضا لم أحاول أن أتذكر أى شىء يتعلق بها أصلا، إلا ما حل بوعيى رغما عنى، لكن ما أنا متأكد منه هو أننى لم أثبت كل ذلك فى كراسة تسجيل خواطرى فى شرف صحبة الأستاذا لمجرد أنه ليس عندى ورق آخر أسجله فيه، لا بد أن هناك علاقة ما،

  أشعر أننى مدين له حتى “بذلك”.

ما هو “ذلك” ؟

ليس مهما !!

لكنه صاحب الفضل دائما.‏

وهو حاضر معى أبدا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *