نشرة “الإنسان والتطور”
السبت: 2-11-2019
السنة الثالثة عشرة
العدد: 4445
الكتاب الثالث:
“عن الحرية والجنون والإبداع” (1) (الحلقة التاسعة)
…………
…………
مفاهيم ومفاهيم
بعد هذا التوضيح لعلاقة الجسد بالمفاهيم المتجمدة خاصة، وعلاقة الجسم بما هو وعى متعين قد يلبس الجسد أو لا يلبسه، برزت لنا فروض أخرى عاملة قد تزيد الأمر أيضاحا – أو تقصيرا؟! – كما يلى:
إن “المفاهيم” يمكن أن تنقسم إلى مفاهيم للاستعمال وهى أقرب إلى الأدوات وليس لها علاقة وثيقة مباشرة بالجسد، ومفاهيم تمثل كيانات بيولوجية فى ذاتها وتسهم فى تكوين”الوجود الحيوى التركيبى”، وهى المنظومات الجوهرية المتعلقة باللغة كتركيب بيولوجى غائر، أقرب إلى الجسم وعلى الرغم من أن المخ والجهاز النفسى هما المخرج العلنى لهذه وتلك فى آن، فإن الجسد هو المركز الأجهز لاستقرار المفاهيم ككيانات بيولوجية أساسا، دون (أو أكثر من) احتواء المفاهيم كأبجدية منفصلة جاهزة لكى تكون مفعـلنة فى سلوك كلامى معلن شفاهة أو كتابة.
حين نقول “الجسد” هنا فإنما نعنى الجسد كله، بمعنى أن أى جزء من الجسد يقوم عن الكل بنفس النموذج الذى رجحوا به كيف تتمثل فيه الذاكرة فى المخ، حيث لا يختص جزء بذاته بالاحتفاظ بذكرى بذاتها، وإنما تكاد تتمثل كل ذكرى (2) بكل موضع بما لا مجال لتفصيله هنا.
إن مرونة الجسد (ملتحماً بالجسم) هى جزء ضرورى للحرية بالمعنى الوجودى والكيانى الشخصى فى الأحوال المتكاملة التى لم يستبعد فيها الجسد عن الوجود الكلى، كما هو الحال فى كثير من أنواع الاضطرابات المستتبة مثل الفصام المزمن (السلبى خاصة)، وكذلك فى كثير من اضطرابات نمط الشخصية، بل أيضا فيما يسمى “فرط العادية” (3).
نحن نصادف فى المرضى ما يمكن أن يشير، بل يؤكد، أن ثم انفصالا واردا (بل غالبا) يحدث بين الفكر والجسد، وهو وارد فى الحياة العادية أيضا، بل وعند كثير ممن يمارسون “إنتاج الإبداع لا معايشته”، فى هذه الحال قد تستقل المنظومة الفكرية منفصلة بدرجة أو بأخرى عن التلاحم الدائم مع الكيان الجسدى العيانى، ثم إنها بعد أن تستقل نسبيا تتحرك فى ذاتها مستقلة عن سائر المنظومة الكيانية العامة، فتنبض وتتعتع ويعاد صياغتها وتمتلئ، وتنبسط فى نبض الإبداع ونبض الحياة، تفعل كل ذلك منفصلة،.. وفى هذه الحالة تمثل هذه المنظومة جسما/وعيا يكاد يكون مستقلا هو جسم فى ذاته، بما يسمح لنا أن نتحدث عنها وعن الحرية حالا بنفس المقاييس والأبجدية التى تحدثنا بها عن المنظومة وعن المرونة وعن التعتعة وعن الحرية من قبل، ذلك أن منظومات الوعى المتجسدة فى هذه المنظومة تتداخل مع بعضها البعض ومع الجسد العيانى بدرجات مختلفة، وأشكال متنوعة، ونتاج متميز فى كل حالة على حدة.
على أن تنشيط الجسد (الحسى الحركى) فى ذاته لا يعنى تلقائيا تنشيط المنظومات الأخرى، ما لم يكن التوصيل جيدا بين المنظومات المختلفة. ويحدث الاتصال من خلال وصلة قائمة لكنها غير نشطة فى الأحوال العادية، وإنما تنشط هذه الوصلة وتصبح جيدة التوصيل فى حالة تحريك أيهما، إبداعيا إبداعا محركا فعلا (الحلم أو الإبداع الفعلى، أو الإبداع العلاجى)، أما إذا تحرك أى منهما فى ذاته فى محله، فإنه قد يؤكد ويباعد الفصلة الوظيفية بينهما رغم بقاء الاتصال كامنا.
وبألفاظ أخرى: إنه مهما بلغت درجة اغتراب الجسد (العيانى) عن “الكينونة الكلية” فإن ثمة وصلة قوية ستظل بينه وبين منظومات الجسم الوعى، فى تجلياتها الفكرية والوجدانية بحيث يرتبط تحريك أحدهما باحتمال تحريك الآخر، على الرغم من اختلاف درجة التحريك المطلوبة حسب المسافة بينهما.
يرتبط نوع الإبداع الذى صنفناه أساسا فى فرض الجدلية (الفصل الثانى) وإلى درجة أقل فى “أطروحة “العدوان والإبداع” (4) يرتبط بكلية التحريك أو جزئيته، بتواصله أو استقلاله، لينتج الإبداع الخالقى أو الإبداع البديل.
قراءة فى شهادات المبدعين و النقاد
قد يقال إن استعمال كلمة الجسد فى هذه الشهادات هو من قبيل المجاز، إلا أننى استقبلتها باعتبارها معايشة للمشاعر الجسدية حسا واقعا، فى خبرات الإبداع الأعمق، وأكتفى بأمثلة محدودة لذلك مثل:
إدوارد الخراط: “…… لغتى، فهى تتخلق بالكلمة أو بنسق من الكلمات، بجرسها وإيقاعها وكثافتها…، وهى فى الآن نفسه تأتى حسية ومدركة، أى أنها تأتى حسية ومتجسدة، ولها طعمها ورائحتها وملمسها..” (5)
وأظن أنه إذا كان الجزء الأول من كلام الخراط مجازا، فالجزء الثانى لا يبدو كذلك.
أما خالدة سعيد فقد عنونت قراءتها لديوان “لن” لأنسى الحاج فى “حركية الإبداع” بعنوان شديد الدلالة فى هذا السياق، العنوان هو: “الشعر وعتمات الجسد”، وقالت فيه “تراجع أنسى الحاج، انسحب من العالم الخارجى المضئ اللامع إلى عتمات الجسد، حيث التشويش الفظيع”. ثم راحت تتحدث عن مناجاته لــ “شارلوت”، (وهى عند أنسى- ما تنسله الإصبع فى منتهاها قبل بداية الظفر) وعقبت خالدة على ذلك بقولها: “إذن فأجزاء جسده تستعد للسفر، مستشهدة بقول شارلوت “..إن العقد سينفرط، إننا متخلون عنك ..”إلخ
ثم تتساءل خالدة: لماذا هذا الرعب من الجسد؟
وفى محاولة للإجابة، ربطتْ بين أنسى والشاعر الفرنسى آرتونان آرتو، وبالرغم من أنه (أنسى) قد وصف الشاعر آرتو “بالتوغل فى جسمه”، إلا أنهم ربطوا ذلك أيضا بإصابته بالسرطان (6).
وقد حدث مثل ذلك فى تفسير مرض الموت عند امرؤ القيس، حدث أن استسهل المؤرخون (مثل معظم أطباء هذه الأيام) أن يعزوا موت امرئ القيس لما أصابه من داء الزهرى، وبالتالى ما أصاب جسده من قروح..إلخ، حتى أن بعضهم أجاز لنفسه أن يرى تساقط أنفسه نفسا وراء نفس، أن يراه تعبيرا عن تساقط جلده (لا تساقط ذواته) حين أبدع بيت الشعر القائل: ”ولو أنها نفس تموت جميعة ولكنها نفس تساقط أنفسا”، وكم استشهدت بهذا البيت لأدلل على تعدد الذوات، وأضيف هنا: إنه لابد أن يوضع ما أصاب جسد امرؤ القيس قبيل وفاته مع مسألة توازى المجالات وانتقال ما يحدث لواحد من هذه المجالات إلى الآخر وخاصة عند المبدعين، أو أثناء العلاج المكثف النشط، أو فى الجنون التناثر، بمعنى أن تساقط الأنفس الذى أشار إليه امرؤ القيس فى بيت الشعر السابق ربما يكون أيضا وعياً بالتعتعة بين الذوات، ثم وعياً بالتهديد بفرط العقد الجامع “للواحدية الذاتية”، وليس – فقط – مجرد تساقط جلده إثر قروحه، وهى خبرات يعانيها المبدع والمتألم والموشك على النهاية أو على الجنون بدرجة أو بأخرى.
الذى أريد أن أدعو لإعادة النظر فيه هنا أيضا هو أن كل هذا: (سواء كان استلاب أو تخلى الجسد، أو التوغل فيه، أو أن ينسل نسلة نسلة ويتخلى هو عن صاحبه) إنما يشير إلى أن الجسد بذاته هو أحد مجالات حضور الأنظمة الكيانية للإنسان، سواء تطابقت مع بعضهما البعض، أم حل البعض محل الآخر، أم أنكر البعض تماما. إن المسألة ليست “مـَـن الأصل”؟ ومـَـن الفرع؟ وإنما المسألة هى تأكيد أن تحريك مجال قد يحرك (أو لا يحرك) الآخر، وبالتالى قد يصبح أحد المجالات مكبلا أو ميسرا للآخر، ومن ثم للحركية.
يتم ذلك إيجابيا فى حالة الإبداع (7) كما قد يحضر سلبيا فى حالة تفسخ الوعى فى الجنون بما يؤدى إلى ما يشبه تخثر الجسد أو تجميده (فى الكاتاتونيا)
أمثلة إضافية من شواهد إكلينيكية
أمثلة محددة قابلة للقياس تشرح بعض جوانب القضية، برغم ما فى ذلك من تكرار إلا أننى وجدته لازما لغير المختص (الطبيب/المعالج) لزيادة توضيح ما سبق.
والأمثلة المطروحة هى مشاهدات عملية من خلال خـبرة العلاج التنشيطى بتحريك الجسد، ومن خبرة علاج الحرمان من النوم لكسر رتابة الإيقاع الحيوى (الذى نفترض أنه تحول فى هذه الأحوال إلى دائرة مغلقة أغلقت دوائر النبض الحيوى)
1- خبرة الاكتئاب المصاحب بضلالات العدمية وبالتصلب الجسدى الذى يصل إلى حالة الجمود الكاتاتونى، فى هذه الحالة يكون الجسد (العيانى) مشاركا حقيقيا فى العدم، فى إعلان العدم، وبالتالى يسكن سكونا كاملا حتى يصل الأمر إلى عجز المريض عن أن يبلع لعابه. هذا التجمد الساكن هو المقابل لجمود الفكر الذى أحاول أن أقدمه باعتباره “ضد الحرية” بالتعريف الذى أتناولها به.
فى هذه الحالة تتحرك الحالة المرضية إذا نجحنا فى تعتعة المنظومة الضلالية العدمية، ويتم ذلك بوسائل شتى منها تعتعة الجمود الذهنى بجرعة هائلة من العقاقير بالنيورولبتات الجسيمة (8)أو بطريقة التعرّج (9) (جرعات كبيرة تماما ثم قليلة تماما أو بدون جرعات لأيام، وذلك بشكل متعاقب) وأيضا من خلال جلسات تنظيم الإيقاع المسماة خطأ الصدمات الكهربية، كذلك بالكيمياء المخلخلة والمنظـمة فى آن (10)، وإلى درجة أقل بالتحريك الجسدى الملاحَـق بالعلاج البدنى التنشيطى، والذى كان يشمل قديما حمامات البارد والساخن المتلاحقة.
وقد نجحنا فى ذلك فى كثير من الحالات، ولا يتم النجاح إلا بحسن التمهيد له، ثم بالإسراع فى استيعاب نتيجة التحريك.
هذه الخبرة إنما تظهر معالم توحد الجسد بالجسم/الوعى، ومن ثم إمكان تعتعة أحدهما بتعتعة الآخر، الأمر الذى رجحنا أن له ما يقابله فى حالات العادية، وبالتالى فى حالات تحريك الإبداع من خلال العمل اليدوى الجسدى. (11)
2- خبرة الوسواس القهرى الشديد الذى يصل إلى درجة تعتبر أحيانا ذات حدة ذهانية من حيث الإعاقة على الأقل، وهنا تمثل المنظومة الفكرية (مثلا: قهر النظافة بغسيل الأيدى لمدة ساعات حتى تتعطل كل الحياة لصالح هذا الطقس) طقسا مستقلا عن كل من الجسد والوعى فى آن، وإذا كانت الأطراف – فيزيقيا- تشارك فى تكرار غسيل اليدين مثلا، فهى تشارك فى ذلك بناء على قهر من هذا الطقس الفكرى المغترب، ولا يمكن –على أية حال- استبعاد مشاركتها مباشرة فى نفس المنظومة الدائرة المغلقة. إن المنظومة الفكرية الوسواسية المستقلة إنما تمثل جسما/وعيا منفصلا فى ذاتها، متصلا بإجبار التكرار الجسدى، ومن ثم فإن التناقض بينها وبين باقى جماع دوائر الوعى يتمادى حين تتصادم المنظومات فيما بينها منتجة درجة هائلة من التوتر ينخفض نسبيا بخضوع إحداها للأخرى مؤقتا، ليعود من جديد باستنفار الطقس الذى لم يصل، ولن يصل، إلى غايته أبدا، لأنه بطبيعته المرضية، ليس له غاية ظاهرة ذات معنى اصلا، فهو يدور فى دائرة محكمة الإغلاق.
إن مثل هذا الطقس قد لا يستجيب لأى عقار مهما بلغت جرعته، وهو يدور فى دائرته حول نفسه، فكأنه السجن الذاتى الذى يمنع أى حركة أو مرونة أو تجوال فى مساحة من الوعى إلا ما حددها هو، فهو”ضد الحرية” بكل معنى الكلمة. تجاربنا فى تحريك الجسد بتعتعة هذا التجبس داخل هذا الطقس السجان نجحت بدرجة أقل من تحريك المريض الكاتاتونى، وأيضا كانت أصعب من تحريك الضلالات الثابتة، لكن النجاحات القليلة التى أحرزناها (مع حركية العقاقير) كانت فى اتجاه إثبات أن هذا الطقس الوسواسى ليس ثابتا فى الدماغ فحسب، وإنما هو منغرس فى الجسد أيضا.
3- تعاملنا أيضا من هذا المنطلق مع خبرة الضلالات، وخاصة ضلال الاضطهاد، فى حالات البارانويا المزمنة. هذه الخبرة تقع بين النموذجين السابقين، فمن ناحية هى منغرسة فى الجسد، ومن ناحية أخرى هى تتمتع ببعض الاستقلال الفكرى الدائرى (=المغلق الدائرة = المـسـير فى محله)، وقد لاحظنا أن تحريك الجسد العيانى هنا لتعتعة جموده، قد ينتقل إلى الجسم/ الوعى ثم إلى المنظومة الفكرية بسهولة أكثر مما هو الحال فى الوسواس القهرى المستتب، بما يترتب عليه خلخلة الجسد/الوعى/المنظومة. ومن ثم: التقدم نحو الشفاء.
………
ونكمل الأسبوع القادم
[1] – هذا هو الكتاب الثالث باسم “عن الحرية والجنون والإبداع” نشرت صورته الأولى فى مجلة فصول– المجلد السادس – العدد الرابع 1986 ص(30/58) وقد تم تحديثها دون مساس بجوهرها، وهو الفصل الثالث من كتاب “حركية الوجود وتجليات الإبداع” الصادر من المجلس الأعلى للثقافة -القاهرة، والكتاب يوجد فى طبعته الأولى 2007 وهذه هى الطبعة الثانية بعد أن قُسم إلى أربع كتب أضيف إليها ما جدَّ للكاتب بين الطبعتين، وهذا الكتاب هو الثالث.
[2] – بعد كتابة هذا الفصل بعشرين عاما ظهرت فروض تجاوزت هذه الفكرة، وأصبحت تعامل مستويات من الذاكرة مسجلة خارج كل من الجسم والجسم، حتى شبهت دور المخ البشرى فى استرجاعها بالتليفزيون يلتقط موجاتها وليس بشريط التسجيل أو القرص الممغنط يدار فيسترجعها.
[3] – استعملت مصطلح فرط العادية hypernormality عشوائيا فى البداية، – وقد بدأ استعماله علميا بشكل متواتر مؤخرا، وأحيانا ما يستعمل على سبيل التفكه (فلان عادى جدا)، لكن بمجرد أن بدأت أستعمل لفظ العادية لوصف “حالة” ، يمر بها أى شخص ولا يقف عندها بالضرورة، أحجمت عن تصنيف الناس إلى عادى ومبدع، واستبدلت بذلك رؤيتهم فى حالات الإبداع والعادية والجنون بالتناوب ..إلخ، وعلى ذلك راجعت هذا التعبير فوجدته ملائما تماما لمن توقف عند حالته العادية، وبالغ فيها، دون نبض أو كشف أو سماح بدورات أو مراجعة، حتى راح يقترب مما يسمى اضطراب الشخصية، ومنذ ذلك الحين بدأ استعمالى له بمعنى محدد هو ما أثبته هنا.
[4] – يحيى الرخاوى: “العدوان والإبداع” المجلد العاشر – (العدان 3-4) سنة 1992 مجلة فصول.
[5] – “القصة القصيرة من خلال تجاربهم” ص262 المجلد الثانى- العدد الرابع (1982) مجلة فصول.
[6] – أنظر هامش (9) ص 65
[7] – خبرة أينشتين – مثلا- أثناء إبداعه وإحساسه بتوترات ألياف عضلية مصاحبة لتحركات فكره قد تكون أشد دلالة، ولم أعثر على المرجع الخاص بذلك فاعتمدت على الذاكرة، وقد سبق أن اقتطفته فى أعمال سابقة لا تحضرنى الآن.
[8] – Massive Neuroleptization
[9] – Zigzag
[10] – الفكرة أن العقاقير المسماة بالنيورولبتات neurolepticsهى عقاقير تعمل على المستوى الأقدم من المخ، دون سواه وهو المستوى البدائى الذى ينشط فى حالات الأمراض العقلية الذهانية، وفى حالة إعطائها لكسر جمود الجسد تعطى بهذه الجرعة العظمى لتعمل على هذا المستوى الأقدم، وكأنك بذلك تقطع دائرة أسطوانية من كرة متماسكة جامدة، إذْ تقلصها دون سواها، فيتفكك نسبيا جمود الكرة الصلبة وبالتالى يسمح بإعادة التشكيل.
كذلك فإن طريقة “التعرّج” Zigzag فى إعطاء هذه النيورولبتات تثبط هذا المستوى الأقدم يوما أو بضعه أيام، ثم تطلق سراحه بالتوقف عن تعاطى هذه العقاقير، يوما آخر أو يومين ثم تعود تثبطه، وهكذا حتى يتم التفكيك. أما التفكيك باستعمال منظمات إيقاع المخ فهو يحتاج إلى شرح أطول وتوقيت أدق، مما لا مجال له هنا فى أطروحة ليست للأطباء أساسا.
[11] – نفس مثل هذه الإجراءات قد نسمع عنها أنها مورست فى معسكرات الاعتقال بغرض غسيل المخ مثلا، لكن الفرق هائل ولا يكمن فى الإجراء نفسه بعد التحريك، وإنما فى تناول نتائج هذاالتحريك: إما للعلاج، وإما للتشويه والاستغلال، قياسا بحسن أوسوء استعمال الطاقة الذرية!.