الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى: قصيدة ورأيتُهُ يسْرِى بأوْرَاقِ الشجرْ!

يوم إبداعى الشخصى: قصيدة ورأيتُهُ يسْرِى بأوْرَاقِ الشجرْ!

“يومياً” الإنسان والتطور

22-9-2008

السنة الثانية

العدد: 388

يوم إبداعى الشخصى: قصيدة

ورأيتُهُ يسْرِى بأوْرَاقِ الشجرْ!

قطعوا‏ ‏حبالى ‏بُعْثرت‏ ‏أوصالى،‏

وفُطمت‏ ‏من‏ ‏قبل‏ ‏الرضَـاعْ‏.‏

فقبعتُ‏ ‏فى ‏ركنٍ‏ ‏قصىَّ ‏مظلمِ،‏

وحبوتُ‏ ‏

جذعى ‏للجدارِ‏ ‏تمايلت‏ ‏أعطافهُ،

‏فلَـزمتُ‏ ‏صمْـِتى.‏

‏ -2-‏

وطرقت‏ ‏باب‏ حنانها:‏

هل‏ ‏ياتُرى ‏قد‏ ‏أدركتْ؟

همّتْ‏ ‏؟‏ ‏تراجعتْ؟

ماتـتْ؟‏ ‏تماوتتْ؟

فاهتاج‏ ‏جوعِى ‏للحياهْ،‏

‏ ‏والنَّزْفُ‏ ‏من‏ ‏وخز‏ ‏الألمْ‏ْْ، ‏

لا يـنْقَـطِعْ‏. ‏

‏-3-‏

وتداخلتْ‏ ‏أطرافُـناَ‏ ‏فى ‏دِفْء‏ ‏بـَعْـضهَـا‏،‏

مادت‏ ‏بنا‏ ‏رخاوة‏ٌٌ ‏مهترئهْ، ‏

‏( ‏الرجفةُ‏  ‏الصقيعْ‏.‏

التوبةُ‏  ‏الرجوعْ‏.)‏

-4-‏

وجمعتُ‏ ‏من‏ ‏أسبابِها‏ : ‏

ولدِى، ‏أَنَـا، ‏

يا‏ ‏لوعتى، ‏لستَ‏ ‏أنا،‏

‏-5-‏

وتسَّربتْ‏ ‏خطواتنا‏ ‏بين‏ ‏الشقوقِ‏ ‏الجائعةْ‏.‏

‏ ‏ياربنا‏ ‏ياقَـدرَى ،‏

‏ ‏جفّـتْ‏ ‏مَـنَـابـِعى ،‏

خُـذْنى ‏كَـفَـى ،‏

خُـذْنى ‏كـفـى .‏

‏-6-‏

فأضاء‏ ‏وعيى ‏بالمـُـنـى،‏

‏ ‏تمتد‏ ‏بعد‏ ‏المنتهى.‏

يــا‏ ‏فرحتى:  ‏لستُ‏ ‏أنــا‏.‏

هى ‏فرحة‏ ‏الطير‏ ‏الذى ‏تطايرت‏ ‏خميلـَتـُهْ، ‏

ثم‏ ‏الْـتَـقَـى ‏بأمّه‏ ‏

حَـمَـلـَتْـهُ‏ ‏تحت‏ ‏جِـناحِـهَـا، ‏وأوْدعْـته‏ ‏فى ‏الَـفـنَـنْ،‏

هى ‏فَـرْحة‏ ‏السـَّمَـك‏ ‏الذى ‏رجع‏ ‏المياه،‏

من‏ ‏بعد‏ ‏ما‏ ‏ذاق‏ ‏الجفاف‏ ‏الموتَ‏ ‏فى ‏قر‏ ‏الرمال‏ ‏الساخنهْ‏.‏

‏-7-‏

ورضعتُ‏ ‏من‏ ‏مجرى ‏عيون‏ ‏لا‏ ‏تغيض‏:‏

ورأيتُـهُ‏ ‏يسرى ‏بأوراقِ‏ ‏الشجرْ،‏

وشربْـتُـهُ‏ ‏قطرًا‏ ‏بهيجاً‏ ‏فى ‏النَّـدى.‏

وطعمتُـهُ‏ ‏شهدا‏ ‏رحيقا‏ ‏فى ‏الثمرْ،‏

وسمعتـُه‏ ‏فى ‏صمـت‏ ‏طائرٍ‏ ‏شـَدَا،‏

صاحبتُـه‏ ‏صمتاً‏ ‏رصيناً‏ ‏فى ‏الحجرْ

‏ -8-‏

وِبَرغْم‏ ‏رقصِ‏ ‏الكونِ‏ ‏من‏ ‏حَـوْلىِ ‏بِـنَـا،‏

‏ ‏قد‏ ‏عاوَدَتْـنى ‏عِلَّتِى:‏

ربى ‏أنا‏‏؟‏

‏أفلستَ‏ ‏ربَّ‏ ‏الناس؟

أين‏ ‏الناس‏؟

‏-9-‏

ورجعتُ‏ ‏أحبو‏ ‏فوق‏ ‏شـَوْكِ‏ ‏رحابهم‏ ،

كدْحاً‏ ‏إلى ‏وجه‏ ‏البشرْ‏ ‏

‏-10-‏

يـــا‏ ‏مرّ‏ ‏تاريخى ‏القديمْ‏ ‏

قد‏ ‏خِـفْـتُ‏ ‏لفّةَ‏ ‏دوْرَتِى

15/9/ 1981

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *