الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى حوار مع الله (9) استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى موقف العبدانية

يوم إبداعى الشخصى حوار مع الله (9) استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى موقف العبدانية

“نشرة” الإنسان والتطور

29-6-2009

السنة الثانية

 العدد:  668

يوم إبداعى الشخصى

حوار مع الله (9)

استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى

موقف العبدانية

قال مولانا:

أوقفنى فى العبدانية وقال لى:

  • أتدرى متى تكون عبدي
  • إذا رأيتك عبدا لى منعوتا عندى بي

لا منعوتا بما منى ولا منعوتا بما عندى، هنالك تكون عبدي

  • فإذا كنت هنالك كذلك كنت عبد اللّه
  • وإذا كنت عبد اللّه لم يغب عنك اللّه،
  • وإذا كنت منعوتا بسوى اللّه غاب عنك اللّه
  • فإذا خرجت من النعت رأيت اللّه
  • فإن أقمت فى النعت لم تر اللّه

موقف العبدانية

فقلت له فى موقف التنقل إليه:

أكون عبدك حين أكون نفسى، وأكون نفسى حين لا أكونها، إلا بك:

لست منعوتا بما عندك، ولا منعوتا بما منك، ولا منعوتا بما عنك،

 لا أتخلى عن كل تجلياتى نحوك.

لا بديل عن أن تكون لى صفة “لأكون” “إليك”،

ليست كل صفاتك جاهزة لى حين احتاج إليها، أُضطر أن أكُمنَ فى المتاح

الصفات الجاهزة لا تشدنى إليك فاتنقل بينها بحثاً عنك.

عبد الله هو عبد الله لا عبد صفاته ولا عبد وسائله.

 عبد الله ليس إلا عبداً لله، حتى لو اضطر إلى صفاته ـ يسعى بها إليك

النعت “بالسوى” ليس تحت جلدى،

هو رداء أستر به ضعفى عنهم، لا عنك،

العيب، فى من رأى السِّوَى فىّ، فرآنى به، فكسل أن يتخلله ليراك من خلاله،

هو عيبى أيضا لأننى لم أشرق بك بدرجة يشف معها الرداء.

أخرج من النعت كلما استطعت، وأرجع إليه كلما رُعبت أو وَهنت.

رجوعى ليس رجوعا بل هجوعا لعلّى ألَمْلمَ نفسى، أكسر غرورى،

كيف أقيم فى النعت وأنا فى العبدانية؟!!

وكيف أدخل إلى العبدانية دون نعت؟!!

النعت ليس بيتا ألجأ إليه دونك لكنه شكل يحمينى من التلاشى تحت زعم أننى لا أحتاجه إليك “الآن“.

 لا إله إلا أنت سبحانك إنى كنت من المنعوتين،

أخرج من النعت” بالسوى” أحيانا، … فلا أراك.

أعلم أنه كان نعتا خبيثا ثقيلا تسحّب إلىّ فاغتررت به، صار سوَى، فصرتُهُ، فأخفانى، فأخفاك عنى.

 أنخدع حين يصوّر لى السوى أن ما هو عنك هو بك، وأن ما هو منك هو أنت،

 حين أخرج من النعت ولا أراك أرجع إليه مضطراً إليك،

حين يتأخر تجلّيك أكاد أتلاشى فأهرب إلى نعت جديد.

 أواصل الدخول والخروج منه إليك، ومنك إليه،

أواصل الاجتهاد ألا يخدعنى حتى لوسُمِّى بأحد أسمائك،

حتى أسماؤك ليست أنت، لكنها تقريب لما يمكن أن نتصوّره عنك.

عبدك،عبدك، أنا، لا أكثر ولا أقل،

فلم كل هذه الشروط الصعبة؟

العُتبى حقى!

لو تعريت من النعت فالوشم بالجنون ينتظرنى، بعد الشماته،

هم لا يرون إلا النعت، فكيف أبدو لهم عاريا، فلا يرونى ولا يرونك؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *