الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / التدريب عن بعد: (54) (من العلاج الجمعى) عود على بدء : لعبة جديدة “ياه !!!.. دى طلعت صعبة بشكل..(بِشـاااكْل)!!!! ولكن..” (الحلقة 2)

التدريب عن بعد: (54) (من العلاج الجمعى) عود على بدء : لعبة جديدة “ياه !!!.. دى طلعت صعبة بشكل..(بِشـاااكْل)!!!! ولكن..” (الحلقة 2)

“نشرة” الإنسان والتطور

28-6-2009

السنة الثانية

العدد: 667

التدريب عن بعد: (54)

(من العلاج الجمعى)

عود على بدء : لعبة جديدة

“ياه !!!.. دى طلعت صعبة بشكل..(بِشـاااكْل)!!!! ولكن..(الحلقة 2)

قبل المقدمة

عدنا الأحد الماضى إلى عرض الألعاب النفسية،، كان ذلك بمناسبة انتهاء مدة  التعاقد للعلاج الجمعى التدريبى الذى يجرى فى قصر العينى منذ سنة 1972 أسبوعيا، لم ينقطع أبدا. تتغير مجموعة المرضى بعد إثنى عشر شهرا بالتمام، (حدث استثناء واحد طوال هذه المدة فامتدت نفس المجموعة 24 شهرا، ولم تنجح التجربة)، وقد منذ اسبوعين تصادف أننا لعبنا لعبة بدت أنها تقييم ضمنى لما حدث طوال هذا العام،

ثم إننا فى تقديم الأحد الماضى، تذكرنا لعبة عرضناها منذ شهور وكانت بمناسبة انتهاء المجموعة السابقة، وكان نصها “لو كنت اعرف إن الحكاية كده …، كنت “.

عرضنا الأسبوع الماضى مغزى التقديم، وخطوات المشاركة  فى هذه التجربة ومبررات ذلك، وننصح القارئ بالرجوع إليها مكتملة (نشرة: 21-6-2009)،

وقد وصلتنا ردود كثيرة وطيبة ومفيدة من أصدقاء الموقع، وفى مقدمتهم د. جمال التركى، د. أميمة رفعت، والصديق رامى عادل، ود. على الشمرى، وأصدقاء كرام آخرين أثبتنا استجاباتهم فى بريد الجمعة الماضى (نشرة: 26-6-2009)، مع تعليقات شديدة الإيجاز أملا فى مقارنات قادمة.

الذى سنعرضه اليوم هو ما حدث فى جلسة يوم الأربعاء قبل الماضى، وكانت الجلسة قبل الأخيرة، حيث اشترك  فى اللعبة سبعة أفراد، ثلاثة أطباء ، وأربعة مرضى،

ثم أنه فى الأسبوع التالى، حيث عقدت الجلسة الأخيرة،  جاءت سيرة ما حدث فى الأسبوع السابق، وعرض على من لم يشترك أن يفعل، وقد كان، فاشترك أربعة مرضى كانوا قد غابوا عن الجلسة السابقة، وبالإضافة طبيبة متدربة كانت غائبة أيضا.

وسوف نكتفى اليوم بعرض ما دار فى الجلسة قبل الأخيرة، على أن نكمل ما حدث فى الجلسة الأخيرة الأسبوع القادم.

المقدمة:

 المشاركون من المرضى -أسماء بديلة-:  أمال، سنية، محمود، مرفت،

(المشاركون من الأطباء الاسماء حقيقية:  د.ياسمين، د.دينا التابعى، د.يحيى الرخاوى )

تعريف اضطرارى بالمشاركين :

أمال :29سنة ، فصام (13 سنة) ، منظومة ضلالية عشقية راسخة (مدتها 13) سنة (تعلق ضلالى بالمعالج الرئيسى)، مؤهلة، جامعية، تعمل عملا متقطعا

سنية، (30 سنة) ، اضطراب وجدانى جسيم، ذهانى الحدة، تعمل مدرسة،  منتظمة فى الحضور

محمود، (19 سنة) مؤهل متوسط، عامل ماهر، نشط، منتظم، متعاون،  اضطراب وجدانى جسيم: هوسى (ثنائى القطب)

مرفت (21) صعوبات معرفية (ذكاء أقل من المتوسط بكثير) مصاحب بأعراض ذهانية

نأسف لهذا التعريف الذى لا يُغنى، والذى تعمدنا أن يكون فى أضيق نطاق، لأنه ليس هو ما يهم بالنسبة للوفاء بغرض هذه النشرة فيما يخص دلالة اللعبة ومناقشتها، وأيضا وضعنا فى الاعتبار حرصنا الشديد على سرية وخصوصية المرضى بحيث لا يمكن أن يتعرف عليهم أحد

ثم إننا لا نتعامل مع المرضى، خاصة فى هذا العلاج من مدخل تشخيص بذاته، مع أن التشخيص يفيدنا كثيرا فى ضبط جرعة التفاعل، ولتفهم التوقفات والمآزق أثناء العلاج، وفى ضبط جرعات الدواء تناسبا مع مسار العلاج، ومحاولات تخريج طاقات الحياة  إلى غايتها، (المعنى- الإنجاز-العلاقة بالموضوع). كل ذلك يحتاج لتفاصيل عن كل حالة على حدة، لكن دعونا نتذكر صعوبات المنهج، واستحالة نقل الخبرة كتابة، فنركز على ما تفيده جزئية التفاعل عن طريق هذه اللعبة، حسب ما تصل إلى كل.

تعريف بالأطباء الحضور فى هذه الجلسة

د. ياسمين ، طبيب مقيم زائر، متدربة، متزوجة حديثا، حضرت عاما مشاهدة منتظمة، ثم متدربة داخل المجموعة، ومعالجة مشاركة

د. دينا التابعى:أنهت مدة طبيب مقيم، ومازالت تكمل تدريبها وهى فى انتظار التعيين بوظيفة معيد، متزوجة منذ مدة أطول.

د. يحيى الرخاوى : المعالج الأقدم، المدرب.

اللعبة :

” يااااه ديه طلعت صعبه بشااااكل.. ولكن………..”

كيف نشأت اللعبة

( بعد نقاش مع أمال، وكيف أن الشفاء (“الخففان”) صعب بطبيعته، وأننا فى آخر جلسة، وأن الأمور قد تزداد صعوبة ..، تم اقتراح اللعبة كالتالى :

د.يحيى : إحنا ما اشتغلناش بشكل مباشر فى الصعوبة والسهولة قبل كده ، مع إننا دايما بنقول إحنا بنشتغل فى اللى ما بنعرفوش، وبندخل على الصعب عشان نشوف إيه حكايته، الكلام ده جرى طول السنة واحنا  يعنى ما بنحاولشى نقدّر حجم الصعوبة قبل ما نجرب فعلا. أنا مش فاكر إن احنا لعبنا لعبة تعرى الصعوبة وتورينا حجمها عشان نحترمها، صحيح إحنا قللنا من الألعاب، وده بيحصل عادة كل ما الجروب (المجموعة) بيتقدم عشان ساعات الألعاب بتبقى عاملة زى نوع من الاستسهال، لكن إحنا دلوقتى اتزنقنا عايزين نعرف قبل ما نسيب بعض عملنا إيه طول السنة فى الحاجات الصعب اللى قابلناها، إيه رأيك يا ياسمين نلعب حاجة عن الصعوبة برغم إن احنا فى الجلسة قبل الأخرانية ؟

د. ياسمين : ما فيش مانع

د. يحيى: نقول مثلا ” يااااه دى طلعت صعبة بشكل ، ولكن..”، ونكمل ؟

د. ياسمين: هى إيه اللى طلعت صعبة ؟

د. يحيى : بصراحة مش ضرورى ننشن على حاجة معينة، المهم نلعب وفى وعينا أية صعوبة اكتشفناها وخلاص، ومش ضرورى نكون اكتشفناها فى الجروب، نقولها وهى تطلع زى ما تطلع، خليها تلزق فى اللى حصل فى  “الجروب” (المجموعة) ، فى غير الجروب، زى ما تييجى، إنتى يا أمال لما اتكلمتى عن الصعوبة كنت منشـّـنة على انتهاء الجروب وصعوبة الخففان مش كده؟

أمال : أيوه

د.يحيى : طيب  لما نلعب نشـّنى على أى حاجة، مش  ضرورى الجروب، نشنى على الحياة، العلاقات، أى حاجة، أو حتى من غير أى حاجة، بمجرد ما نمثل ونقول، دى كذا، حاتلاقي الكلام بيوديها مطرح ما تروح ، إحنا ما لناش دعوة ، حاتلاقيها مش صعبة، ما هو لعب بقى

سنية : هى إيه هيه اللى صعبة

د.يحيى : أصل احنا مش بنقصد حاجة معينة، فيه حاجة كده طلعت صعبة وخلاص، إحنا نقول، والجملة حاتروح زى ما هى عايزة، تلزق فى اللى تلزق فيه.

سنية : يعنى حالعبها مع واحد أو واحدة وبس

د.يحيى : لأ إنتى، واحنا بعدك،حاتلعبيها معانا كلنا وكل مرة نحاول نقول كلام غير التانى، وزى ما اتعودنا يا سنية، حا تلعبيا وانتى بتمثلى، وتقولى نفس الكلمات بتاعة اللعبة من غير ما تغيرى فيها حاجة، وبعدين تكملى بعد “لكن ..” أى كلام، يعنى أى حاجة تخطر على بالك حتى ولو علاقتها ضعيفة بألفاظ اللعبة.  زى ما تعلمنا طول السنة.

سنية : بجد ؟

د.يحيى : بجد ونص، وان ما مثلتيش حاتعيدى، أنا المخرج، وحا اعين محمود مساعد مخرج يساعدنى

محمود : مساعد مخرج يعنى إيه ؟

د.يحيى : يعنى تساعدنى، اللى مايمثلش كويس تنبهنى عشان يعيد، لحد ما يتقن وإلا مش حا نديله الدور، زى اختبار الهواة كده .

(ضحك)

أمال : دكتور…،  الصعوبة إن احنا مجتمع شرقى

د.يحيى : احنا بنلعب يا أمال ، مش بنتناقش فين الصعوبة، أو ليه، ولا هى إيه،  إحنا بنلعب

د.ياسمين : إبتدى ياسنية قولى لحد الجملة اللى قلناها دلوقتى،  وكمّـلى

د.يحيى : احنا بنشطّب يابنتى ، عايزينك تورينا شطارتك، يللا ياسنية ابتدى بقى!!

سنية : ياه دى طلعت صعبة بشكل

د.يحيى : برافو، ههْ كمّلى…

سنية : ياه !!! دى طلعت صعبة بشكل بس ممكن تبقى سهلة

د. يحيى : ماشى ياللاّه

……………

سنية : يامحمود ” ياه دى طلعت صعبة بشكل بس ممكن تبقى سهلة

سنية : يادكتورة  ياسمين: “ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن ربنا يحفظك

سنية : يامرفت: “ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن انشاء الله ربنا يشفيكى

سنية : يا أمال: “ياه !! دى طلعت صعبة بشكل ولكن إنشاء الله ربنا ياخد بيدك

سنية :  يادكتورا دينا: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن ربنا يوفقك

سنية : يادكتور يحيى: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن ربنا يكرمك

سنية :  ياسنية: ياه دى طلعت صعبة بشكل ولكن إنشاء الله تتعالجى

(نلاحظ أن اللعبة تجرى مع كل الموجودين، بالإضافة إلى أن من يلعبها يلعبها مع نفسه أيضا، عادة فى الآخر، ونحن نضع أمامه حقيبة يد، أو منديل، أو أى شىء يمثله ونطلب منه أن يخاطبه تخيلا، مثلما فعلت سنية مع نفسها فى آخر اللعبة)

تعقيب محدود

نلاحظ هنا كيف أن التعرف على الصعوبة كان مركزا على صعوبة  المخاطَب لا المتكلمة، وكأن سنية تتحدث عن صعوبات من تخاطِب، لا عن صعوباتها هى، وكأنها لم تقابل صعوبات متزايدة جعلتها تتقمص ألفاظ اللعبة ” ياه دى طلعت صعبة بشااااكل…إلخ”، يبدو أن ما حضر فى وعى سنية هى صعوبات زملائها وزميلاتها، وحين وصلت لمخاطبة نفسها، بدت أنها انتبهت إلى أنها مثلها مثلهم، قلا بد أنها شعرت بصعوبة ما مثلهم.

على  أن هناك احتمال آخر وهو أنها فضلت أن تُـسقط (تستعمل حيلة الإسقاط) الصعوبة التى تبينتها – من خلال ألفاظ اللعبة وتمثيلها- على الآخرين دونها، إلى أن وصلت إلى نفسها .

 وأخيرا فإنه  لا يستبعد أن يكون ما فعلته هكذا هو دليل على تعاطفها  مع معاناة الآخرين أكثر من تعاطفها مع نفسها.

كما يلاحظ أيضا أن كلمة “ربنا” تكررت خمس مرات من سبعة

برغم مسار علاج السلس (ظاهرا على الأقل) فإنه يستبعد أن تكون استجاباتها هكذا تدل على عدم مرورها بصعوبة شخصية تستأهل أن تعيها وتفضل تقييمها والاعتراف بها لتتغلب عليهأ، حتى لو كانت قد أنهت اللعبة بأن قالت لنفسها “إن شاء الله تتعالجى”، وليس – مثلا – إن شاء الله تخفّى، فليس معنى ذلك أنها لم تعالج خلال اثنى عشر شهرا.

د.يحيى : ترمى الكرة لمين

سنية :  لمحمود

د.يحيى : ياللا يا محمود

……….

محمود: يا دكتوره ياسمين:  ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ممكن تبقي سهله

محمود: يا مرفت: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حاتعدي

محمود: يا أمال: ياه دي طلعت صبعه بشكل ولكن حاتنسي

محمود: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حاتخفّـي

محمود: يا دكتوره دينا: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يوفقك

محمود: يا دكتور يحيي: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حاتعدي

محمود: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يشفيك

د.يحيي: تدي الكوره لمين

تعقيب محدود

بدا لأول وهلة أن محمود  حذا حذو سنية فى تحديد الصعوبة فى المخاطّب أكثر من نفسه، لكن لو لاحظنا أنه قال للدكتور يحيى، “ولكن حا تعدى” ، لانتبهنا إلى احتمال أنه يقصد أن الصعوبة هى التى “حاتعدى”، وبالتالى يمكن افتراض بعض ذلك وهو يخاطب الآخرين، أعنى أنه كان يعنى الصعوبة، وليس الشخص المخاطّب، مع ملاحظة أنه استعمل نفس الكلمة “حاتعدى” مع مرفت، وهى الزميلة  التى أشرنا إلى صعوبتها المعرفية.

وحين خاطب محمود نفسه قال “إن شاء الله ربنا يشفيك“، وهذا هو ما كنا نتوقعه من صفا وهى تخاطب نفسها حين ميزنا بين”إن شاء الله تتعالجى”، وإن شاء الله تخفّى، بما يقابل “ربنا يشفيك” هنا فى حالة محمود ،

وقد جات لعبته مع سنية فى نفس الاتجاه لكن بيقين أوضح من التمنى حين قال : ولكن حا تخفى” ، ( وليس: حا تتعالجى، كما قالت سنية لنفسها)

وقد قال مثل ذلك لنفسه “ ولكن ربنا يشفيك

 وقد ميز محمود بين الطبيبتين حين قال للدكتورة ياسمين “ولكن ممكن تبقى سهلة” (نفس تعبير سنية فى البداية) وقال للدكتورة دينا التابعى “ربنا يوفقك”، ولم نعرف إن كان يعنى الدعوة لها لالتقاطه صعوبة التدريب وما تتعرض له المتدربة أثناء التفاعل،  أم أنه يقصد أن يدعو لها أن يوفقها الله فى علاجه (وهو أمر مستبعد نسبيا لأن هذه هى الجلسة قبل الأخيرة)

بقيت لعبته مع أمال، وهى مرتبطة بموقفه الناقد بمسئولية تجاه معتقداتها العاطفية الضلالية نحو المعالج الرئيسى، وكأنه يتمنى لها أن تنسى هذه الورطة “ ولكن حاتنسي” ، برغم صعوبة ذلك بعد هذا العدد من السنين (12 سنة).

……………

د.يحيى :تدى  الكورة لمين ؟

محمود: لأمال

………….

أمال: أبتدي بنفسي طيب

د.يحيي: ………. احنا عادة بننتهي باللى بيلعب، بس زي ما انت عايزة

 ………

أمال: يا أمال: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا حياخد بيدك

أمال: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن انت اتغلّـــبتي عليها 

أمال: يا دكتوره دينا: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا معانا

أمال: دكتور يحيي: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن طظ فيكْ

أمال: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا موجود

أمال: يا دكتوره ياسمين: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حانخف في النهاية

أمال: يا مرفت: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا عايز كده

تعقيب محدود

ربما حين فضلت أمال أن تبدأ بنفسها، حال ذلك نسبيا أن تُسقط الصعوبة على الآخرين دونها، مثلما فعلت سنية، ذلك أن أمال ، نظرا لثبات الضلال العشقى عندها عبر كل هذه السنوات، كانت تتحرك بصعوبة حقيقية مع كل محاولات المجموعة أن “تلخلخ ” هذا اليقين المعطـِّـل، وكانت تستجيب للضعوط والمحاولات أحيانا بشكل مباشر، وأحيانا باستناج منا أن الضلال قد تزحزح قليلا بعلامات غير مباشرة، وحين كانت تبالغ فى التركيز على المعالج، كانت تتكلم يمقاطع وجمل إما بالإنجليزية وإما بالفرنسية، وكأنها تلغى الآخرين، لكن حين يهتز الضلال قليلا، كانت تلتزم بلغة الأغلبية، العامية المصرية،  وكنا نستقبل  ذلك على أنه دليل احترام، وعلاقة مع آخرين يتبادلون الرؤية والتعاون ، وهم أفراد المجموعة جنبا إلى جنب مع المدرب، وبالتالى فإن بدايتها مع نفسها هكذا، وتمنيها لنفسها أن يأخذ الله بيدها يمكن أن يكون له دلالة معقولة فى اتجاه مزيد من سلامة البصيرة، مع أنه أيضا يمكن أن يؤخذ على أنه رغبة فى تحقيق أمنيتها الضلالية بالزواج من المدرب، الأمر الذى أعلنته أثناء المجموعة خاصة بعد أدائها العمرة ولبسها الحجاب خلال سنة العلاج.

رؤية أمال لسنية وكيف أنها حاولت طول السنة بطريقتها الهادئة، دون مآزق حادة، تدعم رؤية سنية أنها (الصعوبة) “ممكن تبقى سهلة”، وتؤكد إيجابية مسيرة سنية فى مواجهة الصعوبة، ومن ثم أملها فى العلاج.

أيضا حين خاطبت أمال الدكتورة دينا التابعى بأن “ربنا معانا”، بدا أن ذلك دليل آخر على استفادتها من فكرة “المعية” و “المواكبة“، وهما  جوهر هذا العلاج، ففرق بين ربنا معاكى، وربنا معايا، ثم ربنا معانا، هذا التوجه هو الذى اشتغلنا فيه مع أمال طول السنة.

فى نفس الاتجاه جاء قولها لمحمود “ربنا موجود” (وهذا ما سوف نعود إليه فى التعقيب الختامى الأسبوع القادم غالبا) هو إشارة تضيف إلى نفس اتجاه  ما ذكرناه حالا تعقيبا على مخاطبتها للدكتورة دينا.

تأتى مخاطبتها للدكتورة ياسمين أكثر واقعية وأملا “حانخف فى النهاية” مما يرجح الأمل الذى عقدناه فى بداية المجموعة، من أن نجاحها ونجاح المجموعة فى تحريك عواطفها نحو آخرين غير موضوع الضلال العشقى، هو الذى يمكن أن يساعدها فى خلخلة هذا الضلال، أملا فى اختفائه فى آخر الأمر “حانخف فى النهاية“.

ثم إن لعبتها مع مرفت قد تفيد فى استنتاج درجة ما من الموضوعية فى رؤيتها أن القصور المعرفى الواضح عند مرفت صعب تحريكه، فيكون التسليم بدرجة مناسبة لاعتباره من قضاء الله (ربنا عايز كده) هو اسلوب يخفف الصعوبة التى تأتى من أمل لا يمكن تحقيقه.

وأخيرا فهذه أول مرة طوال 12 شهرا (ومن قبلها طوال 12 سنة) تخاطب المدرب، موضوع ضلالها العشقى، بهذه المباشرة الصريحة (طز فيك) هذه المواجهة يمكن أن تكون من باب اللوم أو الاحتجاح  لرفضه المعلن والمتكرر لهذه العاطفة الشاطحة، وأيضا يمكن أن تكون دليلا على تنزيله من علياء  تقديسها له بحيث يصبح إنسانا عاديا يصح أن يتلقى مثل هذا التعبير “طز فيك“، ببساطة،  لكننا استبعدنا أن يكون ذلك دليلا على استغنائها عنه لسابق خبرتنا معها. (وقد شرحت بعد اللعبة ان ذلك كان جسارة مناسبة تفيد رفضها لموقفه الرافض لعواطفها)

………………

د.يحيي: تدي الكوره لمين

أمال: للدكتوره دينا

فضلنا أن نقدم مرفت أولا، حتى نجمع لعب الأطباء الثلاثة معا فى النهاية)

……….

مرفت: يا دكتوره دينا: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ممكن تبقي سهله

مرفت: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يسهلها

مرفت: يا أمال: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يشفيكي

مرفت: يا دكتوره ياسمين: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يهديكي

مرفت: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يسهل

مرفت: يا دكتور يحيي: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا يكرمك

مرفت: يا مرفت: دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا اللى يشفيكى

تعقيب محدود

فيما عدا اللعبة الأولى والثانية، جاءت مشاركة مرفت سهلة، وطيبة، وغير متوقعة بناء على ما تعانيه نتيجة القصور المعرفى (التخلف) الذى أشرنا إليه، وقد ثبت فى هذه المجموعة بالذات أن العضوين الذين كانا يعانيان من مثل هذا القصور، وهما مرفت ومؤمن، كان أداؤهما وتقدمها ومشاركتهما أكبر بكثير من توقعات كل من الأطباء وزملائهم المرضى، ومن ذلك استجابة مرفت اليوم (وكذلك استجابة مؤمن، غدا. بعد الاستجابتين الأولتين مع كل من سنية ود.دينا، بأنها “ممكن تبقى سهلة” وأيضا “ربنا يسهلها“، جاءت كل تكميلاتها للعبة أشبه بدعوات طيبة تتراوح بين “ربنا يكرمك” و “ربنا يشفيك“، باستثناء قولها للدكتورة ياسمين “ربنا يهديك“، وهى دعوة لم تبد مناسبة لطبيبة فى هذا الموقف، ومع ذلك لم نعتبرها غريبة،  ويمكن أن نرجح أنها لم تكن تميز فى الدعاء بين المرضى والأطباء، وأنها كانت دعوات طيبة سواء ارتبطت بالصعوبة كما جاءت فى رأس اللعبة أم لا.

…………

ننتقل الآن إلى الأطباء، ونبدأ بالدكتورة دينا التابعى

د.دينا التابعي: يا دكتور يحيي: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا موجود

د.دينا التابعي: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حافضل احاول

د.دينا التابعي: يا ياسمين: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن احنا مع بعض

د.دينا التابعي: يا مرفت: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حافضل اساعدك

د.دينا التابعي: يا أمال: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن انا معاكي

د.دينا التابعي: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن مش حايأس

د.دينا التابعي: يا دينا: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا معاكي

تعقيب محدود

التدريب على هذا النوع من العلاج هو خبرة صعبة، من ناحية لانها غير مألوفة، ومن ناحية أخرى لأنها تتضمن تعرية محسوبة للمتدرب كما أشرنا سابقا (وقد احتطنا لذلك بحكاية تأجيل مشاركة المتدرب مشاركة كاملة إلا بعد أن يسمح بذلك بكامل إرادته، وهو ما أسميناه “يولع النور الأخضر” أنظر نشرة 14-1-2008، من هنا نبدأ قراءة استجابة المتدربتين اليوم (والمتدربة الثالثة الأسبوع القادم  مع بقية المرضى الذين لعبوا نفس اللعبة).

البدء باستعمال د. دينا لتعبير ربنا موجود ، وهى تخاطب المدرب أول من اختارت أن تخاطب، قد يتميز كثيرا عن استعمال المرضى نفس التعبير، وبالذات تجاه المدرب، الذى يمثل مصدر التهديد لا بصفته الشخصية، وإنما بصفته مسئولا عن شحذ الخبرة، الأمر الذى يتضمن درجات متصاعدة من الكشف والتعرية، وهز الدفاعات فالبصيرة، وبالتالى لعل فى قول د. دينا: “ربنا موجود نوع من استنقاذ بالله، وتنبيه للمدرب فى نفس الوقت أن يتق الله فى ضبط الجرعة “

أما ما جاء بعد ذلك فقد أوضح معاناة المتدربة المشروعة والمفيدة، وفى نفس الوقت إصرارها على مواصلة المحاولة “( حافضل احاول : لمحمود) ، ورفض اليأس (مش حايأس لسنية) ، والإئتناس بالزملاء والمرضى (إحنا مع بعض : د. ياسمين)

 فإذا انتقلنا إلى تكملة اللعبة، نجد أن دينا قد واجهت الصعوبة التى اكتشفناها معا فى مرفت (القصور المعرفى) مما يحتاج إلى مثابرة خاصة (حافضل اساعدك : مرفت)

  أما أمال فيبدو أن الدكتورة دينا وصلها صعوبتها من حيث حاجتها إلى آخرين حقيقيين يحففون من شدة ثبات  موضوع الضلال العشقى للمدرب (أنا معاكى).

وحين جاء الدور لتخاطب نفسها، عادت تستنقذ بربنا،( ربنا معاكي : دينا) ربما تكملة لها بدأت به مع د. يحيى

…………

ثم يأتى دور د. ياسمين

 

د.ياسمين: يا دينا: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن هي كده

د.ياسمين: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن احنا قدها

د.ياسمين: يا أمال: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حانعديها مع بعض

د.ياسمين: يا مرفت: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن ربنا بيسهلها غصب عننا

د.ياسمين: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن حلاوتها في صعوبتها

د.ياسمين: يا دكتور يحيي: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن مش حانصعبها اكتر ما هي صعبه

د.ياسمين: يا ياسمين: ياه دي طلعت صعبه بشكل ولكن انتِ مش لوحدك

تعقيب محدود

يبدو أن هذه الزميلة ركزت على صعوبة التدريب بشكل مباشر وهى تتحدى، وقد ما رست أربعة  مستويات من قبول التحدى :

المستوى الأول:  هي كده: (د. دينا، زميلتها) ، حلاوتها فى صعوبتها، (محمود)،  إحنا قدها (سنية)

المستوى الثاني: أن حل الصعوبة هو فى التكافل معا : حانعديها مع بعض، (أمال)، إنتِ مش لوحدك (نفسها، ياسمين)

المستوى الثالث: كان بمثابة تنبيه للمدرب ألا “يزودها”  أكتر مما هى صعبة طبيعيا “ مش حانصعبها اكتر ما هي صعبه: (يحيى)

المستوى الرابع : كان بمثابة استنقاذ بالله ليسهلها حتى لو صعبناها نحن على أنفسنا ، يسهلها غصبا عنا “ ربنا بيسهلها غصب عننا“(مرفت) ، وتزداد دلالة ذلك فى أن هذا الكلام كان موجها لمرفت التى حسبنا فى البداية أن هذا العلاج لن يفيدها، نظرا للقصور المعرفى، ثم فوجئنا أنها أفضل مما حسبنا، وكأن الله سبحانه قد خيب ظننا – غصبا عنا – لصالحها.

………..

د.يحيي: يا محمود: ياه دي طلعت صعبه بشكل لكن أنا أتونست بيك

د.يحيي: يا ياسمين: ياه دى طلعت صعبه بشكل لكن هو أنا ليا اختيار

د.يحيي: يا مرفت: ياه دى طلعت صعبه بشكل لكن إنتِ فاجئتينى إنك إنتى كنتى معانا إنهارده

د.يحيي: يا أمال: ياه دى طلعت صعبه بشكل لكن ربنا يتمم شفاكى

د.يحيي: يا سنية: ياه دي طلعت صعبه بشكل لكن ثقتى فى الناس ملهاش حدود

د.يحيي: يا دينا: ياه دى طلعت صعبه بشكل لكن حاقعد كده لحد ما أعجـِّـز أو أعجـَـز أو أموت

د.يحيي: يا يحيى:  ياه دى طلعت صعبه بشكل لكن كتك ستين نيلة

تعقيب محدود

لا أعرف مدى احتمال سلامة  التفسير الذاتى لاستجاباتى شخصيا، ربما كان الافضل ان يقوم به غيرى، إلا أننى سوف أجتهد باعتبار أن هذه مجرد وجهة نظر أو فرض يحتاج إلى تحقق أو حوار ما، نبدأ بإشارات موقف العناد التصميمى : هوا انا ليا اختيار : (لياسمين)، حاقعد كده لحد ما اعجـّز أو أعجـَز أو أموت (لدينا)،  كتك ستين نيلة (لنفسه:يحيى)،

 نلاحظ أن ما يدل على موقف التصميم هذا كان موجها للأطباء الثلاثة بما فيهم نفس الطبيب اللاعب المدرب، وكأن إعلان هذا الموقف هو تأكيد للانتماء المطلق لهذا الاختيار لمن يريد أن يكون طبيبا هكذا (لم افهم ساعتها لماذا كتنى ستين نيلة، لكننى فهمتها الآن كانها بمثابة إعلان ضمنى للوعى بفرط التصميم الصعب، الذى يبدو أنه ليس له بديل،  بما سيستتبع ذلك من أعباء ومسئولية)

فإذا انتقلنا إلى مخاطبته للمرضى نجد أنه يستمد محاولات التغلب على الصعوبة منهم إذ يقول لمحمود “أنا اتونست بيك“، ولسنية “ثقتى فى الناس ما لهاش حدود”،

فإذا انتقلنا إلى مرفت بصعوبتها المبدئية المطلقة، وجدناه يحاول أن يلتقط أية بارقة تحسن ضد حسابات الصعوبة البالغة نظراً لحالتها، لكن ما ظهر منها وهى تلعب، وهو ما  فوجئ به الجميع بدا كأنه يبعث الأمل من مجهول، مما يساعد على التغلب على “أنها طلعت صعبة بشكل”، إنتى فاجأتينى أنك أنتى كنتى معانا إنهارده”

 بقيت تحديات ضلال العشق عند أمال، ذلك الضلال الذى لم يتزحزح إلا أحيانا، وقليلا، فبدا أن المدرب يصر على أن خطوات تمت فى اتجاه الشفاء، وانه لم ييأس، إذ ما زال يأمل أن “ربنا يتمم شفاكى

……….

……….

وإلى الأسبوع القادم، نكمل:

ما دار بشأن هذه اللعبة بالنسبة للذين كانوا غائبين هذا اليوم وهم :

الطبيبة المتدربة الثالثة

وأربعة مرضى آخرون

ثم نرى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *