الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوم إبداعى الشخصى حوار مع الله (11)

يوم إبداعى الشخصى حوار مع الله (11)

“نشرة” الإنسان والتطور

  13-7-2009

السنة الثانية

العدد: 682

 يوم إبداعى الشخصى

حوار مع الله (11) 

تنوية ضرورى:

اختلط الأمر على بعض الأصدقاء ما بين مواقف النفرى واستلهام الكاتب من هذه المواقف، لهذا وجب التوضيح كالتالى:

أولاً: مواقف النفرى (ومخاطباته) كانت شفهية، وتوجد مشاكل عادية ومتوقعه حول مصداقية التسجيل، والحفظ، شأنها شأن أغلب قضايا تسجيل التاريخ والنصوص.

ثانياً: جرأة النفرى على ربه، ربنا، لا تعنى أنه يدعى وحيا خاصاً مثل وحى الأنبياء، ولكنه كما استنتج أحمد بهجت (الأهرام 1/1/2000) أن النفرى حين يقول:

 أوقفنى: معناها أن الله أيقظ قابليتى لتلقى التجلى.

وحين يقول وقال لى: معناها أنه عرَفنى بأن رَفَعَ حجابى فعرفت،

 فكأنه قال لى: .. “إيمانا منه بأن نبع الحقيقة وملهمها هو الله”.

ثالثاً: حين يبدأ حوارى شخصيا، أكون قد وعيتُ ما وصلنى من موقف النفرى حين خاطبه ربه، أو أكون فى موقف آخر فأسميه بما يحضرنى.

رابعاً: فحوارى مع الله هو استلهام من النفرى، بما يأتينى من دعاء ومناجاة وعشم، من وحى كل ذلك أخاطب ربى من خلاله.

وما يخصنى وما أنا مسئول عنه هو من أول ما يبدأ بـ “فقلت له:”

لذلك لزم هذا التنوية،

 وقد أكرره بين الحين والحين كلما لزم الأمر مما يصلنى من البريد.

 

 

استلهاماً: من مواقف مولانا النفّرى

موقف العبدانية (2)

ملاحظة: استلهاما من نفس الموقف “العبدانية”

( نشر من قبل بتاريخ 29-6-2009)

وقال لمولانا النفرى:

 العبدانية أن تكون عبدا بلا نعت

 فإن كنت بنعت اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بى

وإن اتصلت عبدانيتك بنعتك لا بى فأنت عبدُ نعتك لا عبدي.

وقال لى عبد خائف استُمدّت عبدانيته من خوفه،

عبد راجٍ استُمدّت عبدانيته من رجائه،

عبد محبّ استمدّت عبدانيته من إخلاصه.

وقال لى إذا استمدّ العبد من غير مولاه

فمستمدّه هو مولاه دون مولاه

وإذا لم يستمدّ من مولاه أبق من مولاه،

وإذا استمد ّمن مولاه فقد أقدم على مولاه،

فقف لى لتستمدّ منى ولا لتستمدّ من علمى

ولا لتستمدّ منك

تكن عبدي

وتكن عندي

وتفقه عني

موقف العبدانية (ص110، 111)

 

 

فقلت له:

فى موقف: الأصعب أسهل

طلبتُ منك أن تسهلها علينا فصعّبتها.

لى العتبى، وأنت العليم الخبير

كدت من فرط ألمى أن أنغلق.

أنت لا تكلفنى إلا ما وسعنى، وأنا لا أعرف سعتى،

فكيف لا أستصعب، إلا أن أثق فى حكمك وحكمتك

 أعود أقول:

تسمعني:

ألم أقل لك أننى أكون نفسى حين لا أكونهما، ولا أكونك بها؟

قلت لك إننى لم أعد أملك أن أكون نعتى إلا إن كان وسيلة إليك،

وأننى لا أستطيع أن أتخلّى عن نعوتى إلا بعض الوقت، حالة كونى مطمئنا لحضرتك ولو بعض الوقت،

لا أحتمل أكثر

عشتُ خائفا وأنا فى طريقى إليك، خشية ألا يكون هو الطريق

 لم أكن أعرفه فخشيت أنى لن أعرفك،

زاد خوفى فزاد سعيى،فزاد خوفى، فزاد سعيى، فزاد خوفى فحلّت طمأنينتى اليقظة المتفتحة إليك

 أنا لا أخاف من عقابك فأنت أدرى بما تفعل وما أستحق،

 أنا لا أطمع فى رجائك، وهل بعد رؤيتك رجاء.

 أنا لا أخلص فى عبادتك إلا لأنها تهدينى إليك.

 الوسيلة وسيلة،

مـَنْ أعلى من شأن الوسيلة لذاتها هبط بشأن نفسه فابتعد عنك.

لا يستمد العبد عبدانيته إلا من مولاه،

وكل ما يوصله إلى مولاه ليس مولاه،

 ولا هو مصدر عبدانيته.

الشرك شئ خفي خفى ، خفى.

هو شئ خبيث.

هذا الشرك

شئ رقيق رقيق يخفى أكثر على من ينكره حاسبا أنه محصن ضده

تنبيهك هو رحمة بنا لننتبه،

 وليس نهيا لنا أن نضعف.

 لا نملك إلا أن نضل لنهتدى، ثم نضل لنهتدي،

 ثم نضل لنهتدى ثم نهتدى لا نضل، ولا نستقر.

لسنا فى نفس النقطة بالعرض.

لستُ فى نفس النقطة بالطول

أنت أدرى

أدرى أين أنا منك،

هذا يكفينى

لست مرعوبا حتى من بُعدى عنك، ولا من خدعتى فى نعوتى،

 لم أعد صالحا لأشرك معك أحدا:

لا نعتا، ولا وسيلة، ولا إسما، ولا رسما، ولا عـِـلما، ولا عملا، ولا حرفا، ولا قولية، ولا ذكرا…، ولا…،

كم أنا حامد لك قرْص أذني.

صعِّبها كما تشاء ،

 فأنت تجعل الحزْن -إن شئت- سهلا

مادام الأمر منك،

الأصعب أسهل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *