الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / يوميات الغضب والبلطجة : ولادة شعب جديد قديم (6 من ؟؟؟): من الألم والغضب، إلى الفعل المسئول

يوميات الغضب والبلطجة : ولادة شعب جديد قديم (6 من ؟؟؟): من الألم والغضب، إلى الفعل المسئول

نشرة “الإنسان والتطور

5-2-2011

السنة الرابعة

 العدد: 1254

 يوميات الغضب والبلطجة   

ولادة شعب جديد قديم (6 من ؟؟؟)

من الألم والغضب، إلى الفعل المسئول

منذ عشر سنوات كتبت مقالا فى الوفد أيضا ( 13/8/2001) أحذر فيه من التوقف عند مرحلة الغضب، وكان ذلك بمناسبة انتفاضة فلسطينية أحدث، وشهداء كُـثر، كان عنوان المقال ” ثم ماذا بعد الغضب“، وحين عدت أقرأه الآن وأنا أتابع ما يجرى فى مصر الغالية، وجدت أنه أنسب ما يمكن أن أوجهه لشبابنا الواعد الجميل، بعد كل ما حدث:

أبدأ باقتطاف فقرات من المقال العتيق مع بعض التحديث المحدود (2001):

(1)   …..هل المطلوب هو إظهار الغضب فى الشارع أساسا أم تماما؟

(2)   ألم تتغير المحكات التى نقيس بها معنى الغضب وجدواه، والتى تحذر من سوء استغلاله؟

(3)   هل المطلوب هو مزيد من التحليل والتفسير والتنظير على صفحات الصحف وفى اللقاءات المشتعلة كلاما وهتافات؟

المسألة أخطر من كل هذا.

….. ليس المطلوب مجرد الدعوة إلى استمرار الانتفاضة دون مشاركة حقيقية فردا فردا، وجماعة جماعة، فى دفع واستيعاب إيجابياتها.

…. إن من يجرؤ أن يعى الآلام الحقيقية التى تصله…. لا بد أن يشعر بالاستنفار لشكل جديد من المواجهة، شكل يبدأ من هذه النقطة الفارقة فى تاريخ الوطن فالبشر، وليس فى تاريخ العرب فحسب، ثم لا يتوقف أبدا، شكل مختلف عن مجرد غضب الشارع، أو التحريض على تغيير سلطة محلية قد لا يحل محلها إلا ما هو ألعن منها، قد لا نكتشف ذلك إلا بعد أسابيع أو شهور، وربما بعد أيام أو سَنَوات.

أنا لا أقلل من الحاجة إلى غضب الشارع، ولا أستهين بمعناه، ولا أرضى إلا بالتغيير، لكن كل ذلك ليس نهاية المطاف، ولا هو مطلب لذاته،….. بل هو بداية مرحلة جديدة نختبر فيها أنفسنا

…… نحن أصحاب حق، ننتصر لإحقاقه لصالح كل البشر بدءاً بوطننا الكريم.

لسنا أهلا لتاريخنا إلا إذا تحمّلنا مسئوليته.

حين يفيض الألم بالناس يصيحون : آه

وحين يفيض الغضب بالناس يصيحون : لا

وحين يفيض الضجر بالناس : يطلبون التغيير

وحين تتجمّع الآهات، مع اللاءات، مع طلب التغيير، ويتردد صداها فى الشارع، نتكلم عن غضب الشارع، وننتظر الثورة.

هل هذا هو كل المطلوب؟

هل هو نهاية المطاف أم بداية الطريق؟

ألم نتعلّم كيف أن الغضب لا يكفى؟

بل إن الثورة نفسها لم تعد تكفى.

المطلوب ألا نقف فى وجه الغضب، لكن علينا أيضا أن نعرف أنه “إعلان” وقفة وليس “بناء دولة، الغضب إرسال رسالة، واستيعاب طاقته ترسيخ حضارة.

المطلوب أن نعدّ عدتنا لنفسٍ طويل من الحوار والجدل والتحدى، حتى إذا تهيأنا لنقلة نوعية (الثورة) وجدنا من يرثها ويستثمرها من أصحابها، وليس ممن يركبون ظهرها لينحرفوا بها، وهكذا باستمرار مثل نبضات القلب، امتلاء وضخّ.

……

……

ثم انتهىَّ مقال الوفد القديم هكذا:

هل مــِـنْ أمل؟!

وقد جاءت الإجابة بعد عشر سنوات من تونس

ثم من مصر أنْ:

“نعم”!!    

المصيبة أن ما نطالب به من حوار ونفس طويل، يستعملونه هم للإجهاض والتسويف، ولكن إن لم تصلهم رسالة الغضب فليتحملوا مسئولية الخراب الشامل الأخطر والأصعب من أسلحة الدمار الشامل.

وبعد

برجاء الرجوع إلى الموقع يومية الأحد الماضى لقراءة أرجوزة الأطفال (نشرة 30-1-2011 “ثم ماذا بعد الغضب؟”)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *