شعـر
سيرة ذاتية …. للمرتحل الأعظم
أحمد زرزور
– هل تذكر البــدايات…..
حين كانت الأشجار تحمل موتها الصباحى
فتغض الشموس طرفها البصير …..
عن أحزان البراعم التى كانت ولا تزال:
ابنة وفية للتجليات
وصديقة نادرة للاتضاحات
وتميمة خارقة للأسرار ……!
اذن – تعال قليلا
نسافر عبر مجموعة من جراح كواكبك الريفية
انظر الى هذا الضباب الكثيف وهو يحاصر مواسمك البكر ……
وا ألماه / حين تتقافز أقواسك القزحية على غير هدى
صارخة مما ينتظرها !
،…..،…..،…..،
1 – ها هو جرحك الأول:
ديدان الرماد الذى يتزوج روث الدواب والبشر
تتمازج / فتختار عينيك المسبلتين على حلم
كان ولا يزال: يرعش جسدك الواثب
الصغير …….
انظر الى الدودة الأولى
وهى تزف بشرى شهى الوجبات
لزميلاتها اللواتى يحملن وثنية ملامح قبيلتك / التى تجلس
القرفصاء حول مجامر
مجوسيات
نار
الوصفات
البلدية،
وتهدر حادية لقوافل الشيوخ
الذين يتوضأون ” بيحموم ” الذهب …..
ويتعطرون ” بغسلين ” الفضة …..
ويتحسون ــ بين كل تعويذة وتعويذة ــ
حافظات
الرزق
” الحلال “!!!
…………………
آه كم دفع فيك أيها الشاعر اليتيم ؟ !!!
( وأسفاه ـــ حين تكور الوردة أضحية مذبح جاهلى
ويكون قمر العشرين من شباط:
عروس
” وفاء “
للنيل !!! )
…………………
2 ــ تجول معى يا أحمد/ أنت أيها المطارد التاريخى الرقيق …..
هل تبصر هذه المهزلة الوشمية على مصطبة سخافات الحضارة ؟
استمع الى هذه الهلوسات فى ليلك القديمى القديد /
أنها: مسامرة الزهو المأفون
: تجشؤ التلافيف “السوهيتية” ([1]) المرتكسة
: دكتاتورية زعماء الأسر
الذين نسيتهم أحقاب ما قبل الثدييات الطبشورية
والتى لم تكن قد خطت بعد
بين دفتى علم الجيولوجيا …….
أو رسيت بعد
فى طبقات السلالات الأيكولوجية
الموغلة
فى
قوانين
التطور !!!
…………………
3 ــ لن يكفيك هذا القدر من سرعة الضوء المكسور
أذن ــ فاقترب أيها المذنب الهارب من سديمية تراثاتك / التى
” تأكهلا أكلا لما ” ……..
هل ترى الآن ذلك النصل اللسانى المثلوم
من جراء لطمة غشوم
أطبق بها ” جنكيز العائلى ” على ” بغداد قصائدك الحصيفة ” …….
فأغرق دساتيرها الفيروزية
فى أناء من الدماء المحلاة ” بنيرون “
الموشاة بحرير السراويل الشاهنشاهية ؟!
…………………
آه ،
من ثقب اسود الى ثقب أسود / ترتحل أيها الفارس
لا يوقفك جواد طيب
ولا تدعوك حورية من حسان الأنهار الى قيثار مسائى ……
حيث الموج/ الحب / العشب البرى
الأطفال / الدبكات / رصاص الخضرة والتحرير
ومشوار الطريق الزراعى
بصحبة امرأة لا تتشابه
ووطن لا يغتصب !
أنت مواظب على حضور الضربات اليومية
وأنا أعرف أنك لا تعانى من ” ماشوسية “
أو ” مازوكية “………
لأنك
” لأنك علم نفس الحقيقة ” !
كم أنت رائع ايها الذى أفراحه على قارعة المساكين،
أيها الذى يعرف مذاق السقوط الرسمى ،
ولذا اختار ــ اخترت: الصعود الصعب ،
الاستشهاد الحى على رمضاء ” زغب القطا
وعلى وعثاء امرأة موروثة
ومن تقاويم البله “
والعقوق …..!
، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
، ، ، ، ، ، ، ، ، ،
أهلا ………
أهلا بك ايتها الثقوب السوداء
أن عاشقك النحيل لا يعتزم تغير فراشه
ولا ينوى استبدال عتبة بيته
هو متجه اليك ،
مدفوع صوبك دفعا ،
تزفه علاقاته الصراطية ………
انظرى إليه جيدا:
– كم هو فاتن بوجعه الابتسامى الآسر
وبلفتاته المتهجسة الخلوق
وبتواتراته الأصابعية السابرة غور
البياض
الغامض !
تأمليه جيدا أيتها العزيزة:
ــ ها هو يشعل لك شموع جنازاته الصاحية
لأنه يدرك رهافة الخيط
الذى يمر كالروح بين الجثمان
وبين الديناميكا ………..
وهو يتقدم ـــ غير هياب ولا وجل ــ اليك
وأنت محاطة بالبلاط النمام ………
( نميمته ليست كلاما وأنما سغب
ومخمصة لا ينتهيان
وبينهما برزخ / لا يرعويان
لا يرتدعان !……..
………….
ــ فبأى آلاء رهبوتهما يصرعانك أيها الوامض الرسولى ؟
ألم تخلص الأرض من عذابها ،
ألم تلقح الأرحام بفرح أسلحتك الخصوبية
فتتحرر جمهوريات العقم ،
وتتثور ممالك التبنى الأرستقراطى ؟
ألم تكتب لنا فى نواميسنا:
شهادة بتقرير مصائر الشعوب النازحة
المنزوحة ……….
ـــ فى وقت يركع ثوار الكوتون وأحرار النيون
أمام ساقى ” كليوباتره “
وكرابيج ” شجرة الدر “
و ” اللوبى ” المذهل لجبل صهيون
شرقا
وغربا …….؟!!
………./……./………../………
4ــ هل تتوق لمزيد من بساط الريح ؟!
آه، أعرف أنك كالخزامى: لا يبددك الرمل
ولذا: أبصم بأصابعى الكامنة المكنونة
أنك المرشح المؤهل الوحيد
لشغل مقعد المستحيلات
الذى شغر برحيل الحجارة الخضراء
عن دروب البلاد المحجوبة ………
؛………………..
فلتعش هندسة البناء الموهوبة
من أجل ” فيزيقا ” الشجر
ومن أجل موت صياحى
يخشى
ألا يعيش !!0
[1] – السروهيتية: نسبة الى قرية الشاعر (سيروهيت).