الرئيسية / مقالات صحفية / مجلة صباح الخير / يحيى الرخاوي ينعي نفسه للقراء .. ويحدد سرادق العزاء !!

يحيى الرخاوي ينعي نفسه للقراء .. ويحدد سرادق العزاء !!

مجلة صباح الخير

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

اكتب نعيك وانت عايش .. أحسن ما حد يكتبهولك بعد عمر طويل!!

يحيى الرخاوي ينعي نفسه للقراء .. ويحدد سرادق العزاء !!

البقية في حياتى

نعى المرحوم المعروف باسم الشهرة .. “يحيى الرخاوى”

هكذا كتب عالم النفس المصري الشهير د. يحيى الرخاوي، في مقاله المنشور بصحيفة “صباح الخير” ..

كتب الرخاوي يقول : انتقل إلى الوعى الكونى ذلك الوعى الشخصى المحدود، الذى كان متخفيا تحت اسم «يحيى الرخاوى»، انتقل عجِلا إلى وجه الله ليرضى، مع أنه كان قد حاول التأجيل ما استطاع، تحت زعم أنه يريد أن يبلغ الناس ما عرف، وأنه لم يستطع بعد، ويبدو أنه أدرك أخيرا أنه ليس وحده الذى عرف ما عرف، وأن للناس ربا هو ربه يعينهم من بعده إن كدحوا وجدّوا وأبدعوا وسبَّحوا، وقد قُبلت التماسات التأجيل منه المرة تلو المرة دون أن ينهى ما بدأ كما كان يزعم، بل كان يسمح لتداعياته أن تواصل فتح ملفات جديدة مما لا يمكن إغلاقها أبدا، وكأنه بذلك يريد أن «يستعبط» فتمتد مهلة التأجيل بغير آخر، وحين عرف أنه استنفد كل مرات التأجيل المسوح بها، ادّعى الترحيب وأظهر الفرحة وهو يسلم الراية باليسار، مادا يده اليمنى سرا ليقبض عليها، ليواصل السعى نحو مطلق أرحب.

هذا وسوف يقام سرادق العزاء للفرحة باستلام الجائزة فى مكان يعرفه كل العارفين، ولا عزاء للمنافقين، والمعتمِدين، والنعّابين، والمصفقين، والبكائين، وعلى من يفتقده بحق، وكان يعرف محاولاته بصدق، أن يواصل ما حال رحيله دون أن يكمله، وعلى من وصله بعض ما لم يقله أن يواصل أفضل منه وأكثر عطاء وإبداعا.

وعلى من يعرف أين رَصد أو سُجل عنه بعض ما لم يعلنه للجميع، أن يجمعه ويتعهده إن رأى فيه خيرا ورحمة للناس الكادحين أبدا، طولا وعرضا.

كما أن المرحوم أوصى ألا يصدِّق أحد أيا مما تركه أو رآه أو أثبته أو أوصى به، إذ عليه أن يراجعه بنفسه من جديد، ويعيد تشكيله نقدا وتحديثا، أولا بأول، وهو يدعو له بالثواب والمغفرة جميعا.

هذا وقد كتب فى رثاء نفسه، وهو يغادرها، كلمات أوصى أن تُقرأ على روحه حيث استقرَّت، قال:
ياليتنى طفوتُ دون وزنِ
ياليتنى عبرتُ نهر الحزنِ من غير أن يبتل طرْفى فَرَقا
إى هجرة الطيور
فى الشاطئ المهجور عفواً فعلتُها
أشلاؤها تفجَّرت مضيئه
ترى، تدورُ، تنكفئ
تناثرت تخلقتْ، فسبّحت وكبرت وغابت التمائم
يا مِقوَدَ الزمان لا تتُطْلِقْنِى
ثقيلةٌ وواعده
رائعةٌ، ومُرعبة
قولة «كُن»
لو كان بتُّ بائسَا
لو كان صرتُ نورسَا
قد «كان»: طِرتُ نحو ربى جَذِلاَ.

المرحوم:

يحيى الرخاوى

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *