اليوم السابع
الجمعة: 4-10-2013
هل يعرف الإخوان الحضارة الإسلامية المسيحية البديلة؟
كما أنى أرفض أن يتهم الإخوان غيرهم أنهم لا يعرفون الإسلام، فإننى أحذر نفسى أن أتهم الإخوان، خصوصا حين أعمم ولا أخصص، أنهم لا يعرفون الإسلام، لكننى أحب الإسلام حبا جمّـا، وهو ليس ما يعرضونه، ويطمئننى دينى هذا أننى بذلك أحب كل ما أنزل الله على أنبياءه ولم يتشوه، أحب ذلك حبا جما. “…قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ” (سورة البقرة/ الآية 136)، “آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ” (سورة البقرة/الآية 285)
لهذا أسلم جارودى، وهو لم يسلم ليطبق أحكام الشريعة تفسيراً فى فرنسا أو أوروبا، ماذا فعل المسلمون بإسلام جارودى، صفقوا له باعتباره دعما للإسلام، لكنه لم يضف للإسلام شيئا، بل اكتشف إهمالنا لما فيه من جواهر، وهو يمثل نوعا مختلفا من الحياة عن التى عرضت عليه أثناء رحلته كدحا إلى وجه الحقيقة، ثم راح يفكر مبدعا مع فى كل الفنانسن والمفكرين والمتصوفة المسلمين الذين تعلم على يديهم الطريق إلى الله، وبالذات من خلال الوعى بمعنى الجامع (المسجد) سواء بنقوشه وفنونه فائقة الإلهام إلى وجه الله.
اكتشفت معنى تكون “الوعى الجمعى” من خلال ممارستى للعلاج الجمعى لأكثر من أربعة عقود، حتى وصلت إلى معنى حضورنا جماعة فى رحاب الله (نجتمع عليه ونفترق عليه) تصعيدا إلى الوعى الكونى بالوعى المطلق إلى وجه الحق تعالى، تذكرت روجيه جارودى وهو يؤكد على معنى ودور “الجامع” “الذى يحمل على الصلاة”، ذهبت إلى كتابه “وعود الإسلام” وأنا أتصور أنه قد التقط أيضا فكرة أن الأصل فى الوجود البشرى هو الجماعة، وليس الفرد كما يروج الغرب من خلال تقديسه لحرية الفرد والبحث عن الذات، وتحقيق الذات وما إلى ذلك، وإذا بى أعثر على هذه الفقرة:
“..الإسلام والمسيحية، إذا لم يعيا معا تاريخهما المشترك، إذا لم يكونا قادرين على أن يدرك كل منهما نفسه بأنه جزء من الآخر، وأنهما معا جزءان من كل، فإن الحوار بين المسيحية والإسلام، بين الشرق والغرب لا يمكنه أن يكون إلا حوارا بين مريضين” قال ذلك بعد أن نبهنا فى نفس الصفحة: “..كيف كانت أوربا تستهلك منذ القرن الخامس عشرا، ارتدادها، كفرها بالانكباب على عبادة إلهىْ “القوة” و”النمو” المزيفين.
فإذا كنت أنا قد نبهت فى مقالى السابق هنا بتاريخ 6/8/2013 عن الأديان المزيفة الجديدة، مثل دين الديمقراطية الملوثة، وحقوق الإنسان الملتبسة، فقد نبهنى جارودى إلى أن هذه الأديان هى أديان إلهية أيضا حين تكلم عن إلهىْ الكفر الجدد إله “القوة” وإله “النمو” وهو يعرى النموذج المعروض علينا مؤخرا، بل المفروض علينا لو سمحتم من خلال إعادة تخطيط المنطقة الجارى لصالح هذه الديانات الجديدة
هل يعرف الإخوان المسلمون، بل والمسلمون كافة، وهل يعرف أخوتنا المسيحون مثل ذلك حتى نهب سويا إلى الله الواحد الأحد بدلا من التخدير المستورد بهذه الأحضان المواطنية، والحلول النعامية؟