الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (127) من الكراسة الأولى

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ صفحة (127) من الكراسة الأولى

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 3-10 – 2013

السنة السابعة

العدد: 2225

صورة نشرات تدريب محفوظ 

نبذة: طفا اليوم على وعى شيخى مزيج عفوى من البطيخ المثلج، والهواء النقى، والشعر الفاتر، والحكمة الرصينة، ليتوج كل هذا بأية من سورة الرحمن.

ص 127 من الكراسة الأولى

127 صفحة تدريب محفوظأعوذ‏ ‏بالله‏ ‏من‏ ‏الشيطان‏ ‏الرجيم

باسم‏ ‏الله‏ ‏الرحمن‏ ‏الرحيم

قل‏ ‏ما‏ ‏تشاء‏ ‏كيفما‏ ‏شئت

البطيخ‏ ‏المثلج‏ ‏شفاء‏ ‏للأنفس‏ ‏والأجساد‏

هيهات‏ ‏ان‏ ‏نبلغ‏ ‏ما‏ ‏يزيد

الهواء‏ ‏النقى ‏شفاء‏ ‏وطهارة

كل‏ ‏من‏ ‏عليها‏ ‏فان‏ ‏لا‏ ‏يبقى‏ ‏الا‏ ‏وجه‏

 ‏ربك‏ ‏ذو‏ ‏الجلال‏.

نجيب‏ ‏محفوظ نجيب‏ ‏محفوظ‏ ‏

أم‏ ‏كلثوم‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

فاطمة‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ

رأيت‏ ‏الهلال‏ ‏روح ‏الحبايب‏ ‏الحبيب

‏ ‏لابد‏ ‏من‏ ‏لندن‏ ‏وان‏ ‏طال‏ ‏السفر

                يونية‏ 1995‏

 القراءة:

فجأة يوقظنى شيخنا من الكسل والاستسهال، ونحن فى منتصف السنة الثالثة لهذه القراءات أجده، بعد الاستعاذه والبسملة، يفاجئنى بما لم أتوقعه وما لم يرد من قبل، كيف خطر له البطيخ فجأة وهو طوال الصفحات السابقة – على ما أذكر- لم يأت بذكر طعام محدد له مزية محددة هكذا، ثم نلاحظ انتقال موقع اسمه واسمىْ كريمتيه إلى نهاية الصفحة كما حدث فى الصفحة السابقة مما لا أميل إلى مزيد من التعليق عليه إلا بتسجيل الملاحظة.

* أما أن “البطيخ المثلج شفاء“: فلا مانع، خاصة ونحن فى يونيو 1995 أما أن يكون “شفاء للأنفس” فهذا ما تعجبت له ربما لعلاقته بتخصصى، أما أنه “شفاء للأجساد” فهذه بركة منه فى الأغلب، وأسمح لنفسى ألا أشاركه الرأى لأننى لا أحب البطيخ المثلج مقارنة بالبطيخ الذى يوضع بعد أن يشق ويغطى بغلالة رقيقة، يوضع فى ملقف هواء نشط فيبرد بدرجة طيبه متوسطة مثل القلة المعلقة فى ظل شجرة مورقة ظليلة فى يوم نصف قائظ، أما البطيخ المثلج فإنى أشعر أنه ملئ بالماء المثلج فتضيع نكهته وتختفى شخصيته، فكيف يا عمنا يكون فيه شفاء للأنفس والأجساد، لكن ما دمت قلتَ فقد صدقت فهنيئا لك بالهناء والشفاء

ثم ينقلنا شيخنا فجأة إلى إضاءة بسيطة بلفته بأنه “هيهات أن نبلغ ما نريد” فهل يا ترى فى ذلك قرص أذن أن نتواضع فيما نريد، أم أنها دعوة لنواصل السعى إلى ما نريد مهما بدا بعيدا، الأرجح عندى أنه يقصد الاثنين معا، فإن كان ما نريد هو المال أو الشهرة أو التميز أو الرفعة أو المنصب إلى ما لا تنتهى درجاته صعودا فهيهات أن نبلغ ما نريد لأن بعد كل درجة: درجة، وبعد كل درجتين ثلاث درجات إلى غير نهاية، أما إن كان ما نريده هو الحق العدل إلى وجه الله فالطريق ممدود والسعى متصل والغيب مفتوح، وأعتقد مرة أخرى أنه يقصد الاثنين.

ثم ها هى وصفة أخرى للشفاء، لا عندك، ليست للشفاء فقط فقد أضاف إليها الطهاره، تصور معى كيف أن الهواء النقى يطهرك، وكيف خطر على باله فى هذا الجو من التلوث والسحابة السوداء واليوم الأصفر (نحن فى يونيو 1995) أن يكون الهواء نقيا بالذات. أرجح أن طيبة نفسه، وعلاقته بالطبيعة التى عايشتها معه، وسمعت عنها، من أصدقائه قادرة على أن تمنحه قدرة خاصة من عند رب العالمين لتنقيه الهواء، حتى يصبح شفاء، أما كيف يصبح طهارة فهذا يرتبط بالنقاء أيضا، نحن نتكلم عن النسيم العليل، ولكن شيخنا يعلمنا أن ثم نسيم طاهر.

ثم يعود بنا شيخنا إلى ما اعتدنا من بعض كتابنا القرآن الكريم فيذكرنا مرة أخرى بلقطة من سيمفونية سورة الرحمن “كل من عليها فان” ويكمل ليس بنص الآية، وإنما بمعناها “ولا يبقى إلا وجه ربك ذو الجلال”، فأشعر أن صيغة الاستثناء هنا عمقت طريقة تلقيه وقربه من الواحد الأحد مثل صيغة التوحيد لا إله إلا الله. وردت تداعياتى من قبل على هذه الآية ضمن قراءاتى نشرة 19-4-2012، 15-3-2012،  فيرتبط عندى، ما جاء بها من تداعيات عن الوعى ونقلاته وعلاقة ذلك بالموت، وأنه الأقرب إلى علاقة شيخى بحضور الطبيعة الخاصة فى هذه الصفحة.

أما “لابد من لندن وإن طال السفر“، فقد ذكرتنى بعنوان فصل بأكمله من ترحالاتى (سيرة ذاتية وأدب رحلات) عنونته بعنوان يقول: لابد من باريس وإن طال السفر، وأكتفى بالإشارة لما جاء فى نشرات 4-7-2013 ، 27-10-2011 وهو مقتطف من ترحالاتى ومن كتابى  “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” على التوالى: أما ذكر شيخى “لندن” بدلا من “صنعاء” و”باريس” فأظن أنه له علاقة ما، لا أعرفها، بخبرته عند سفره إلى لندن لعمل عملية الشريان الأورطى الأمر الذى سمعت عنه من بعض أصدقائه أنه حلم بمرضه هذا به قبل سفره حدْساً واستشراقا، وكانت له هناك ذكريات لم أحظ بتفاصيلها، وأعتقد أن من بينها ظهور فكرة (وليس بالضرورة كتابة) أصداء السيرة الذاتية.

تداعياتى بما تبقى وهو شطر بيت يقول: “رأيت الهلال ووجه الحبيب” تحرجنى بدرجة ما، فلابد أن اعترف اننى لم احب هذا البيت أبدا برغم اننى حفظته وأنا فى المرحلة الثانوية

يقول البيت وما بعده (من الذاكرة)

رأيتُ الهلالَ ووجهَ الحبيب  . . .  فكانا هلالَينِ عند النَّظرْ

فلم أدرِ من حيرتي فيهما . . . هلالَ الدجى مِن هلال البشرْ 

ولولا التورُّدُ في الوجنتين . . . وما راعني من سواد الشَّعَرْ

لكُنتُ أظن الهلالَ الحبيبَ . . . وكنتُ أظن الحبيب القمرْ

عذرا يا شيخى

ما أسخف هذا التشبيه، برغم أننى حين رجعت إلى قائله “الآن” علمت أنه الشاعر (الخبز أرزى) وكان أميا يخبز خبز الأرز (توفى سنة 330 هـ) ويقال عن شعره فى الغزل أنه كان عذبا رقيقا أهلا للدراسة. وكل ذلك يا شيخنا لم يصالحنى عليه فهل يا ترى أحببت أنت هذا الشعر؟!

أنا أسف، لكن من حق الشعر أن يأتى كما يشاء دون إلزام أنك تحبه وأيضا دون إلزام لى أن أحبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *