“يوميا” الإنسان والتطور
السبت 28 – 10 -2007
السيرة الذاتية والإبداع
هرمان هسّه وتجليات التعدد إلى التكامل (إليه..) (1)
لظروف اضطرارية، قرأت أمس عمل (رواية) “سد هارتا“، “لهرمان هسه”،
هذه الظروف الاضطرارية ليست سراً، فهوالكتاب الذى سوف نناقشه يوم الجمعة القادم 2-11-2007 فى الندوة الثقافية التى تعقدها مستشفى دار المقطم للصحة النفسية بالاشتراك مع جمعية الطب النفسى التطورى، وسوف يقوم بمناقشته أ.د. مدحت الجيار، وأ. هيثم عبد الفتاح.
طيب أين الظروف الاضطراية؟
ذلك أننى كنت قد قررت -والأمر كذلك- أن أقاطع هذه الندوة احتجاجا على اهتزاز قيمها، وتراجع نظامها، الأمر الذى التزمنا به شهريا لأكثر من ثلث قرن (منذ 1974)،
كنا قد اشترطنا أن يكون العمل، قيد المناقشة، فى هذه الندوة، فى متناول الحضور، وذلك قبل موعد الندوة بوقت كاف، حتى تتم قراءته من معظم الحضور، وقبل التقديم، ومن ثم يأتى التقديم إضافة نقدية، وتكون المناقشة جادة مثمرة، بما يمكن به أن نحقق أهداف الندوة التى حددناها منذ البداية، ذلك بعد أن تعاهدنا على ما يلى:
أولاً: ألا تكون الندوة صوتا واحدا (المقدم أو المقدمان، مثلاً)
ثانياً: ألا تكون استعراضا سَرْديا،
ثالثاً: ألا تكون مباهاة موسوعية،
رابعاً: ألا تكون –مجرد- احتفالية اجتماعية للمؤانسة غير المعلنة
إذن لماذا الندوة؟
تصورنا، (ورحنا نكرر ذلك بسخفٍ لحوحْ) أننا نأمل أن تحقق الندوة للمقدمين والحضور
أولاً: إضافة معرفية (لا مجرد زيادة معلوماتية)
ثانياً: دعوة لإعادة النظر
ثالثاً: تحريكا للوعى (بأى درجة)
رابعاً: أملا فى تغييرٍ ما (كنا دائما نقول جِدًّا كالهزل، أو هزلا كالجدّ، ولو واحد فى الألف).
طيب، هل حققت الندوة بعد ثلث قرن أيا من هذا ؟
الإجابة : لا أظن
ولا أستطيع أن أنفى بإطلاق .
الذى حدث أن الحضور الأفاضل، ويتراوح عددهم حول الثلاثين، أصبحوا هم نفس الوجوه تقريباً ، ولا اعتراض على ذلك فهذا نجاح فى ذاته، يضاف إليهم حضور (شبه إلزامى) للزملاء من الأطباء النفسيين والمعالجين والأخصائين العاملين بالمستشفى، هؤلاء وأولئك، برغم انتظام الحضور أخذ يتراجع التزامهم رويدا رويدا بما فى ذلك الالتزام بقراءة العمل مسبقا، طبعا هذا يرجع أساسا إلى خطإ من جانبنا (منظمِّى الندوة) لأن العمل المقدم عادة يكون صعب الحصول عليه (مع أننا نلتزم بتصويره إن كان غير متاح) بالإضافة إلى تقصير آخر، هو أننا كنا لا نخطر الضيوف الأفاضل باسم العمل ومكان نشره قبل الندوة بوقت كافٍ، وبالتالى لا يتمكن الضيوف من قراءته استعدادا للندوة .
حين لاحظت كل ذلك فى السنوات الأخيرة، ثم شككت فى مصداقية وجدوى الحضور الإلزامى للزملاء الأصغر (مع أننى اعتبر هذه الندوات مهما كان موضوعها بمثابة جزء جوهرى أساسى فى تدريب الذين يعملون فى هذه المستشفى باعتبارها مستشفى المجتمع العلاجى)، بدأت أقلق على مسار ومصير الندوة، وظلت هواجسى تتزايد مع التمادى فى عدم الالتزام، حتى أننى كنت أحيانا فى بداية كل ندوة أسأل عن: من الذى قرأ العمل مسبقاً، أفعل ذلك وأنا أقول أحيانا (متصنعاً المزاح) “اللى قرا العمل يرفع إيده” – حتى نهرنى ابنى محمد (الذى كان مسئولا عن هذه الندوات الثقافية عددا من السنوات) باعتبار أن الحضور ليسوا تلاميذا فى سنه ثالثة إعدادى، وليس من حقى أن أسألهم عن الذى “عمل الواجب” فتوقفتُ مْكَرها عن مثل ذلك
مرة أخرى : أين الاضطرار بعد كل هذا الحكى ؟
الذى حصل أننى حين بدأت كتابة هذه النشرة اليومية للإنسان والتطور فى هذا الموقع منذ أول سبتمبر 2007 ، رجوت ممن أعرف من ضيوف الندوة. وجماعات الحضور الإلزامى أن يتابعو ما أكتب، ما أمكن ذلك استكمالا لفكرة الحوار التى تتبناها الندوة، رجوتهم أن يتابعونى ولو فى البداية، حتى يصححونى، ويوجهونى إلى أن أستقر على منهج، أو أتعرف على المخاطَب، أو أحدد الهدفْ، خاصة فى مرحلة التجريب الأولى التى مازلت فيها حتى الآن، وانتظرت من أىٍّ ممن وصلهم رجائى أى تعليق أو نقد أو إشارة، فلم يحدث أى من ذلك، فكررت الطلب وكتبت بعضه فى بعض اليوميات هنا، ولم يستجب أحد، فطرحت على نفسى أسئلة على الوجه التالى:
1- ألستُ أنا هو هو الذى يحرصون على أن أحضر الندوة، لأحرك النقاش وأساهم فى التعقيب؟
2- أليس ما أكتبه فى هذه اليومية هو فى نفس الإتجاه. ولنفس الغرض ” تحريك الوعى والأمل فى التغيير ؟”
3- أليس الهدف فى نهاية النهاية هو أن نتحرك معاً لنفهم فنعمل، كلُّ بما تيسر له، أىَّ شئ، بأى قدر، لعل وعسى؟
4- أليست هذه اليومية هى امتداد لمجلة الإنسان والتطور التى كانت تصدر فصلية، لتؤدى نفس الوظيفة التى تهدف لها الندوة والجمعية، لعلنا نحقق نفس الأمل فى نفس الإتجاه، لنفس الهدف؟
بصراحة –وربما لحاجتى الشخصية- اعتبرت أن الرد على هذه الأسئلة جاءنى سلبا، من واقع هذا الصمت، والعزوف عن المشاركة فى مناقشة هذه النشرة اليومية الإلكترونية لمجلة الإنسان والتطور، وخرجت من ذلك بأن علىّ أن أراجع من جديد ما وصلتْ إليه حال هذه الندوات، وتزايدت شكوكى فى احتمال تحقيق أى من أهدافها ( ولا أقول أحلامها) السالفة الذكر.
نتيجة لذلك، اعتذرت عن عدم حضور ندوة أكتوبر (2007 الشهر الماضى) مع أن موضوعها كان فى بؤرة إهتمامى “حكايات الدقهلية”. مجموعة مختارة من القصص الشعبية. تأليف (د.فتوح أحمد)، هذا الموضوع يتصل مباشرة بباب “مثل وموال” الذى ظل يصدر طوال عشرين عاماً فى مجلة الإنسان والتطور، وكنت أحرره بدون اسم، حتى جمعت بعضه ونشر فى كتاب الهلال بنفس الاسم: “مثل وموال”
اعتذرت عن ندوة الشهر الماضى وأنا متألم أشد الألم، ذلك لأنها أول مرّه اعتذر فيها احتجاجا هكذا منذ أكثر من ثلاثين عاماً، وتصورت أن هذا الاعتذار الاحتجاجى سيُحْدث للقائمين على الندوة “صدمة” تجعلنا نعيد النظر فى كل شئ، طبعا كان هذا التصور مرتبطا بفكرتى عن نفسى أننى لابد “رجل مهم”، وأنهم سوف يفتقدوننى جدا، وأن الأمور سوف تنصلح، قال ماذا؟ نظرا لحرصهم على ألا أعتذر ثانية.
الذى حدث أنهم لم يسألوا فى “صحة سلامتى” بالنسبة للندوة القادمة، انتظرت ولا صوت ولا خبر، حتى وجدت نفسى أننا أصحبنا فى يوم 23 أكتوبر 2007 ولم يبق على الندوة القادمة (2نوفمبر2007) إلا بضعة أيام، ولم يخبرنى أحد بموضوعها بعد، ولا أرسلتْ لى الابنة الكريمة سكرتيرة الندوة د. بسمه محمدنسخة مما سيقدم فيها، ولا هى استشارتنى فى موضوعها كما اعتادت.
قلت فى نفسى، هكذا تكون الإفاقة (إفاقتى أنا) – يبدو أنهم – أخيرا استغنوا عن خدماتى،
وأيضا انتبهت أننى لابد كنت مغرورا فى تقدير أهميتى، وحرصهم على حضورى .
ما علينا
تطفلت على ابنتى د. بسمة وسألتها عن موضوع الندوة فأخبرتنى أنها رواية “سد هارتا”، لهيرمان هيسه!! يا خبر يا بسمه!، أليس هو صاحب “دميان” الذى قدمته سنه 2005 ؟ قالت: نعم، وقدمنا له أيضا “أيام من حياتى” فى نفس السنة تقريباً، قلت لها : “ولِمَ لمْ تخبرينى حتى الآن ولم يبق على الندوة سوى أيام، أين الكتاب؟
“أشفقت عليها خشية أن تكون قد تصورت أننى ألومها بصفتها الشخصية، ولم تقل لى طبعا أنهم أو أنها استغنت عن خدماتى، ولا حتى أنها فهمت أننى قاطعت الندوات كلها فأشفقت أن تضغط علىّ، ولم تقل لى أيضا ما لا أعرفه. المهم وعدتنى أن ترسل لى الكتاب، وأنا مازلت محتجا –أو أبدو كذلك- مصرًّا على عدم الحضور
ثم ماذا؟
وأنا فى هذه الحالة من الاحتجاج ( “مقموص يعنى”) وصلنى الكتاب.
ولأن لى رأيا فى رواية “دميان” أبديته فى الندوة التى ناقشناها فيه، وأيضا فى “هيرمان هسه” نفسه، ولأنه كان لى اعتراض شديد أن نعتبر “أيام من حياتى” هى سيرته الذاتية، لم أستطع إلا أن أزيح كل ما أمامى وأقرأ كتابه الجديد المقترح (يقال روايته!) “سد هارتا”، ووجدتنى أنتهى منها فى جلسة واحدة من فرط ما شدتنى (مضطرا !!)،
استتبعَ ذلك أننى وجدت نفسى: أولاً: أرجع إلى سيرته الذاتية المزعومة “أيام من حياتى”، وأيضا إلى دميان وأقرأهما من جديد وثانيا: أقرر أن اكتب ناقدا هذه الأعمال الثلاثة معاً فى هذه اليومية بهذا العنوان !! السيرة الذاتية والإبداع: هرمان هسه، وتجليات التعدد إلى التكامل (إليه)!
آسف!!! . . ما هذا ؟
انتهت “اليومية” قبل أن أبدأ فى كتابة الموضوع
هل تنتظرونى حتى الغد
آمل ذلك.
ملحوظة:
برغم أننى مازلت عند قرارى ألا أعود للندوة الثقافية الشهرية (إلا مضطراً، يعنى يتحايلوا علىّ جداً جداً) فإننى أدعو كل زوار هذا الموقع لحضور كل من الندوة العلمية الساعة الثالثة ظهراً والثقافية الساعة السادسة يوم 2/11 ومرفق مع هذا تفاصيل ذلك.
فإليكم الدعوة
الندوة العلمية
الجمعة 2 نوفمبر 2007
تغـيـر الـذات !
“فترات باحس كأنى فى فيلم، أو كأنى
باحلم.. باحس كأنى باتفرج من بعيد علىَّ وعلى
اللى بيحصل…”
– هل سبق وأن عايشت مثل هذه الخبرة؟!
– ولو للحظات؟
– هل هذا عَرَض؟
– أم مَرض؟
-وهل هناك داعٍ للتفرقة، وما هى دلالات كل ذلك؟!!
أسألة متعددة يجاب عليها فى الندوة العلمية [الجمعة الثانى من نوفمبر 2007]
تقديم : د. أحمد عثمان
Depersonalization
“Sometimes I feel as if I’m in a movie, or as if I’m dreaming..,
or as if ,and from a distance, I’m watching my self and what’s going on…”
– Have you ever lived such experience?!
– Even if its for moments?
– Is it a symptom?
– Is it a syndrome?
-And would it be of value to differentiate?! And what is the significant of all of that?
Answers to all questions will be found next scientific seminar Friday. Nov.2nd
Dr. Ahmed Othman
سكرتير اللجنة العلمية: د. يحيى جعفر
* ملحوظة: الندوة العلمية بدار المقطم، هى ندوة شهرية تقام يوم الجمعة الأول من كل شهر، وهى دعوة للحوار العلمى تهدف أساساً إلى تناول المواضيع الإكلينيكية، والتطبيقية بشكل عملى.
* تعقد الندوة الساعة الثالثة عصراً – بقاعة المحاضرات بمستشفى دار المقطم للصحة النفسية 10 مدينة المقطم 25080223 – 5080876 2
يقوم أتوبيس خاص من أمام دار الحكمة – شارع قصر العينى ظهر يوم الندوة – قبل الميعاد المثبت بساعة كاملة.
* * *
الندوة الثقافية
الجمعة 2 نوفمبر 2007
تناقش الندوة كتاب:
“سد هارتا”
نثر من الهند
“وإذا ما أنصت سد هارتا بدقة إلى النهر هذا، إلى هذه الأغنية المتألفة من آلاف الأصوات، وإذا ما امتنع عن الإصغاء للألم أو الضحك وعن إقران نفسه بصوت معين من الأصوات وعن الغوص فيه، إذا ما استمع إلى الجميع، إلى الكل وإلى الوحدة، فإن نشيد الألف صوت العظيم يتألف من لفظ واحد: أوم، الكمال.”
المؤلف: هرمان هسه
ترجمة: جيزلا فالور حجّار
الناشر: مكتبة نوبل
تقديم: أ.د. مدحت الجيار – أ. هيثم عبد الفتاح
سكرتير الندوة
د. بسمة محمد
*ملحوظة :
تعقد الندوة الساعة السادسة مساءاً – بقاعة المحاضرات، بمستشفى دار المقطم للصحة النفسية ، شارع 10 مدينة المقطم.