نقلة مع مولانا النفرى: من: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم: 4)
نشرة “الإنسان والتطور”
الثلاثاء: 31-10-2023
السنة السابعة عشر
العدد: 5904
نقلة مع مولانا النفرى:
من: كتاب المخاطبات
مقتطف من: (المخاطبة رقم: 4):
يا عبد إذا رأيتنى فكيف تقول لما بدا أين سره
أو تقول لما خفى أين جهره.
فقلت لمولانا:
وهل أنا في حاجة يا مولانا إلى أن أبحث عن سر ما بدا أو عن جهر ما خفى مادام قد أنار لى طريقى حتى رأيته.
هى رؤية كاشفة مخترقة إلى كل مدى، وأى مدى
فلا خفاء وراء الرؤية، ولا رؤية وراء الخفاء
“الرؤية الكشف” تمحو الحواجز بين الأضداد
وتفتح الطريق إلى المطلق
والمطلق ليس له حد ولا ضد
سره لا يخفى وراء ما يبدو، لأنها رؤية تذيب كل الطبقات
وجهره لا يـُخـْـفـِى وراءه سرُّ ما، وإلا ساورنى الشك في رؤيتى.
“اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ”
نوره يمحو الحواجز، ويذيب الأضداد، ويؤلف المتناقضات في إبداع كونى بلا وراء ولا أمام.
2023-10-31
يا الله ……
تذكرت قول إبن الفارض ” و اذا سألتك ان أراك حقيقة….فاسمح و لا تجعل جوابي لن ترى ”
فهل بعد حقيقة الرؤية سر أو خفاء و هو سبحانه نور على نور
و لكن الحكمة الإلهية تقتضي لنا فى هذه الحياة الدنيا محدودية الرؤية مهما اتسع نصيب بعض منا فيها ، و كيف لمحدود مهما اتسع إن يسع مطلق ؟!
و إلا ما خر موسى صعقا !!
شعرت بشوق سيدنا موسى و لهفته و طمع و رجاء إبن الفارض فبكيت شوقا ادعوه رجاءا و طمعا …….
يا مولانا قدرنا ورعة وجودنا هي ذلك.
ولكنها ومضات يقين نحاول طول الوقت ان نتمسك باهدابها .
تتفلت لنحاول التمسك بما بقي منها او فيها او بها .
فاذا حضر الحضور ورضي فلا سر ولا جهر .
ولا يحيطون بشيء من علمه بما شاء .
كنت ومازلت اقف كثيرا عند ( شيء من علمه ) .
وقد يكون هذا الموقف هو تصديقا لهذه الآية المعجزة . فنحن نعيش لكي نكدح اليه لكي نحيط بشيء من علمه حين يرضي . ولا نستطيع ان نحيط الا بشيء من علمه . فيرضي فنرضي.