الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 2):

نقلة مع مولانا النفرى: كتاب المخاطبات مقتطف من: (المخاطبة رقم 2):

نشرة “الإنسان والتطور”

الثلاثاء: 25-4-2023

السنة السادسة عشر

العدد: 5715     

نقلة مع مولانا النفرى:

من: كتاب المخاطبات

مقتطف من: (المخاطبة رقم 2):

يا عبد إنى جعلت لك في كل شيء مقام معرفة وإنى جعلت لك في مقام كل معرفة مقام تعلق لتكون بى لا بالمقامات ولتكون عنى لا عن النهايات، إنى اصطفيتك عن البدايات فأجريتك عنها الى النهايات ثم اصطفيتك عن النهايات فرحلتك عنها الى الزيادات ثم اصطفيتك عن الزيادات فرحلتك عنها إلىّ،

فالبدايات علمك ونهاياتها عملك والزيادات علم وجدك عندى أتعرف اليه بما أشاء وألقى إليه ما أشاء وأنا اليك أنظر لا الى البدايات ولا الى النهايات ولا الى الزيادات ولا الى الشئ هو بينك وبينى إذ لا بين بينى وبينك، أنا أقرب اليك من كل شيء فلا بين وأنا أقرب اليك منك فلا إحاطة لك بى، أنت حدّ نفسك وأنت حجاب نفسك كيف كنت وكيف تعرّفت اليك وأنت منظرى فلا الستور المسدلة بينى وبينك وأنت جليسى لا الحدود بينك وبينى.

فقلت لمولانا:         

لا لا لا، هذا فضل فوق احتمالى،

فزعت في البداية من احتمال إبعادى عن كل شىء: عن المعرفة، وعن المقامات، وعن النهايات، ولم أكد أستقر مؤقتا فى البدايات، حتى رحلنى إلى النهايات، وفورا عنها إلى الزيادات، ولم أستقر فيها كذلك مع أنها بدت أنها نهاية الرحلة، فإذا هي ليست كذلك، فماذا بعد النهايات يا مولانا إلا بدايات جديدة؟.

يبدو أن فضله واصطفاؤه لعبده إذا أخلص يغنيه عن كل هذا، إلا لحظات يلتقط فيها أنفاسه، وهو يواصل ليعرف أن كل ذلك ليست إلا رسائل واختبارات أتيقن من خلالها كيف أنه أقرب إِلىّ من كل شىء، أقرب إلىّ منى،

أي تكريم، وأى فضل يا مولاى حين تسمو بى علاقتى لأكون، أنا حد نفسى وحجابها في كل الأحوال، حتى أكون منظره، فأرغب بلا ساتر، وأكون جليسه بلا حدود، عذرت الحلاج وهو يقول: ما في الجبـّة إلا الله، غفر له ولنا.

ماذا يمكن أن يرجوه العبد أعلى من هذا التكريم وهذه الإحاطة؟.

لكن يا مولاى، يا مولانا، أين الناس يشاركوننى.. هذا الفضل، هو أمرنى أن أدخل في عباده، لأدخل جنته، ولن يحرمنى من دورى هذا، وأنا أسعى إليه.

أعلم يا مولانا أنه راضٍ عنى برغم ترددى، وإلا لما اصطفانى هكذا.

رحمن رحيم

2 تعليقان

  1. كيف حالك يامولانا :
    المقتطف : ..أي تكريم، وأى فضل يا مولاى حين تسمو بى علاقتى لأكون، أنا حد نفسى وحجابها في كل الأحوال، حتى أكون منظره، فأرغب بلا ساتر، وأكون جليسه بلا حدود، عذرت الحلاج وهو يقول: ما في الجبـّة إلا الله، غفر له ولنا………لكن يا مولاى، يا مولانا، أين الناس يشاركوننى.. هذا الفضل، هو أمرنى أن أدخل في عباده، لأدخل جنته، ولن يحرمنى من دورى هذا، وأنا أسعى إليه.
    التعليق : تلقيك للعبارة يا مولانا ،سهل وصولها إلى ،فقد شعرت برهبتها ف البدء حين رأيتنى ” حد نفسى وحجابها ” لكن شجعاتك وإقدامك على تلقى فيوضها ،جعلنى أئتنس بك وأمضى فى رحابك متشبثة بأطراف ثوبك ،أما عن الدخول فى عباده ،فهو سحرك الخاص الذى أحاول يوما بعد يوم أن أستعيده وأفك شيفرته التى أظن أنك كنت نصبها من وعيك فى وعينا جميعا صبا …أدعو الله أن يتسع لها إنائى …

  2. هذا مقام المصطفين الاخيار .
    هذه المخاطبة مستحيلة الادراك الا لمن ذاق وعرف وادركه الحضور ثم الوقفة .
    يحضر الله في كل نفس اذا رضي .
    ويلهث العبد للثبات ولعدم فوت الوقوف او الحضور.
    يا مولانا هذا مقام اهل الله وخاصته .
    التحدي هو انه لابد ان يرضي لارضي .
    وصلني انه يرشدني وينير الطريق ويمنعني حتي في تصور اي حضور دونه .
    الحمد لله رب العالمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *