الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / الأربعاء الحر: افتتاحية ديوان “سر اللعبة”

الأربعاء الحر: افتتاحية ديوان “سر اللعبة”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء:  12-9-2018

السنة الثانية عشرة

العدد:   4029

الأربعاء الحر:

 

افتتاحية ديوان “سر اللعبة”[1]

 

افتتاحية ديون سر اللعبة

 

 

هل‏ ‏يعرفُ‏ ‏أحد‏‏كمُو ما‏ ‏يحمل‏ ‏داخِلـَهُ‏ ‏من‏ ‏جِنـّة؟‏

هل‏ ‏يقدرُ‏ ‏أىّ ‏منكمْ‏ ‏أن‏ ‏يمضِـىَ ‏وحدهْ‏…، ‏

  لا‏ ‏يذهبُ‏ ‏عقلـُهْ؟‏                            

كيف يصارعُ قهرَ الناسْ …… ،

والحب‏ ‏الصادقُ‏ ‏يملؤ‏ ‏قلبهْ؟‏               

كيف‏ ‏يروّض‏ ‏ذاكَ‏ ‏الوحشَ‏ ‏الرابضَ‏ ‏فى ‏أحشائـِهْ، ‏

                                         دون‏ ‏تشوّه‏؟‏                 

كيف‏ ‏يوائم‏ ‏بين‏ ‏الطفل‏ِ ‏وبين‏ ‏الكهلِ‏ ‏وبين‏ ‏اليافعْ، ‏

                                        داخل‏ ‏ذاته؟‏               

كيف‏ ‏يحاولُ‏ ‏أن‏ ‏يصنع‏َ ‏من‏ ‏أمسٍ‏ ‏قاهرْ …،‏

قوة‏ ‏حاضـِرِهِ‏ ‏المتوثـِّبْ، ‏

نحو‏ ‏الإنسان‏ ‏الكامل؟          

‏-2-‏

هل‏ ‏يعرف‏ ‏أحدكمو‏ ‏كيف‏ ‏يضل‏ ‏الانسانْ؟

كيف‏ ‏يدافع‏ ‏عن‏ ‏نفسهْ، ‏إذ‏ ‏يغلقُ‏ ‏عينيه‏ِ ‏وقلبهْ؟

                              إذ‏ ‏يقتلُ ‏إحساسَهْ؟

كيف‏ ‏يحاول‏ ‏بالحيلة‏ِ ‏تلو‏ ‏الأخرى ‏أن‏ ‏يهرب‏ ‏من‏ ‏ذاته، ‏

                      ومن‏ ‏المعرفةِ ‏الأخرى ؟          

كيف‏ ‏يشوّه‏ ‏وجه‏ ‏الفطرةِ، ‏إذْ‏ ‏يقتلهُ‏ ‏الخوفْ؟

كيف‏ ‏يخادعُ ‏أو‏ ‏يتراجعْ؟‏ ‏

وأخيرا‏ ‏يفشل‏ ‏أن‏ ‏يطمسَ‏ ‏وجه‏ ‏الحقْ،‏

إذ‏ ‏يظهر‏ ‏حتماً‏ ‏خلف‏ ‏حُطام‏ ‏الزيفْ؟

‏-3-‏

ترتطمُ‏ ‏الأفلاكُ ‏السبعةْ، ‏

يأتى ‏الصوتُ‏ ‏الآخرُ ‏همساً ‏من‏ ‏بين‏ ‏قبورٍ‏ ‏عَفِنَةْ، ‏

‏…‏يتصاعدُ … ‏يعلو‏ … ‏يعلو‏… ‏كنفير‏ ‏النجدةْ‏

………..

………..

‏ ‏وأمام‏ ‏بقايا‏  ‏الإنسانْ، ‏

أشلاءِ‏ ‏النفس‏ ‏ورائحة‏ ‏صديد‏ِ ‏الكـَذِب‏ ‏وآثارِ العدوان،

         ‏تغمرنى ‏الأسئلةُ ‏الحيرى:

لِمَ‏ ‏ينشقُّ ‏الإنسان‏ ‏على ‏نفسهْ؟‏ ‏

لِمَ ‏ ‏يُحرم‏ُ ‏حقّ‏ ‏الخطأ‏ ‏وحقّ‏ ‏الضعفِ ‏وحق‏ّ ‏الرحمهْ؟‏ ‏

لِمَ ‏ ‏يربطُ‏ ‏عقلهْ… ‏بخيوط‏ ‏القهر‏ ‏السحريةْ؟

يمضى ‏يقفزُ ‏يرقدْ‏ ‏يصحو‏ ..‏

بأصابعهمْ‏ ‏خلف‏ ‏المسرحْ، ‏

ويعيد‏ ‏الفصلَ‏ ‏الأول‏ ‏دون‏ ‏سواه‏ ، ‏

حسْب‏ ‏الدور‏ ‏المنقوشْ،

 ‏فى ‏لوحٍ‏ ‏حجرٍ‏ ‏أملسْ،

رسمته‏ ‏ هوامٌ‏ ‏منقرضَةْ                                   

فيضيع‏ ‏الجوهرْ،‏

ويلف‏ ‏الثور‏ ‏بلا‏ ‏غاية،‏

وصفيح‏ ‏الساقية‏ ‏الصدِئَةْ،

يتردد‏ ‏فيه‏ ‏فراغ‏ ‏العقلِ، ‏وذل‏ ‏القلبِ

وعدمُ‏ُ ‏الشىْء،‏

…… ونضيعْ.‏

‏- 4 -‏

لكن‏ ‏هواءً‏ ‏مثلوجا‏ ‏يصفع‏ ‏وجهى،  ‏

يوقظُ‏ ‏عقلى ‏الآخرْ، ‏         

ويشلُّ‏ ‏العقل‏ ‏المتحذلقْ، ‏

يلقى ‏فى ‏قلبى ‏الوعىْ

بحقيقة‏ ‏أصل‏ ‏الأشياء‏،‏

……….

يا‏ ‏ويحى ‏من‏ ‏هول‏ ‏الرؤية!!!

افتتاحية ديوان سر اللعبة 2

 

النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

[1] – يحيى الرخاوى: ديوان سر اللعبة (الطبعة الأولى  1977، الطبعة الثانية 1978، الطبعة الثالثة 2017)، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والديوان  متاح  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *