الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (88)

فى رحاب نجيب محفوظ: تقاسيم على اللحن الأساسى: الحلم (88)

نشرة “الإنسان والتطور”صورة نشرات محفوظ

الخميس: 13-9-2018                                 

السنة الثانية عشرة 

العدد: 4030 

فى رحاب نجيب محفوظ

مراجعة وتحديث التناص على الأحلام المتبقيةنشرة 30-8-2018

 (من 53  إلى 210)

تقاسيم على اللحن الأساسى

نص اللحن الأساسى: (نجيب محفوظ) 

 الحلم‏ (88)

فى ‏قريتنا‏ ‏كل‏ ‏فرد‏ ‏ينتظر‏ ‏رسالة‏ ‏قد‏ ‏تقرر‏ ‏مصيره‏. ‏وذات‏ ‏يوم‏ ‏تلقيت‏ ‏رسالتى ‏فقرأت‏ ‏فيها‏ ‏أن‏ ‏الحكم‏ ‏صدر‏ ‏بإعدامى ‏شنقا‏. ‏وذاع‏ ‏الخبر‏ ‏كعادة‏ ‏تقاليدنا‏. ‏فاجتمع‏ ‏أعضاء‏ ‏نادى ‏القرية‏ ‏وقرروا‏ ‏الاحتفال‏ ‏بالأمر‏ ‏فى ‏حينه‏ ‏أما‏ ‏فى ‏بيتى ‏حيث‏ ‏أعيش‏ ‏مع‏ ‏أمى ‏وإخوتى ‏وأخواتى ‏فقد‏ ‏انشرحت‏ ‏الصدور‏ ‏وعم‏ ‏السرور‏. ‏وفى ‏اليوم‏ ‏المنتظر‏ ‏دقت‏ ‏فى ‏النادى ‏الطبول‏. ‏وخرجت‏ ‏أنا‏ ‏من‏ ‏بيتى ‏فى ‏أحسن‏ ‏زينة‏ ‏محاطا‏ ‏بأفراد‏ ‏أسرتى، ‏ولكن‏ ‏أمى ‏شذت‏ ‏عن‏ ‏حالنا‏ ‏فدمعت‏ ‏عيناها‏ ‏وتمنت‏ ‏لو‏ ‏كان‏ ‏العمر‏ ‏امتد‏ ‏بأبى ‏حتى ‏يشهد‏ ‏بنفسه‏ ‏هذا‏ ‏اليوم‏ ‏السعيد‏.‏

 التناصّ (التقاسيم): (يحيى الرخاوى)

….تم إعدامى فى احتفالية غير مسبوقة، وتأكدت من ميزة نظام الرسائل المغلقة التى تقرر مصيرنا الرائع هكذا الواحد تلو الآخر، وكانوا قد سألونى وأنا على منصة المشنقة، وكل أهل القرية يهللون فرحين بالحدث السعيد، إن كان لى طلب قبل التنفيذ، فطلبت منهم أن يدعوا لى الحبل حول عنقى، وأن يكن له طول كافٍ، ولم أقل لهم ليكفى ماذا، لأننى لم أكن أعرف حينذاك.

بعد أن طلعت روحى، رحت أتحسس الحبل وأنا فرح أننى امتلكته، ونزعته برفق من حول رقبتى وأنا شاكر لهم وفاءهم بالعهد، وحين التقيت عددا من الأصدقاء والأحباب فرحوا أننى أحضرت الحبل معى، لأنهم جميعا ماتو موتة ربنا، بلا حبل ولا مقصلة، ولم أفهم سببا لفرحتهم تلك، وحين سألتهم قالوا إن زوجة أحدهم حامل، وهذا حدث نادر هناك، وأنهم كانوا يبحثون عن حبل يقوم مقامِ الحبل السُّرى للجنين الذى فى بطنها، لأنهم يحتاجون الحبل السرى الطبيعى لأغراض أهَم.

وحين سألتهم عن هذه الأغراض الأهم، قالوا:

– أنْتَ مالك؟      

وما أن سلمتهم الحبل حتى طلعت روحى مرة ثانية، فَطِرتُ وراءها بلا تردد.

 النشرة التالية 1النشرة السابقة 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *