الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من كتاب: الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الثانى: “ويا ليتنى أستطيب العمى!” (13 من ؟)

من كتاب: الترحال الثانى: “الموت والحنين” الفصل الثانى: “ويا ليتنى أستطيب العمى!” (13 من ؟)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 18-5-2020

السنة الثالثة عشرة

العدد: 4643

من كتاب:

الترحال الثانى: “الموت والحنين” (1)

الفصل الثانى: “ويا ليتنى أستطيب العمى!”  (13 من ؟)

…………………..

…………………..

الأحد 9 سبتمبر 1984

اليوم يوم جماعى، وقد قررنا أن نبدأ بغابة بولونيا وننتهى فى حديقة اللوكسمبورج، وكان قد أوحشنى حوار الصغار، ومفاجآت الاختلاف، وجولات الاستطلاع.

لغابة بولونيا فى وجدانى موضع هام، فهى أرحب وأرخص مكان كان يمكن لمثلى فى وحدته وفقره “آنذاك” (1969) أن يجلس، ويقرأ، ويتأمل ويكتب، ثم لا يدفع شيئا، ولا يكلم أحدا، فيمضى اليوم بطوله لا يكلفه إلا ثمن رغيف (باجيت) وزجاجة عصير، والمراكب تجرى على سطح البحيرة تعيد إلىَّ ذكريات فلوكات زفتى، وجولات التجديف حول جزيرة المنيل قبل التخرج ومع زملاء منزل النواب، وربما لأنى لا أعرف العوم فإن التجديف قد ربطنى بالماء الهادئ ربطا سبق أن أشرت إليه.

 أضيف هنا أننا حين كنا طلبة فى الجامعة  فى مصر (حوالى سنة 1953 تحديدا) كنا نؤجر مركبا متواضعا من مرسى بجوار كوبرى قصر النيل لمدة يوم كامل، ونقوم بالتجديف حتى حلوان، وذات مرة لم نرجع  من حلوان إلا بعد منتصف الليل، حتى انخلع قلب  صاحب المركب فنزل يبحث عنا  – أو عن قاربه – الله أعلم – فى وسط النيل.

 وما بين محطة مترو بورت دوفين وبين غابة بولونيا مسافة تسمح لى بالعدو أنا وابنتى النشطة منى السعيد، فنعدو سويا، وأتركها تستكشف بنفسها لقطات من الداخل إلى الخارج وبالعكس، وتلهث هى قبل أن أفعل، فأغيظها بأنها عجوز، فتذكرنى بأنى اعتدت ذلك أكثر منها معظم الأيام، وقد كنت قد أشرت إلى هذه العادة (القبيحة) – عادة الجرى – المنتشرة حديثا فى طول أوربا وعرض أمريكا بشكل بلغ حد الوباء بعد أن صارت بدعة لها كتبها المنشورة، وأبحاثها المنظمة، وتجارتها المرتبطة بالدعاية (للأحذية وملابس الرياضة)، وبالدعاية المضادة ضدها التى ثارت حين هددت هذه الرياضة سوق الأدوية وتدخين السجائر.

رفضتُ هذه الممارسة ابتداء بمعناها الغربى، ذلك أنى كنت ألاحظ أنها رياضة فردية، تذكرنى باستمناء رياضة كمال الأجسام أمام المرآة، وما أكاد أنظر فى وجه العدّاء ـ صغر أم كبر ـ حتى أشعر بتكثيف الوحدة وشقاء العناد وعشق الجسد جميعا، فأقول لنفسى إن هؤلاء الناس قد تفرقت بهم السبل، وأن الأولى أن يعملوا عملا جسديا – لا يدويا – حتى يتصببوا عرقا بدلا من هذا الاستمناء المضحك، ويؤكد لى ذلك ظاهرة موازية وهى ظاهرة المستمع المشّاء  Walkman، أعنى حامل جهاز التسجيل (أو المذياع) ذى السماعات أطول الوقت، فتجد الشاب أو الرجل أو الفتاة من هؤلاء، وقد وضع السماعات على أذنيه وراح فى غيبوبته الذاتوية يسير بين الناس ذاهلا، لا يسمعهم، ويكاد يتصور أنهم لا يسمعونه، وقلت فى نفسى عندهم حق، فماذا يمكن أن يسمعوا من البشر مثلهم مما لم يقولونه أصلا؟ ما هكذا يكون الرد على العزلة المفروضة بعزلة اختيارية، وما هكذا نحل مسألة تقطيع أوصال احتمالات الحوار الإنسانى، أقول إنى استقبلت “العدو المنفرد” من نفس المنطلق.

ولكنى حين عودتى إلى وطنى، وكنت قد قرأت كتابا عن “جذل العدو “Joy of Running قررت أن أدخل التجربة من باب أحبه وهو علاقته بالتطور، فقد ذكرهذا الكتاب أن التاريخ الحيوى للإنسان (للأحياء!!) يؤكد أن أجداده لم يكفوا عن العدو خلال 3.000.000 (ثلاثة ملايين) سنة، وأن الإنسان  لم يقم على ساقيه واقفا ماشيا تماما الا منذ نشأة أول حديقة (000ر7 سنة) وبالتالى فالعدو ـ بين أشياء أخرى ـ يربطنا بماضينا (هكذا يقول الكتاب)، وبما أننى  أحب أن أجرب ما أرفض، حتى أتعرف عليه بحق، فقد بدأت أعدو وحدى حتى لا يسخر منى من يشاهد انقطاع أنفاسى بعد عشر أمتار، بدأت على طريق سقارة السياحى وأخذت أزيد المسافة تدريجيا حتى نجحت أن أعدو من كوبرى أبو صير حتى انحناءة  طريق أهرام سقارة وبالعكس (حوالى عشرة كيلومترات) دون توقف عدة أيام فى الأسبوع، وكان ذلك بعد الفجر حتى لا يضحك منى الفلاحون وسائقو الكارو، وما  كان يطمئننى  إلى عكس ذلك هو أننى أعدو فى منطقة سياحية، اعتاد فلاحوها أن يشاهدوا بعض الخواجات المهفوفين يفعلون من البدع ما يشاءون.

اكتشفت رويدا رويدا، من واقع الممارسة، أن داخل هذا النشاط ما يتخطى الاهتمام بالجسد، أو بتحسين الدورة الدموية، كما اكتشفت أنه بقدر ما يمكن أن يكون مثل هذا النشاط اغترابا واستمناءا جسديا، (كما تصورت الآن)    قد يكون إبداعا وتفجرا فكريا. فى الحالة الأولى قد تزداد وأنت تعدو وحدة واغترابا، وفى الثانية قد تنبض إحساسا واقترابا، وعرفت أن الفروق المحتملة لا تكمن  فى نوع النشاط نفسه، وإنما فى طبيعة التوجه الباعث إليه، ومدى السماح المتضمن فيه، ومعنى التناغم المحتمل إلى ما بعده،

 اخترقت من خلال هذا النشاط المتكامل طبقات من وعيى لم أكن أحلم باكتشافها وأنا فى كامل يقظتى فى الوضع جالسا على مكتب، وحين كنت أستحم فى عرقى وأنا أجرى، كنت أشعر باقترابى أكثر فأكثر من ربى وكونى.

ثم خطر ببالى ـ بعد صعوبة معينة مع مريضة لم تستجب للأساليب العلاجية التقليدية ـ أن هذا النشاط قد يفيدها، وقد كان. كانت مصابة بهوس دورى يجعلها تسلك سلوكا جنسيا بلا كف أصلا كل عام بضعة أسابيع، ولم نرد أن نكتمها فقط بالمهدئات بل تحايلنا على أن نقلب هذا النشاط إلى بسط بالجرى وسطنا ومعها، وبالتالى أن نحتوى هذا البسط الدورى فيما يبنى، وليس فى النكوص الخطر، وقد نجحت المحاولة وهى الآن زوجة فاضلة نسمع عنها أخبارا طيبة بين الحين والحين.

ثم جربت ذلك بعد ذلك فى مرضى آخرين.  فأنجز الجرى ما وعد فى كثير من الحالات، فكان هذا بداية الممارسة المنتظمة لعلاج  “الجرى فى جماعة”، وهو نشاط غير الجرى المنفرد تماما ، ثم تطور الأمر إلى تكامل نشاطات جماعية معا أثناء الجرى حين يتناوَبَ الصمت (الجماعى) مع الرقص (الهرولة)، مع التسبيح، مع الحمد، المهم فى كل ذلك أنى تعلمت كيف أحذَرُ من الجرى التنافسى، الجرى للسباق، الجرى للتفوق، الجرى الاستمنائى، فكل هذه قيم فاسدة امتلأت بها حياتهم بشكل لايبرر التقليد لكننا يمكن أن نستوعب ما يفعلون ونحن  نضيف إليه ما يحييه ويناسبنا.

تأكدت من هذه المحاولات ما تعلمته من غيرها : إن الحكم على شئ دون تجربته هو حكم ناقص، كما أن تعميم الحكم خطر أى خطر، وحين بدأت موجة الدعاية المضادة ضد هذا النشاط بالمبالغة فى ذكر مضاعفاته، تصورت أن الدافع إليها هو شركات الكحول والسجائر والأدوية (فالجرى يقلل استهلاك كل هذا) وحين ذكرت ذلك الاحتمال لابنى الأكبر (وهو يعدو معى أحيانا) قال لى،إن جرْينا ليس مثل جريهم، فمثلا هم لا يتمايلون حمداً لله معاً مثلما نفعل مع مرضانا ومع أنفسنا أثناء الجرى،فالجرى المتناغم والتكاملى هو نقيض الجرى المتحوصل الذاتوى.

نكتشف ونحن فى غابة بولوينا، أنا ومنى السعيد، أننا وصلنا بسرعة الى بحيرة الغابة، فنلتفت وراءنا فلا نعثر لبقية المجموعة على أثر، فنستدير ونواصل الجرى إليهم إلى ما نظن أنه في اتجاههم غير عابئين بالرذاذ الذى بدأ يتساقط، غير خائفين من الوابل المحتمل انهماره فى أى لحظة ونصحبهم إلى البحيرة، ونستأجر المراكب مع بعض دهشة المسئول عن التأجير، ولا ينزل غيرنا تحت هذا المطر إلى التجديف بالبحيرة، فنشعر أننا امتلكناها دون غيرنا مما سمح لنا أن نغنى، ونكبـّر، ونحمد، ونهلل، فما زلنا فى أيام العيد، ثم نتقاذف المياه بسن المجاديف وكأن المطر المستمر لا يكفينا، فنضيف إليه مياه صفق المجاديف لسطح البحيرة، وتذكرنى حركة المجاديف بطبيعة التواصل بين شقى الحركة، بين الكمون والبسط، بين القبض والانفراج، بين الذات والناس، بين الهمس والحديث الصارخ.

نخرج من رحم الماء إلى إحاطة  الشجر، ومازال المطر يذكّرنا بحدة: أين نحن، وكيف، وأطرد من ذاكرتى ـ الآن وأنا أكتب – ذلك اليوم الرطب القائظ الذى مكثنا فيه ممددين كأصنام من العجين المتخثر بجوار البحيرة ذاتها فى العام المنصرم حيث تصادف وجودنا هناك تحت وطأة موجة حر رطب يسمح لك بأن تقطع فيه “الهواء” إلى قطع مجسدة بسكين حاد.

وفى طريق عودتنا مررنا بالشانزلزييه ثانية، فاستوقفنا موكب غريب يسير فيه أناس أغلبهم من متوسطى السن الأقرب إلى الكهولة وقد ارتدى بعضهم الملابس المدنية وعليها وشاحٌ ما، فى حين ارتدى عدد أقل بعض الملابس العسكرية، ويتقدمهم لفيف من شرطة رسمية ويتقدم الجمع فرقة موسيقية بسيطة، تبدو رسمية أيضا، وقد اصطف الناس على الجانبين يتفرجون، وبعضهم يصفق فى حدود، ثم يتراجع، والأغلبية تسير غير مهتمة، ويظل الركب يسير وظهره إلى قوس النصر حتى وصل  منتصف الطريق إلى الكونكورد، فسألتُ أحد المارة، فعرّفنى أن هذا هو يوم الاحتفال بذكرى انتصار معركة “كذا” (لست أذكر ماذا) وأن هؤلاء بعض من اشترك فى هذه المعركة أو من ينوب عنهم من أولادهم وأحفادهم، فتعجبت من هذا الحفل الشعبى البسيط والتلقائى، والجميل، وتصورت أن مغزاه أرقى من أى حشد رسمى محاط بزفّة من  النفاق الإعلامى،شعرت أنه موكب تاريخى متواضع طيب، أكثر من كونه موكبا حماسيا عسكريا مفروضا، فتعاطفت مع كل ذلك.

قلبت كالعادة فى أوراق بلدى، فلم أتبين ما يقابله حديثا، ولم أتذكر أى احتفال وطنى تلقائى إلا الاحتفال بذكرى سعد التى كان يقيمها شباب الوفد زمان فى دوار عائلتنا بالبلدة، وكنا – رغم انتمائنا حينذاك للاخوان – نشارك فيه تلقائيا بحماس مسامح، ويستمر الموكب جاذبا أفكارى وأقدامى جميعا، فأواكبه دون تردد حتى أذوب فى حشده، وحين يتحلق الركب بعد الوقوف تلتقط الصور ويتجمع السواح ثم يتفرق الجمع تدريجيا، وهنا هنا فقط، أفيق لصحبتى، فأكتشف كل أولادى حولى،  لكننى أفتقد زوجتى وأسأل عنها، فأتبين أنها تاهت منا فعلا، فننتظر طويلا بلا طائل.

زوجتى حين تكون معى تعتمد على ذاكرتى وحافظتى وحدسى المكانىِ طول الوقت، فى حين أنها حين تكون وحدها تعرف كل شى، بلا دليل، وأرجّح أن هذه الاعتمادية هى نوع من العدوان السلبى رضينا به كلانا دفعا لما هو أسوأ، لكنها اليوم تاهت بحق، وليس معها نقود، ولا حتى العنوان، فنـتفرق أنا والأولاد فرقا للبحث، ونتفق على مكان محدد للقاء مهما طال البحث. أرجح، وأدور، وأتصور، وأحسب، وأعود، وأضيق بجهدى، وباعتماديتها، ولا فائدة. أشعر بوخز فى جنبى كأنى انتبهت إلى ما لا ينبغى أن أنتبه اليه، فأبلع ريقى، وأواصل البحث. تمضى ساعة وبضع ساعة، ثم تعثر عليها إحدى بناتى. تعثر عليها فى نفس الاتجاه الذى كنت مكلفا بالبحث ـ شخصيا ـ فيه، ولا أحاول أن أبحث عن تفسير ذلك، وخاصة بعد أن تجزم زوجتى، وهى فى أشد حالات الألم (متهمة إياى دون غيرى طبعا: بالإهمال والترك والنسيان) تجزم أنها لم تغادر مكانها ولا خطوة واحدة منذ تركناها، إذ يبدو أننا انسقنا وراء ركب الاحتفال دون تفكير، وقد تصورنا أنها تمضى مثلنا مع الركب دون إخطار سابق، خاصة وأنها تحب المواكب بكل أشكالها. لا أترك لنفسى العنان أتأمل علاقتى بزوجتى من خلال ما عرّته هذه الحادثة، وحين أتذكر ما قيل عن علاقة سقراط بزوجته أو تولستوى بزوجته، وما لم يـُقل عن علاقة ابن سينا بزوجاته أو عن برناردشو بـ “لا زوجاته”. حين أتذكر كل ذلك أتساءل: هل هذا الذى وصَلَنَا، والذى لم يصلنا، من معلومات عن هذه الزيجات والزوجات، هل هو حقيقة ما كان؟ هل هذه السير (الذاتية وغير الذاتية) المزعومة قد أنصفت هؤلاء الزوجات البسيطات فى محنة معايشة غرور هؤلاء المبدعين ووحدتهم (دون ادعاء أنّى منهم)؟ هل سمع أحد لآرائهن الحقيقية وما لحقهن من ظلم وتجاوز ومامارسْن من صبر وتحمل؟

لو كان الناس يحتملون، لقلت، وربما قالت، فى هذا الشأن ما ينبغى أن يقال، فثمة أمور لا يعرفها عنى مخلوق فى هذه الدنيا إلا هى، وثمة آراء ومعتقدات لا تخطر على بال أحد عنى لكنها على علم واضح بها، تـقبلها فى صمت مسامِح، حتى لو لم تقتنع بها أو بمثلها، وثمة احترام لشطحاتٍ ليس لها أى مبرر، ولا تستأهل أى إحترام، ولا تُحتمل تحت أى عنوان، لكنها تتركها تمر، ومع ذلك فهأنذا “أنساها” هكذا ببساطة وسط الزحام. لا أعتذر لها حتى لا أضاعف المأزق، وحين أعلم من أولادى لاحقا  أنها حين ضاعت قررت ألا تغادر موقعها ولو تأخرنا عليها طول الليل. لا أستطيع أن أتخيل ماذا حرّك هذا القرار بداخلها من مخاوف وذكريات وضياع، وماذا أثار من احتجاج وعدوان، وكيف ربطت بينه وبين صفاقة الجزائريين الذين آذوها قرب البيجال ـ فأحاول أن  أخفف عن نفسى وطأة خطيئتى شارحا لنفسى أسباب انسحابى وراء الموكب. يبدو أنى اعتمدت على أولادى وهم اعتمدوا علىّ، فنسيت نفسى وانسقت أمام انجذابى إلى الشارع والحدَث.

أنا شديد الضعف أمام الشارع، أتعلم منه – كما ذكرت – أكثر مما أتعلم من حديث المرشدين السياحين وتواريخ الآثار وصخب المسارح، أتعلم من وقفة المتسكعين، ومعاملة الباعة، ولهاث العدائين، وموزعى الإعلانات الصغيرة من أصحاب العقائد الجديدة والشاذة، ومن مجددى الأديان القديمة حتى أنى رجحت مثلا، من هذه الاعلانات المتكررة الملاحقة فى شوارع نيويورك، أن ثمة محاولة أمريكية يهودية ترمى الى تهويد المسيح، إذ يبدو أن اليهود لم يكتفوا بادعاء تبرئتهم من دم المسيح ولكنهم تمادوا إلى تهويده فعلا، حتى شككت من فرط إلحاحهم باعلانات الشارع هذه، شككت فى معلوماتى التاريخية، قلت ولماذا لا أقبل فكرة أنه دين واحد، ولعل المسيح ما جاء إلا ليذكرنا بالدين اليهودى، أفلا يجتمع العهد القديم مع العهد الجديد فى كتاب واحد؟ ألا توصف تلك الحضارة الوافدة باسم الحضارة اليهودية المسيحية؟ فإن صح ذلك كله أو بعضه فإن علينا أن ننظر بعين الاعتبار لوجهة النظر التى تنظر لـلمسألة الصهيونية باعتبارها الوجه المعاصر للحروب الصليبية، التى هى بدورها ليست صراعا بين أديان سماوية تكمل بعضها بعضا بقدر ما هى تنافس للتفوق والتعصب والسيطرة من الجانبين لا أكثر ولا أقل،

…………..

…………..

ونستكمل الأسبوع القادم

 

[1] – المقتطف من الترحال الثانى: “الموت والحنين” (الطبعة الأولى 2000)، وتتضمن ترحالات يحيى الرخاوى أيضا (الترحال الأول: الناس والطريق) و(الترحال الثالث: ذكر ما لاينقال) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *