الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (80) “… ماذا يقول لمن يخطبها؟”

من حالات الإشراف على العلاج النفسى: الحالة: (80) “… ماذا يقول لمن يخطبها؟”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 17 -12-2018

السنة الثانية عشرة

العدد:  4124

من حالات الإشراف على العلاج النفسى

مقدمة:

للتذكرة: اليوم الأحد هو يوم المقتطفات الإكلينيكية والعملية من الإشراف المنتظم، وهذه النشرة ننشرها من جديد لأنه لم تصلنا أيه تعليقات عليها نناقشها فى بريد الجمعة فلعل فى إعادة نشرها ما يحفز بعض الأصدقاء للمشاركة فهى الحالة (80) لهذه السلسلة عن الإشراف أى فى الكتاب الرابع (61 – 80) ، ونأمل بذلك أن نكمل ما ينقص هذه الحالات حتى لا تصدر بدون تعليق يسهم فى مزيد من التوضيح والإفادة كما تبين لنا فى الأربعين حالة فى الكتابين الأول والثانى.

الحالة: (80)

…. ماذا يقول لمن يخطبها؟

د. ماجد: هو شاب عنده 29 سنة الرابع من اربعه، إخواته الثلاثه كبار وبنات، أبوه على المعاش، ووالدته على المعاش هو شغال معيد فى معهد عالى كويس فى قسم مافيش فيه حد غيره يعنى هو الدكتور الوحيد اللى فى القسم ده

د.يحيى: هوّا المعيد دكتور يا جدع انتَ؟

د. ماجد: أصل هو المعيد الوحيد اللى فى القسم فبيعتبروه دكتور

د.يحيى: بس ما أخدشى دكتوراه لسـَّـه

د. ماجد: بس معيد وشايل القسم

د.يحيى: أيوه، لكن مش دكتور

د. ماجد: حاضر.. حاضر

د.يحيى: أصل ساعات الناس دول بيستعملوا لقب دكتور بدرى بدرى، وأنا شايف إن ده له دلالته فى شغلنا، فى مجتمعنا ساعات ده بيعلن إنه بيحقق طموحاته بكلمة بدون مقابل، قبل الهنا بسنة، ساعات الواحد، أو الأهل، يروح لازق كلمة دكتور قدام اسمه، وهو لسه طالب طب فى سنة أولى، مثلا، وده مش كويس، هو العيان اللى قال لك ان اسمه دكتور فلان؟

د. ماجد: ما هـُـوّا المعيد الوحيد اللى فى القسم

د.يحيى: تانى؟! طيب هوّا أخذ الماجستير

د. ماجد: لأه لسه شغال فيها

د.يحيى: يا راجل!! عنده 29 سنة، ولسه ما أخذش الماجستير وبيسمّى نفسه دكتور! يبقى إيه بقى؟ خلـّى بالك ده علامة فى شخصية تهمك.

د. ماجد: ما هوْ مافيش حد فوقيه ولا تحتيه فى القسم ده، يعنى هو الوحيد اللى بيدرّس فى هذا القسم، هو المشكله إن هو أخر جلسه كان جايب والده معاه بيقول إن هو…

د.يحيى: (مقاطعا) هى كانت اول جلسه إمتى الأول

د. ماجد: من 7 شهور كان بيتابع مع الدكتور(أ..) زميلنا، لحد ما مسافر انجلترا، وبعد كده قطع وراح لزميلنا التانى الدكتور (ب..)، من المقطم برضه، لحد ما سافر السعوية، هو كمان، والدكتور (ب….)، ده هوّا اللى حوّله ليـّـا قبل ما يسافر

د. يحيى: انتو بتشقطوا لبعض من برّه بَرّه من ورايا ولاّ إيه؟! طب والله دى حاجة كويسة بس تدونى خبر، المهم المشكلة بقى؟

د. ماجد: هو دلوقتى عنده 29سنة، ولسه ماخلصش الماجيستير بتاعته، دى تالت سنه فى التمهيدى ماجستير، اه وشاف عروستين، فوالده جه يسألنى نفس السؤال اللى بنكرر مناقشته هنا، العيان بيسأل برضه: هو أنا حاقول للى حا تقدملهم دول انى انا مريض وباتعالج ولا لأ

د. يحيى: هو له تشخيص محدد؟

د. ماجد: أيوه، نوبات وجدانيه حادة، ثنائى القطب يعنى

د. يحيى: كام نوبه، وكل مرة النوبة هىّ هيـّـا ولاّ بتتغير؟

د. ماجد: بيجيلوا مرة نشاط، ومرة كتمة، مش بانتظام وهوه بيخرج من واحده، بعد شوية يخش فى الثانيه، اه، يعنى، وساعات يطلع من ديه يخش فى ديه، وساعات يبقوا مع بعض.

د. يحيى: ويقعد كويس بينهم قد إيه؟

د. ماجد: ساعات شهر، ساعات شهر ونص شهرين، حاجه كده، ودخل المستشفى كام مرة

د. يحيى: هو أول مرة دخل المستشفى امتى؟

د. ماجد:  من 9 سنين

د. يحيى: ودخل كام مرة فى التسع سنين دول

د. ماجد: مرتين

د. يحيى: يعنى مرة واحدة بعد أول مرة

د. ماجد: أيوه

د.يحيى: طيب، تحديداً: إنت عايز إيه دلوقتى؟

د. ماجد: ما انا قلت، هوّا عمال يسألنى: هى للى حا يتقدملها دى، يقول لها انه هو تعبان وبيتعالج ولا لأ؟

د. يحيى: هو عنده 29 سنة ومعيد، ومع انه فى تمهيدى اللى هى سنة واحدة بقاله ثلاث سنين، فراح مختصر السكة ودَكترْ نفسه، مش كده؟

د. ماجد: يعنى

د. يحيى: والدواء

د. ماجد: حاليا ماشى على قرص واحد بالليل

د. يحيى: نومه كويس

د. ماجد: بينام مش بطال، يعنى لو هو ما واراهوش شغل بينام، إنما لو فيه زنقة شغل او حاجه ممكن ينام مثلاً اربع او خمس ساعات بالكتير قوى فى اليوم

د. يحيى: انت اتجوزت قريب، وخلفت، مش كده

د. ماجد: ايوه

د.يحيى: ولد ولا بنت

د. ماجد: بنت

د. يحيى: أحسن

د. ماجد: ليه؟

د. يحيى: تجِّوزها له؟ ولو أكرمتها وربيتها كويس تشفع لك فى دخول الجنة

د. ماجد: لسه بدرى، دى عمرها شهور

د. يحيى: تغمض عينك وتفتحها تلاقى عندها 25 سنه، ترضى تجوزهاله؟

د. ماجد: ما هو ده اللى باسأل علشانه، ولو ده بيتقدم لبنتى وقال لى على مرضه أنا حاعمل إيه

د. يحيى: انا متصور إن ده هو مقياس مهنى وأخلاقى ودينى فى نفس الوقت، لكن خلـّى بالك من الفروق وماتبالغشى فى القياس بمشاعر شخصية.

د. ماجد: انا لما باحط نفسى مكان أهل البنت، ومكان البنت باقول لأه، لما باحط نفسى مكانه هو ووالده، باتلخبط

د. يحيى: يعنى انت تفضّل تجوز بنتك لواحد رخم مابيحسش وبيكسب ومش هنا، ورايح جاى، وأهـُـمْ مكملين وخلاص، مش قصدى قوى كده، بس أنا باحاول أوريك الناحية التانية، السؤال اللى انت بتسأله جيد جداً وفى محله، لأن احنا مسؤلين عن الإجابه عليه دينياً أولاً، وأخلاقباً وعلمياً ومهنياً ثانياً، إحنا مسئولين عنه، وعن البنت اللى حايرتبط بيها برضه، فى الحالة دى احنا لازم نرجع نفحص بدقة معلوماتنا عن البنت المشروع دى، لازم تعرف سنها وشهادتها، وشغلها إذا كانت بتشتغل،

د. ماجد: يعنى كونُهْ يقولها أو ما يقولهاش، دا يتوقف على معلوماتنا عنها

د. يحيى: معلوماتنا عن مدى نضجها، وعن ثقافتها، إنت بالتاريخ اللى انت قلته ده، لازم يقول لها أيا كانت هى مين، ويقول لأهلها كمان، بس مش يقول لها اسم مرض سمعه منك أو من أى دكتور بينى وبينك، اسم المرض مش هوّا أهم حاجة حتى عند الدكاترة، المهم التفاصيل، الكلام الأهم هنا بيبقى فى مسار المرض يعنى التكهن Prognosis والمآل Outcome، وده أصعب وعادة احنا ما عندناش معلومات حاسمه للرد على الحاجات دى، لأن الحسبة العلمية المنشورة التى فى الكتب المراجع، بتبقى للمجاميع، يعنى نسبة كذا واحد من المرض الفلانى من مية % خفوا تماما، وكام واحد أزمن، وكده،  أما بالنسبة للحالة الفردية فما تقدرش تجزم بتوقع نهائى لحالة بذاتها،

د. ماجد: طيب، وبعدين أعمل أنا إيه؟ أقول له إيه؟

د. يحيى: .. يقولها أنا باروح للدكتور فلان، وإذا كانت تيجى تقابلك أو تقابلنى أهلا وسهلا!! ونتكلم معاها أو حتى مع أهلها بس قدامه 100%، مافيش أى معلومة عنه تتقال من وراه، وأظن احنا اتناقشنا فى الموضوع ده قبل كده، إنما بنعيد ونزيد فيه عشان كل حالة مش زى التانيه زى ما انت عارف، ومن خلال مقابلتك للبنت، فى حضوره، حاتلاقى فرصة توضح الأمور أحسن، ويمكن تقدر تحكم عليها وعلى شخصيتها، وعلى حبها إذا كان الارتباط على أساس الحب، وتشوف بنفسك وتحكم إذا كانت البنت دى ممكن تبقى سند له، ولاعبء عليه، ويا ترى حاتساعده فى فرص علاجه إذا مـِـرِض ولا حاتعايره، وكلام من ده.

د. ماجد: أحكم عليها ازاى يعنى؟

د. يحيى: الجواز عقد مهم متعدد المستويات بما فى ذلك الفلوس، بما فى ذلك الحب، وهى من حقها تسأل اللى هى عايزاه قبل ما توثق العقد، وانت ترد عليها زى ما انا بارد عليك دلوقتى

د. ماجد: صعب علىّ

د. يحيى: ما احنا مع بعض، احنا بنقول العلم بيقول كذا، ودا معناه كيت، إنما كل حالة مش زى التانيه، انت تقول لها الكلام واضح وبس، وبرضه ممكن تحدد لها دورها: وبرضه تفهمها دورك حيكون كذا وكذا،

د. ماجد: طيب وإذا طلبت ضمانات وكلام من ده

د. يحيى: ضمانات إيه يا جدع انت، هى تلاجة لازم لها شهاده ضمان لمدة محددة، انت تقول لها انا ماقدرش اوعدك بحاجه، عاجبك عاجبك مش عاجبك انتى حـرّه، انما لا المرض النفسى عيب ولا هو خطر عليكى قوى زى ما بيشيعوا، ولا انا اقدر احكم أكتر من كده

د. ماجد: طب وإذا سألت عن الوراثه والعيال

د.يحيى: ترد برضة بالعلم، وإن احتمال كذا وارد إنما، والاحتمال الأكبر إنهم يطلعوا سلام أو حتى أحسن من العاديين، واللى يسرى عليهم يسرى على أبوهم، لأن المرض نفسه مش هوّا اللى بيتورث، إنما الاستعداد له اللى ممكن يطلع مرض، وممكن يطلع تميـّز والسلام.

د. ماجد: وهى حاتفهم كل ده؟

د. يحيى: كل واحد وعلامه، لحد ما ربنا يسهل له بواحدة تفهم، ما هو من حقه يعيش وياخد فرصة زيها وزى أى حد، وبعدين لازم تدخل فى الحسبة بقيه مقومات الصفقه الاجتماعيه والعاطفيه والجسديه وكل حاجة.

د. ماجد: ازاى يعنى؟

د. يحيى: يعنى كل حاجة تتحسب بجدية، ولو بالتقريب، من أول الفلوس لحد احتمال النكسات، تتحسب بهدوء ووضوح، وانت تجاوب على قد ما هى تسألك.

د. ماجد: يعنى هى اللى تسأل وبس

د. يحيى: غالبا، وساعات اهلها همّ اللى يسألوا، وده حقهم برضه، انت ترد رد علمى أساسا، وفى حضور العيان بتاعك وعلى الجميع أن يتحمل مسئولية اللى يوصل له.

د. ماجد: وإذا سألتنى اسئلة ما اعرفش إجابتها

د. يحيى: تبقى انت أمين وجدع، حكاية ما أعرفشى دى مش عيب، ده واقع وعلم، وانا موجود، وانا برضه من حقى ما اعرفشى، هوه مش انا اللى محولهالك؟

د. ماجد: لأه، دى حالة من المستشفى

د. يحيى: ما هى مسئوليتى برضه

د. ماجد: واذا هى طلبت ضمانات

د. يحيى: تانى ضمانات؟!! لا يا عم احنا مش بتوع كلام من ده، احنا مش شركة تأمين

د. ماجد: وإذا هو مارضاش يقول لها أو يجيبها عشان أقابلها واعمل كل ده.

د. يحيى: هوه حر، تبلغه كل ده، وتبلغه استعدادك واستعدادى وإذا كان عارف إن إحنا بنناقش الحالات بدون أسماء تلخص له المناقشة دى، وبعد كده هو يتحمل مسئولية قراره، طبعا.

د. ماجد: شكرا

د. يحيى: العفو ربنا معاك

****

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *