الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / ملف الوجدان واضطرابات العواطف (38) طبيعة عاطفة “الغضب” من خلال لعبة مع أسوياء‏

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (38) طبيعة عاطفة “الغضب” من خلال لعبة مع أسوياء‏

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين : 3-11-2014    

السنة الثامنة

العدد: 2621

الأساس فى الطب النفسى

الافتراضات الأساسيةالفصل الخامس:    

ملف الوجدان واضطرابات العواطف (38)

اضطرابات الوجدان (العواطف) (4)

الاضطرابات الوجدانية: كمِّـيا (2)  ثانيا‏: ‏الانفعالات‏ ‏العسرة‏ (2)  

طبيعة عاطفة “الغضب”

من خلال لعبة مع أسوياء‏

استهلال:

 مع تطورالعمل، وتراجع المشاركة باستمرار، ومع الحرص ألا نقدم الاضطرابات، خاصة بالنسبة لوظيفة الوجدان إلا بعد أن نتعرف بدرجة كافية على طبيعتها الأصلية، وحدود سوائها، انتبهت وأنا أعيد قراءة أرجوزة الأطفال، وأراجع ما وصلنى من تعليقات شفهية، أن الأرجوزة كانت أكثر وضوحا، وأقدر تمييزا للغضب، مقارنة بالتنظير الذى سبقها، وبالتالى رأيت أنه ربما من الافضل أن نعرض على المتابعين بعض حدود السواء من خلال تجارب عملية مسجلة، ترجعنا إلى ما ألفناه فى بداية سنوات هذه النشرة حين كان من أهم الوسائل لسبر غور بعض القيم والعواطف عرض ما تيسر من ألعاب كما تجرى خاصة فى العلاج الجمعى، وفى بعض البرامج الثقافية، والندوات العلمية، وكانت الاستجابة – بصراحة- أكثر عددا، وأدفأ مشاركة ، وربما أقدر كشفا.

هل يا ترى لو استعنا ببعض الألعاب مع كل عاطفة يمكن أن يتضح لنا الأمر أكثر بالنسبة لعواطف المرضى سواء وصلت إلى مستوى ما يسمى اضطراب العاطفة أم لا، مع التذكرة بأن كل علاج من أى نوع إنما يتم من خلال ما تعرفنا عليه من خلال مصطلح “الوعى البينـ-شخصى” و”الوعى الجمعى، وهما من صلب نسيج الوجدان البشرى الذى يعيد تشكيلاته باستمرار فى المخ والجسد وكل مستويات الوعى جميعا فى الصحة والمرض.

دعونا نجرب اليوم الرجوع مؤقتا إلى هذا المنهج، ثم يتوقف استمرارنا فى هذا السبيل على مدى الاستجابة وفائدتها، ونبدأ بعاطفة الغضب

تعجبت وأنا أبحث فى أوراقى وحاسوبى أن “وجدان الغضب” فى صورة “لعبة الغضب” ثم الكشف عنه أكثر مع الأسوياء سواء فى قناة النيل الثقافية، (وكان اسم البرنامج “سر اللعبة”) أو فى برنامج آخر فى قناة خاصة، (وكان اسم البرنامج “إقلب الصفحة”)  فى قناة  MBC مع بعض المشاهير من فنانين وإعلاميين وعدد أقل من غيرهم. سوف أواصل البحث، لكننى اليوم سوف أبدا ببرنامج القناة الثقافية بعرض العشر لعبات مع الاستجابات ، وبأقل قدر من المناقشة التى جرت بعد كل لعبة

برنامج سر اللعبة (قناة النيل الثقافية)

أذيعت الحلقة وسجلت فى: 6/4/2005

المشاركون : لا يمثلون إلا انفسهم، وبالتالى فلا يمكن التعميم من استجاباتهم (لو سمحت)، وبالصدفة: فإن أغلبهم كانوا على درجة عالية من التأهل ، إلا إبن فاضل كان طالبا فى كلية التجارة، ومع ذلك انت تلقائيتهم ومبادراتهم ذات مغزى مفيد

المناقشة: جرت مناقشة حرة بعد كل لعبة بالسماح لمن يريد أن يعقب على الموضوع أو على استجابته أو استجابة زميل او زميلة، بأقل شرح من المقدم المسئول وقد تم اختصارها ولم أعرض منها هنا إلا ما تصورت أنه له دلالة فى سياق ما نريد توصيله

فكرة اللعبة الكشفية: سبق أن شرحنا الفكرة والأمثلة تفصيلا فى النشرات الأولى التى قدمنا فيها مثل هذه الألعاب (نشرة 14-9-2007 “لعبة الخوف”)، (نشرة  23-12-2009 من استطلاع الرأى إلى كشف مستويات الوعى)، وباختصار، فإن اللعبة عبارة عن تمثيلية شديدة القصر(مينى دراما) لها نص ناقص يُـلْـزَم المشارك بأدائه بتعبيرات جسدية وصوتية وحركية بحيث يبدو مستغرقا وهو يعيش النص الذى عليه أن يبدأ به حرفيا بنص كلماته، سواء كان مقتنعا بها أم لا، لكنه يمثلها، ثم يكمل هو النص من عنده كيفما اتفق وبأقل قدر من الانتظار أو التفكير المسبق ما أمكن كذلك، فهو ممثل ومؤلف بقية النص فى نفس الوقت، ثم من خلال ذلك قد يصله ما تيسر من خبرة ذاتيه، وفى نفس الوقت هو كمشاهد، قد تصله من تمثيليات الآخرينن ما يحرك فيه ما يتحرك. ثم بعد اللعبة يتم التعقيب الحر، بأقل قدر من المناقشات العقلانية، وبأكبر قدر من الإيجاز والتلقائية لمن يشاء أن يتحدث عن أثر اللعبة فيه من خلال لعبه (شخصيا) أو مشاركته (تقمصا) أو مشاهدته (متفرجا!) (دون إلزامٍ أيضا).

اللعبات العشرة:

(1) الغضب دا شىء طبيعى إمال انا ليه … (أكمِلْ)

(2) الظاهر احنا نسينا الغضب وبنكتفى بالزن واللوم.. يبقى إيه لزوم إنى….

(3) لو نغضب كلنا معلشى ، إنما لوحدى كده تبقى الحكاية….

(4) الواحد حا يغضب على إيه ولا على مين، أنا أحسن لى…

(5) أنا لو سمحت للغضب إللى جوايا إنه ينطلق لآخره يمكن….

(6) هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه، عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه؟  دانا حتى….

(7) طيب وبعد ما اغضب واتشال واتهبد، هوا انا يعنى….

(8) لأ ما هو لو اشوف دا كله وما اغضبشى يبقى انا بقى….

(9) أنا من حقى أغضب واغضب واغضب حتى لو….

(10)     الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى….

****

اللعبة الأولى: الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه….

أ/ عمر: يا دكتور يحيى الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه بالوم نفسي لما باغضب يعني.

د/ يحيى: يا دكتوره نهال الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه بخاف منه.

د/ نهاد: يادكتور زكي الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه لما بغضب باخرج عن شعوري.

د/ زكي: يا دكتوره عنايات الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه لما بغضب براجع نفسي كتير.

د/ عنايات: عزيزى المشاهد الغضب دا شيء طبيعى، أمال أنا ليه لما بغضب بابقى خايفة من نتيجة الغضب دا.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

اعترض البعض على نص اللعبة، وأنها تفرض عليه، علينا أن نبدأ بافتراض هو غير مقتنع بصحته، بمعنى أنه لا يعترف أصلا أن الغضب شىء طبيعى، وبالتالى فقد أثير شكل فى وظيفة اللعبة، لكن المقدم شرح أن اللعبة لا تشترط اقتناع من يلعبها بالفكرة التى تقدمها، لأنها أقرب إلى التمثيلية المصغرة (الميني دراما) ، بل وتمتاز بأنها تعطى للاعب (الممثل) فرصة فى إكمال النص بما تحركه اللعبة فيه، وليس من خلال اقتناعه، لأن ممثل أى دور لا يشترط فيه ليتقن التمثيل أن يقتنع بمحتوى الحوار، وإنما أن يتقن تقمص الدور، ومن خلال الخبرة ، فإنه بمجرد أن يندمج مع الألفاظ قد يجد فى نفسه قدرا من الاقتناع لم يكن يدركه قبل اللعب، وقد شرح المعترض أنه يرى أن كلمة “طبيعى” قد تشير إلى معنى “السواء” او السلامة، وهو يرى أن الغضب هو سلوك غير سوى، ولا يدل على السلامة، ونوقش فى ذلك دون إصرار على إقناعه، لكن مع دعوة إلى التفكير هل وصله شىء أثناء لعبه، أو سماعه ومشاركته الآخرين شيئا يمكن أن يهز موقفه، فلم يثبت ولم ينف.

كما تبين أيضا أن ما وصل من جديد عموما تراوح بين إدراك كيف ان ثم خوف يصاحب إطلاق الغضب، والخوف هنا تنوع من خوف على إيذاء الآخرين، إلى خوف من فقد السيطرة “أفقد شعورى أكثر من اللازم”.

****

اللعبة الثانية: الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى أيه لزوم إني…

د/ زكي:يا أستاذ عمر الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى أيه لزوم إني أغضب طالما أنا مش قد الغضب.

أ/ عمر: يا دكتوره عنايات الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى أيه لزوم إني أحرق أعصابي على الفاضي.

د/ عنايات: يا دكتوره نهاد الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى أيه لزوم إني أنا يبقى عندي أمل في الدنيا.

د/ نهاد: يا دكتور يحيى الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى أيه لزوم إن إحنا نخسر بعض.

د/ يحيى: عزيزى المشاهد الظاهر إحنا نسينا الغضب وبنكتفي بالزن واللوم … يبقى إيه لزوم إني أنا أقدم الحلقة دي من أصله.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

أثارت المناقشة أن أغلب المشاركين تبينوا أن “الزن” و “اللوم” هما عكس الغضب تقريبا، بل لعلهما يفرغان الغضب من زخمه وقوته، وبالتالى حرّكت المقدمة لهذه اللعبة عند أغلب المشاركين نوعا من التسليم بسلبية هذا التفريغ لطاقة الغضب، فى الكلام اللغو ووضع اللوم على الآخر (“الزن” و”اللوم”) دون توظيف الغضب فى التغيير. وعلق بعضهم أن مثل هذا الزن واللوم ينسينيا الغضب اصلا،

كذلك قورن بين تأثير اللعبة الأولى بالمقارنة بتأثير اللعبة الثانية من حيث ان الأولى أثارت الخوف من زيادة جرعة الغضب فى حين أن الثانية كشفت عن حاجتنا لنوع من الغضب القادر على التغيير، وذلك من خلال الحرص على عدم تفريغه بـ”اللوم”، و”الزنّ”.

****

اللعبة الثالثة: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية……..

د/ زكي: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية خطر، الحكاية عاوزة غضب جماعي.

د/ عنايات: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية فيها كبسة يعني على دماغي.

د/ يحيى: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية عاوزة مراجعة ومسئولية.

أ/ عمر: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية بايخة.

د/ نهاد: لو نغضب كلنا معلش، إنما لوحدي كده تبقى الحكاية تخوف.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

أثيرت من أحدنا نقطة أن الغضب المنفرد قد يكون بداية دعوة للقيادة، فى حين أن أغلب التعليقات كانت فى اتجاه الإقرار بان الغضب الجماعى هو أقرب إلى الموضوعية، واضمن فى ضبط الجرعة، وأكثر وعدا بتحريك إيجابى وكانه دعوة لقدر من الثورة معا، وكان الخوف من إطلاق الغضب منفردا موضوع تعليق غالب، مرتبط أيضا بأن ضبط الجرعة يكون اصعب، وفاعلية التأثير تكون أقل، حين يكون الغضب منفردا.

****

اللعبة الرابعة: الواحد حايغضب على أيه ولا على مين. أنا أحسن لى…

د/ نهاد: الواحد حايغضب على إيه ولا على مين. أنا أحسن لي أعيش لوحدي.

أ/ عمر: الواحد حايغضب على أيه ولا على مين. أنا أحسن لي أسكت.

د/ زكي: الواحد حايغضب على أيه ولا على مين. أنا أحسن لي أشوف وسيلة للتعبير عن الغضب ده بشكل جماعي.

د/ يحيى: الواحد حايغضب على أيه ولا على مين. أنا أحسن لي أخذها واحدة واحدة علشان أغضب بالدور.

د/ عنايات: الواحد حايغضب على أيه ولا على مين. أنا أحسن لي أضربها صرمة بس لو قدرت طبعاً.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

 جرى فى المناقشة أن كثيرين من المشاركين تبينوا ضرورة تناسب مثير أو مثيرات الغضب مع جرعة إطلاقه، وإلا فإن التفاعل المزدحم فى مواجهة كم ما يـُغضِب تكون نتيجته إجهاض طاقة الغضب والعجز عن توظيفها بأية جرعة مناسبة، وأن التدرج فى إطلاقها، أو التناسب في التوقيت وفى الأولويات أيضا هو الذى قد يتيح للغضب أن يكون فاعلا ومغيِّرا. .

****

 اللعبة الخامسة:  أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن…

د/ زكي: أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن حال البلد يتصلح.

أ/ عمر: أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن أطق.

د/ يحيى: أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن أقتل.

د/ عنايات: أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن يكون أول واحد أموته الدكتور يحيى.

د/ نهاد: أنا لو سمحت للغضب اللي جوايا إنه ينطلق لأخره يمكن أخسر حاجات كتيرة جداً بس حاصلح حاجات كتيرة.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

أقرت الأغلبية ان ثم غضبا بداخلنا أكبر من تصورنا، وأنه طاقة هائلة وصلت لاحتمال القتل حتى من قائد المجموعة نفسه، ويبدو أن سماحه هذا قد حرك طاقة الغضب حتى يقدر على قتل جماعة بأكملها، وكان أول القتلى من هذه الجماعة هو من سمح لغضبه أن يصل إلى حد القتل (القائد)، بما فى ذلك من دلالة على ان الغضب العارم هو شديد القوة والجسارة، وقد نوقش أيضا بواسطة القائد اساسا احتمال ان الشعور بالقدرة على الوعى بإمكانية إطلاق الغضب حتى القتل، قد يكون فى ذاته ضامنا لعدم تفعيل القتل فى الواقع، مقارنة بحالة إنكاره ثم انطلاقه من وراء ستار، او ممارسته بطرق أخفى وأخبث وأخطر.

****

اللعبة السادسة:  هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى…

د.زكي : هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى فكرت فى الموضوع دة وتصورت ان هو يجب عشان نغضب علشان نعرف وعلشان نغضب مش علشان نتعود عليه

د.يحيى:  هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى بطلت اشوف تليفزيون نهائى للأسف وانا غلطان

أ.عمر : هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى أحترت

د.نهاد: هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى وصلت لدرجة اليأس

د.عنايات : هم بيورونا الدم والهدم والقتل دا كله فى التليفزيون ليه. عشان نغضب ولا عشان نتعود عليه ؟ دانا حتى بالرغم من الالم اللى بشوفه فى كل لحظة بشوف فيها المناظر دى مش قادرة أبطل أتفرج أو أشوف

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

جرت المناقشة فى اتجاه خارجى أكثر منه لفحص ما تحرك داخلنا، واختلفت الآراء حول من هم “اللى بيورونا”، وهل هناك تخطيط خارجى خبيث، ام فعل داخلى عشوائى لم يطرح على نفسه هذا السؤال أصلا، واختلفت الآراء أيضا حين دارت بعضها وكأنها إقرار لضرورة وجدوى التفكير التآمرى ، الذى اتهم من البعض بأنه تخل عن مسئولية ما نفعل، واختلفنا حول أحقية أى من المشاركين فى الانسحاب من مشاهدة هذه المناظر حتى يجد الجواب، أو حتى يعفى نفسه من السؤال أصلا.

****

اللعبة السابعة: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى…

د.زكي: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى غضبى لوحده هيغير حاجة

أ.عمر: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى حارتاح فى الاخر

د.يحيى: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى مسئول عن تعديل الكون

د.عنايات: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى أنا حاصلح الكون

د.نهاد: طيب وبعد ما أغضب واتشال واتهبد . هوا أنا يعنى لوحدى المفروض أغضب

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

دارت المناقشة هنا حول احتمال ما يتركه هذا البرنامج من آثار سلبية من حيث احتمال تحريك التعجيز الذى يمسخ جدوى الغضب، وهنا جاء الرد أن مجرد التلويح بهذه السلبية هكذا فيه ما يثير رفضها ، وايضا كان فى المناقشة تذكرة بأن هذا الذى بدا يأسا هو النتيجة الطبيعة لإطلاق جرعة زائدة من الغضب من الوضع منفردا بعيدا عن الغضب الجماعى كما جاء سابقا، وقد نبهت إحدى المشاركات أنها بدات ترى أنه ” لعبة ورا لعبة باحس أكتر أو باشوف أكتر كم الانسحاب واليأس والعجز المعروضين، وده بيخلينى أحس بالمشاعر دى أكتر وأتحمس كل ماتتفجر جواى طاقة  ممكن تخلينى أتحرك  فعلا “

****

اللعبة الثامنة: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى…

د.نهاد: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى ماعنديش دم

د.زكي: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى ميت

د.عنايات: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى أستاهل اللى يجرالى

د.يحيى: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى جِبـِلّ

أ.عمر: لأ ما هو لو أشوف دا كله وماأغضبشى يبقى أنا بقى عبقرى

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

دارت المناقشة أن اللاعبين قد تبينوا بالتدريج أن غياب الغضب مهما كانت مبرراته هو أمر سلبى، بل وغير أخلاقى بشكل أو بآخر، وان التدرج فى اكتشاف الطبيعة البشرية وكيف تحتوى الغضب لتوظيفه أدى باللاعبين إلى قبول فكرة أن الغضب فى ذاته ليس إلا أحد العواطف الواجب توظيفها، وفى هذا ما يفسر غلبة كل هذه الصفات التى نعت بها كل واحد نفسه (على فكرة كلمة “جِـبِـلّ”  التى قالها قائد المجموعى كلمة يقولها الفلاح المصرى ويعنى بها متبلد المشاعر”

****

اللعبة التاسعة: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو…

أ.عمر: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو الناس كلها حاتزعل منى

د.يحيى: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو ما صبتشى كل الغضب دة بفعل حقيقى  يبرره

د.زكي: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو ماعرفتش احول كل هذا الغضب بفعل يغير

د.نهاد: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو كنت انا الوحيدة اللى غضبانة

د.عنايات: أنا من حقى أغضب وأغضب وأغضب حتى لو كان العالم كله اعمى وأطرش

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

تمت المنافشة حول الفرق بين الحق فى الغضب، وأن الغضب عاطفة طبيعية إذا وُظفت فى ما تغير به ما أثارها وحرك طاقتها، والحق فى الغضب غير الشعور بالغضب، غير المفاجأة بالغضب، غير ضرورة ضبط الغضب، ولم تدخل المناقشة فى أية تفاصيل أو شرح، لكن قبل اللاعبون تدرج أثر اللعبة من أنه شعور (عاطفة) طبيعى، إلى ضرورة ضبط جرعته، إلى رفض التبرير والهرب بعيدا عن مسئوليته، إلى الخجل من غيابه، إلى أنه من صميم حقوق البشر ومن ثَمَّ فهو يحتاج إلى إطلاق ورعاية وترويض واستثمار.

****

اللعبة العاشرة: الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى

د.عنايات: الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى أغضب

د.نهاد: الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى أغير اللى أنا مش عايزاة

أ.عمر: الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى أغير من نفسى

د.زكي : الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى أغير من نفسى ومن العالم الخارجى

د.يحيى: الغضب اللى يستحق هوا اللى يخلينى أستحمل وأستمر وأتغير وأغير.

(المناقشة) د/ يحيى: حد وصله حاجة جديدة؟

ساهم المشاركون فى اكتشاف كيف ان وظيفة الغضب كعاطفة بشرية هى الدفع إلى التغيير، وانتهى أغلبهم تلقائيا إلى ان التغيير ليس قاصرا على تغيير العالم الخارجى أو إزالة أسباب الغضب، بقدر ما هو يشمل التعلم من خبرة الغضب ما هو لازم لتغيير الشخص ذاته، وأن الغضب أنواع، وفى هذه اللعبة الأخيرة تحددت مواصفات التوظيف الإيجابى الذى كشف عن وطيفة الغضب الطبيعية بعد أن اطمأن المشاركون إلى أنه على قدر ما هو حقهم الطبيعى، فلكى تتم مهمته عليهم أن يتحملوا مسئولية ضبط الجرعة، وحفز حركية التغيير الشخصى والخارجى جميعا.

****

وقد ختم البرنامج هكذا:

عزيزى المشاهد

 أرجو أن تكون قد صاحبتنا فى هذه الرحلة ونحن نحاول جاهدين ان نتحرك فعلا فى منطقة كلنا عارفينها ومع ذلك نعيد اكتشاف انفسنا من خلال هذه الطلاقة ومحاولة الصدق والاصرار على المراجعة والنقد الذاتى وتحمل التلقائية ونتائج التلقائية . 

حين نتعلم “كيف نغضب” فى مواجهة القهر والظلم وجرح الكرامة، يصبح الغضب حقا أساسيا وواقعا رائعا لتأكيد حريتنا وإنسانيتنا جميعا،  تتناول هذه الحلقة انفعال الغضب بشكل مختلف عن مجرد التحذير منه أو النهى عنه.

نعم: حين نعرف كيف نتحكم فى غضبنا “المشروع”، ونحن ننزع عن وجودنا ستار البلادة، ونحن نرفض الاستسلام المتخفى وراء سخرية مائعة، أو جارحة، ونتجنب أى انسحاب يغرى بأمان كاذب: يصبح الغضب فضيلة وجدانية بناءة بشكل ما، فما بالك إن كان جماعيا ومنظما وهادفا.

وبعد

لعلكم لاحظتم كيف تدرج الوعى من أول لعبة إلى آخر لعبة فى خلال ساعة واحدة.

وللحديث بقية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *