الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “مقدمة في العلاج الجمعى: من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق” (1)

مقتطف من كتاب: “مقدمة في العلاج الجمعى: من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق” (1)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 30-8-2020

السنة الثالثة عشر

العدد:  4747

   مقتطف من كتاب:

مقدمة فى العلاج الجمعى (1)

  “من ذكاء الجماد إلى  رحاب المطلق (1)

   مقدمة:

اكتشفت مؤخرا وأنا أقوم بجمع ما تيسر من أعمالى للصدور فى طبعات ورقية أن كثيرا من أطروحاتى الباكرة سواء التى صدرت فى كتب مستقلة أو مقالات متفرقة قد بلغ عمر بعضها أكثر من أربعين سنة، كما أننى لاحظت أن خبرتى الممتدة فى واقع الممارسة طوال ما يزيد عن ستين عاما، قد سمحت لى بدرجة من النقد الذاتى والإضافة والتعديل، برغم بقاء جوهر المسألة راسخا، وهكذا وجدت أنه قد آن الأوان لإعادة النظر وإعادة المحاولة، والتحديث ، والتوضيح والاستشهاد وغير ذلك مما أتاحه الله لى.

ثم إنى قد قمت خلال ذلك بنشر كثير من هذه الأطروحات والأعمال فى النشرات اليومية، فى موقعى (النشرة اليومية “الإنسان والتطور”) (2)، ومن ذلك بعض أجزاء هذا الكتاب وتلقيت تعليقات عن بعضها فى بريد الجمعة، بما أتاح لى أن يتواصل الحوار حول ما ينشر تباعاً متى كان ذلك ممكنا، مما سمح لى بالتعديل مع ظهور هذه الطبعة الورقية.

المفروض أن هذا العمل هو بمثابة تحديث مطول لكتيّب “مقدمة فى العلاج الجمعى” (3)، وهو الكتيب الذى كان قد كتب أساسا كمقدمة لبحث الماجستير الذى قام به الإبن أ.د. عماد حمدى غز سنة 1975 (4)، ثم أصبح كتيبا مستقلا بعد الاستجابة لاقتراح أ.د. رفعت محفوظ (5)،، وبرغم أنه ظهر كتيبا محدود الغرض (مقدمة رسالة للماجستير) إلا أنه كان دائما فى محور اهتمامى الأساسى من الناحية العملية فالتنظيرية طوال هذه العقود، كما بلغتنى من كل من قرأه أهمية ما وصله منه على صغره وحدود ظروف نشره السابق.

 أثناء مراجعتى له الآن وجدت أن ثلثه الأخير لا يرتبط بالعلاج الجمعى مباشرة بل بالخطوط العريضة لنظريتى الباكرة فى التركيب البشرى التطورى (6) ومن ثم العلاج، كما أن أوسطه متعلق بشكل مباشر بالمجموعة العلاجية التى أجرى عليها هذا البحث القديم للحصول على درجة الماجستير، فلم يبق من الكتيب ذى القطع الصغير إلا بعض ملامح تاريخية ومعالم عامة موجزة للخطوط العريضة للمنهج والممارسة.

إن المسألة إذن قد لا تكون تحديث كتيب كتب لغرض خاص فى وقت باكر، خاصة بعد أن صدرت سلسلة كتبى “فقه العلاقات البشرية” لوحات تشكيليلة من العلاج النفسى والحياة (7)، وكان أغلبه من واقع ممارسة خبراتية جماعية لما يسمى مجموعة المواجهة Encounter group التى سجلت خبرتى معها من واقع عملى خبراتى، سجلتها أولا شعرا بالعامية المصرية ثم شرحا في الأعمال السالفة الذكر.

هذا الكتاب الحالى ليس طبعة ثانية للكتيب الأول الذى أعتبره مجرد نقطة انطلاق لتسجيل بعض ما وصلنى من تقنيات، وشواهد عملية لطبيعى وصعوبات البحث فى هذا المجال.

هذا، ويبدو أننى قد بدأت جمع أعمالى لنشرها ورقيا ومن أهمها خبرتى في العلاج الجمعى بعد أن وصلنى منه ما أنار لى طريقى إلى عدد من المنظومات والحقائق وأنا أكتب فى “الإدراك” (8) بالذات، مثلا عن الوعى الجمعى، والوعى المطلق إلى الوعى الغيب إلى معرفة الله.

كررت مرارا ومن البداية أن الممارسة كانت مصدرى الأساسى، وكانت أهم مجالات الممارسة هو العلاج الجمعى بوجه خاص، مع هذه العينات من المرضى والمتدربين طوال نيف وأربعين سنة فى قصر العينى ممثلة للطبقة الوسطى والأدنى من الشعب المصرى، فإذا كان ذلك الكتيب المقدمة قد ظهر من واقع خبرة مجموعة علاجية واحدة لعام وبعض عام، فماذا يمكن أن تكون الحال الآن (49 سنة فى 52 أسبوع)  متوسط عشرة مرضى ومتدربين اثنين على الأقل؟ يطرح منها الأجازات الرسمية فقط)!! بالإضافة إلى ما تيسر من ممارسات فى عيادتى الخاصة، ومستشفى “علاج الوسط” (المقطم) الذى أتولى مسئولية التدريب والتخطيط  فيه؟!!!؟ هذا علما بأنه قد تم تسجيل معظم جلسات العلاج بالموقع الأساسى والمصدر الأهم لهذه الخبرة، وهو قسم الطب النفسى بكلية الطب قصر العينى، وذلك  بإذن صريح موثق من المشاركين، وذلك بالجهود الذاتية البدائية بالصوت والصورة طوال العشرين سنة الأخيرة تقريبا، ولكنه تسجيل تنقصه الحرفية والإتقان، والفضل فيه من حيث المبدأ، يرجع إلى الابن د. أسامة رفعت، ولا أعرف كيف يمكن الاستفادة العلمية والتدريبية من هذه التسجيلات لتوصيل بقية الرسالة، ولعل الابن د. أسامة وزملاءه يتولون هذه المهمة فيما بعد، والله المستعان!

ثم أخيرا وليس آخراً تصادف أن أنشأت ابنتى أ.د. منى يحيى الرخاوى هى وزميلاتها وزملائها أد. نهى صبرى، د. مها وصفى، ود. دلال عامر، د. أحمد ضبيع… بدعم ورعاية أ.د. رفعت محفوظ & أ.د. عماد حمدى، وكل المجتهدين والمجتهدات من المشاركين والمشاركات، أنشأوا “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية” التى ولدت نشيطة فتيّه وممتدة ومستمرة ومتواصلة مع مثيلاتها فى العالم، حتى اختيرت أ.د. منى عضو مجلس إدراة  فى الجمعية العالمية للعلاج الجمعى سنة 2012 وحتى الآن، وقد طلب منى معظم أعضاء هذه الجمعية وعلى رأسهم أ.د. نهى صبرى، وأ.د. منى يحيى، أن أكتب خبرتى فى هذا العلاج من واقع ثقافتنا تحديدا، فلعل هذا العمل الحالى يكون بداية لما يحقق بعض ما يرجون.

مقدمة الكتيب الأصل سنة (1976): بقلم د. رفعت محفوظ محمود:

كتب الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى هذه المقدمة لغرض محدد، وهو تقديم بحث قام بالإشراف عليه وأعده أحد تلاميذه، وهو الدكتور عماد حمدى غز، وذلك عن “العلاج الجمعى: دراسة دينامية لاتجاه مصرى”، ثم عرضها علينا – تلاميذه – الواحد تلو الآخر كما يفعل فى أغلب ما يكتب قبل أن يدفع به إلى النشر، وإذا بنا نفاجأ بأن هذه الأفكار-التى كثيراً ما طلبنا منه نشرها – أمامنا مكدسة وراء بعضها فى تسلسل قائم بذاته يكاد يستقل حتى لينفصل عن البحث المراد تقديمه، وأصبحنا، وأصبحت أنا بوجه خاص فى حيرة، وعرضت عليه رأيى ألا تكون هذه المقدمة لبحث خاص، وأن يزيدها وينقحها ويكتب لنا وللناس كتابا عن العلاج النفسى الجمعى يضع فيه ولو الخطوط العريضة لخبرته وعلمه كما يعدنا دائما، ووافق من حيث المبدأ، ووعد خيراً، ولعلمنا المسبق بانشغاله، وطبعه، لم نأمن لهذا الوعد فأردنا منه التزاما، فاعتذر مرحليا، وحاولنا اختبار الموقف عمليا بأن طلبنا منه أن يكتب تقديما موجزا لبحث الزميل الدكتور عماد غز، ففعل ذلك … وأشار أن ينشر هذا التقديم هكذا، ولا مانع من أن يعاد نشره ضمن كتاب أكبر يصدر لاحقا…

وراجعت نفسى ووعوده السابقة وأيقنت أن الوعد غير الموقوت قد لا يعنى شيئا حسب سابق خبرتى معه..، وقلت لعل أفضل ما يمكن هو أن نقدم هذه المقدمة على مستوى آخر لأعداد أكبر مستقلة فى ذاتها .. وليكتب هو ما يريد فيما بعد، وأملنا أن تحقق هذه الخطوة مطلبين …

الأول: إحراجه حتى لا يتراجع

الثانى: توصيل بعض ما يمكن توصيله فى حينه إلى الناس دون انتظار.

 ولم يخف علينا ما فى ذلك من مخاطرة إذ  قد يحس القارئ أن الخاص (وهو تقديم بحث بذاته) أصبح عاما دون مراعاة للفرق بينهما، إلا أننا أدركنا بعد المراجعة المتأنية أن هذا لن يضير العمل شيئاً، وأن كل إشارة خاصة يمكن أن تـُـفهم دون الرجوع إلى البحث مباشرة، وكذلك فإنها قد تصلح لأى بحث من هذا القبيل دون الارتباط بهذا البحث بوجه خاص.

قد يكون فى هذه المحاولة بهذه الطريقة مالم يألفه القارئ، ولكن من ذا يستطيع أن يجزم أن المألوف هو الأفضل؟.

 د. رفعت محفوظ  محمود

وبعد

انتهى هذا الكتاب الحالى إلى أن يكون هو الأول من سلسلة كتب “عن العلاج الجمعى”، وآمل أن يلى كل ذلك عدد مناسب فى نفس الموضوع ربما أمكن الإحاطة ببعض هذه الخبرة الممتدة، علماً بأن الجزء الثانى من ثلاثيتى الروائية “المشى على الصراط” بعنوان “مدرسة العراة” (9)، وكذلك سلسلة “فقه العلاقات البشرية” بأجزائها الأربعة، مستوحاة من خبرة العلاج الجمعى أساسا.

المقطم فى: 2 / 2 / 2020

[1] – يحيى الرخاوى (مقدمة فى العلاج الجمعى (1) من ذكاء الجماد إلى رحاب المطلق) (الطبعة الأولى 1978)، (والطبعة الثانية 2019) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب متاح فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا بموقع المؤلف www.rakhawy.net  وهذا هو الرابط.

[2]- www.rakhawy.net

[3] – يحيى الرخاوى: “مقدمة فى العلاج الجمعى” (عن البحث فى النفس والحياة)  نشر فى 1978.            

[4] –  هو حاليا أستاذ متفرغ بقسم الطب النفسى كلية الطب قصر العينى، بعد أن أحيل إلى المعاش رئيسا للقسم لمدة ستة سنوات أرسى فيها دعائم القسم الجديد شكلا وموضوعا جزاه، الله عنا خيرا، ثم عين رئيسا لجامعة “دراية” بالمنيا.

[5] – هو حاليا أستاذ متفرغ بقسم الأمراض العصبية والنفسية كلية الطب جامعة المنيا، وهو بالمعاش أيضا بعد أن أنشأ القسم، كما أسس مدرسة “المنيا” للعلاج الجمعى ونحج فى قبول تحدى إشاعة أن مصر العليا لا تصلح لمثل ذلك، ثم أصبح الداعم الرئيسى للجمعية المصرية للعلاجات الجماعية.

[6] -النظرية التطورية الإيقاعحيوية Evolutionary Biorhythmic Theory

[7] – يحيى الرخاوى،”سلسلة فقه العلاقات البشرية”، الكتاب الأول: “العلاج النفسى (مقدمة) بين الشائع والإعلام والعلم والناس”، الكتاب الثانى: “هل العلاج النفسى “مَكْـلـَمَة”؟ (سبع لوحات)”، الكتاب الثالث: “قراءة فى عيون الناس (خمس عشرة لوحة)”، الكتاب الرابع: “قراءة فى نقد النص البشرى للمُعـَالِج”  منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)

[8] – يحيى الرخاوى: الأساس فى الطب النفسى  ملف “الإدراك” نشـرات الإنسان والتطور اليومية:   (من 10/1/2012 إلى 10/3/2013)    www.rakhawy.net

[9] – يحيى الرخاوى: رواية  “مدرسة العراة” الجزء الثانى من ثلاثية “المشى على الصراط” الرواية الحائزة على جائزة الدولة التشجيعية سنة 1980 (الطبعة الأولى  1978، الطبعة الثانية  2008، الطبعة الثالثة  2018).

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *