الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من “قصر العينى” (4)

مقتطف من كتاب: دليل الطالب الذكى فى: علم النفس انطلاقا من “قصر العينى” (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأثنين: 21-1-2019

السنة الثانية عشرة

العدد:  4160

مقدمة:

أنشر هذه المقتطفات بناء على ما وصلنى من ترحيب ودعوة لتسجيل بعض محاولاتى الباكرة، وما زال هذا الكتاب يمثل لى علاقة خاصة فى طريقى وتاريخى لمحاولة حمل الأمانة بكل لغة على كل مستوى.

*****

مقتطف من كتاب: نشرة الاحد 20-1-2019

دليل الطالب الذكى فى: علم النفس (1)

انطلاقا من “قصر العينى”

 ……………..

 الطالب‏: ‏وهل‏ ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏هو‏ ‏مفهوم‏ المخ والوظائف النفسية ‏عبر‏ ‏التاريخ‏ ‏؟

المعلم‏: ‏لقد‏ ‏مَرَّ‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏بمراحل‏ ‏متعددة‏ ‏يستحسن‏ – ‏وأنت‏ ‏الذكى – ‏أن‏ ‏تلم‏ ‏بها‏ ‏بسرعة‏ ‏وإيجاز‏: ‏

‏(1) ‏إن‏ ‏مناقشة‏ ‏وظائف‏ ‏النفس‏ ‏وماهية‏ ‏النفس‏ ‏كانت‏ ‏موجودة‏ ‏منذ‏ ‏أفلاطون‏ ‏وأرسطو‏ ‏وقبلهما‏ .‏

‏(‏ب‏) ‏كان‏ ‏أول‏ ‏من‏ ‏استعمل‏ ‏كلمة‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏بالمعنى ‏السائد‏ ‏اليوم‏ ‏هو‏ ‏العالم‏ ‏وولف‏ ‏فى ‏كتابة‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏العقلى Rational psychology ‏سنة‏ 1734. ‏

‏(‏جـ‏) ‏كانت‏ ‏الفلسفة‏ ‏هى ‏الممر‏ ‏الطبيعى ‏لعلم‏ ‏النفس‏، ‏لكن علم النفس مؤخراً قد‏ ‏بالغ‏ ‏فى ‏الانفصال‏ ‏عنها‏ ‏محاولا‏ ‏التشبه‏ ‏بالعلوم‏ ‏الجزئية‏ ‏المحددة‏، ‏وحتى‏ ‏الآن‏ ‏لم‏ ‏ينجح‏ ‏تماما‏ (ولعل هذا أفضل!). ‏

‏(‏د‏) ‏مر‏ ‏تطور‏ ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏بمصائب‏ ‏معوِّقة‏، ‏منها‏ – ‏كمثال‏ – ‏معرفة‏ ‏سمات الشخص بقياسات خارجية للجمجمة وسمى هذا‏ ‏العلم‏ ‏الفرينولوجيا‏Phrenology   (‏وقد‏ ‏ظهر‏ ‏قبيل‏ ‏أول‏ ‏القرن‏ ‏الثامن‏ ‏عشر‏)، ‏وثبت‏ ‏فشله‏ ‏فكانت‏ ‏فضيحة مع أن الحديث عن هذا العلم‏ ‏استمر‏ ‏عشرات‏ ‏السنين‏ ‏مما‏ ‏ينبهنا‏ ‏إلى ‏ضرورة‏ ‏التخلى ‏عن‏ ‏الحماس‏ ‏الأعمى ‏للحلول‏ ‏السهلة‏ ‏المتعلقة‏ ‏بتطور‏ ‏هذا‏ ‏العلم‏ .‏

‏(‏هـ‏) ‏فى ‏القرن‏ ‏العشرين‏ ‏ومنذ‏ ‏قبيل‏ ‏بدايته‏ ‏وحتى ‏الآن‏ ‏مرت‏ ‏على ‏علم‏ ‏النفس‏ ‏موجات‏ ‏متتالية‏ ‏جعلت‏ ‏بندوله‏ ‏يتراقص‏ ‏بعنف‏ ‏من‏ ‏أقصى ‏اتجاه‏ ‏إلى ‏أقصى ‏عكسه‏ ‏حتى ‏سميت‏ ‏هذه‏ ‏النقلات‏ ‏بالحركات‏ ‏الأربع‏ ‏لمسيرته‏.

الطالب: وما هى هذه الحركات الأربع

المعلم: خذ عندك يا سيدى: ‏

(i)‏الحركة‏ ‏الأولى: ‏وهى ‏التى ‏غلبت‏ ‏فيها‏ ‏مفاهيم‏ ‏التحليل‏ ‏النفسى ‏بما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏العقد‏ ‏النفسية‏ ‏واللاشعور‏ ‏والجنس‏ ‏المكبوت‏ (‏الأمر‏ ‏الذى ‏مازال‏ ‏شائعا‏ ‏فى ‏مصر‏ ‏بوجه‏ ‏خاص‏ ‏كمرادف‏ ‏لعلم‏ ‏النفس‏ ‏عند‏ ‏الرجل‏ ‏العادى).‏

(ii)الحركة‏ ‏الثانية‏: ‏وهى ‏التى ‏غلبت‏ ‏فيها‏ ‏مفاهيم‏ ‏عكسية‏، ‏وهى ‏الحركة‏ ‏السلوكية‏ ‏التى ‏تهتم‏ ‏أساسا‏ ‏بظاهر‏ ‏السلوك‏ ‏وكيفية‏ ‏تعديله‏ ‏بالتعليم‏ ‏المنظم‏، ‏وتكاد‏ ‏تنكر‏ ‏ما‏ ‏وراءه‏ ‏وما‏ ‏يدفعه‏.

(iii) الحركة الثالثة: وهى الحركة المسماة بعلم النفس الإنسانى وهى التى اتجهت إلى أن:

* تؤكد أن الإنسان كيان كلى له أعماق وآفاق وليس مجرد سلوك ظاهرى كما يقول السلوكيون.

* كما تؤكد أن الإنسان كيان شعورى له اختيار وإرادة، وليس مجرد كائن مُسَيّر باللاشعور لا نملك إزاءه إلا البحث عن أسباب تسييره، كما يشاع عن التحليل النفسى.

* واخيرا فهى تؤكد على طبيعة الإنسان المتجهة إلى الفضيلة والتكامل تلقائيا، وليس كمجرد تعويض أو إخفاء لطبيعته الحيوانية الأدنى.

(iv) الحركة الرابعة: وهى التى تؤكد أن الإنسان كائن ممتد فيما بعد ذاته لذلك سميت علم النفس البعذاتى Transpersonal (أو عبر الشخصية)، أى أن الإنسان لا يهدف إلى تحقيق ذاته فحسب، ولا يكتفى بتكامل شخصه فقط، ولكنه يحصل على التوازن بتخطيه نفسه إلى الآخرين وباهتماماته بما هو أبقى، وهى حركة موازية للبعد الإيمانى الخلودى فى الأديان كما هو ظاهر.

 

[1] –  المقتطف: من كتاب (دليل الطالب الذكى فى علم النفس انطلاقا من “قصر العينى”) (من 73 ص إلى 75) ( الطبعة الأولى 1980)، (الطبعة الثانية 2018)  منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *