الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (38) “حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره”

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الكتاب الثانى: الحالة: (38) “حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 15-12–2021

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5219

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه  (1)

الكتاب الثانى الحالات: من (21) إلى (40)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (38) من الكتاب الثانى من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

****

الحالة: (38)

حق المريض فى العلاج، واستعجال الطبيب، وضجره (2)

د. مختار: صباح الخير يا دكتور يحيى

 هى عيانة عندها 23 سنة الاولى من تلاتة بتشتغل شغلة كويسة، ومعاها بكالوريوس

د. يحيى: وبعدين؟

د. مختار: هى كانت جايه بتشتكى من إن هى ما بتعرفش تعمل علاقات مع حد، وكل علاقاتها فى البيت خناق على طول، وبرضه خناقات فى الشغل، ومالهاش أصحاب خالص،  ومالهاش علاقه بأى حد يعنى

د. يحيى: عندها كام أخ وكام أخت

د. مختار: عندها أخ فى الكلية وأخت عندها 7 سنين

د. يحيى: هى معاها شهادة إيه

د. مختار: هى معاها بكالوريوس تجارة

د. يحيى: بتشتغل بقالها قد أيه

د. مختار: فى الشركة دى بتشتغل بقالها 10 شهور واشتغلت مرتين قبل كده فى شركتين كويسين،  وسابتهم ما كملتش شهرين فى كل واحدة، وبتاخد ما هية كويسة قوى

د. يحيى: وسابتهم ليه؟

د. مختار: لنفس السبب بتاع  الشكوى، يعنى بتقول إن  الناس اللى فى الشركة ما بيحبونيش وانا مش مرتاحه فى المكان ده وانا عايزه أسيب المكان ده

د. يحيى: هى متخرجة إمتى ؟

د. مختار: متخرجه بقالها سنتين دلوقتى

د. يحيى: وبعدين

د. مختار: هى خدت كورس لغة فى الجامعه الامريكية وبعد كده اشتغلت على طول

د. يحيى: برافوا عليها انها تلاقى شغل فى الظروف دى، بالسرعة دى،  ما علينا

د. مختار: دلوقتى هى جايه لوحدها مافيش معاها حد  خالص

د. يحيى: بتشوفها فين

د. مختار: فى العيادة

د. يحيى: انا اللى حولتها لك؟

د. مختار: أيوه

د. يحيى: بقالك معاها قد ايه

د. مختار: شفتها دلوقتى 5 مرات،

د. يحيى: طيب ومستعجل على إيه؟  بتسأل بدرى قوى كده ليه؟

د. مختار: هى المشكله دلوقتى ان هى كانت جت لحضرتك لوحدها، وجتلى كمان لوحدها وانا ضغطت انى عايز أشوف والدتها أو والدها علشان انا مش مرتاح للمعلومات اللى بتديها لى

د. يحيى: إنت حاسس إن المعلومات اللى وصلت لك فيها فصال يعنى ؟

د. مختار: آه، كل جلسه باكتشف معلومة جديدة، باحس إن فيه حاجة مش عادية، كل معلومه تقولها ألاقيها ما كانتش قايلها لى قبل كده، وحاولت أضغط فى المره الاخيره إنى أشوف والدتها، برضه ما جاتش معاها

د. يحيى: المعلومات ما كانتشى قايلاها قبل كده؟ ولا مخالفة للى قالته قبل كده،  المهم: السؤال بقى،

د. مختار: هل من حقى  انى اوقف

د. يحيى: تـِوقـَّـف إيه، هوه انت لسه ابتديت؟

د. مختار: يعنى هوه المفروض إنى انا أكمل حتى لو ما جابتشى والدتها؟ 

د. يحيى: يا إبنى أنا حاسس إنك قلبتها مدرسة، زى ما تكون ناظر مدرسة بتقول تلميذ روح هات ولى أمرك، ده علاج، وهى مش قاصر، ومن حقها تاخد فرصتها مستقلة، اللهم إلا إذا كنت شايف إن فيه خطر كده ولا كده، أو إن فيه عيانة تانية حا تدفع لك أكتر زى ما أنا متعود أقرص الودان وأنا باهزر وخايف لا تأخذوها جد!!

د. مختار: لأ طبعا مش كده

د. يحيى: ما انت عارف إنى دايما باجرجر رجليكم لأرض الواقع، وللدنيا الصعبة،  عشان تتنيكوا فاكرين إن دى علاقة مهنية، وإننا صنايعية بناخد مقابل صنعتنا ، لا أكثر، يعنى كل اللى علينا إن احنا نقدم اللى عندنا للى بيطلبه، ونشوف الأمور ماشية ازاى: واحدة واحدة، العيان بيستفيد، واحنا بنستفيد ولا لأه، إنما أشرّط على واحدة إنها تجيب أمها لمجرد إنى عايز أستوفى معلومات، فده بصراحة زيادة حبتين، أنا ما احرمهاش من العلاج عشان مش بتسمع الكلام، وتحقق اللى انا عايزه، ما ينفعشى.

د. مختار: ما هى المعلومات ناقصة فعلا !!

 يحيى: ناقصة ناقصة، بس ده حسب نوع المعلومات الناقصة اللى انت محتاجها هوه انت بتحصل على المعلومات ليه؟ إنت عايز تقفّـل محضر تحقيق؟ العيانة دى صاحبة حاجة، والحاجة دى عندك على حسب تصورها، وبرضه على حسب تصورى ما دمت انا اللى حولتها لك، وانت قبلت، يبقى تخليك معاها لحد ما تظهر مضاعفات، غير كده ما ينفعشى إنك تتلكك، وتفكر تخلع بدرى بدرى،  لمجرد إنك متغاظ من إنها بتديك المعلومات بالقطارة، أو كل مرة مختلفة عن التانية، اللهم إلا إذا كنت شايف أنها مخبية حاجة تضرها.

 انت قلت انها بتيجى وانها قادره تدفع، وانها منتظمه، وهمّه كلهم خمس جلسات، فلازم نَفَسَك يبقى أطول شوية، وخطواتك أهدى شويه، وانت عندك حاجات إيجابية مش قليلة، هى باين عليها  شطوره، بكالوريوس، وكورسات فى الجامعه ألامريكية، وشغلة ورا شغلة، يعنى قادرة تمشى أمورها بشكل جيد، صحيح إنت من حقك تتسائل عن مصداقيه كلامها، عشان تتأكد من المعلومات وتمشى على نور، إنما الأصل إن من حق أى بنى آدم إنه يتعالج فى السر إذا كانت دى رغبته، مع إنى دايما باقول إن احنا مش بنسرق، وما فيس داعى لأن المسألة تفضل سر، لأن ده بيخلى العلاقة العلاجية زى ما تكون مش طبيعية، و انت لازم تصبر مدة كفاية ونرجع نتناقش بهدوء، هو احنا مخبيين اللى بنعمله ده ليه، وعن مين، وكده.

د. مختار: لأه، هى مش بتتعالج فى السر، ،  والدها ووالدتها عارفين ان هى بتيجى ، هى بس مش عايزه والدتها تييجى معاها وتقابلنى

د. يحيى: ده حقها يا أخى، على الأقل دلوقتى

د. مختار: أنا قلقان هى ليه ممانعة قوى كده؟

د. يحيى: قوى إيه يا مختار، دول كلهم خمس مرات يا شيخ، أنا مش فاهم إنت مستعجل على إيه، نفسك تعرف إيه؟

د. مختار: هوه مش من حقى إنى أعرف إن اللى بتقوله ده صدق ولا مش صدق

د. يحيى:… يا إبنى هوه تحقيق؟  صدق مش صدق، اللى بتقوله هو اللى سمحت لنفسها إنها تقوله فى المرحلة دى، ثم إن أهلها عارفين، وموافقين، إنت كل اللى عليك إنك تحدد أول بأول محكات التقدم نحو الشفاء، هى ما دام بتشتغل، وبتنام، وبتييجى تتعالج، وكل يوم أحسن من يوم، يبقى حب الاستطلاع بتاعك ده تركنه على جنب، أنا مش شايف غير إنك  يمكن شكيت فى حكايتها عن مأزق معين مش ممكن تحله إلا لما شخص مساعد آخر يمكن يساعد فى حله، هل فيه حاجة زى كده هى اللى خلتك تصر على مقابلة أمها ؟

د. مختار: لأ مافيش

د. يحيى: يبقى خلاص، أنا شايف إن ورا كلامك ده إنك مش حابب تكمل معاها بشكل أو بآخر، وده من حقك برضه، مرة تانية هوّا وقتك ملان على الآخر؟

د. مختار: لأ طبعا،

د. يحيى: ما انا عارف،

طب يا أخى، هوه انت يعنى لازم تستريح لكل عيان بيجيلك، من حق أى عيان إنه ياخد فرصته، بغض النظر عن إنك مستريح له أو مش مستريح له، إنت لازم تستنى شوية، أو بينى بينك تستنى كتير، إمال حا تكبر ازاى، وتتعلم إنك تدى اللى بتحبه، واللى ما بتحبوش ازاى !!

د. مختار: يعنى استحملها عشان أكبر؟؟

د. يحيى: ليه لأه؟ ، يا أخى، هو انت بتكبر لها ولا لك ولا لكل عيانينك؟ وبعدين ده مش استعمال، هو انت بتضحك عليها وبتقول لها أنا باعالجك وما بتعالجهاش؟؟، يا أخى مش معنى إنها بتييجى وإنها منتظمة إنها بتستفيد؟؟  ولا يعنى هى بتييجى “بدل ما هى قاعدة”؟؟؟

 هى مريضه، وده أكل عيشك، عايز إيه تانى؟

إذا لقيتها ما بتستفيدشى، ولقيت فيه عيان تانى أولى بوقتك، لازم تقول لها بصراحة عن إزاى انت شايف إنها ما بتستفيدشى، وتتناقشوا فى الحكاية دى، وانا مرة تانية بقول لك إن الوقت بدرى قوى عشان تحكم إن كانت بتستفيد ولا ما بتستفيدشى.

د. مختار: وانا حاعرف منين إنها بتستفيد ولا ما بتسفيدشى

د. يحيى: يا أخى مش قلنا إن كل حالة لها محكات خاصة بيها، محكات نقيس بيها خطواتنا، وأهداف متوسطة تورينا إذا كنا تقدمنا أو توقفنا أو تأخرنا، ومن خلال ده نقول هى بتستفيد ولا ما بتستفيدشى، بالنسبة لى أنا شخصيا إللى قلقان منه فى الحالة دى إنها  اتنقلت فى تلات شغلات فى سنتين، وبترجّع ده لصعوبة التكيف مش أكتر، ده شىء يخوف شوية، خصوصا إنت قلت إن شكوتها الرئيسية إنها ما بتعرفشى تعمل علاقات، خلى بالك ، العمل مع إنه شغل وإنجاز، هو أيضا وبنفس الأهمية، هو علاقات، مجتمع، التنقل بين الشغلانات مش عيب فى حد ذاته، بس انت لازم هنا بقى تحصل على معلوما دقيقة، يعنى لازم تعرف هى الشركة اللى اتنقلت لها أحسن ولا أوحش، وهل هى وظيفتها فى الشركة الجديدة أعلى ولا أوطى، وبرضه مرتبها، دى حاجات عملية تقول لك إذا كان التنقل ده قلق وزهق، ولا هو حقها وبتمارسه فى الأخذ بالفرص الأفضل المتاحة، واخد بالك؟   

د. مختار: طيب، ما هو حتى  المحكات دى لازم أتأكد منها وهى المصدر الوحيد اللى باعرف منه الإجابات عن المحكات دى، أعرف منين انا إن كانت منتظمة فى شغلها ولا لأه

د. يحيى: يعنى الست والدتها هى اللى حاتاخدها غياب يا أخى؟ ، مرة تانية ، أنا مش عارف يا ابنى إنت مستعجل على إيه، إنت نسيت مبدأ “إنتظر  لنرى” wait & see

د. مختار: ماشى،  بس لحد إمتى

د. يحيى: إنت باين عليك زهقان منها خالص، يا أخى لحد ما هى تاخد  اللى تقدر عليه، وانت تدى اللى تقدر عليه، وبرضه إنت تاخد اللى تقدر عليه، ومرور الوقت حايرد على أغلب تساؤلاتك لوحده، قصدى مع نمو الثقة، والاستحمال، والصبر.

د. مختار: ربنا يسهل.

 ****

التعقيب والحوار:

أ. إسراء فاروق

زى ما حضرتك قلت إن الإستشارة دى بدرى شويتين “5 جلسات” فقط  لكن لو كان نقص المعلومات ده مستمر أو ظهر بعد فترة طويلة من الجلسات هل من الممكن إن المعالج فى الحاله دى ممكن يستكمل العلاج فى ظل هذا النقص من المعلومات؟

د. يحيى:

بصراحة، ممكن بشروط ومحكات علمية

العلاج هو العلاج، وعلينا أن نقدمه ونمارسه تحت كل الظروف طالما هو يحقق أهدافه المتوسطة، فالبعيدة حسب الاتفاق العلاجى، وحسب صالح المريض.

د. نعمات على

مع مرور الوقت والخبرة ونمو المعالج يعرف المعالج كيف يتحمل مسئولية قراراته والجرعة المناسبة لدفع المريض لأخذ موقف أو اتجاه معين….، ولكن ماذا يفعل قبل ذلك؟.

د. يحيى:

يتدرب، ويتعلم، وينمو، ويُثَابْ

أ. رباب حمودة

يعنى هوه لازم استريح لكل عيان أو احبه؟ ولو مش كده هوّا مش ده حايوصل للعيان برضه؟ طيب وأنا حايكون موقفى إيه؟

وهل هذا يفيد فى العلاج أم لا؟

د. يحيى:

المسئولية العلاجية هى الحب المطلوب، وهى تتحقق من واقع الموقف الأمين بما فى ذلك أن نمارس العلاج “بما هو نحن”، والاعتراف – دون إعلان مباشر- بالنفور من المريض أو عدم حبه، هو مرحلة صدق نتحمل مسئوليتها أيضا ثم بعد ذلك مع مرور الوقت الكافى الذى قد يسمح بالتحريكٌ لمستوى آخر من العلاقة مستوى أطيب قبولا وأكثر فائدة.

فهو حب أيضا وأصلا.

أ. رباب حمودة

فيه وقت احس انى مش فاهمه العيان أو أن كل اللى بيقوله كذب، واحس إنى كده مش باساعد فى اى حاجة وتختلف مصداقية العيان اللى موجود فى المستشفى عن عيان العلاج النفسى الفردى أعمل إيه؟

 د. يحيى:

كل ما فى تعقيبك هذا هو جيد، لأنه صادق، وهو جزء لا يتجزأ من مهمتنا، وفريق المستشفى يمثل الوسط العلاجى عادة (إن وجد هذا الوسط فى المستشفيات التى تتصف بذلك) وهو يعوض بعضه بعضا أما مريض العلاج النفسى على مستوى العيادة الخارجية فقد يكون أكثر توجسا وأقل انفتاحا، وبالتالى يحتاج لصبر أطول وتحمّل أقدر.

أما عدم تصديق المريض أو عدم فهمه، فهى مرحلة غالبا، وهى تتغير إلى أحسن – عادة- باستمرار العلاقة، وتزايد الطمأنينة.

أ. محمد المهدى

حضرتك قلت أن من حق أى مريض أنه يتعالج، ولازم علشان المعالج يكبر ويتعلم ما يستسهلش أنه يرفض عيان فى بداية العلاج أو بداية تعلمه، ولكن لو المعالج بقى له فترة بيشتغل مع مريض ووصل لمرحلة إنه مابقاش مستحمل يكمل معاه، أمتى، يبقى من حقه أنه ينهى العلاقة العلاجية وإيه هيه المبررات أو المحكات اللى تعرفة إنه أعطى فرصه للمريض ولنفسه بحق قبل أن يفكر فى إنهاء العلاقة؟!

د. يحيى:

على المعالج أن يسأل نفسه، فى هذه الحال وغيرها سؤالا محدداً “إلى أين سوف يذهب المريض بعد إنهاء فرصته معه”؟

هل يوصى له أن يتوقف عن العلاج تماما لأن هذا أفضل له؟

هل يذهب لزميل آخر تلقائيا؟

هل سيستوعب المريض خبرته الناقصة ويكملها وحده؟

هل سيصاب بمضاعفات أكبر لو أنه كان قد أكمل؟

والإجابة على كل هذه التساءولات بمسئولية مناسبة، مع الاستعانة بالإشراف، هى التى تحدد توقيت الرد على اسئلتك هذه.

أ. محمد المهدى

إذن ليس من الضرورى أن يصدق المريض فى كلامه فى بداية العلاج (بمعنى طرحه لكل ما بداخله) ولكن من حقه أن يطرح ما يراه مناسباً حسب المرحلة التى وصل إليها وفى الوقت الذى يحدده هوه من حقه مايتكلمش إلا إذا أطمن.

د. يحيى:

نعم

والمسألة بعد ذلك- وقبل ذلك – تتوقف على خبرة المعالج فى استكمال المسيرة، وكشف المستور.

أ. محمد إسماعيل

عايز اعرف بعد قد إيه أحكم إن المريض مش بيستفيد؟ وهل معقول إن فيه مريض مابيستفيدش حاجة خالص أن شاء الله لو العلاقة دى ماكانتش كاملة، أو ما استمرتش؟

 د. يحيى:

لو أن العلاج جاد، ومسئول، فالفائدة واردة لا محالة مهما قصرت المدة، ومجرد حضوره وانتظامه هو دليل أنه يستفيد حتى لو لم يحدد المعالج أو المريض نفسه نوع الاستفادة ويسميها.

أ. محمد إسماعيل

حضرتك ما اديتشى المعالج حقه فى الضجر، مع إنك علمتنا إن الواحد عنده حق فى كل حاجة.

د. يحيى:

أعتقد أننى أعطيته حقة فى الضجر، ولكن ليس حقه فى أن يكون هذا الضجر مبررا للإنهاء قبل التأكد من كل ما ذكرنا من ظروف والتزامات الإنهاء.

أ. محمد إسماعيل

يبدو أنه من الضرورى أن أتعلم أن أعمل على قدر المتاح من المعلومات، مع احترامى لعدم مصداقيه المعلومات، وأن أعمل مع ذلك دون ضجر، مكتفيا بالمحكات العمليه، وأنها هى المقياس الاول فى عملية العلاج، وإن أعطى اللى باحبه زى اللى مابحبوش، وأن استحمل….

د. يحيى:

ياه يا محمد، هذا هو، بشكل عام، إلا قليلا، هذا هو.

يبدو أن هذا الباب  “الإشراف عن بعد” يؤدى دوره بكفاءة،

شكراً يا إبنى، بارك الله فيك ونفع بك

أ. عبير رجب

بيتهيألى لو جالى مريض عاوز يتعالج، وحاينقطنى بالمعلومات زى ما هو وارد فى الحاله دى، اعتقد انى هأزهق منه وأحس بقلة حيلة، ما هو طالما عاوز يتعالج يبقى لازم يساعدنى علشان أساعده.

د. يحيى:

وهل يوجد فى العلاج “يبقى لازم”؟

أهم ما هو لازم على المريض هو أن يحضر للعلاج، ما دام قد قرر العلاج، أما بعد ذلك فالمسئولية مشتركة طول الوقت، على العلاج أن يتواصل بأى قدر من المعلومات التى عادة ما تتزايد باضطرد مع نمو العلاقة.

د. محمد شحاتة

نحن قبل كل شئ بشر، نحتاج إلى أن نرى نتائج المجهود الذى يبذل مع المرضى فى شكل تحسن واستقرار. ورغم أنى بهذا ألتمس العذر للزميل مقدم الحالة إلا أننى على الناحية الأخرى أخشى من أن يصبح ذلك هروباً من المسئولية.

د. يحيى:

عندك حق: طبعا، النتائج تشجع بلا شك، والخوف من الهرب من المسئولية وارد، والإشراف (بما فى ذلك الإشراف الذاتى) يساعد فى حفز الاستفادة من النتائج، وأيضا فى التمييز بين الهرب من المسئولية وبين حسن التوقيت لقرار التوقف أو إعادة التعاقد.

 د. مدحت منصور

متغاظ أنا من موقف الدكتور مختار وأرى فيه تعنتا شديدا دون سبب واضح، شئ محير، هل هناك شئ ما فى شخصية البنت، أو تركيبتها أو هيئتها، أقصد شئ يجعله لا يطيقها بهذا الشكل، إذا كانت البنت لا تطاق هكذا من أول خمس جلسات فهى فعلا محتاجة لكثير من المساعدة. نبهنى ذلك إلى أهمية الإشراف بكافة أنواعه ومنه مقابلة الأستاذ للمريض مع معالجه كل أربع جلسات لفرملة التعنت بكافة أشكاله.

د. يحيى:

لا أظن أن فى المسألة تعنت كما تقول.

لكن عندك حق فى أهمية الإشراف فى هذه الحالات.

د. مروان الجندى

أحيانا يكون المريض كتوما بدرجة تجعل عملية أخذ المعلومات تبدو فى صورة تحقيق، وهذا يجعل المهمة ثقيلة مما يجعلنى قد أرغب فى إنهاء العملية العلاجية مع المريض بعد بدايتها بقليل.

كيف يمكن التغلب على ذلك؟

د. يحيى:

أنت فعلا تتغلب على ذلك، بالوعى بهذه الرؤية

وبعد ذلك، وأيضا قبله يأتى دور الاستمرار والإشراف.

د. طه رحمانى

احد الاسباب فى فشل العلاج مع اى مريض ان الدكتور يكون حاطط الساعه جنبه وبيعد الثوانى.

د. يحيى:

لا أظن، أو على الأقل ليست هذه هى القاعدة، ولا إلى هذه الدرجة.

من حق الطبيب أن يحدد الوقت الذى يراه مناسبا لصالح المريض باتفاق مقبول. الالتزام مطلوب حسب الاتفاق لا أكثر ولا أقل، والمسألة ليست دائما بالكمّ (كم الوقت) وإنما بكل التفاصيل، بما فى ذلك حذق الصنعة، ودقة المحكات التى نقيس بها مسار العلاج، وموضوعية العلاقة، هذا مع التذكرة بأن العلاج النفسى ينبغى أن يحدد ابتداءً بوقت متفق عليه، وغالباً هو خمسون دقيقة بالتمام والكمال.

د. طه رحمانى

الدكتورة هاله فخرى لما رحت عندها غيرت فكرى تماما

اللهم لك الحمد

الله يرزقها ويرزقك خير الدينا والاخرة يا دكتور يحيى

اشكرها واشكرك

د. يحيى:

د. هالة من تلامذتى فى فترة باكرة (ليست باكرة جدا) وبصراحة أنا فرح بما يبلغنى منك، فهو يطمئنى على ما تبقى من تدريبها الذى نضج لينضح بكل هذا الخير، مع أننى (وأعتذر لها) لم أتوقع ذلك منها أو لها فى بدايات تدريبها.

أ. رامى عادل

لازم العيان يخبى، والدكتور يشغل دماغه، والدكتور مش لازم يعرف كل حاجه، هو مش س وج، ومن حق العيان يكون ليه اسرار، الدكتور يعرف اللى يفيده ويفيد العيان، انما العيان مش يعرى نفسه على الفاضية والمليانه، ده حتى كده ممكن يتعود انه يعيش عريان ومايحافظشى على اسراره، ثم ايه هو المحك، أى طبيب يعرف ايه؟، هو بيقيس بايه؟ كل طبيب له ادوات، ومش لازم العيان يكون كتاب مفتوح، صحيح اللغه التنقيطيه ممكن تكون مش مستحبه، بس العيان يتعلم ميكشفش كل ورقه، وبصراحه العيان بينجرح اوى لما بيتعرى جوه الجلسه، وساعات بيطلع عريان والطبيب مش ساحر عشان يعرف يداوى كل الجروح، انا فى الأساس باتكلم ان العيان ميقولش كل حاجه ولو لطبيبه، لان العلاقه دى فى الاساس بيتقاس عليها كل علاقات العيان، يعنى اللى بيعمله مع الطبيب حايقوله مع التانيين، وبكررها مش من حق الطبيب يعرف كل حاجه، وكل عيان واللى بيوصل له، ولازم العيان يعرف يقول ايه اللى يفيده والى فى مصلحته، انما يا فرحتى لما يكشف نفسه لنفسه، انما طول الوقت احنا بنخبى حاجات وبنقول حاجات، وده اللى لازم الدكاتره يعلموه، انهم من حقهم يخبوا، ومايعروش نفسهم، ومايسمحوش لحد انه يخترقهم.

د. يحيى:

بصفة عامة، هناك منطق سليم فى كثير مما ذكرت ولكن..

لاحظت هذه المرة قدرا كبيرا من “اللزوميات” وتحديدا واضحا للقدر المسموح بتعريته، والقدر المطلوب إخفاءه، وكأن المسألة بيننا. (المريض أو الطبيب) تجرى هكذا بهذه البساطة.

يا رامى أنت سيد العارفين أننا لا نعرف – حتى مع أنفسنا – أى قدر يمكن تعريته وأى قدر ينبغى اخفاؤه سواء من المعلومات أو مما بداخلنا، لأننا أصلاً لا نعرف – غالبا – ماذا نخفى.

دعنا نتعاون ونحن وشطارتنا “معا”.

د. مدحت منصور

رأيت في التعليقات نغمة الملل من المريض مقابل التنقيط بالمعلومات وقد قرأت التعليقات ووصلتني ولكن أريد أن أقول أن المريض ليس صنبور معلومات يفتحه المعالج بضغطة، أين شعور المعالج بمسئولية العلاقة والتي يجب أن تتنامى لكي ينال من المريض (مريضه) أسراره, إن كان المعالج صنايعي هذا جيد ولكن يجب أن يعلم أنه يتعامل في بضاعة غالية جدا هي الإنسان الذي كرمه الله وفي التعرية مهانة ولكي نتفادى المهانة يجب أن يتعرى من خلال علاقة متينة مبنية على الثقة والاحترام.

د. يحيى:

وصلنى حماسك يا مدحت، لكن أرجو أن تفرق بين صالح المريض وهو يبوح، وبين اقتحام داخله قسرا بما يجعل التعرية مهانة وهذا ما لا يفعل ألا معالج متمرس.

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة 10-5-2009 www.rakhawy.net

 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

2 تعليقان

  1. المقتطف
    د يحيى: ناقصة ناقصة، بس ده حسب نوع المعلومات الناقصة اللى انت محتاجها هوه انت بتحصل على المعلومات ليه؟ إنت عايز تقفّـل محضر تحقيق؟ العيانة دى صاحبة حاجة، والحاجة دى عندك على حسب تصورها، وبرضه على حسب تصورى ما دمت انا اللى حولتها لك، وانت قبلت، يبقى تخليك معاها لحد ما تظهر مضاعفات، غير كده ما ينفعشى إنك تتلكك، وتفكر تخلع بدرى بدرى، لمجرد إنك متغاظ من إنها بتديك المعلومات بالقطارة، أو كل مرة مختلفة عن التانية، اللهم إلا إذا كنت شايف أنها مخبية حاجة تضرها.
    احيانا نقص المعلومات بيكون لعدم توطيد العلاقه العلاجية واحيانا بيكون امتداد لموقف المريض التوجسي خارج غرفة العلاج .اظن ان خمسة جلسات في هذه الحاله لم تكن كافية لتعميق نوع من الامان او الثقه لو مكان المعالج هصبر رغم احترامي لضجره وضجري وهعتبر ان نقص المعلومات او تذبذبها هو من ضمن الاسباب التي دفعت المريضه للعلاج ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *