الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (16) “دور المسشفى للعلاج والتأهيل، وليس للتأديب أو العقاب”

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” الحالة: (16) “دور المسشفى للعلاج والتأهيل، وليس للتأديب أو العقاب”

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 16-6-2021

السنة الرابعة عشر  

العدد: 5037

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه” (1)

الكتاب الأول الحالات: من (1) إلى (20)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (15) من الكتاب الأول من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجة!

جزى الله الجميع عنا خيرا

****

الحالة: (16)

دور المسشفى للعلاج والتأهيل،

وليس للتأديب أو العقاب (2)

د.جميلة: هو ولد عنده 11 سنة ونص فى خمسة ابتدائى، يعنى قرب يكمل 12 سنة، هو الولد ده مضطرب سلوكيا.. هو وحيد مالوش أخوات، مضطرب بَقَاله سنتين فى تصرفاته؛ بيكتشفوا معاه سجاير، وبرضه بيكتشفوا معاه سجاير حشيش، سيديهات جنس، وسرقة… بس مبالغ كانت معقولة يعنى، كمان ماكانش بيرضى ياخد الدواء، أهله ما جابهوش يعنى ما ابتدوش يشتكوا للدكاتره إلا لما ابتدى يسرق مبالغ كبيرة، مامته بتشتغل طول النهار وسايباه مع جدته.

د.يحيى: إنت قلتى ما عندوش أخوات مش كده؟؟

د.جميلة: أيوه، وأبوه ومامته منفصلين، مامته هى المسئولة وهى اللى بتصرف، الأب بيشتغل شغل كده يعنى مش دائم ممكن يكسب وممكن ما يكسبش، قاعد يدخن شيشة طول النهار.

د.يحيى: بقالك قد إيه بتشوفيه؟

د.جميلة: بقالى يمكن يعنى شهرين، أو شهر ونص مش فاكرة قد إيه بالظبط، هو سؤالى دلوقتى إن هو أغلب الحاجات عرفنا نعملها واحدة واحدة، الولد يعنى ذكاؤه كويس، وفى المدرسة لما ضغطت عليه ابتدى يتلم، ابتدى يزيد قعاده فى البيت، ابتدينا نظبط الوقت وكله، إلا حكاية السرقة دى، ومؤخرا ابتدت المبالغ تزيد قوى، هى مامته بيبقى معاها فلوس شغل هى مش غنية بس فلوس شغلها يعنى ممكن يسرق 7000 جنيه، 3000 جنيه، فى مَرَّات أمه بتلحق الفلوس ومَرَّات ما بتلحقهاش، وعملنا كذا مرة مواجهة، يعنى مش بيستجيب قوى، حاسة إنها مش بتفرق معاه، مثلا فى العيد كان طالع رحلة قعدناه فى البيت ما سافرش، فضل قاعد وشلت له فيشة النت وكل حاجة، برضه فضل قاعد فى الأوضة 3 أيام، ما بتفرقش معاه، زى ما يكون الحل اللى وارد على ذهنى دلوقتى هوه دخوله المستشفى بس هو ماشى فى المدرسة كويس وبيذاكر والمدرسين بيقولوا إنه كويس فى المدرسة.

د.يحيى: السؤال بقى؟

د.جميلة: أعمل إيه طيب مش عارفة أعمل إيه؟

د.يحيى: فى إيه؟

د.جميلة: فى السرقة، يعنى يبقى ماشى من عندى وعاملين اتفاقيات…….

د.يحيى: وصلت لإيه؟

د.جميلة: الأسبوع اللى فات سارق 7000 جنيه.

د.يحيى: منين بس 7000 جنيه؟!

د.جميلة: فلوس شغل أمه، وبيعمل ألاعيب لحد ما ياخد، يعنى اتفقت معاها إنها تبقى هى واخده بالها وإنها دايما تبقى قافلة الأوضة والأدراج.

د.يحيى: والقانون بيقول إيه؟

د.جميلة: مش عارفة…

د.يحيى: مش دى سرقة رسمى ولا إيه؟ خلّى بالك عشان عدم الخلط، عموما 7000 جنيه كتير يا بنتى، ودى فلوس الشغل بتقولى..

د.جميلة: آه.

د.يحيى: بيسرق 7000 جنيه وهو عنده 11 سنه من مامته، إزاى بس؟ هى أمه بتبقى حاطة الفلوس فين؟

د.جميلة: بتبقى حطاها فى شنطتها، والشنطة فى الأوضة بيعمل ألاعيب فظيعة، بيعرف يتصرف.

د.يحيى: إزاى بيعرف يابنتى؟! أنا مش فاهم، مرة مرتين فى الأول معلشى، إنما كده، على طول، أنا مش عارف!

د.جميلة: هى بتقولى إنه بيعرف ياخد المفتاح بطرق غريبة.

د.يحيى: هى يعنى للدرجة دى، تلاقيها مشتركة معاه من تحت الترابيزة، يعنى تحت الوعى.

د.جميلة: ما انا قولت لها كده برضه.

د.يحيى: لأ دى مش حاجات تتقال، دى تتحط كفرض بصفة مبدئية، أصل ده احتمال نادر، من ناحية تكون بتغطى عليه عشان تتنيها ما سكاله حاجة تكسره قدامها، ومن ناحية تانية يمكن هى اللى تكون حرامية وهو بيسرق بالنيابة عنها، حاجة على نمط اللى بيقولوا عليه “الجنون المـُقـْحـَم” (3)، ده بنشوفه فى أمراض تانية، بس نادر فى السرقة، أنا شخصيا لاحظت مثلا إن أم تجيب بنتها وتقول إنها بتهلس وكلام من ده، أبتدى أشتغل، ألاحظ إن ساعة ما تيجى بنتها تبطل تهلس تلاقى الأم قِلْقت بصحيح بدال ما تفرح وتزقطط، أتارى البنت بتتصرف –لاشعوريا- بالنيابة عن أمها، حاجة زى كده، أنا آسف، أنا قلت الحكاية دى عدة مرات، هى احتمالات بايخة لأن فيها اتهام للأم، فبتبقى دمها تقيل كده شويتين، بس الواحد يعمل إيه، الواحد بيشوفها بعينه، مثال تانى باشوفه برضه: ييجى الأب هات يا خُطَب أمر بالمعروف ومواعظ، والواد مدمن وابن ستين وبتاع، ييجى الواد يتعالج ويبطل، تلاقى الأب فى الزيارة أول مايعرف إن ابنه بطل، تلاحظى إنه مش مستريح، كإنه مش عايز ابنه يبطّل، أحط فرض إن إبنه بيضرب بالنيابه عنه، ما علينا نرجع للحالة: لما الأمور توصل لمبلغ 7000 جنيه، والأم عارفة، وبيسرق المفتاح، يبقى مافيش منطق، هوا إيه؟ أرسين لوبين؟!

د.جميلة: هو التصرفات دى مع مامته غريبة، بس هى بتأكدها.

د.يحيى: عندنا فى بلدنا يقولوا إيه “المال السايب يعلمّ السرقة” وبرضه بيقولو: “الباب المقفول يمنع القضا المستعجل” قصدهم يعنى إن القضا المصمم مافيش حاجة تمنعه، إنما لما يكون واحد ماشى كده ويقولك يلا نحوّد نسرق ما يضرش قوام قوام، ويلاقى باب مقفول يرجع فى كلامه، لو مفتوح يخش ويسرق، أنا حاسس إن الست دى مش واخداها جد قوى، مع إن هى ياعينى اللى بيتخرب بيتها، إذا ثبت لا قدر الله إن فيه اتفاق سرى (لا شعورى) بينها وبين إبنها، يبقى فيه رغبة خفية يمكن للتفويت عند الأم، لازم نبحث الأمر ونواجه الأم بطريق مباشر وغير مباشر، مهما كان احتمال انزعاجها.

د.جميلة: ما هو ساعات لما بتقّفل قوى ممكن برضه ياخد من جدته، يعنى طول الوقت موضوع السرقه هو أكتر حاجة…

د.يحيى: ما هى الجدة والدة، إنتى مش بتقولى مامته بتشتغل طول النهار، وسايباه مع جدته؟!

د.جميلة: بس هو بيسرق من مامته أكتر بكتير.

د.يحيى: ما الإمراضية (السيكوباثولوجى) مع مامته الحقيقية هى الأصل، وبرضه فلوس مامته باين أنها أكتر وأسهل، وأظن إن اللى زود الحكاية غياب الأب بالانفصال اللى بتقولى عليه.

د.جميلة: طيب نعمل إيه؟

د.يحيى: ماهو مادام المسألة برغم كل الجهود دى والاحتياطات دى مستمرة وبتزيد زى ما بتقولى، يبقى لازم فيه حاجة بتغذيها، بتساعد على استمرارها.

د.جميلة: ما هو ده اللى خلانى أفكر فى المستشفى.

د.يحيى: المستشفى مش مكان عقاب، ولو إن مجرد دخول المستشفى ساعات بيقوم بالدور ده، لكن ضمنًا، ما هو يمكن برضه يسرق هنا فى المستشفى، إيه المانع؟ ساعات دخول المستشفى بيبقى فى السن دى (وغير السن دى) نوع من الخَضَّة، أنا باسميه “دخول الصدمة:” (4)، يعنى يدخل يوم، يوم ونص، عشان من ناحية نشوف دور أمه وتفاعلها، ومن ناحية يعرف الولد إن الحكاية مش سهلة زى ما هى ماشية معاه كده.

د.جميلة: يعنى أأجل الاقتراح ده؟

د.يحيى: طبعا، ممكن تلوحى بيه، وما تنسيش إن الواد لسه سنه 11سنة، والجماعة دول لما بيكبروا يمكن توصل لهم حاجات تانية، تخلّيهم – يـِعـَدُّوا لو قِدرنا نحسـِّن الظروف المحيطة، ثم ما تنسيش انفصال أمه عن أبوه، مش يمكن هى بتلوى دراع أبوه، ولو من بعيد عشان يعرف هو جَنَى على إبنه إزاى؟!

د.جميلة: طب والدوا؟

د.يحيى: الدوا بيساعد لما يكون عندنا شك إن السلوك ده بديل عن نشاط ذهانى مثلا، وده عايز معلومات عن التاريخ العائلى بشكل دقيق شويتين، وبرضه عن النوم، وإنتى بتقولى إنه ماشى فى المدرسة، وما بيسرقشى من المدرسة، وده اللى خلأنا نركز على العلاقة بالأم (والأم الكبيرة: الجدة)، إنما برضه فيه دور للدوا لو فيه أعراض ثانوية تحتاجه، إنما إنتى بتقولى إنه مش منتظم على الدوا ومع ذلك بيذاكر وينام، يبقى الدوا فى المرحلة باين دى مالوش لازمة قوى، عموما إذا حبيتى تجييبه أشوفه معاكى متابعة هو وأمه، أنا موجود.

د.جميلة: شكرا.

****

التعقيب والحوار:

د. على الشمرى سليمان:

قد تكون الأم جزءاً – فعلا – من المشكلة. وأنا أتساءل هل هناك مايثبت أن الولد فعلا سرق مبالغ كبيرة كما ورد بالتقرير؟ هل قال صراحة أمام الدكتورة إنه فعلا أخذ المبالغ من شنطة والدته؟ وكما ألمح الدكتور يحيى إلى غرابة مايحدث، مبالغ كبيرة توضع هكذا فى أماكن يمكن الوصول إليها بسهولة! أقول ربما رواية الوالدة مفبركه من أصله وانها تهدف من وراء ذلك إلى أشياء غير التى تبدو فى الصورة. أرى أن يتم الجلوس مع الأم وعمل مايشبه دراسة للوصول إلى نتائج موضوعية حول مايحدث ومن ثم علاج ما يمكن علاجه وشكرا لاتاحتكم الفرصة لنا للمشاركة فى إبداء الرأى.

د. يحيى:

…تنبيه طيب، وأرجو من الزميلة أن تضع ذلك فى الاعتبار، مع الحذر ألا تنسى نفسها فتبدو كأنها محققة وليست أمًّا وطبيبة، وصديقة، مهما كان مدى انحراف الصبى، أو مدى مساهمة أم الصبى فى الإمراضية.

 أ. محمود سعد:

أحيأنا يقوم المريض بتصرفات نيابة عن أمه أو أبوه هذا معروف لأن الجنون أحيأنا يؤدى وظيفة ما لقريب ملتصق بالمريض حسب ظنى، لكن ماذا يمكن أن تؤدى السرقة من وظائف للشخص القريب خصوصا إذا كان هو المسروق، وأيضا إذا كان المبالغ بهذا الحجم الذى يبدو وأنه يمكن أن يؤدى إلى خراب البيت؟

د. يحيى:

الجنون يؤدى وظيفة للشخص المقحِم (بكسر الحاء)، أى أن المريض يُجنّ بالنيابة، لكننى لم أقل إنه يؤدى وظيفة للشخص المسروق، الشخص الذى يُقحـِم اختلاله فى الأضعف أو الأصغر، هو شخص الأكبر، أو الطاغى أو المرسوم (الأم هنا)، هنا نفترض – بتردد شديد- أنه يوجد سارق بداخل هذا الأكبر (نزعة ضد المجتمع، أو نزعه امتلاكية احتكارية) فيقوم السارق الأصغر بالسرقة نيابة عنه، ويتساوى فى ذلك أن يكون المسروق هو نفس الشخص المقحِم لإمراضية فيه، أم غيره، هذه السرقة قد تكون نابعة من داخل الشخص الذى يقحم إنحرافه فى الضحية، ثم إنى يا محمود ضربت مثل البنت منحرفة السلوك، والإبن المدمن، وكيف أننى لاحظتُ فى خبرتى أن الأم لا تفرح كما أتوقع حين تتوقف البنت عن سلوكها المنحرف، وكذلك الأب يضطرب حين يكف الإبن عن التعاطى، وكلا المثلين لا يشيران إلى “مرض صريح”، أو جنون، ولكنهما يستعملان نفس الآلية “الميكانزم”، وهذه الافتراضات نفسمراضية (سيكوباثولوجية) أساساً.

أ. محمود سعد:

أنا أرى أن المستشفى فعلا قد تكون صدمة يحاول بعدها المريض التفكير فى خسائرة المحتملة إذا استمر فى مزاولة مرضه ويعرف أن للمرض ثمن، لكن يبقى تخوف وهو تكيف المريض مع مثل هذه الصدمات وهذا يـُسبب مآلا شديد السوء على المريض.

د. يحيى:

فكرة دخول المستشفى الصدْمى، ينبغى أن تحسب بدقة، وأن تكون المدة شديدة القصر (يوم أو اثنين عادة) وأن يكثف فيها التأهيل لإبلاغ الرسالة، وألا تتكرر بسهولة وإلا تفقد صدميتها، وأنا أرى أن تحفظاتك فى محلها.

أ. منى أحمد:

أولا العنوان جيد فعلا المستشفى ليست سجنا للتأديب والعقاب أعتقد أنه توجد حلقة مفقودة فى الحالة، هوّ ليه الواد ده بيسرق من أمه بس؟

د. يحيى:

فى كتابى الأول “عندما يتعرى الإنسان” كتبت قصة قصيرة كانت مباشرة تقريبا (كان ذلك سنة 1968) لكن الناس أثنوا عليها. كان بها سارق مثل حالتنا، أفتقد الرؤية والرعاية والحب من أمه بالذات، فأصيب بما أصيب به صاحبنا هذا، أنا لم أقرأ هذه القصة منذ أربعين عاما واسمها (فى القفص) “من كتاب عندما يتعرى الإنسان”، ويمكن أن ترجعى إليها فى الموقع لعلها تجيب على تساؤلك.

أ. منى أحمد:

– الولد سنه صغير أوى ولازم كل فعل معاه يكون محسوب لأنه فى سنه ده مش بينسى أى موقف وكمان بيفسره على حسب خبرته.

د. يحيى:

هذا صحيح، ولكن خبرتى تقول إن الأصغر أسهل فى تعديل سلوكه، لأنه مازال مرنا قابلا للتشكيل، وهذا أيضاً هو ما بلغنى من ابنتى “مى”، وهذا هو اختصاصها.

د. محمد الشاذلى:

– ولد عنده 11 سنة ويسرق هذه المبالغ الضخمة فى ماذا ينفقها؟

د. يحيى:

لا أعرف، ولكن أظن أن أمه أحيانا كانت تلحق بعض المبلغ قبل أن ينفقه جميعه.

د. محمد الشاذلى:

– إذا افترضنا هذا الشكل من العلاقة مع الأم، لابد أن نرى العلاقة بين الأب والأم والعلاقة بين الأب والمريض، أفترض أن هذا الشكل من العلاقة من ناحية الأم ربما لكونها علاقة تعويضية لاحتياج ما أو علاقة احتجاجيه على الأب/الزوج.

د. يحيى:

برجاء قراءة ما جاء فى الردود السابقة، وفيها إشارة إلى هذه العلاقة الاحتجاجية التى تشير إليها.

[1] –  يحيى الرخاوى: “كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه، ” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2018)، والكتاب موجود فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مؤسسة الرخاوى للتدريب والأبحاث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] – نشرة الإنسان والتطور:  14-9-2008www.rakhawy.net

[3]-Folie impose

[4] – Shock Admission

 

 

admin-ajaxadmin-ajax (1)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *