الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80) الحالة: (73) إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة  (فى المعالج على الأقل) 

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80) الحالة: (73) إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة  (فى المعالج على الأقل) 

نشرة “الإنسان والتطور”

الأربعاء: 24-8-2022

السنة الخامسة عشر  

العدد: 5471

الأربعاء الحر:

مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه

الكتاب الرابع الحالات: من (61) إلى (80)

تذكرة:

ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (73) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!

الحالة: (73)

إن لم يتحرك المريض، فسوف تتحرك الحياة  (فى المعالج على الأقل)  [1] 

د.خالد عبده: …فيه واحد عندى، هوه عنده 29 سنة، حضرتك كنت حولتهولى فى العياده من سنة، فى خلال السنة دى هو قطع أربع شهور ماجاش فيهم، هو ولد وليه ثلاث إخوات بنات، هو ترتيبه الثالث، يعنى بعده بنت واحدة، أبوه شغال فى شغلة كويسة محترمة، بيقبض معقول برغم شهادته البسيطة، ووالدته ست بيت

د.يحيى: والعيان بيشتغل إيه؟

د.خالد عبده: هوه ما بيشتغلش، ده لسه فى سنة رابعة، كلية نظرية، آخر سنة.

د.يحيى: عنده 29 سنة ولسه لحدّ دلوقتى فى سنة رابعة؟ فاضل له كام ماده

د.خالد عبده: باقى له 6 مواد

 د.يحيى: شكله مريّح قوى، خير؟ إيه الحكاية؟

د.خالد عبده: المشكلة اللى أنا معاه فيها إن هو أولاً هو وأهله رافضين الدوا من أصله، ورافضين دخوله المستشفى

د.يحيى: طب دوا ليه؟ ومستشفى ليه؟

د.خالد عبده: مش هوه عيان؟ إمال أنا باعمل إيه معاه بقالى سنة؟

د يحيى: أنا مش فاكره قوى، ما دام جالى، وانا حوّلتهولك، وهوه بيجيلك بقاله سنة، يبقى عيان، مش كده ولا إيه؟ هوه فيه تاريخ مرض نفسى فى الأسرة؟

د.خالد عبده: على كلامهم مافيش

د.يحيى: طيب، أنا مش فاهم، أنا شفته من سنة، وانت بتشوفه بقالك سنة، بتعملوا إيه بقى فى السنة دى؟

د.خالد عبده: هى والدته اللى قدرت أشوفها من أهله، قالت مش عاوزين دوا، ومش عاوزين مستشفى، إحنا عايزينك تضغط عليه إن هوه يذاكر، وإنى أخليه يتخرج، مابيذاكرش أى حاجه خالص ومابيعملش أى مجهود

د.يحيى: الأربع شهور اللى قطعهم عن العلاج دول متقطعين ولاّ على بعض؟

د.خالد عبده: لأه كانوا على بعض

د.يحيى: من إمتى لأمتى؟

د.خالد عبده: يعنى رجع من حوالى شهر، يبقى قطع من حوالى خمس شهور.

د.يحيى: وقبلها كان منتظم ييجى سبع شهور؟!

د.خالد عبده: آه

د.يحيى: كنت بتشوفه كل اسبوع؟

د.خالد عبده: آه، بس هو لما كان بيجى كان بيجى غصب عن أهله ماكانوش عاوزينه ييجى يعنى، هو اللى كان عاوز ييجى

د.يحيى: غريبة! إحنا عادة بنشوف العكس! مش كده؟

د.خالد عبده: أيوه، ما هو السؤال هو عشان كده، أعمل إيه أنا بقى واحنا واقفين مطرح ما بدأنا.

د.يحيى: بتأخذ منه كام فى الساعة اللى بتقعدها معاه

د.خالد عبده: عادى، نفس الأتعاب زى أى واحد

د.يحيى: وهوه ماعندوش مشكلة فى الدفع؟

د.خالد عبده: أهله على قد حالهم جدا، إنما بيدفعوا لما بييجى، مع إنهم حتى الجلسات مش مقتنعين بيها، يعنى هما رافضين كل حاجة تقريبا، حتى إنه ييجى ليا، بصراحة والدته، كلمتنى مرة وقالت لى أنا مش عاوزاه ييجى العلاج

د.يحيى: … الله يكون فى عونك، ما تشوف شغلانه تانية يا ابنى وانت فى أول الطريق بدرى كده، واحد كسلان وراقد فى الخط وأهله مش عاوزينك، ولا عاوزين علاج ابنهم، ولا فاهمين حاجة، ولا انت عندك وسيلة غير إنك تستحمل، وتدى تعليمات، وتسمع، وتصبر، بقى ده اسمه كلام؟ بقى انت يعنى خدت بكالوريوس الطب والجراحة عشان كده؟!! إنت واخد بالك شغلتنا غريبة ازاى؟ بقى ده يسموه طب ازاى بالله عليك؟

د.خالد عبده: بس انا حاسس إنه طب، وإنى باأدى واجبى، ومش رافضه، بس مش عارف أعمل إيه.

د.يحيى: عشان كده باشكرك، وباقول لك الله يكون فى عونك، أنا قلت لك الكلام ده كله عشان أأكد اختيارك، وافهٍّمَكْ الطبيعة الصعبة لشغلتنا

د.خالد عبده: فهمت آه، بس أعمل معاه أنا إيه دلوقتى؟

د.يحيى: شوف ياإبنى، هوه لما قطع أربع شهور وبعدين جه من شهر، يعنى دى كانت فرصة عملية إنك تعيد التعاقد معاه، أكتر من مع أهله، لأن هوه اللى بييجى، صحيح أهله همه اللى بيدفعوا، لكن باين عليهم بيدفعو على عينهم، يمكن عشان الحيلة، الولد الوحيد، وانت بتديله ساعة بحالها من وقتك، ودلوقتى، بعد المدة دى، تقدر تشوف الساعة دى بتتملا بالهدف بتاعنا، وبتاعه، ولا لأه، وأديك عندك نتايج سنة، منها سبع شهور علاج واربعة انقطاع، وآدى شهر أهه، إنت تراجع نفسك، وتراجع الموقف معاه برضه، الساعة دى ياتقدر تملاها بفايده له وليك أكتر فى أكتر، يا إما المسألة مش نافعة، الحكاية مش إنك تقبض أتعابك وبس، أو حتى تتعلم وتشحذ مهاراتك، وهو يعمل اللى يعمله، وباين إنه راقد فى الخط مية الماية، إنت مش بتتعلم فيه، إنت بتأدى واجبك، وتحاول تحل محل أهله اللى واضح إنهم خالعين وسايبينها لك، وحتى باين إنهم سايبنهالك غصبن عنهم، يعنى زى متورطين كده، ويمكن لهم شوية حق، ما هم مش شايفين نتيجة، أظن آن الأوان إنك تحاسب نفسك على الوقت، ومين أولى بيه، سواء إنت، أو هوه، أو عيان تانى، المسألة بينى وبينك مش كلها طب فى طب، دى فيها جزء أخلاقى، وجزء دينى، وجزء عاطفى، إنت طبيب، وصحيح هوه كل ما بييجى أديك بتعالجه، بس العلاج له مواصفات، ومحكات، ومراحل، ومراجعة، مش يعنى إنه ييجى وخلاص، وإذا وصلت إن ما فيش حركة خالص، يبقى من حقك تفكر تدى وقتك لحد تانى، بعد ما تخطر الأهل والعيان بالصعوبة، والوقفة، وقلة الجدوى.

د.خالد عبده: لكن ما هو رجع تانى وعايز يستمر

د.يحيى: أيوه فعلا، يبقى تنتهزها فرصة، وتحط شروطك فى العقد الجديد، وشروط موقوتة بزمن معين، وأداء معين، وتعاون منه ومن الأهل محددين، وإذا ما اتنفذتشى الشروط، يبقى أنت تقطع العلاج، وتبرئ ذمتك ليكون بيستعمل العلاج زى تبرير للسلبية اللى وصل لها.

د.خالد عبده: بس انا حاسس إنه عيان، وإلا بييجى ليه، ما هو أنا ماعنديش حاجة أقيس بيها غير المذاكرة والنجاح، ما هو لسة تلميذ.

د.يحيى: هوه شكلها كده، لكن المسالة بعد ما وصل عمره تسعة وعشرين سنة، ولا بيذاكر، ولا بينجح، تبقى خطيرة شويتين، وللأسف هوه معفى من الجيش عشان وحيد، المسألة إن ماينفعشى واحد فى السن ده، يقعد أهله يصرفوا عليه أكل وشرب وعلاج، وهوه حتى مابيذاكرشى، أنا ساعات أطلب من الجماعة دول يشتغلوا عمل يدوى فورا، عشان يعول نفسه، ويحترمها، ويعفى أهله من أعباؤه.

د.خالد عبده: ما أنا عرضت ده عليه شوية، بس الأهل مارضيوش، وقالوا إحنا مش مقصرين، وهوه خلاص بقى فى سنة رابعة وكده

د.يحيى: ده صحيح، بس خلى بالك، أنا عندى عيانين قعدوا فى سنة رابعة دى عشر سنين، أنا عندى واحد فى بكالوريوس طب، إنتو عارفينه، بيجيلى من اسكندرية، آخر زيارة له بابص فى الورقة اللى دخلالى معاه لقيت سنة 52 سنة، أى والله، وعنده لسه باطنة وجراحة، ودخل الامتحان الشهر اللى فات، هزرت معاه وانا باقول له يا فلان همّا لسه بيسمحو للطلبة اللى فى المعاش إنهم يحضروا الامتحانات؟ خلى بالك يا إبنى آخر سنة دى بتبقى عاملة زى البوابة اللى حايخرج منها المريض للواقع اللى هوه هربان منه، والعيانين دول موتهم وهلاكهم يرجعوا للواقع، فما تتطمنشى قوى زى أهله ما بيقولوا إنه وصل سنة رابعة.

د.خالد عبده: ما انا مش متطمن، إنما مش عارف أقيس التقدم بإيه، لا بيذاكر، ولا بيشتغل، ولا بيروح الكلية، وحتى مش منعزل قدام النت وكلام من، ده يعنى لا بيخرج، ولا له اصحاب، ومابيشربشى سجاير ولا حاجة، بصراحة أنا مش قادر أتخلى عنه.

د.يحيى: شوف أما أقول لك، فيه حاجات كده بتحصل برغم إن الموقف يبقى مش مفهوم، وفيه حاجات كتير بينى وبينك، بنعملها لوجه الله واحنا مش واخدين بالنا، يعنى ساعات مابنقدرشى نحسبها، نقوم نسيبها تستمر، طول ما هى مستمرة ومافيش حاجة أوحش،

د. خالد عبده: يعنى ما دام ما فيش مضاعفات، تبقى ماشية، ساعات يعنى

د.يحيى: والله ما أنا عارف هوه فيه مضاعفات ولا مافيش

د.خالد عبده: عندك حق، الوقفة دى نفسها مضاعفات، بس برضه نرجع ونقول: إيه الحاجة إللى خلته يرجع بعد ما قطع أربع شهور، ساعات اللى حصل فى السبع شهور الأولانيين يبقى مش باين على السطح، يقوم يتخمّر جواه بعد ما يقطع، يلاقى نفسه كان وصل لحاجة مش واضحة وماكملتشى، يقوم ييجى عشان تكمل، من غير ما يعرف إيه هىَّ، ولا انت كمان تعرف إيه هىّ.

د.خالد عبده: يعنى أشد عليه أكتر؟ أهدده إن المسالة مش حا تتكرر؟

د.يحيى: تقريبا، يعنى المسائل تبقى أوضح، والأهداف المتوسطة تبقى محددة، وإعادة التعاقد أو إنهاؤه يبقى مطروح بعد النجاح فى الوصول للهدف المتوسط الأول فالتانى فالتالت، وهكذا، أو حتى بعد أى فشل فى أى واحد من الأهداف دى. بس ما تخليش الأهداف مجرد سمعان الكلام والمذاكرة، لازم البرنامج يشمل كل أو معظم نواحى الحياة، كل يوم كل يوم كل يوم، والمسألة ممكن توصل إلى إنك تقول له بصراحة: “إنت يا إما تسمع الكلام، يا أنا مش فاضى لك، يعنى ياتسمع الكلام يا مع السلامه، إنت تروح للزملاء بتوع الدوا وبس، يمكن يساعدوك من غير تضييع وقتى ووقتك، وتبقى واقعى وانت بتحسبها، وما تنساش إنك صغير، والحاجات اللى مش مباشرة دى بتعلمِّ أكتر، إنت مش مدرس بتدى دروس خصوصية، ده مرض، حتى لو معالمه غامضة، وانت طبيب، بس إياك يكون إنهاء العلاقة مجرد استسهال، يبقى حتى مش حاتتعلم، أنا لما كنت قدك كده، ويمكن أصغر منك، كان سنة 57 كان دكتور محمود سامى الله يصبحه بالخير، كان معيد وانا كنت نايب، فجبت له واحد قريبى شبه الحالة بتاعتك دى، كان فى ليسانس فى دار العلوم، أظن قعد معاه يجيى له فى القصر العينى ببلاش تلات اربع سنين، وماخدشى الليسانس ولا البكالوريوس بتاع دار العلوم لحد ما مات العيان ده من كام سنة كده، باقول لك إنه قريبى من بعيد، كان كل ما الدكتور محمود يقعد معاه آخر النهار فى العيادة فى قصر العينى، وببلاش، أقعد أقول لنفسى، يا صبره، هوه قاعد معاه بيعمل إيه، ولا بيقولوا إيه، أصل بصراحة قريبى ده كان دمه تقيل على قلبى، بعد كده عرفت إن تقل الدم ده بيبقى أحيانا مظهر من مظاهر المرض خصوصا لما يكون صاحبه راقد فى الخط زى العيان بتاعك ده، كنت أستغرب على الدكتور محمود، واقول يا ترى هوه قاعد معاه بالصبر ده عشان بيجاملنى ولا الحكاية تستاهل، وبصراحة اتكسفت أسأله أيامها، كنت صغـيـّر، قصدى يعنى من الحكاية دى إن بلاش يبقى توقيف العلاج مجرد استسهال أو يأس بدرى أو حاجة زى كده. العيان قريبى ده طلع فى الآخر بعد ما انقطع وسألت الدكتور محمود، طلع “فصام” من اللى بيقولوا عليه “بسيط”، وهو لا بسيط ولا نيلة، ده من ألعن الأنواع، لأنه بيتسحب من الأول بأعراضه السلبية، وفقد الإرادة، والكلام ده، بصراحة أنا اتعلمت من الحكاية دى، وبقيت أدوّر بعد كده على إعادة النظر فى التشخيص كل ما حالة تزرجن معايا، يعنى أنا اتعلمت منه معنى الصبر مع ناس توقفوا من الداخل أو من الخارج بهذه الصورة المفزعه، الحاجات دى بتعلّم أكتر من مجرد “ده ذاكر”، و”ده نجح”، لو المسألة اقتصرت على كده، تبقى مدرسة بقى مش علاج، قصدى أقول لك إنك وانت صغير لو بطلت علام من بدرى من الحالات الصعبة دى، مش هاتعالج ناس حتى أسهل بعد كده يعنى، ساعات يبقى الترموتر بتاعك بيقول إن الحالة مش نافعة، وانت بتكمل برضه تبص تلاقيك بتحس زى ما يكون تقدم العيان الحقيقى بيتراكم من وراك غصبن عنك. إنت لما بتزق واحد زى ده بتحرك الحياه نفسها، مش بتحرك الشخص، وساعات تلقط إنك بتحرك الحياة اللى جواك انت كمان، لو الحياة عند العيان ما تحركتشى، يعنى لو ماكنش مع الجهد اللى بتبذله، والوقت اللى بتديهوله يتحرك يبقى فيه حاجة تانية لازم تتحرك فيك من خلال العناد والرؤية والمراجعة والحسابات والحمد والصبر والإصرار والأمل والكلام ده كله، وإن شاء الله ربنا يوفقك ويوفقه؟

د.خالد عبده: كله على الله.

****

التعقيب والحوار:

أ. منى حامد              

حضرتك وصفت حالتين: حالة قريبك مع الدكتور محمود سامى وحالة طالب الطب وعمره 52

وكذلك ذكرت ان انهاء الدراسه هو خروج للواقع وان الواقع بيخوف المريض خوف البنى آدم من الموت، وكذلك ماوصفته عن الفصام البسيط الاخبث من اى نوع آخر، كل ذلك أوصل لى ما يلى:

إن الامل فى التغيير، التحسن، الشفاء او ..او اى وضع آخر غير تثبيت الوضع على ما هو عليه بيكون امل ضعيف جدا، واعرف ذلك ايضا من خبرتى المتواضعه

السؤال: لماذا التطويل إذن فى محاولة العلاج؟

د. يحيى

استمرار محاولات العلاج هو حق المرضى طول الوقت، والله وحده هو الذى يضع النهايات النهايات.

لو فتحنا الباب أمام إنهاء العلاج أمام الصعوبات كلها، أو احتراما لحسابات تنبع من الخوف أو اليأس أو الكسل، إذن فنحن نفتح باب الاستسهال على مصراعيه، ونبطـّل علاج.

أ. منى حامد              

لماذا يصر هؤلاء المرضى احيانا على علاقه مع المعالج حتى بعد كل هذا التبلد والانسحاب؟ وما هى دلالة الانتظام او العوده المستمره بعد كل انقطاع؟ 

د. يحيى

لأسباب كثيرة جدا من بينها: العادة، والاعتماد، والاستسهال، والتبرير، والأمل الحقيقى، والأمل الغامض، وتزجية الوقت.. (كفاية كده).

أما دلالة العودة فهى كل ذلك!!

أ. منى حامد              

هل هناك ضرر من استمرار العلاقة “العلاجية”، اذا صح تعبير “علاجية” فى هذه الحاله.

د. يحيى

أظن الرد جاء فى النشرة، وأيضا فى ردى عليك حالا – يا منى – وفى التعقيبات السابقة، المهم ألا يكون هناك ضرر من استمرار العلاج وألا تصبح كل وظيفة المريض فى الحياة أنه “متعالج مزمن”!

أ. منى حامد              

حضرتك اقترحت انهاء العلاقة فقط لصالح الطبيب؟ هل هناك مصلحة للمريض نفسه فى انهاء العلاج؟

د. يحيى

لا أظن أننى ذكرت ذلك تحديدا

 برجاء الرجوع لأصل النشرة.

فإن كنت قلته فأرجو تصحيحه:

 إن مصلحة المريض تأتى دائما فى المقام الأول

أ. منى حامد              

 لدى مثل هذه الحالات، ولاتزال تسبب لى كثيرا من الحيره ويبقى البحث عن الجدوى والمصداقية سؤال مؤلم. ويبقى انهاء العلاقة حل لا يخلو من إحساس بالذنب والتخلى.

د. يحيى

ولهذا أنشر هذا الباب بانتظام.

 د. أسامة فيكتور

… مش برضه تقل الدم، والبخل ده بيبقى أحيانا مظهر من مظاهر المرض خصوصاً لما يكون صاحبه راقد فى الخط زى العيان بتاع الحالة دى؟

د. يحيى

أحيانا، وليس دائما، أو ربما غالبا

د. أسامة فيكتور

ازاى لمّا بتزق واحد زى ده يتحرك وهوه مزرجن كده، الحياة نفسها بتتحرك بدال الشخص؟

أفهم أن تتحرك الحياة داخل المعالج، ولكن لا أفهم كيف تتحرك الحياة نفسها.

 د. يحيى

علاقتى بالحياه يا أسامة هذه الأيام تنفصل أحياناً عن “الأحياء”، كأنها كيان قائم بذاته ونحن جزء منه، وبالتالى إن لم تتحرك الحياة فى مريضنا تحركت بنا لنا، وله

ما رأيك؟

 د. مروان الجندى

أوافق على رد حضرتك على المعالج من حيث ضرورة الاستمرارية فى مثل هذه الحالات، وعدم استسهال إيقاف العلاج حتى لو لم يوجد تحسن فى الحالة، وبالرغم من موقف الأهل على الرغم من صعوبة تنفيذه أحياناً بسبب اليأس.

د. يحيى

ربنا يقدرنا، ونعرف نحسبها كويس!!

د. مروان الجندى

لدى سؤال:

ماذا أفعل إذا اتصل بى الأهل من وراء المريض وطلبوا منى صراحة أن أتصل به تليفونياً وأخبره بألا يأتى إلى الجلسة بأى عذر لأنهم يرون أن ابنهم ليس مريضا، دون أن أبلغ المريض بأنهم فعلوا ذلك؟ بحيث يظهر أنهم موافقون على علاجه أمامه، ومن ورائه لأ؟

د. يحيى

ما هذا؟!! ما هذا؟!! ألم أنصح أو انبه أو أذكر ألا نعطى أية معلومات عن المريض إلا للمريض وأمامه وبإذن منه، فما بالك بالهاتف؟ إياك إياك إياك.

من حق المريض أن يتكلم من ورائهم وليس من حقك أو حقهم أن تتكلموا من ورائه.

(استثناء: إلا حسب نصوص قانونية فى الأحوال القضائية(

 د. مدحت منصور

الدكتور المعالج راجل طيب بس مش كان يخفض من أتعابه شوية للولد الغلبان ده، مش يمكن مقاومة أهله كانت قصر ديل يعنى مع إنى أشهد بأننى لم أر هذا النظام إلا عندكم و لم يقابلنى فى أى مكان آخر.أحسست إن المعالج هدّى مع المريض يعنى ماضغطشى ويعنى إيه مريض ما ياخدش دوا إن كان لازمه دوا، أنا فاكر كلمة حضرتك المشهورة (خلاص شوفلك دكتور غيرى) والله ما زلت رغم الحب وسنى ده با اخاف منك حقيقة، ومن الحب والاحترام والخوف: مرة منك و مرة لحسن تزعل نـَمـَتْ علاقة علاجية رائعة بل وإنسانية.

د. يحيى

هذا صدق طيب

 أ. رامى عادل

لا اعلم لم تذكرت حكمه تقول: “معللا بالوصل والموت دونه” وكان الوصال هو ماء المحاياه، رغم أن الجميع يبحث عنه بعيداعن الناس، فى دور العباده، أقصد أن الإنسان طالما يسعى ليجده فى بنى أدم، سيصل باذن الله، وجود إنسان يمثل هذه القيمه صعب للغايه، لكن لا مانع أن نمرعلى غير المرغوب فيهم.

د. يحيى

مرة أخرى أشكرك يا رامى

لقد اقتربتَ كثيرا من كل الناس.

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – نشرة الإنسان والتطور: 20-4-2010  www.rakhawy.net

 

2 تعليقان

  1. المقتطف / ( المسألة بينى وبينك مش كلها طب فى طب، دى فيها جزء أخلاقى، وجزء دينى، وجزء عاطفى، إنت طبيب، وصحيح هوه كل ما بييجى أديك بتعالجه، بس العلاج له مواصفات، ومحكات، ومراحل، ومراجعة، مش يعنى إنه ييجى وخلاص، وإذا وصلت إن ما فيش حركة خالص، يبقى من حقك تفكر تدى وقتك لحد تانى )
    التعليق / إذا ادرك المعالج إن المسألة لم تقتصر على كونها طب فى طب و حرص على تحقيق اجزاءها التى تفضلت بذكرها يا مولانا الحكيم الجزء الأخلاقي و الجزء الديني و الجزء العاطفي حينها يستشعر حركة الحياة على النحو الذي تشير إليه يا مولانا و أيضا يلمس حركة المريض حتى لو كانت بطيئة أو غير واضحة و ما يتحرك فيه هو نفسه أيضا
    حسيت إن المفتاح فى تكامل أجزاء عملية العلاج على هذا النحو يا مولانا و كأن فيه كلمة السر مشمولة بإخلاص النية
    تعيش و تعلمنا يا مولانا ربنا يزيدك و يبارك فى عملك و علمك

  2. المقتطف/ إنت لما بتزق واحد زى ده بتحرك الحياه نفسها، مش بتحرك الشخص، وساعات تلقط إنك بتحرك الحياة اللى جواك انت كمان، لو الحياة عند العيان ما تحركتشى، يعنى لو ماكنش مع الجهد اللى بتبذله، والوقت اللى بتديهوله يتحرك يبقى فيه حاجة تانية لازم تتحرك فيك من خلال العناد والرؤية والمراجعة والحسابات والحمد والصبر والإصرار والأمل والكلام ده كله، وإن شاء الله ربنا يوفقك ويوفقه؟
    التعليق: توقفت كثير هنا .. اظن ان هذا هو جوهر العلاج وغايته وان تعثرنا . اشكرك دكتور يحيي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *