نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 11-5-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5366
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه
الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (58) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
****
الحالة: (58)
ضبط جرعة الرؤية أثناء العلاج [1]
(والعلاقة الممتدة بين الإبداع والصرع والمرض النفسى)
د.أشرف مختار: ….، هى ست عمرها 28 سنه، حضرتك كنت محولها لى من حوالى سنتين ونص، هى متزوجه وخريجة كلية فنية تشكيلية، وهى أم لطفلة عندها 4 سنين. هى كانت جايه بشوية أعراض كده مش محددة قوى، يعنى بتقول إنها متضايقه، ومش على بعضها، وماعادتشى مستحملة، لا حضرتك حبيت تقول إنها اكتئاب كالعادة، ولا انا لقيت نفسى حاستفيد من اليافطة، هى عيانة وبتشتكى ومحتاجة مساعدة، وخلاص
د.يحيى: الله نوّر، كده العلام ماشى صح، هى بتشتغل؟
د.أشرف مختار: آه، يعنى، هى ما كانتش بتشتغل، هى يعنى بتشتغل بطريقة خاصة شوية، هى فنانه مبدعه، بتخـّلق تماثيل وحاجات كأنها بتصنّع الحياة نفسها، ونحتها من أروع ما يكون، بصراحه هى إنسانة مبدعه جدا، وبرضه حلوة، ولها حضور، وانا بانبسط لما بتيجى كل جلسة.
د.يحيى: كويس إنك راصد نفسك فى نفس الوقت، هوه جوزها بيشتغل إيه؟
د.أشرف مختار: جوزها كمان مبدع ، بس موظف إبداعه بطريقة عملية، بيشتغل فى المقاولات بياخد مقاولة التصميم الداخلى للأماكن، وهات يا جمال وتجميل، وكسب عملى وحاجات كده.
د.يحيى: فيه عندها تاريخ عائلى إيجابى لأى مرض من أمراضنا؟
د.أشرف مختار: بصراحة أيوه، تاريخ إيجابى طيفه واسع جدا، كل حاجة تقريبا، يعنى اكتئاب على فصام على إبداع، على اضطراب وجدانى مختلط، على مزيكا، على رسم، على كل حاجة
د.يحيى: والمزيكا والرسم دول برضه أمراض ولا إيه؟
د.أشرف مختار: لأ يعنى حضرتك علمتنا ندوّر على التاريخ العائلى من الناحيتين
د.يحيى: تمام، الله ينوّر
د.أشرف مختار: بصراحة أنا بقيت مستغرب، عيلتها كلها عندهم كل حاجه، التشكيله كلها موجوده
د.يحيى: وتاريخها السابق هى؟
د.أشرف مختار: برضه ملان، أغلبه اضطراب وجدانى، بس بعض التقارير اللى شفتها فيها صرع برضه، كان عندها صرع…
د.يحيى: التقارير بتاعتها هى شخصيا ولاّ تقارير قرايبها
د.أشرف مختار: لأ هى، لأ هى شخصيا.
د.يحيى: فيه فى عيلتها صرعيين تانيين؟
د.أشرف مختار: ما اقدرتش أحدد من وصفها، لكن يمكن فيه
د.يحيى: وهى كانت بتتعالج قبل كده ، مش كده؟
د.أشرف مختار: أيوه، هى كانت ماشيه على حاجات منظمات للمزاج، ومضادات للصرع، وبعدين فى بداية الشكوى اللى هى جايه بيها، كانت عايزه تعرف هوه اللى عندها ده صرع ولا مش صرع، أصل نوبات الصرع الظاهر كانت بتتبادل مع نوبات تانية برضه، زى انشقاق كده.
د.يحيى: بقالها قد ايه معاك؟
د.أشرف مختار: سنتين ونص
د.يحيى: يا خبر !! ده انت لازم حفظتها صم
د.أشرف مختار: آه ، تأكدت من إن عندها اعراض تحوليه Conversion (هستيرية) برضه، ولو إن مش لايقة عليها، وده اللى خلانى أفكر إن مش كل النوبات، نوبات انشقاقية Dissociation، واخده شكل الصرع وإنها بتتبادل مع نوبات صرع برضه، ودى كانت ورطه كبيرة مش سهلة، عشان ما كنتش باقدر أحدد النوبة دى من دى، لكن بعد ماغوطنا فى العلاج، يعنى بعد فتره ما بقتش دى المشكله الأساسية، أصل ظهر بقى عندها احتياجات جامدة مش مشبعة، من ناحية جوزها، وضح إنها عايزة تتشاف بحق وحقيق، مع إنها بتشتغل، وشغلها بيخش معارض، وبيبيع، وبياخد تقدير يستاهله، وبقى لها موقع على الانترنت، ومع ذلك احيتاجها شديد إنها تتشاف، الظاهر هى غير شغلها، أنا استنتجت كده، زى ما يكون هى فصلت نفسها عن شغلها، فبقى شغلها يتشاف على حسابها، حاجة كده، مع إنها عملت شكل جديد غير مسبوق فى شغلها، والأمور ماشية، وناجحة تمام قوى وخلاص، والعلاج عمل اللى عليه، لكن بصيت لقيت بعد سنه ونص المسائل مش هيه، المشكله فى اللى جاى، بصراحة أصلها رجعت من حوال شهر ونص كده.
د.يحيى: هى كانت انقطعت خالص يعني؟ ولا ايه؟
د.أشرف مختار: آه ، كنا خلصنا بعد السنه ونص تقريبا، وكانت الدنيا مشيت كويس قوي، بس من حوالى 6 اسابيع كلمتنى وقالت لى انا محتاجه إنى آجى، وجت، فانا قلت لها خير؟ قالت لى حسيت إنى محتاجه إنى آجى، عملنا اتفاق جديد نقعد مع بعض 6 جلسات نشوف ايه اللى موجود، وبعدين نتفق حانكمل، ولا مش حانكمل
د.يحيى: طيب ما هو كل ده صح، عايز إيه بقى ؟
د.أشرف مختار: هى بدأت تقول لى ان انا شغلى متأثر، مش قادره اكمل، أصل هى مش بس ذكيه جدا، لأه دى كمان عندها حضور كده يا دكتور يحيي، وعندها رؤية، ورؤية الرؤية، والحكاية دى عماله تزداد وضوح، وخصوصا رؤية الداخل، يعنى شايفاه بشكل واضح جدا، يعنى زى الكتاب ما بيقول يعني….
د.يحيى: أنهى كتاب ؟
د.أشرف مختار: كتاب حضرتك، السيكوباثولوجى، وبعدين الرؤيه بقت غير محتملة، وهى شعرت من خلالها تقريبا إن الموت قريب جدا
د.يحيى: الموت قريّب عشان الرؤية مش محتملة ؟ ولا إيه ؟
د.أشرف مختار: آه، يمكن، الرؤيه صعبة جدا، وواضحة جدا، وباين إن العملية الابداعية مابقتشى كافيه انها تستوعب لا الرؤية ولا الطاقة اللى بتتفجر جواها، والظاهر ده خلاها تخش فى أعراض تحولية، ونوبات انشقاقية اكتر واكتر، وبقت مش عايزه تروح الشغل ومتراجعه عن كتير من اللى كانت بتعمله.
د.يحيى: والجنس ؟
د.أشرف مختار: الجنس شغال
د.يحيى: مع جوزها ؟
د.أشرف مختار: آه..، جوزها راجل كويس جدا، راجل كويس فعلا، يعنى متفهم كويس قوي، لكن يبدو إن ده مش كفاية، ناقصها حاجة
د.يحيى: ازاى؟
د.أشرف مختار: يعنى جوزها مهما عمل، شكاواها زى ما هى، وضيقها عمال يزداد حده معاها، لحد ما قربت تبطل شغل فعلا، وشغلها هوه إبداعها، دى ست بصراحة ما حصلتشى
د.يحيى: يابنى دا حقد ، مش علاج، يا راجل اقرا قل أعوذ برب الفلق، تلاقيها اتنكست عشان انت نقرتها عين
(ضحك)
د.أشرف مختار: بصراحة أنا فعلا باحقد عليها ، يجوز، بس عايز لها خير أكتر، يبقى مش حقد، أنا يا دكتور يحيي،…أنا تقريبا الحاجات كده ماشيه جوايا عكس بعض.
د.يحيى: السؤال بقى؟
د.أشرف مختار: انا شايف يعنى مثلا إن حضورها الجلسات، وهى عندها استعداد لمزيد من الرؤية الصح الحادة دى، زى ما يكون بيحركها جامد جدا وبيقلبها جامد جدا ، الرؤية بتزيد، وبدال ما تحركها، بتعطلها.
د.يحيى: طيب ما انت شايف صح أهه، فين العكس بقى ؟
د.أشرف مختار: العكس إن لو ده صح يبقى المفروض بقى ما كملشى معاها، يعنى المنطق اللى جوايا بيقول طب اكمل ليه جلسات ما دام بتعطلها، إنما فى نفس الوقت حاسس إنى لو بطلت، وهى بكل الاحتياج ده، وبالذات الاحتياج إنها تتشاف وتتقبل لحد ما تلم نفسها، يبقى أنا تخليت فى وقت مش مناسب، ومش عارف بالشكل ده إمتى حاييجى الوقت المناسب.
د.يحيى: مش احنا اتكلمنا كتير قبل كده فى حكاية “جرعة الرؤية” و”لزوم الوقت الكافى” و”التوقيت المناسب”…
د.أشرف مختار: أيوه، لكن الكلام شىء والتطبيق شىء، ثم دى حالة خاصة، لأن فيها إبداع وصرع، ونجاح، وانشقاق، داخلين فى بعض بشكل صعب جدا، مش عارف أضبط جرعة إيه ولا إيه، ولا عارف الوقت اللازم قد إيه، أنا جيت أعزم عليها بإن كفاية كده، رحت فاكر الموت القريب اللى اتكلمت عنه، واللى هى بتشوفه جواها، تراجعت وأجّلت..
د.يحيى: ايه بقى حكاية الموت القريب ده؟
د.أشرف مختار: ما هو ده اللى انا اتكلمت عنه، زى ما يكون اختيار الموت، قريب جدا منها برغم كل النجاح ده
د.يحيى: فيه حد فى عيلتها انتحر؟
د.أشرف مختار: آه
د.يحيى: كام واحد
د.أشرف مختار: هى اللى تعرفه واحد، بتقول إنه اختفى وكان تعبان، وغالبا انتحر
د.يحيى: قالت لك إيه بالضبط؟
د.أشرف مختار: هوه كان شاب برضه، حاجه وتلاتين سنه، وكان موسيقار واختفى، ما قالتشى أكتر من كده.
د.يحيى: هل فيه سؤال تانى غير إنك تكمل ولا ما تكملشى؟
د.أشرف مختار: الحاجه التانيه هى عن دور الدواء، إحنا عندنا هنا إكتئاب وصرع وانشقاق واحتياج، أعمل إيه؟ أنا كتبت ليها دوا بس دوا بين البينين كده، حسيت زى ما اكون بارقص على السلم، يعنى كتبت لها إستيلازيل 2 ملجم علشان يهدّى اللى بيتقلب جوه على مزاجه ده شوية يعنى.
د.يحيى: هو ده كل اللى بتاخده؟
د.أشرف مختار: لأ ما هى بتاخذ ديباكين 500 طول الوقت عشان الصرع، بس أنا حاسس إنها محتاجة حاجة أقوى عشان نهدى الحاجات التانية اللى بتتحرك جواها دى.
د.يحيى: عندك حق، بس احنا بنظبط جرعة الدوا بحيث ما يعطلشى شغلها، وخصوصا إذا كان شغلها هو إبداع من النوع اللى انت حكيت عنه ده، بس هى بطلت تشتغل للأسف زى ما انا فهمت منك، فالخوف إن لو زودنا الدوا، تبطل أكتر
د.أشرف مختار: ده صحيح، يمكن عشان كده إديتها الجرعة الخايبة دى
د.يحيى: بس مش للدرجة دى، إنت تزق ناحية شغلها من خلال علاقتها معاك، وفى نفس الوقت تزود الدوا اللى بيظبط الداخل بعد ما عجلة الشغل تتحرك شويتين، وتستمر تشتغل ولو تحت ضغط، لحد ما انت تشعر إن التراجع بقى صعب، ولو من خلال ضغطك المسئول، يعنى من خلال علاقتكم العلاجية.
د.أشرف مختار: …. علاجية إيه! ما هو الست أسابيع آخرهم الأسبوع اللى جاى.
د.يحيى: ما هو الكونتراتو(العقد) مفتوح، مش انتم قلتم بعد الست أسابيع يا نبطل يانكمل
د.أشرف مختار: أنا متوقع الجلسه اللى جايه حاتقوللى لأه أنا محتاجه إن الجلسات تمتد
د.يحيى: ويجرى إيه ، ما هو ده حقها، بس انا حاسس إنك مش عايز
د.أشرف مختار: مش مش عايز، أنا خايف نكمل وهى ما بتشتغلشى، تستحلاها، وخلاص
د.يحيى: يا خبر !! عندك حق، بس دى حالة صعب إنها تهمد، الحالة دى بكل هذه الطاقة الإبداعية اللى فيها وفى عيلتها بالشكل ده، وبرضه بكل تشكيلة الأمراض اللى فيهم دى، ومع وجود حكاية الموت القريب ده، يبقى قرار التبطيل مش سهل، مهما كان التكميل فيه مخاطر أو صعوبات.
د.أشرف مختار: بصراحة أنا حاسس إنها ورطه أكبر منى
د.يحيى: وإيه يعنى، ما كل شغلنا أكبر منا، بش مش اكبر من ربنا، إحنا بنعمل اللى علينا وربنا بيسهل، إحنا ما عندناش جدول ضرب نمشى عليه، وانت بتعمل اللى عليك، وجوزها بيعمل اللى عليه، وهى كمان يا أخى باين بتعمل اللى عليها، يبقى تاخد الفرصة.
د.أشرف مختار: بس انا خايف
د.يحيى: ما هو ده برضه حقك ومسئوليتك فى نفس الوقت
د.أشرف مختار: الحقيقة أنا خايف ومحتاس، وساعات أحس إنها لاقطة خوفى ده
د.يحيى: بصراحة فى العلاج النفسى الجد، مش عيب إنك تخاف، بس الخوف شىء والتردد اللى يقعد أكتر من اللازم شىء تانى، وبرضه مش عيب إن عيانتك تلقط خوفك، ده يمكن ده يشعرها قد إيه انت مسئول وواخد الحكاية جد، أنا عاذرك فعلا، وواصلنى إن الحاله دى مش سهلة على أى حد، وأعتقد إن مزيد من توثيق العلاقة بينكم، حايسمح بمزيد من الضبط والربط، يعنى ننسى حكاية الرؤية والداخل والخارج دلوقتى شوية، ونركز على الشغل، والنحت والمعارض والأتيليه والكلام ده، نركز بضغط كإنه شرط استمرار العلاج بصراحة، أنا عارف إنك عارف طبعا عيلتى والبلاوى اللى فيها، أنا اتعلمت منها ومن نفسى ومن العيانين إن الواحد محتاج قضبان وفرامل، وبعدين كل حاجة تييجى بعد كده واحدة واحدة، لو ضامنين حكاية القضبان والفرامل دى، يبقى فاضل توجيه الطاقة وضبط السرعة، واحنا بعد كده كل اللى علينا إن احنا نمشى جنب القطر طول الوقت عشان نعدل الحسبة أول بأول، وده يمكن اللى بنسميه “المواكبة“، القضبان هنا هى الشغل اليومى المنتظم المستمر، والفرامل هى الدوا بجرعة ما تخليش الفرامل تزرجن وتقفش، ومع المواكبة يمكن تشوف أول بأول الحسابات اللى تورينا مشينا قد إيه وحانوصل إمتى وكلام من ده، ولو ان فى رحلة الحياة، اللى العلاج هوه الماكيت المصغر بتاعها، ما فيش حاجة اسمها وصول، فيه حاجة اسمها استمرار، العيانة دى طالما هى عملت إنجازات موضوعيه، يعنى شهد لها العالم خارجها من النقاد والمعجبين اللى قدّروا شغلها واشتروه وكلام من ده، يبقى احنا عندنا ثروة تطمئنّا إنها إذا عادت لشغلها حايبقى مكسب جامد للمشوار العلاجى، مش المهنى ولا الفنى بس، لكن لازم ما تنساش مرة تانية إنها بنى آدماية قبل ما تبقى مبدعة أو فنانة، وأعتقد إنك إن شاء الله حاتقدر تربط بين حاجتها للشوفان كإنسانه، وحاجتها للشوفان كمبدعة، خصوصا لو نجحت إنك تسخر رؤيتها الحادة دى إنها ترصد الوصلة الصعبة بينها وبين شغلها، هى صعبة، لكنها موجوده، بس خلى بالك، لا إنت ولا هى حاتعملوا وصلة صناعى، لأه، إنت حا تدور على الوصلة، هى موجودة خلقة ربنا، حاتلاقيها بس مستخبية ورا شوية وحدة، على شوية خوف من الانتماء للنجاح لذاته، على كلام من الصعب ده.
د.أشرف مختار: هوه كلام صعب فعلا
د.يحيى : ما هو كل حاجة صعبة، لحد ما ربنا يسهلها، وربنا بيسهلها لما ينور بصيرتها وبصيرتنا إننا نحافظ علينا زى ما خلقنا، إنت عارف أنا بتوصلنى الدعوة اللى بتقول “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا” ازاى؟ يعنى معناها إن كل حاجة صعبة إلا اللى اتظبطت على القوانين اللى اتخلقنا بيها، مش اللى لعبنا فيه لحد ما خلت النجاح يحل محلنا، أو الإبداع يبقى برّانا أو على حسابنا، حاجة زى كده.
د.أشرف مختار: يتهيأ لى كده بقت أصعب
د.يحيى: عندك حق، إسمع لما أقول لك ببساطة: إحنا عندنا فى الست الرائعة دى مصيبة سوده بتكركب الدنيا على دماغنا اسمها شوية أمراض داخلة فى بعضيها، وعندنا فى نفس الوقت نـِـعَمْ كتير جدا بتفتح لنا فرص ما لهاش آخر، يعنى ذكاءها، وتاريخها، وإبداعها، وجوزها، ورؤيتها، واستمرارها، والتزامها، الحسبة لازم نحسبها طول الوقت من الناحيتين، حتى حكاية الموت القريب ده، هوه ممكن يبقى لها وعليها، الموت عند المبدع ساعات بيكون خطوة هامة فى مسيرة إبداعه إذا كان إبداع جامد قوى، لأنه هو بيتخلق من خلال إبداعه من أول وجديد، يبقى مات وصحى، يبقى الموت قريب فعلا عند أى مبدع حقيقى جاد، فإنت ما تخليش كلامها عن الموت القريب عائق عن استمرار الحسابات بكل جدية، وأديك أهه بتلجأ تطلب المساعدة من الإشراف أول بأول، ولا يهمك، ويبقى الهدف هو إطلاق الطاقة اللى احنا واثقين من وجودها من تاريخها المرضى وإنجازها الإبداعى مع بعض، أيضا من تاريخ عيلتها، إطلاق الطاقة دى إلى مجالها الإيجابى بشكل منتظم ومستمر.
د.أشرف مختار : يعنى أكمـّل؟
د.يحيى : يتهيأ لى فى المرحلة دى إن ده الاحتمال الأرجح، إنت قطعت مشوار كبير وصعب، كتر خيرك، وممكن تكمل بخوف أقل، وبلاش حكاية الموت القريب دى تنط لك كل شوية، وإلا مش حاتعرف تتحرك، إنت ما دام إديت الدوا، وعملت حساباتك صح، وبتسأل أول بأول فى الصعوبات اللى بتقابلك، يبقى فيه بعد كده حاجة اسمها قضاء وقدر بتاع ربنا، وإلا مش حاتروح ولا حاتييجى، ولا حد حايخف عمره.
د.أشرف مختار : طيب وإذا هى ما سمعتش الكلام وما اشتغلتش وما التزمتشى، أنا ما زلت حاسس إننا لو وقفنا بعد الست أسابيع اللى اتفقنا عليهم يمكن يكون أحسن ولو مرحليا.
د.يحيى: ما اخبيش عليك، بصراحة يمكن، بس فيه طريقتين إنك توقف، الطريقه الأولى إنك توقف وبس حسب الاتفاق، يعنى “مش إحنا إتفقنا يابنت الناس على 6أسابيع ، أهم خلصم، وأنا واثق فيكى ومع السلامه”، حتى ماتقولشى لها: وإذا عوزتينى إبقى أطلبينى، الطريقه التانيه هى إن “..كفاية كده فى المرحلة دى، ونوقف لمدة”، مدة طويلة شويتين، يعنى سنة ، ست شهور، و”إذا عوزتينى إبقى أطلبينى”، أظن فى الحالتين، وهى بالتاريخ ده، حا تتعب شوية، إنما حاتلاقى نفسها جوه بحر الواقع، وهى بتعرف تعوم كويس، فحتستعيد قدراتها وهـُبْ يمكن تعملها وتوصل للشط وبعدين تنزل وتطلع زى ما هى عايزه، ما هو يمكن فى الحالات دى، التوقيف والعودة، والتوقيف والعودة، يبقى زى النوم والصحيان، حاجة كده تفكرنا بأفكارى عن الإيقاع الحيوى، اللى باشوفه أكتر وضوحا فى المبدعين، مع إنه زى ما انتوا عارفين، أساس فكرى فى كل حاجة. هو اللى بينام مش بيطبل صحيان برضه، وبعدين يصحى يبطل نوم، فأظن إن هى إن شاء الله قادرة إنها ترجح الكفـّة الإيجابية بعد كل دورة “وصل وفصل”
د.أشرف مختار : أنا حاسس إن لو وقفنا دلوقتى العلاقة كده تبقى انقطعت
د.يحيى : ما أظنش، أعتقد إن استمرار الإيجابية فى العلاقة مش مرتبط قوى بإنها تيجى أو ما تجيش قد ما هو مرتبط باللى انت تمثله لها بعد سنتين ونص، ودى مدة مش قليلة.
د.أشرف مختار : أنا عايز أحس إنى عملت اللى علىّ
د.يحيى : هوه انت عايز تعمل إيه أكتر من كده؟ دى حالة يعنى مستلمينها ملانة كل حاجة، يعنى من الناحيه الوراثية دى عيلة عندها كل هذا الزخم من الحركية ومن التقليب ومن الاستهداف للفركشة، وانت صبرت عليها، ووقفت جنبها، وحبيتها، وفرحت بيها، وحافظت على المسافة، وعلى الوصلة اللى بينك وبينها، مش هوه ده العلاج برضه ولا إيه، وأنت عملت ده مره ومرة تانية وعشرة، إحنا مش مطلوب مننا إن احنا نعمل معجزات، إنت وانت بتكمل بتعمل ضبط وربط، وانت بتبطل بتبقى فى المُتَنَاول حتى لو ما قلتلهاش، وواضح إنك حريص طول الوقت إنك ما تفتحشى باب الاعتمادية على مصراعيه، عايز إيه أكتر من كده عشان تبقى أديت واجبك وتحمد ربك على كده
د.أشرف مختار : الحمد لله
د.يحيى : وبعدين أنا لازم أشكرك إنك وريتنا الوصلة اللى باتكلم عليها عمال على بطال، الوصلة بين الإبداع، والصرع، والمرض، والوراثة، والكلام ده كله اللى ما ليش شغلة إلا إنى أقول وأعيد وأزيد فيه، لأسباب خاصة، وبرضه أسباب موضوعية وعلمية، مش كده ولا إيه؟
د.أشرف مختار : أيوه كده
د. يحيى: متشكر
د. أشرف مختار: أنا اللى متشكر.
****
التعقيب والحوار:
د. مدحت منصور
أنا فرحت بالدكتور أشرف مختار لأنه متعلم كويس بس خفت عليه ليلغى رؤيته مقابل رؤية حضرتك فميحصلش الصراع والجدل بين الوعيين فنخسر دكتور واعد وذكى، أنا بـَـاكـْـرَه اليافطة التشخيصية اللى تتحط على المريض بدون داعى من دكتور حقانى جدا بيتصور إنه بيدى المريض حقه ولكن أنا متصور إنه طول ما المريض يقول عايز آجى للدكتور يبقى فعلا محتاج الدكتور والعكس غير صحيح، نيجى للموت القريب فى كثير من انتكاساتى الحادة كنت باشعر إنى مت وعدت للحياة معنى ذلك إنه فى مفهومى المعرفى إن قرب الموت هو قرب الانتكاسة وهو قرب البعث وشكرا لحضرتك.
د. يحيى:
الله نوّر
د. على الشمرى
… عندى تساءل هل ينفع مع هذه الحالة والتى تعانى من نوبات الصرع (وتاخذ دواء) وتعانى اعراض تحولية مع نوبات انشقاقية Dissociation وسؤالى ينفع مع هذه العيانة العلاج السلوكى غير الدوائى والعلاج النفسى فمثلا التحكم بالتنفس والاسترخى واعادة التركيزعلى عناصر خارجية بدلا من التركيز على فكرة دنوالاجل او الجنون ام ان ذلك يتوافق مع علاجات دوائية متعددة واسااليب علاجية مختلفة مع خالص تحياتى لك وللدكتور اشرف مختار
د. يحيى:
فى حالات الصرْع الواضحة مثل هذه الحالة لابد من الالتزام بمضادات الصرْع حتى تختفى النوبات تماما ولمدة سنتين على الأقل ثم تنتقص تدريجيا، ثم يضاف إلى ذلك أى علاج مفيد، وفى هذه الحالة بالذات لابد من تناسب جرعة العقاقير وتنويعها وتوقيتها مع حركية الإبداع التى هى البديل الإيجابى الرائع لدفقة الصرْع وأظن أن العلاج السلوكى وخاصة كما هو شائع ليس هو العلاج الأمثل الذى يمكن أن يقوم بكل ذلك.
وفى كلِّ خير.
د. أميمة رفعت
الحالة ثرية وجميلة فعلا. وقد أعجبنى عمل د. أشرف ففيه شوفان جيد جدا لمريضته وحساسية مرهفة، ووعى ممتاز بالعلاقة بينه وبينها بالرغم من صعوبة الحالة .
أعتقد أنه أحيانا يكون هناك “كيمياء” خاصة بين المعالج ومريض ما لا أعرف سببها ولكنها تدفع العلاج أسرع فى الطريق الصحيح .
د. يحيى:
هذا صحيح، وعندى لهذه الكيمياء التى تستعمل مجازا، ترجمة بيولوجية تجعلها أقرب إلى لغة الطاقة الحيوية، والوعى، والتشكيل…إلخ، لكن ليس هذا مجال شرح تفاصيلها هنا الآن.
د. محمد أحمد الرخاوى
فكرتنى الحالة دى اد ايه غباء المتجمدين من كل دين وادعاءاتهم باحتكار الحقيقة
والحقيقة هى ببساطة ما نسعى اليها طول الوقت كدحا اليه الينا
فعلا صعوبة الرحلة وضبط الجرعة (العمل مع الامل مع الرؤية) هو كل التحدى
ولذلك خلقهم!!!!!!!!!!
د. يحيى:
أوافق
وأتمنى أن يصلك شخصيا يا أبن أخى بعض ما تكتبه.
د. محمد الشرقاوى
يا دكتور يحيى معلش استحملنى مش من اسباب المرض النفسى انه قلة الايمان ولو الواحد اعتصم بدينه وايمانه هو ده طوق النجاه فى الحياه الدنيا من الجنون(نار الدنيا) والايمان هو حصيله التدين الصحيح والفهم الصحيح للدين والتمسك بسنه الرسول (ص) والفرائض واذا ماكانش ايمانا وربنا يثبتنا فى الدنيا مين اللى يقدر يثبتنا ويقوينا حتى نفسنا ماتقدرش على التثبيت الحل فى ايه غير اللى خلقنا انا برضوا فى سؤال دايما ملح على اذا كان الواحد مايقدرش يعى من غير ايمان امال الناس الفاسدين وقطاع الطرق والعصاة عايشين ومرتاحين البال ازاى؟.
د. يحيى:
ليسوا مرتاحين البال جدا
هناك مستويات كثيرة لراحة البال
كما أن هناك مستويات كتيرة لما يسمى الدين والتدين لكن يوجد طريق واحد للإيمان، وقد أوضحت رأيى فى عمق وبيولوجية هذا الطريق دون أى تفسير للنص المقدس بالعلم خصوصا العلم المغلق أو العلم السلطوى فهذا ما أرفضه.
ويمكنك مؤقتا الرجوع إلى أطروحتى حول هذا الموضوع عن الغريزة التوازنية ([2]).
أ. رامى عادل
عايز اقول ان رؤية الداخل بتبعد البنى ادم جدا، زى ما يكون ادامك حد شايفه لكن مش طايله، وشىء داخلى بيندهك تمشى وراه فى سكته (مجنون/طبيب)، وهات يا مغارات ومدن، يعنى رحله ممتده وخرافيه، مين يعرفك فيها؟! مين تفتكره وتنساه؟ أد إيه الارتباط مستفز ومميت، نغور فى الفين داهيه من غير ما تحبسنى فى شخص واحد. الناس اشكال والوان ولهجات، المبدع الحقيقى بيعيش التغيير ويسعى له، ويحب يشوف الجديد دايما فى الناس ونفسه، ولو يعيش بين اربع حيطان هيدور فيهم على المختلف المجهول، يعنى فى ناس عاديين او بيحاولوا يبانوا كده، اننا نتامل ونشوف، ما اجمل ان ينتقل المجنون بعالمه الخشبى الاصم الى داخل الناس، فيراهم بحق، ولسوف يكره نفسه وكل ما حوله، بعد ان تكتشفه الحقيقه الشنيعه، لن يستطيع بعدها ان يتوقف، دون ان يخدع بوهم الطيبه والرقه والجمال، الحياه قاتمه وليس لنا اليها سبيل، اغلق الباب فالموت فى انتظارك (يا د.يحيى)
د. يحيى:
لا يا رامى، لا يا إبنى
تبدأ برؤية رائعة، وتنتهى بستارة حالكة.
لماذا يا إبنى لماذا؟
أ. إيمان الجوهرى
اشعر بأن هذه السيده الجليله ينقصها احترام لمشاعرها الأنثويه ويمر العمر بها بدون ان تشعر بالمشاعر التى تمنت ان تشعر بها ربما منذ زواجها واكيد يعنى من 15 سنة.
فهل احساسى صحيح؟… فكيف نمنح هذه السيده احترام حقيقى لهذه المشاعر بطريقه غير مباشره؟
د. يحيى:
الاحترام بطرق غير مباشرة يبدأ من داخلنا، فى غياب الشخص الذى نحمل له هذا المعنى الطيب المهم، الاحترام بطرق غير مباشرة هو موقف طبيعى تلقائى يبدأ بالرؤية الموضوعية، وقد يقاس فى موقف العلاج بمعاملة المثل، والإحاطة بالظروف، ونفى الشفقة الفوقية، وهو يـُـشحذ بطول الممارسة، والتقمص الشجاع…، هو جزء لا يتجزأ من تدريب المعالج – وغير المعالج– على أن يكون إنساناً مفيدا كريما قادرا متواضعا.
___________________________
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 16-3-2010 www.rakhawy.net
[2] – أطروحة “الغريزة الإيقاعية التوازنية الإيمانية” نشرت فى مجلة سطور ، عدد يوليو 2004 “قراءة فى الفطرة البشرية الأسس البيولوجية للدين والايمان” www.rakhawy.net
المقتطف:_ وضح إنها عايزة تتشاف بحق وحقيق، مع إنها بتشتغل، وشغلها بيخش معارض، وبيبيع، وبياخد تقدير يستاهله، وبقى لها موقع على الانترنت، ومع ذلك احيتاجها شديد إنها تتشاف، الظاهر هى غير شغلها، أنا استنتجت كده، زى ما يكون هى فصلت نفسها عن شغلها، فبقى شغلها يتشاف على حسابها، حاجة كده، مع إنها عملت شكل جديد غير مسبوق فى شغلها، والأمور ماشية، وناجحة تمام قوى وخلاص،
التعليق:-
على الرغم من كل الكلام ده نلاقي كبرانها مقصور على الشطاره والفلوس والابداع وده جه على حساب حاجات تانيه اللي هي بتاعه الاخد والعطا الانسانى والعلاقة بالآخر
مندهش وقلقان_ وأنا في البداية_ من زحم الحالة ومهارة المعالج ووضوح رؤية حضرتك وصعوبة الشغلانة وحجم المسؤولية وبعيد القراءة ومحاولة الفهم والتعلم.
وصلني دلالة وأهمية البحث عن الإبداع في التاريخ الشخصي والعائلي لعلاقته الأساسية بالمرض النفسي.
كمان وصلني فايدة التشخيص كأداة لرسم المسار الأولي لكن دون تقييد الرؤية والحركة وفهمت خطورة إنغلاقي كمعالج على ما يعنيه التشخيص وخلاص ومدى اتساع المساحات اللي ممكن تتقفل وتضيّع فرص للعلاج والنمو ليا وللمريض لو قفلت عيني ووعيي أنا والمريض على التشخيص وخلاص.
كمان مكنتش بفهم أوي قول أدونيس “الموت ذلك الشعر الآخر”
فوصلني من النشرة أكتر لما شوفت الشعر ” الإبداع” بأنه ذلك الموت الآخر.
ووصلني الفرق بين المبدع نفسه وبين إبداعه والتفرقة بين شوفان احتياجاته كإنسان وبين شوفانها كمبدع وصعوبة ده عليه شخصيا وعلى المعالج.
فرحت بحذرك وانتباهك إلى “مدى اتساع المسافات”
شكرا جزيلا
صباح الخير يا مولانا:
المقتطف : إنت تزق ناحية شغلها من خلال علاقتها معاك، وفى نفس الوقت تزود الدوا اللى بيظبط الداخل بعد ما عجلة الشغل تتحرك شويتين، وتستمر تشتغل ولو تحت ضغط، لحد ما انت تشعر إن التراجع بقى صعب، ولو من خلال ضغطك المسئول، يعنى من خلال علاقتكم العلاجية.
التعليق : من أراد أن يتعلم ” فن وصنعة العلاج النفسى ” فعليه بمذاكرة هذه الفقرة وتطبيقها مرارا وتكرارا
شكرا يا ماجدة
ولكن دعينى أذكّرك أن العلاج النفسى هو من أصعب ما يمكن، أنت ذكرتِ أنه “فن وصنعة”، إذن فهو يحتاج إلى ممارسة ونقد وإشراف،
وهذا يتناقض جزئيا مع نهاية تعليقك “فعليه: بمذاكرة هذه الفقرة وتطبيقها مرارا وتكرارا” فالمسألة يا ماجدة ليست مذاكرة فقط، لكنها مشاركة إبداعية وتنمية مهارات، وحوار، ونقد وإشراف.
من رؤيتى لهذه الحاله، كيف لمثل هذه السيده التى تعانى من الصرع ومن امراض نفسيه اخرى والصراع الداخلى، ان تخرج من كل هذه الفوضى وتجسده فى عمل فنى ابداعى جميل بشهاده الناس ويقبلون على شراؤه. فهل اذا ما تم علاجها لتسكين اوجاعها الداخليه ممكن يؤثر على ابداعها؟ وهل لما قربت من طريق العلاج ابتعدت عن الرغبه فى الاستمرار فى عملها الابداعى ؟ كأن مرضها هو سبب ابداعها ؟! حقيقى حاله صعبه.
تلك هى المسألة الصعبة:
كيف نحافظ على تواصل الابداع دون أن يتمادى التشكيل أو إعادة التشكيل فى التباعد حتى المرض الأخطر
صعب؟! طبعا صعب
لكن هذه هى مهنتنا، وهى مهمتنا، لذلك لزم دوام التدريب، والاشراف، والحوار، والمراجعة.
عجبني تشبيه حضرتك بالقضبان و الفرامل ، و كأن الحالة شبه القطار السريع اللي بين محطتين و عطلان في النص و بنحاول نخليه يوصل للمحطة القادمة بسلام من خلال تشغيل المحرك تاني ( الإبداع اللي عندها و الشغل اللي اتعطل مرة تانيه )
شكرا
ولكن: ماذا تقصد بـ “من خلال تشغيل المحرّك”
أعتقد أن المحرّك لا يتوقف بالمرض النفسى، وإنما هو يعمل فى غير الاتجاه الصحيح، كما أن الإشكال أن أكثر من محرك يعمل فى نفس الوقت، ونحن نحاول أن نعود بكل المحركات إلى التناغم والتكامل لعزف لحن الصحة بطريقة بديعة.
أرى أن الحاله طرقت مواضيع مختلفه لرؤي د يحي الرخاوي..
فتساءلت إذا ماكان المعالج يخفي مايريد عن سؤاله حقا بالتخفي في عباءه تفكير ديحي..إذ فيما يتعلق بالحاله جذبتني عباره مخفيه في الكلام ..”اأصل ظهر بقى عندها احتياجات جامدة مش مشبعة، من ناحية جوزها، وضح إنها عايزة تتشاف بحق وحقيق، ” وتكرارها في موضع آخر “إنما فى نفس الوقت حاسس إنى لو بطلت، وهى بكل الاحتياج ده، وبالذات الاحتياج إنها تتشاف وتتقبل لحد ما تلم نفسها، ”
دفعني لعده تساؤلات .. أهمها إلى أي مدى قد تستغل الحاجه الى الشوفان ككارت ضمان بقاء احتياج المريض إلى الطبيب؟؟!!
وبالنسبه لي على المستوى الفكري اكثر ماجذب انتباهي وتفكيري رؤيه حضرتك ل “اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا” إذا دفعني ذلك إلى التنبه أنه رغم كونه حديث شامل يحتاج التأمل والتفكير صنفه البعض في منطقه ضيقه من أنه يحتاج إليه في موضع واحد للاستخدام..
هذه مسألة شديد الدقة والحساسية، وهى تتوقف على مهارة المعالج وأمانته، وأساسا على شعوره بالمسئولية وقدرته على ضبط الجرعة.
عندك حق
أنار الله بصيرتهم
(إقرأ القرآن كأنه أنزل عليك)
بارك الله فيك
د. هشام عبد المنعم
وصلنى جدا موقف الطبيب الصادق والمحتار والمسؤول ، فعلا حاله محيره فيها تنويعات كتيره للحركيه والطاقه ، بس اعتقد ان صدق وإحتواء المعالج احيانا بيوصل من غير ما المريض أو المعالج يقصد حتى ، ربنا يعيننا ويلهمنا من حكمته
شكرا د يحى
أعجبنى تعبيرك “من غير ما المريض أو المعالج يقصد”
هل تصدق يا دكتور هشام أنه كلما زادت خبرة المعالج وتواصل نُضـْجُهٍ فإنه يواصل علاجه بطريقة تلقائية من خلال حوارات مستويات الوعى، وهو يرصد النتائج المتوسطة ويستهدى بها دون قصد معلن أو قرار، اللهم إلا صدق حضوره، ودقة مهارته.
من رائي ان فكره الموت يكون بالتعبير عما يجول من أفكار ومشاعر في ذهنها والتأقلم معها والتركيز علي ابداعها وعدم التوقف عن ذلك وايضا التطوير من نفسها … ومن رائي ان د/ اشرف يتابع الحاله في فترات متباعده وليس يترك الحاله في هذا الوقت الراهن.
أرجح أن الحفاظ على تواتر المقابلات فى مقابل تباعد الجلسات: يحتاج لصبر وإعادة نظر واستشارة، وأرى أن يواصل المعالج واجبه مع العودة إلى استشاره الإشراف كلما لزم الأمر
أؤيد د/يحيى فى التركيز على شغلها اكثر لأن النحت يعتبر طريقة جيدة لتفريغ طاقة وعدم التركيز على الرؤيه وتعتبر استخدمت ميكانيزم دفاعى التسامى sublimation وايضاً من خلال إنجازها فى عملها وشعورها بتحقيق ذاتها سيساعد كثيراً فى المشوار العلاجى .
عندك حق يا دميانة
لكن اسمحى لى أن أذكّرك أن التسامى أصبح يأخذ مرتبة أقل مما كان يتمتع بها من قبل، الحديث الآن هو عن “استيعاب الأصل فى الكل النامى أولا بأول، وخاصة فى أزمات النمو ونقلات الإبداع”، فهو “النموّ بالأصل” وليس “التسامى” عنه.
حبيت الحالة جدا، وبشوف ان أي حد مبدع ومنشغل بإبداعه بيكون تحت ضغط نتيجة لدا، لأنه وهو في فترة الاستمرار بيكون تحت ضغط انه يرضى عن ابداعه وهل هو مقبول ولا لا، وفي فترة التوقف دا بينعكس على تقبله لذاته وثقته بنفسه من وجهة نظري، وكونها كمان فصلت ابداعها عن ذاتها دي مشكلة لانها مش شايفة نجاحها كإنسانة، ومتفهمة تخوف د/ أشرف، لانها ذكية جدا وبتعمل اللي عليها وفيه خوف انها توقف تماما والابداع يتوقف، وانا مع رأي التوقف عن الجلسات، بس ممكن تتابع على فترات متباعدة كنوع من التدعيم لها، وعجبني جدا تعليق د يحيى وربطه للعملية الابداعية سواء الاستمرار والتوقف وتشبيه بالنوم واليقظة وفتح ليا رؤية جديدة.
شكراُ يا سلمى أن وصلتك الرسالة، فقط أذكَّرك بصعوبة التوقف، وأوافقك من حيث المبدأ على اقتراح تتابع الجلسات على فترات متباعدة، وإن كنت أشعر أن هذه الحالة تحتاج لمواصلة العلاج المتقارب فى المرحلة الحالية، ثم نعود إلى اقتراح تباعد الجلسات بعد التيقن من درجة النضج والبصيرة التى وصلت إليها بعد كل فترة محددة (إعادة تعاقد باستمرار).
حالة رائعة تجمع بين الفصام و الابداع و الصرع ،و مليانة من الناحية الوراثية للمرض النفسي ، ثرية فعلا ، وصلني خوف د أشرف من الاعتمادية خاصة في حالة التوقف الحالي للمريضة عن العمل ، لو هنستفاد من رغبة المريضة لتكملة الجلسات يحصل إعادة تعاقد مشروط ، و من خلال العلاقة الجيدة بين المريضة و بين د أشرف هترجع لعملها ، اقصد الحاجة للشوفان متكونش متوقفة من كل النواحي .
هذه الحيرة وهذه المخاوف دليل على حجم المسئولية وصعوبة حمل الأمانة
عندك حق
أعاننا الله
عجبني جدا وصف د/اشرف لابداع المريضه كشخص و كأعمال و ده خلاني افكر ان ده ممكن يكون سبب من مخاوف د/ اشرف او القلق الزايد من ناحيه الحاله عشان هي ذكية جدا و ناجحه. شايفه انه علاقته بيها مينفعش تتوقف ولكن ممكن ياخد مسار ايجابي اكتر من ناحيه التفكير اكتر في شغلها و ابداعها وازاي تظهر شغلها للمجتمع بدل ما نتحدث علي ان الموت قريب اللي ممكن يقلل من نجاحها او تشجعها في انها تكمل النجاح ده. الحاله دي باعتقادي محتاجه دعم نفسي لاستمرار في النجاح واستأصل اي افكار سلبيه بس ممكن يكون في متابعه علي فترات متباعده.
تعليق جاد ومسئول ومناسب
لولا حكاية “استئصال أى أفكار سلبية”!، ذلك لأنها ليست عملية جراحية لاستئصال ورم محدد الأبعاد، لكنها أصعب بكثير: حيث أن معظم السلبيات في الطب النفسى: هى فى نفس الوقت ومن عمق معين: ممكن أن تكون إيجابيات لو أمكن أن يحتويها النضج حسب حذق المعَالج، وبصيرة المريض وتعاونه.
حالة رائعة
شكرا مرة أخرى
وفقكِ الله