نشرة “الإنسان والتطور”
الأربعاء: 27-4-2022
السنة الخامسة عشر
العدد: 5352
الأربعاء الحر:
مقتطف من كتاب: بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه
الكتاب الثالث الحالات: من (41) إلى (60)
تذكرة:
ننشر اليوم، وكل أربعاء، – كما ذكرنا – عملاً أقل تنظيرا وأكثر ارتباطا بالممارسة الكلينيكية العملية وخاصة فيما هو “العلاج النفسى”، فنواصل نشر الحالة (56) من الكتاب الثالث من سلسلة الكتب الخمس التي صدرت بعنوان “بعض معالم العلاج النفسى من خلال الإشراف عليه”، ولا يحتاج الأمر إلى التنويه إلى أن أسماء المتعالجين ليست هي الأسماء الحقيقية، وأننا حورنا أى معالم قد تدل على صاحبها احتراما لحقوقه وشكرا لكرمه بهذا السماح بما يفيد من قد يمر في مثل محنته، أو خبرته أو علاجه!
****
الحالة: (56)
“الهوية الجنسية فى متناول العلاج النفسى”([1])
د.ناهد: هى بنت عندها 18 سنة فى ثانية جامعة، هى نجحت دلوقتى ورايحه إنشاء الله سنة ثالثة حضرتك كنت محولها لى من حوالى كده أربع أشهر، هى قعدت منتظمة معايا شهرين وبعد كده قطعت فتره الامتحانات، حضرتك كنت محولها لى بسبب إن هى ابتدت تقول إن هى من زمان عندها أعراض إن هى كل ما تشوف البنات ما بتقدرش تقرب منهم، بتحس بميول تجاهم مش عادية، وكده، وبيجيلها تخيلات على طول مع البنات، وإنها هى بتحضنهم، وده بيحصلها بالذات قبل النوم، وبيحصل لها من زمان، حوالى من سن 14 سنه، وكانت مخبيه على أهلها. بس لما ابتدت تدخل الكلية وما تحضرش بانتظام ومايكونش ليها أصحاب بنات، ابتدت تحس إنها تقدر ماتلبسش كده لبس بنات، يعنى تلبس كده قريب من لبس الولاد، ومامتها ابتدت تشك فى الموضوع وكده، فابتدت تقعد تتكلم معاها، فاكتشفوا الموضوع ده، هى الأولى من تلات أخوات، أبوها وأمها منفصلين، بس مش مطلقين، أبوها سابها وهى فى سن أربع سنين وسافر بره ومتجوز واحدة تانية، أمها – زى بنتها – ست جميله جداً ومهتمة بنفسها، وعايشة لوحدها مع بَنَاِتها وانا ماعنتش عارفه أعمل مع البنت دى حاجة خالص
د.يحيى: أمها بتشتغل؟
د.ناهد: أيوه
د.يحيى: بتشتغل إيه ؟
د.ناهد: بتشتغل فى وظيفة عالية كويسة.
د.يحيى: بقالك معاها قد إيه؟
د.ناهد: حوالى تلات شهور
د.يحيى: عملتو فيهم إيه ؟
د.ناهد: كنت باشتغل معاها الشغل العادى، إننا نركن الأعراض اللى كانت جايه بيها، يعنى نركنها شوية على جنب ونبدأ نهتم بالدراسة، وإنها تروح الكلية، وتملأ وقتها، وحاجات كده، حاجات بسيطه يعنى، وكنت عرضتها على حضرتك بعد 6 جلسات ودخلت قلت لحضرتك إن أنا مش عارفه أعمل معاها أى حاجة، حضرتك ساعتها دخلت فيها جامد، وزعقت لها وقلت لها إنها واخده الحكاية باستسهال، وإن المسألة جد، قلت لها إن كل حاجة مقبولة ولها أصل فى تركيبنا، خليها تاخد وقتها، بس نكمّل عشان نبقى كلنا على بعضنا.
د.يحيى: أنا قلت لها كده؟!!! هى إيه علاقتها بالدين ؟!
د.ناهد: هى محجبة وبتصلى
د.يحيى: نجحت السنه دى؟
د.ناهد: آه نجحت
د.يحيى: جابت تقدير إيه ؟
د.ناهد: جيد، حضرتك بعد ما دخلت فيها فى العيادة، قلت لى كمّلى
د.يحيى: السؤال بقى ؟
د.ناهد: أنا كملت زى ما حضرتك قلت لى
د.يحيى: بس أنا فهمت إنها ما بتجيش، يبقى بتكملى إيه بقى؟
د.ناهد: لأه، بقت تيجى بعد المقابلة دى، أنا باحكى عن الأول
د.يحيى: همّ كلهم اربع شهور، أول إيه وتانى إيه؟
د.ناهد: هى بعد ما خلصت الامتحانات جت جلستين ثلاثة، أنا كملت زى ما حضرتك قلت لى، ودخلت فيها برضه زى ما حسيت من حضرتك، وقلت لها إن المسالة مش قضاء وقدر، وإن هى تقدر تدور على البنت اللى ربنا خلقها بيها، وتعوز تكون بنت برضه، من غير ما ترفض اللى حصل، ده اللى انا فهمته من حضرتك، وإن هى اللى جواها هو اللى بيعمل كده، ودخلت فيها جلستين ورا بعض، وقلت لمامتها إنها تسندنى، وتعاملها بهدوء من بعيد لبعيد على إنها بنوتة، وكده.
د.يحيى: هوه ده كله كان كلام ونصايح وشرح؟ ولا علاقة ورسالة؟
د.ناهد: أنا مش عارفة، بس زى ما يكون ده اللى حسيته من حضرتك لما حضرتك دخلت فيها جامد، وأنا كملت زى ما حسيت، مش قلت الحاجات دى بالألفاظ كده
د.يحيى: وبعدين؟
د.ناهد: أنا فضلت أشتغل معاها برضه نفس الشغل القديم بتاع الكلية، وملو الوقت وكده، وهى انتظمت، وعملت معايا علاقة كويسة، وبقت حريصة على المواعيد جدا
د.يحيى: وبعدين؟
د.ناهد: أنا فوجئت إن أخر جلسة جت قالت لى يا دكتوره أنا عاوزه أقولك حاجه، أنا خلاص خفيت، قلت لها يعنى إيه خفيتى؟ قالت لى: خلاص الحاجات اللى كانت عندى راحت، أنا صالحتها، وفعلاً أنا شفتها جايّه شكلها مختلف، شكل اللبس بتاعها، بنت عايقة، وحتى الماشيه بتاعتها، بصراحة أنا خفت جداً لما هى بصراحه قالتلى كده؟
د.يحيى: خفتى ليه ؟
د.ناهد: ما اعرفشى، أنا خفت كده مرة واحدة
د.يحيى: أنا مش كتبت فى الحكايه ديه كذا مره فى نشرات “التدريب عن بعد”، أظن احنا كتبنا عن حكاية الخففان مرة واحدة من غير توقع المعالج ومن غير علامات تدل على إن ده محتمل، أعتقد إحنا اتكلمنا عن “التراكم”، وازاى ممكن ييجى وقت يروح التغير النوعى طالع على الوش مرة واحدة، وده مفيد لنا جدا نتعلم منه، إحنا ليه يعنى نستبعد على العيان إنه يخف مرة واحده؟ مش أنتِ بتقرى بانتظام اللى أنا باكتبه
د.ناهد: مش دايما
د.يحيى: إمال انا باكتبه لمين؟ أنا فاكر إنى كتبت عن “مفاجأة الخففان دى”، ونبهت إننا لازم نحترمها، ومش ضرورى نعتبرها باستمرار إنها ميكانزم “الهرب إلى ما يشبه الصحة “Flight into health فاكر ده تمام، وما عنديش مانع أعيد وأزيد، بس تبذلوا جهد شوية معايا، المهم عملتى إيه لما خـُفتى
د.ناهد: بصراحة أنا ما قدرشى أخبى خوفى، وقلت لها ببساطة أنا خايفه
د.يحيى: وهى قالت لك إيه ؟
د.ناهد: قالت لى إنت مصدقانى ولا لأه؟
د.يحيى: برافو عليكى وعليها، قلتى لها إيه؟
د.ناهد: قلت لها مصدقة شكلك، ولبسك، وحلاوتك ومشيتك، بس مش مصدقة كلامك
د.يحيى: قامت عملت إيه؟
د.ناهد: ضحكت بنعومة ودلال
د.يحيى: بصراحة إنتم الاتنين مية مية، أنا برضه ممكن أستغرب لما حالة كده قريبة من اللى بنسميه اضطراب فى الهوية الجنسية تخف كده مرة واحدة، خصوصا السمعة السيئة بتاع إن النوع ده من الاضطراب الجنسى مالوش علاج، بس الحكاية فى الحالة دى ما وصلتشى لكده يعنى، ثم ماتنسيش إن البنت صغيرة، والحكاية كلها مشاعر لا أكثر، أنا شايف إن ده زى ما يكون سماح للى جوا البنت – فى نبضة نمو- إنه يظهر، وسماح من خلال العيا برضه، ثم سماح من خلال العلاج إنها تحكى عنه، ويبدو إنك إنت بطيبة قـِبـِـلـْـتـِـى الحكاية دى، يعنى سمحتى، ولما جيت انا شديت عليها وانت كملتى زى ما يكون منعنا التمادى، إنما ما منعناش الشعور التلقائى الثنائى الداخلى والخارجى، ولا حكمنا عليه بقلة الأدب، ولا حتى سمحنا إنها تعلق يافطة مرض تبرر بيها أى تمادى
د.ناهد: نبضة نمو يعنى إيه؟
د.يحيى: معلشى، “بلاش نبضة” دى، سميها “أزمة” نمو، إنت عارفة حكاية النبض والإيقاع الحيوى دى لغتى الخاصة اللى بافهم بيها أى حاجة بس بخاف من غرابتها عند اللى بيسمعها، قصدى يعنى إن مع كل “نقلة” نمو بيبقى فيه سماح بتحريك اللى جوه، وبعين يتلم مع بعضه على أعلى، وهكذا، وده باسميه أنا نبضة، عشان أى دورة من دول فيها “سماح وفـَرْدَه، وبعدين لمّة”، “سماح وفـَرْدَه، وبعدين لمّة”، وهكذا، أثناء السماح بيطلع من جوه اللى يطلع، فإذا إحنا حوطناه من غير تشنج، ولا قهر ولا “لأه”، وفى نفس الوقت ما سمحناش له يتمادى ويظهر ويتحدى لحد ما البنت، تتعود عليه، ولحد ما تفضله عن بقيتها زى ما ربنا خلقها، فيه احتمال إن يحصل حاجة زى اللى حصلت كده، إذا كان ربنا عايز يسهلها.
د.ناهد: بس أنا ما عملتش حاجة من ده
د.يحيى: هوا انتى فاكره إن ده بيتعمل بقصد يعنى، يابنتى دى زى ما هىّ خلقة ربنا، إنتى كمان خلقة ربنا، والسماح مش ضرورى بيقى متركز على حاجة معينة، السماح سماح، والعلاج هوه إن احنا بنهيأ الجو إن حدوتة النمو تمشى فى سكتها الطبيعية، أدى كل الحكاية
د ناهد : يعنى كده يعنى تبقى هى خفت بصحيح؟
د.يحيى: مش قوى كده، هما 3 أسئلة، أولا: هل هى خفت ولا لأه؟ وثانيا: هى لو خفت هل حاتكملى معاها ولا يبقى خلاص ما دامت خفت حاتكملى إيه؟ وثالثا: لو ده مش خففان يبقى حايكون إيه، وحاتكملى ازاى؟ مش كده ولا إيه ؟
د.ناهد: فيه حاجة غير ده كله: أصلها أول ما قالت لى كده يعنى، وأنا خفت، بصيت لقيت إنى حاسه إنى بعيده عنها شويه
د.يحيى: ده بعد ما خـُفتى، ولاّ وانتى خايفة
د.ناهد: مش فاكرة قوى، يمكن من أول ما شفت التغيير فى لبسها ومشيتها، يمكن قبل ما هى تقول لى أنا خفيت، مش فاكرة، ومش عارفة ده كان خوف ولاّ دهشة بفرحة غريبة
د.يحيى: بصراحة عندك حق، من أهم الحاجات اللى احنا بنعملها فى الإشراف هى إننا نرصد التغيرات اللى فى المعالج زى ما بنرصد التغيرات اللى فى العيان، فإنت كنت اتعودتى على واحدة سـَمـَحـِتْ للى جواها إنه يطلع الناحية التانية، واتخذتى انت من ناحيتك موقف السماح بدرجة ما، وبعدين لما أنا دخلت فيها وانت كملتى، مش كده، ابتدت مرحلة قبول الكل وشد الودن، فتييجى فجأة تلاقى قدامك واحدة تانية، بنوتة وطرية وطيبة وطبيعية، طبعا تبقى زى ما تكونى قدام واحدة تانية ما تعرفيهاش، من حقك تلاقى المسافة اتسعت، وزى ما تكونى حاتبتدى من أول وجديد، يبقى شعورك ده اللى وصلك بيدل على إن فيه تغير حقيقى حصل، مش مجرد حد بيقول لك أنا خفيت سلاموا عليكم.
د.ناهد: يعنى معنى كده إن اللى حصل للبنت دى حاجة طبيعية مش مرض، يعنى مفروض يحصل لكل البنات أثناء الكبران، فى أزمات النمو اللى حضرتك بتقول عليها يعنى، أُمال ما حصليش انا ليه ؟
د.يحيى: لا..لا ..لا مش قوى كده، هوه بينى وبينك بيحصل للبنات وللأولاد برضه، ده رأيى، بس مش ضرورى يوصل لوعيهم قوى كده، يمكن يحصل فى اللعب، يمكن فى حلم، يمكن فى السر من بره صاحبه، ده إذا صح فرض إن ده طبيعة بشرية، وانا شخصيا معتبر إن ده طبيعة بشرية، كل واحد عنده فرصة إنه يبقى كله على بعض
د.ناهد: مش فاهمة، إزاى بقى طبيعة بشرية، واحنا مابنحسش بيه؟
د.يحيى: يعنى هوه احنا حاسين بكل حاجة فى طبيعتنا، ويعنى هو الوعى الظاهر بتاعنا ده، والتفكير حايبقوا أوصياء على اللى بيحصل، ما كانش حد كـِبِرْ ولا اتطور، ولا آمـِـن، هى نقله فى النمو، تغيُّر فى التركيب البشرى حسب المرحلة، كل واحد فينا فيه عكس الظاهر، ده حتى من قبل “يونج”، وأنا قلت الكلام ده ييجى كذا مرة فى حلقات التدريب قبل كده، يعنى الراجل جواه ست، والست جواها راجل، والشاطر اللى يقبل ده وده، وقلت إن ده موجود عند العامة لما يقولوا للولد اللى يقع على الأرض: “اسم النبى حارسك وضامنك وقعت على اختك تحت الأرض أحسن منك”، وإذا كانت بنت يبقى “وقعت على أخوك أحسن منك” وكلام من ده، فلما التركيبة دى بتظهر بالشكل الصريح ده زى البنية دى أثناء السن دى بالذات، فنقبلها بهدوء ومسئولية، تقوم الحكاية تعدى سواء بتربية صحيحة أو بعلاج كويس، وعلى فكرة لو الحكاية اللى باقولها دى صح، يبقى الأمور تسهل أكتر لو المعالج سمح بالحكاية دى فى نفسه أثناء العلاج، أو يعنى من خلال ما يتأثر بيه من العلاج
د.ناهد: بس انا ما أخدتش بالى إن ده عندى
د.يحيى: هو انتى ضرورى تاخدى بالك؟!!! مش يمكن قبولك الطيب لها، كان قبول لفكرة السماح جواكى وجواها، ويمكن ده يفسر قبولك لها، يعنى قبولك لنفسك، وهى عندها الأعراض دى، والميول الذكورية دى، كان معناه إن ده اتحرك خفيف خفيف عندك، فلما هى كمـِّلت المرحلة وشبعت سماح باللى جواها مِنْ ذكورة وبعدين لمّت نفسها على بنت، رحتى انتى خايفة، ومش مصدقة، وراحت المسافة اللى بينك وبينها اتسعت؟
د.ناهد: ياه !!! يمكن، ….، ويمكن لأه
د.يحيى: طبعا ستين يمكن لأه، بس يمكن آه، ما تاخديش كلامى قضية مسلمة، إحنا بنعالج، والمهم هى تحافظ على اللى حققته إذا ثبت إنه بحق وحقيق
د.ناهد: الظاهر إنه بحق وحقيق
د.يحيى: على الله ، عقبالك (ضحك)
د.ناهد: ربنا يستر، يعنى اعمل إيه دلوقتى؟
د.يحيى: إنتى عملتى معاها شغل جامد من غير ما تاخدى بالك، يعنى سمحتى وصبرتى، وحبيتى، وشدّيتى، وكـّملتى، عايزه إيه أكتر من كده؟ دلوقتى هى إذا استمرت تيجى الجلسات يبقى أحسن لأنها عايزة حد يأكد لها إن ده مش حا يلغى دكهه، وانتى ممكن تسمحى بفرصة إنها تكمل، وانت فرحانه بأمانتك وصراحتك مع نفسك، وما تخافيش، ما الإشراف قايم بالواجب زى ما انتى شايفة أهه، وفيه حاجة كويسة برضه إنت عملتيها، إنك استعنت بأمها، من غير ما تخليها تتدخل قوى بالنصح والإرشاد والكلام ده، وبرضه فيه حاجة نسيت انا أشاور عليها، إنتى بتقولى إن أمها حلوة، ولها اختين بنات، وكلهم عايشين مع أمهم، وهما منفصلين عن أبوها، كل ده برضه يمكن يفسر تحريك الراجل الى جواها، مش قصدى تعويض، بس يعنى
د.ناهد: بس انا دلوقتى مشغولة بدورى أنا، واحتمال اللى اتحرك جوايا وازاى ده يفيدنى ويفيدها
د.يحيى: لأ لأ لأ، اوعى تركزى على نفسك فى المرحلة اللى جاية إعملى معروف، سيبى الأمور تمشى بطبيعتها، وعندك المحكات العادية اللى بتقيسى بيها حركتك وحركتها مش الأعراض اللى كانت جاية بيها، عندك الدراسة فى الكلية، والناس، والفرحة، والمسئولية، والحاجات دى، واحدة واحدة .
د.ناهد: واحدة واحدة ازاى؟
د.يحيى: وبعدين بقى !!؟ ما انتى عملتيها لوحدك واحدة واحدة، إنتى قبلتيها كمريضة، وبعدين قبلتى الراجل اللى اتحرك جواها، وبعدين بتحضرى نفسك تفرحى بالبنوتة اللى نطت على الوش بالخففان ده، من غير ما تلغى الراجل اللى جواها، ولا اللى جواكى عايزه إيه أكتر من كده
د.ناهد: آه صحيح
د.يحيى: شفتى انتى شاطرة ازاى من غير ما تعرفى
د.ناهد: يعنى أكمل ولا أبطل بقى ما دام هى بتقول أنا خفيت، أكمل ازاى يعنى؟
د.يحيى: ما هى طول ما هى بتييجى، أديكى بتمضى لها على النقلة من غير ولا كلمة عن اللى احنا قلناه ده، وتدعميها، وده حا يبان من خلال تطوير علاقتك بيها، وتحريك المسافة بينكم والكلام ده، إذا هى شبعت ومش عايزة تييجى، يبقى تقلبيها متابعة متباعدة، طول ما هى ماشية طبيعى فى حياتها، وكليتها، وعلاقاتها وكده
د.ناهد: طيب وأنا
د.يحيى: وبعدين بقى!! ما احنا مع بعض أهه
د.ناهد: لا صحيح
د.يحيى: هوّا انا باهزّر .
د.ناهد: متشكرة
د.يحيى: أنا اللى متشكر .
****
التعقيب والحوار:
د. عماد شكرى
ما يشغلنى فعلاً هو تفضيل حضور أكثر من معالج فى وعى المريضة وعلاقة ذلك بالمجتمع العلاجى، وتطبيق ذلك بالعلاج الجمعى بمشاركة أكثر من معالج وأعتقد أن هذه هى أهم عيوب العلاج النفسى الفردى أنه فردى (أقصد الطبيب) وخطورة ذلك خاصة إذا لم يكن هناك إشراف مباشر.
د. يحيى:
الحقيقة، أو قل العامل الفاعل فى العلاج الجمعى، هو تكوين وعى جمعى إيجابى يجمع المجموعة بما فيهم المعالجين دون أن يقصدوا عادة، فهل هذا هو ما تقصده بقولك حضور أكثر من معالج فى وعى المريض؟ أفضل أن أقول حضور أكثر من وعى فردى كجزء لا يتجزأ من وعى الجماعة،
علاج الوسط الجيد هو تكبير لهذه الوحدة، فيصبح المجتمع العلاجى كله وعيا جماعيا إيجابيا،
على أن هذا لا يقلل من أهمية وأحيانا ضرورة العلاج الفردى وفائدته، ربما لمرحلة، وأحيانا كبديل جيد.
ولكل حالة ظروفها واحتياجاتها لكنها ملاحظة جيدة يا عماد.
أنا أجد فى العلاج الجمعى من العلم والخبرة والإفادة ما أفرح له وأتعلم منه، لكننى أبدا لا أوافق على تفضيل علاج بذاته على آخر على طول الخط، فكل “فولة ولها كيال”! “وكل وقت وله آذان”
أ. أحمد سعيد
أنا شايف إن الحالة دى فعلاً وصراعها صراع أزمة هوية لسه ما وصلشى لاضطراب أو مرض حقيقى. عجبتنى فعلاً فكرة “رصد التغيرات اللى فى المعالج”.
د. يحيى:
ويظل هذا مجرد احتمال لو سمحت
د. على طرخان
ربما تختلف وجهة نظرى عن وجهة نظرك فيما يخص “الخففان مره واحدة” من غير توقع المعالج ومن غير علامات تدل على ذلك، فأنا أظن أن تراكم التغيير داخل المريض يجب ان ينعكس عليه فى وقت من الاوقات ولو للحظه أو بضعه لحظات وربما لا يكون التغيير ملحوظاً أو واضحاً ولكنى أظن أن شخصية المريض ستختلف وهذه تعتبر علامه تدل على أن هناك تحسن نسبى حتى ولو عاد المريض لحالته المرضيه القديمة فهذا لا يعنى إنها ليست علامة للشفاء ولكن المريض مازال متذبذب وفى صراع بين الشخصية القديمة وبين التغيرات الجزئيه التى تتراكم بداخله.
د. يحيى:
لا أعتقد أننى قلت “الخففان مرة واحدة” دون تحفظ، بل إننى حذرت من نوع يسمى “الهرب إلى ما يشبه الصحة”Flight into Pseudoshealth
ثم دعنى أفسر هذا التعبير “الخففان مره واحدة” وأنى أعنى به: ظهور ما يدل على “نقلة نوعية نحو الشفاء فجأة”
كذلك أنا لم أقل “من غير علامات تدل على ذلك”
ولو قلتها فإنى أعنى: “بدون مظاهر محددة تعلن الشفاء أو التغيير بالألفاظ”
ربما.
أ. عبده السيد
اليومية مفيده جداً عملياً، العلاج بالتراكم مسأله يصعب علينا الوعى بها، واخدت بالى انى ساعات ابقى وصى أنا أو استعجالى: زى ما يكون وصى على وعى بعض الحالات، لكن مسأله التراكم والقبول شديده الأهمية رغم صعوبتها.
د. يحيى:
هذا هو
شكراً.
د. رضوى العطار
المقتطف: قلت لها إن كل حاجة مقبولة ولها أصل فى تركيبنا وخليها تاخد وقتها، بس نكمّل عشان نبقى كلنا على بعضنا.
التعليق: “نكمل عشان نبقى كلنا على بعضنا” التعبير ده لخص كلام كتير جداً فى السايكوباثولوجى عن Personality integration معرفش بصراحة إزاى الواحد يبقى عنده القدرة دى على تكثيف صفحات كتيرة فى جملة … شكراً عامة وأعتقد أنها موهبة نادرة وتحترم، وعقبالنا!
د. يحيى:
ربنا يسهل.
د. رضوى العطار
المقتطف: ويبدو إنك إنت بطيبة قـِبـِـلـْـتـِـى الحكاية دى، يعنى سمحتى، ولما جيت انا شديت عليها وانت كملتى زى ما يكون منعنا التمادى، إنما ما منعناش الشعور التلقائى الثنائى الداخلى والخارجى، ولا حكمنا عليه بقلة الأدب، ولا حتى سمحنا إنها تعلق يافطة مرض تبرر بيها أى تمادى
التعليق: مسألة قبول المرضى دول وترفيصهم واسقاطهم مسألة جوهرية ومهمة جدا فى علاجهم أو خليها نموهم وصراحة المعالجة ووضوحها واحترامها للمريضة دى أعتقد ساعدوا المريضة جداً.
د. يحيى:
ومع ذلك فهؤلاء المرضى هم من أصعب من لاقيت وآلاقى
د. رضوى العطار
المقتطف: د.ناهد: مش فاكرة قوى، يمكن من أول ما شفت التغيير فى لبسها ومشيتها، يمكن قبل ما هى تقول لى أنا خفت، مش فاكرة، ومش عارفة ده كان خوف ولاّ دهشة بفرحة غريبة
التعليق: حلو جدا التعبير عن مشاعرنا ووضوحها تجاه المريض بالشكل ده، مفيد جدا أعتقد.
د. يحيى:
هذا تعبير تلقائى من معالـِجة صادقة لم تتشوه بفرط القراءة والتنظير، لذلك هو كذلك كما ذكرتِ يا رضوى.
د. محمد مختار العريان
المقتطف: د.يحيى: أنا مش كتبت فى الحكايه ديه كذا مره فى نشرات “التدريب عن بعد”، أظن احنا كتبنا عن حكاية الخففان مرة واحدة من غير توقع المعالج ومن غير علامات تدل على إن ده محتمل، أعتقد إحنا اتكلمنا عن “التراكم”، وازاى ممكن ييجى وقت يروح التغير النوعى طالع على الوش مرة واحدة، وده مفيد لنا جدا نتعلم منه، إحنا ليه يعنى نستبعد على العيان إنه يخف مرة واحده؟
التعليق: افتكرت تعليق لحضرتك فى نشرة سابقة، حول أهمية العمل، وان العمل عبارة عن رئيس ومرؤس والتزام وساعات عمل ومواعيد، وتحقيق أهداف، على ما أتذكر، المهم فهمت من هذه النشرة أن هذه القاعدة للعمل ليست على اطلاقها، بدليل حكاية الخففان المفاجئ، وازاى ممكن ييجى وقت يروح التغير النوعى طالع على الوش مرة واحدة، وده مفيد لنا جدا نتعلم منه، إحنا ليه يعنى نستبعد على العيان إنه يخف مرة واحدة؟. عذرا للتكرار.
د. يحيى:
شكراً للتذكرة، وآسف لعجزى عن الربط بين “هذا”، و”ذاك”، شكراً.
أ. يوسف عزب
هل كون الطبيبة متقلبة (تقلب نشِط) بهذا الشكل ..يسمح برضه باستمرارها فى العلاج.. انا قلقت منها بصراحة
د. يحيى:
أظن أن حركية المعالج هى من أعظم ميزاته
أما قلقك فهو مشروع لك، ولكنه ليس القاعدة….!
أ. رانيا
ازمة النمو هى مرت معايا فى حالات كثير بس التغير المفاجئ كنت بأشعر كأنه بيقولى اهو انا بتغير خلى بالك منى، ومكناش بنوقف الجلسات بعدها لمدة اربع جلسات تانية علشان يحدث استقرار وتعوّد
د. يحيى:
هذا طيب.
___________________________
[1] – نشرة الإنسان والتطور: 30-12-2018 www.rakhawy.net
شغلني فكرة ” خضة ” المعالج من الخففان ..وعلاقتها بما يجري في نفسه ..
وشغلني نوعية الصفقات التي ربما يجريها المعالج مع المريض في حجرة العلاج بدون دراية ..ولا أعلم كيف أفسر ماوصلني باكثر من هذا !! أعتذر
يكفى هذا يا مروة، وأرجوك لا ترهقى نفسك بأكثر مما يصلك وإلا ثـَقـُل الحمل عليكِ وعطـّلك،
كما أرجوك أن تسمحى للمعالج – وأنا كذلك معظم الوقت – أن يضعف أو يخطئ ثم يراجع أو حتى يتراجع
وكل سنة وأنت طيبة.
، كل ده برضه يمكن يفسر تحريك الراجل الى جواها
وجدت فى بعض حالات الاناث – فى حال غياب دور الاب او غياب الاب نفسه – يتحرك الرجل الذى بداخلهم حتى انه يلعب الدور الاكبر، فنجدها تلعب الدور الرجولى فى المنزل مع اختها، والدتها، فى عملها وحتى مع زوجها. فتصرخ انوثتها وتاتى تشتكى من جوعها العاطفى كامرأة.
كل عام وأنت بخير يا هبه: وأنتِ “بخير”، و”يقظة”، و”تحمل”، و”استمرار”،
جوع الرجل يا هبه هو جوع أقل من جوع المرأة غالبا، ولعل أنوثته تشارك فى السماح بالاعتراف ببعض الجوع، لتجعله إنسانا أفضل.
وكل عام وأنت تواصلين.