الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الثانى: “غريزة العدوان” (التفكيك إلى الإبداع) العدوان وحركية الإبداع (4)

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الثانى: “غريزة العدوان” (التفكيك إلى الإبداع) العدوان وحركية الإبداع (4)

 نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 2-10-2022

السنة السادسة عشر

العدد:  5510

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” [1] 

الباب الثانى: “غريزة العدوان”(من‏ ‏التفكيك إلى الإبداع)‏ [2] 

العدوان وحركية الإبداع (4)

……………..

……………..

يمكن‏ ‏النظر‏ ‏فى ‏غريزة‏ ‏العدوان‏ ‏وتنويعات مسارها‏‏ كما يلى:‏

‏1- ‏إن‏ ‏غريزة‏ ‏العدوان‏ ‏فى ‏صورتها‏ ‏البدائية‏ (‏القتل‏ ‏والالتهام‏) ‏موجودة‏ ‏فى ‏التركيب‏ ‏الحيوى ثم البشرى، ‏وقتل‏ ‏الأكبر‏ ‏سنا‏ (‏مثلا‏: ‏الوالد‏) ‏لتوفير‏ ‏الطعام‏ ‏وإعطاء‏ ‏فرصة‏ ‏للاستمرار‏ ‏الحيوى ‏قد‏ ‏لا‏ ‏يحتاج‏(!!) ‏بالتالى ‏إلى ‏تفسيرات‏ ‏درامية‏ ‏ذكرياتية‏ ‏فرودية‏  ‏أوديبية‏ ‏تثبيتية‏ ‏خاصة‏.‏

‏2- ‏إن‏ ‏وظيفة‏ ‏غريزة‏ ‏العدوان‏ (‏البدائية‏) ‏الرئيسية‏ ‏هى ‏حفظ‏ ‏الحياة‏ (‏الاستمرار‏ ‏الفيزيائى‏) ‏وذلك‏ ‏بالقتل‏ ‏أساسا‏، ‏أما‏ ‏وظيفتها‏ ‏الأرقى ‏فهى ‏السيطرة‏ ‏للتنظيم‏ ‏الطبقى ‏التمييزى ‏المرحلى، ‏أو حسب ظروف الواقع‏.‏

‏3- ‏إن‏ ‏التعبير‏ ‏المعاصر‏ ‏عن‏ ‏هذه‏ ‏الغريزة‏ ‏هو‏ “‏تأكيد‏ ‏الذات‏” ‏فى ‏مواجهة‏ ‏الآخرين‏.‏

‏4- ‏إن‏ ‏الميكانزم‏ ‏الإبدالى ‏فى ‏حالة‏ ‏عجز‏ ‏هذه‏ ‏الغريزة‏ (‏النسبى ‏أو‏ ‏المطلق‏) ‏عن‏ ‏التعبير‏ ‏المباشر‏ ‏وغير‏ ‏المباشر‏ ‏هو‏ ‏التعويض‏ ‏التفوقى ‏بالنجاح‏ ‏والمكسب‏ ‏والسيطرة‏ ‏والانتصار‏ ‏بكل‏ ‏صوره‏، ‏ومثال‏ ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏يتم‏ ‏فى ‏التنافس‏ ‏الرياضى ‏إما‏  ‏على ‏حساب‏ ‏الفريق‏ ‏الآخر، أو‏ ‏ ‏ ‏فى ‏مواجهة‏ ‏الرقم‏ ‏القياسى ‏السابق‏ “‏كسر‏ ‏الرقم‏ ‏القياسى‏”.. (‏لاحظ‏ ‏تعبير‏ “‏كسر‏”).‏

‏5-‏ إن‏ ‏الكبت‏ ‏المفرط‏ ‏لغريزة‏ ‏العدوان‏ ‏إنما‏ ‏ينتج‏ ‏عنه‏ ‏استنفاذ‏ ‏طاقة‏ ‏أكبر‏ ‏لازمة‏ ‏لهذا‏ ‏الكبت‏ ‏بالإضافة‏ ‏إلى ‏قمع‏ ‏طاقة‏ ‏العدوان‏ ‏ذاته‏، ‏مما‏ قد ‏يترتب‏ ‏عنه‏ ‏توقف‏ ‏النمو‏، ‏وفى ‏بعض‏ ‏الأحيان‏ ‏يسبب‏ ‏ارتداد‏ ‏هذه‏ ‏الطاقة‏ ‏إلى ‏الداخل‏ ‏فى ‏شكل‏ ‏إعاقة‏ ‏ذات داخلية‏ ‏للأخرى، ‏ثم احتمال‏ ‏تناثر‏ ‏الاثنين‏ ‏معا‏ (فى الفصام مثلا)، ‏هذا‏ ‏وبرغم‏ ‏دعم‏ “‏لورنز”‏ ‏لفكرة‏ ‏فرويد‏ ‏عن‏ ‏وجود‏ ‏غريزة‏ ‏خاصة‏ ‏بالعدوان‏ ‏إلا‏ ‏أنه‏ ‏ذهب‏-‏ كما‏ ‏نحاول‏ ‏التأكيد‏ ‏هنا‏-‏ إلى ‏أنها‏ ‏غريزة‏ ‏تحترم‏ ‏الحياة‏ ‏بشكل‏ ‏ما‏، ‏فى ‏حين‏ ‏ذهب‏ ‏فرويد‏ ‏إلى ‏أنها‏ ‏أقرب‏ ‏إلى ‏التحطيم‏ ‏والموت‏.‏

‏6-‏ إن‏ ‏الإبداع‏ ‏الذى ‏يستوعب‏ ‏الطاقة‏ ‏العدوانية‏ ‏هو‏ ‏الإبداع‏ ‏الخالقى ‏الذى ‏تتضمن‏ ‏إحدى ‏مراحله‏ ‏تحطيم‏ ‏‏القديم‏ ‏إلى ‏مكوناته‏ ‏وجزئياته‏ ‏لإعادة‏ ‏صياغته‏ ‏مع‏ ‏أجزاء‏ ‏كلّ‏ ‏آخر‏ ‏تم‏ ( ‏أو‏ ‏جارٍ‏) ‏تحطيمه‏ ‏بدوره‏، ‏ثم‏ ‏صناعة‏ ‏ولاف‏ ‏أعلى ‏من‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏.

‏7- ‏إن‏ ‏التطور‏ ‏الأرقى ‏لهذه‏ ‏الغريزة‏ ‏هو‏ “‏الإبداع‏ ‏الخالقى”‏ ‏على ‏مستوى ‏عالم‏ ‏الواقع‏ (‏وليس‏ ‏عالم‏ ‏الفن‏ ‏كبديل‏)، ‏ويشمل‏ ‏ذلك‏  ‏الثورة‏ ‏الاجتماعية‏ ‏والسياسية‏  ‏الحقيقية‏ (‏غير‏ ‏الدموية‏ ‏خاصة‏)، كما يشمل العديد من موجات التطور الثقافى بما فى ذلك ما يسمى الحداثة!!.

‏8- ‏إن‏ ‏الهدف‏ ‏الأعلى ‏هو‏ ‏الولاف‏ ‏بين‏ ‏النقائض‏ ‏ظاهريا‏ (‏الجنس‏ ‏مع‏ ‏العدوان‏) ‏ثم‏ ‏الولاف‏ ‏الأعلى ‏فالأعلى (‏الوظائف‏ ‏الدوافعية‏ ‏مع‏ ‏الوظائف‏ ‏الترابطية‏ ‏تحقيقا‏ ‏للتكامل‏ ‏الأقصى‏)، ‏وهذه‏ ‏المرحلة‏ ‏حاليا‏ ‏هى ‏مرحلة‏ ‏نظرية‏ ‏حتى الآن‏ فى أغلب الأحوال.‏

هذا‏ ‏الحل‏ ‏الصحى ‏الذى ‏يتم‏ ‏على ‏مراحل:‏ ‏قد‏ ‏تناول‏ ‏مرحلته‏ ‏الوسطى ‏ألفريد‏ ‏أدلر‏ ‏كما‏ ‏نوّهت‏ ‏قبلا‏، ‏وذلك‏ ‏بالنسبة‏ ‏لحديثه‏ ‏عن‏ ‏الميل‏ ‏إلى ‏السيطرة‏، ‏وعما‏ ‏أسماه‏ “‏التأكيد‏ ‏الذكرى“، ‏وهى ‏المرحلة‏ ‏المقابلة‏ ‏للتسامى ‏بالنسبة‏ ‏لحل‏ تطور ‏غريزة‏ ‏الجنس‏، ‏على ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الحل‏ ‏وذاك‏ -‏ كما‏ ‏أشرنا‏ ‏قبلا‏- ‏هما‏ ‏حلان‏ ‏إبداليان.

 ‏وعلى ‏الرغم‏ ‏من‏ ‏التقارب‏ ‏الحتمى، ‏فإن‏ ‏تمييزا‏ ‏بين‏ ‏نوعى ‏الإبداع‏ الخالقى والتواصلى ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏مفيدا‏ ‏للتوضيح‏، ‏مع‏ ‏الاعتراف‏ ‏ابتداء‏ ‏بأنه‏ ‏تفسير‏ ‏صعب ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر.

إن‏ ‏الإبداع‏ ‏الخالقى  ‏يحتوى العدوان كما يلى:

‏1- ‏تحطيم‏ ‏القديم‏ ‏فى ‏مغامرة‏ ‏فردية‏ ‏صعبة‏ ‏تتصل‏ ‏بعامل‏ ‏الأصالة‏ ‏وتأكيد‏ ‏الذات‏ ‏أساسا‏.‏

‏2- ‏إعادة‏ ‏خلق‏ ‏الجديد‏ ‏من‏ ‏جزيئات‏ ‏القديم‏ ‏المحطم، ‏بما‏ ‏يشمل‏ ‏المخاطرة‏ ‏بالوحدة‏ ‏والرفض‏.‏

‏3- ‏يتم‏ ‏هذا‏ ‏التحطيم‏ ‏وإعادة‏ ‏البناء‏ ‏عادة‏ فى ‏البداية‏ ‏وظاهر‏ ‏الأمر‏، على ‏حساب‏ ‏الآخرين ذلك‏ ‏أنه‏ ‏يهزهم‏ ‏ويقلقل‏ ‏استقرارهم‏ ‏ويشكك‏ ‏فى ‏رؤيتهم‏ ‏ويهدد‏ ‏سكينتهم ويلوّح بضرورة إعادة النظر‏.‏

‏4- ‏يلاقى ‏المبدع‏ ‏من‏ ‏جراء‏ ‏إبداعه‏ ‏الخلّاق‏ ‏من‏ ‏الرفض‏ ‏والنبذ‏ ‏والقسوة‏ ‏والاضطهاد‏ ‏ما‏ ‏يجعله‏ ‏فى ‏معركة‏ ‏للاستمرار وتأكيد الذات‏.‏

‏5- ‏يقاوم‏ ‏المبدع‏ بكل‏ ‏حركيته وهو يعايش‏ ‏الوحدة‏ ‏والإصرار‏ ‏والاستمرار‏ معا، ‏مما‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏كل‏ ‏طاقة‏ الرفض المسئول والتجديد المغامر فى مواجهة الأغلبية السائدة والرأى الثابت‏ (‏الآخرين‏)([3]). ‏وبديهى ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الوحدة‏ ‏ليست‏ ‏عزلة‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏هى ‏مواجهة‏ ‏تحمل‏ ‏فى ‏طياتها‏ ‏فرصة‏ ‏أن‏ ‏تصب‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏فى تجديد تشكيل العلاقات والنمط السائد (حتى ما يسمى “الثورة”)‏.

تشكيلات ومجالات الإبداع الخالقى:

 ‏لابد‏ ‏من‏ ‏توضيح‏ ‏أن‏ ‏ما‏ ‏أعنيه‏ ‏بالإبداع‏ ‏الخالقى ‏لا‏ ‏يقتصر‏ ‏على ‏الإنتاج‏ ‏الإبداعى ‏فى ‏مجال‏ ‏الفن‏ ‏أو‏ ‏الأدب‏ ‏خاصة‏، ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏أعمق‏ ‏وأشمل‏‏، ‏فهو‏ ‏‏يسعى –ضمنا- إلى تحريك‏:‏

أ- ‏المتلقى ‏الناقد‏ ‏المبدع‏ ‏الذى ‏يعيد‏ ‏صياغة‏ ‏ما‏ ‏يتلقى ‏بنفس‏ ‏القدر‏ ‏من‏ ‏الهجوم‏، ‏فإعادة‏ ‏الصياغة‏.‏

ب‏- ‏التغيير‏ ‏الذاتى ‏الإبداعى ‏المشتمل‏ ‏على ‏مغامرة‏ ‏طرق‏ ‏باب‏ ‏المجهول‏ ‏ثم‏ ‏إلى ‏الجديد‏ ‏حتما إلى مرحلة نمو مختلفة نوعيا‏.‏

جـ‏ – ‏الإنشاء‏ ‏العلمى ‏أو‏ ‏الأدبى ‏أو‏ ‏الفنى ‏الإبداعى ‏المغيــّــر‏.‏

د‏- ‏الموقف‏ ‏الإبداعى ‏الحياتى ‏المتجدد للذات وللمحيط الأقرب‏ لنقلة مميزة فى النمو.‏

هـ‏- ‏الثورة‏ ‏السياسية‏ ‏والاجتماعية‏ ‏والاقتصادية‏‏ ‏الحقيقية‏ المغيـّرة والمسئولة‏.‏

وكل‏ ‏ذلك‏ ‏بلا‏ ‏استثناء‏ ‏بما‏ ‏فيه‏ ‏من‏ ‏تحطيم‏ ‏القديم‏ ‏وتحدِّيه‏، ‏ومن‏ ‏صناعة‏ ‏الجديد‏ ‏ومخاطره‏، ‏يتفق‏ ‏مع‏ ‏المعالم‏ ‏الأولية‏ ‏لوظيفة‏ ‏غريزة‏ ‏العدوان‏ الإيجابية ‏كما‏ ‏أوضحناها‏.‏

أما الإبداع‏ التواصلى‏ ‏فهو يتميز بما يلى:

‏1- ‏لا‏ ‏يلزم‏ ‏تحطيم‏ ‏القديم‏ ‏تماما‏، ‏وقد‏ ‏يكتفى ‏بتحسينه‏ ‏حتى ‏القبول.

‏2-‏ ولا‏ ‏يشترط‏ ‏إعادة‏ ‏خلق‏ ‏جديد‏ ‏من‏ ‏جزئيات‏ ‏قديمة‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏يشترط‏ ‏تناسق‏ ‏الجزئيات‏ ‏القادرة‏ ‏على ‏التناغم‏ ‏مع‏ ‏نفس‏ ‏المستوى ‏عند‏ ‏المتلقى‏.‏

‏3- ‏ولا‏ ‏تتم غالبا‏ ‏هذه‏ ‏العملية‏ ‏على ‏حساب‏ (‏وفى ‏مواجهة‏) ‏الآخر‏ – ‏كخطوة‏ ‏حتمية‏- ‏وإنما‏ ‏تتم‏ ‏لحساب‏، ‏وسعيا‏ ‏إلى ‏الآخر‏ ‏منذ‏ ‏البداية‏.‏

‏4- ‏ولا‏ ‏يعانى ‏مثل‏ ‏هذا‏ ‏المبدع‏ ‏رفضا‏ ‏وتهديدا‏ ‏حتميين‏، ‏وإنما‏ ‏عادة‏ ‏ما‏ ‏يجد‏ ‏تقبلا‏ ‏واستحسانا‏ ‏من‏ ‏البداية‏.‏

‏5- ‏والمبدع‏ ‏هنا‏ ‏لا‏ ‏يؤكد‏ ‏وحدته‏ ‏بنفس‏ ‏الحدّة‏ ‏المطلقة‏ – ‏كخطوة‏ ‏أيضا‏- ‏وإنما‏ ‏هو‏ ‏يأتنس‏ ‏بمن‏ ‏يتحدث‏ – ‏ويتلقى – ‏على ‏نفس‏ ‏موجته‏ ‏بشكل‏ ‏نسبى ‏على ‏الأقل‏، ‏ومنذ‏ ‏البداية‏ ‏أيضا‏.‏

وقد‏ ‏يكون‏ ‏الإبداع‏ ‏التواصلى ‏أقرب‏ ‏شئ‏ ‏إلى ‏الفن‏ ‏الموهبة‏ ‏وهو‏ ‏فن‏ ‏تنمية‏ ‏القدرات‏ ‏الفنية‏ ‏الخاصة‏، ‏وبالتالى ‏فهو‏ ‏يشمل‏ ‏أغلب‏ ‏الإنتاج‏ ‏الفنى ‏والأدبى ‏بصوره‏ ‏المتميزة‏ ‏والمألوفة‏، ‏دون‏ الوصول إلى ‏القفزات‏ ‏الطفرية‏ ‏التى ‏تغير‏ ‏مسار‏ ‏صوره‏ ‏وأشكاله‏، ‏بل‏  ‏ومسار‏ ‏الحياة‏ ‏برمتها‏ ‏وقد‏ ‏اقتطف‏ ‏سيلفانو‏ ‏أريتى([4]) ‏فى ‏كتابه‏ “‏الإبداع‏” ‏رأى ‏ناثانيل‏ ‏هرش‏  ‏فى ‏كتابه‏ ‏الذكاء‏ ‏الخلاق‏ ‏حيث‏ ‏فرق‏ ‏بين‏ “‏الموهوب‏” ‏و”المبدع‏ ‏الخلاق‏” ‏الذى ‏أسماه‏ “‏العبقري‏” ‏تفرقة‏ ‏هامة‏ ‏تختلط‏ ‏على ‏الكثيرين‏ ‏حتى ‏كاد‏ ‏يعتبرهما‏ ‏نقيضين‏:

وفيما يلى التفرقة التى قدمها أريتى:

  • “‏ففى ‏حين‏ ‏أن‏ ‏الموهوب ‏Talented ‏يحسن‏ ‏الأداء‏ ‏فإن‏ ‏العبقرى ‏يصنع‏ ‏الجديد‏،

  • ‏والموهوب‏ ‏يتقن‏ ‏التحليل‏ ‏الجزئى ‏فى ‏حين‏ ‏أن‏ ‏العبقرى ‏يعتمد‏ ‏على ‏حدسه‏،

  • والموهوب‏ ‏يتكيف‏ ‏ويحقق‏ ‏المكاسب‏ ‏فى ‏حين‏ ‏أن‏ ‏العبقرى ‏يعطى ‏حياته‏ ‏كلها‏ ‏لهدف‏ ‏الخلق‏ ‏الإبداعى‏”.‏

‏ ‏هذه‏ ‏التفرقة‏ ‏رغم‏ ‏فائدتها‏ ‏ووجاهتها‏، ‏ورغم‏ ‏موافقتى ‏عليها‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏، ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏تكاد تدعم الاستقطاب،‏ وهو ما ‏لا‏ ‏أوافق‏ ‏عليه‏، ‏‏ ‏كذلك‏ ‏فإن‏ ‏الإبداع‏ ‏الخالقى ‏ليس‏ ‏بديلا‏ ‏عن‏ ‏العدوان‏ ‏ولكنه‏ ‏منطلق‏ ‏من‏ ‏العدوان‏ ‏ويحتويه محققا ‏لوظيفته‏ ‏الأصلية‏ ‏فى ‏أرقى ‏مراحل‏ ‏تطوره‏ دون، أو ‏قبل،‏ ‏الاندماج‏ ‏فى ‏الولاف‏ ‏التكاملى ‏الجديد‏. ‏

……………..

……………..

 (ونواصل الأسبوع القادم)

عن “هامش‏ ‏عن‏ ‏الذكورة‏ ‏والأنوثة‏ ‏والإبداع‏ ‏والعدوان”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى،  كتاب “الطب النفسى والغرائز (1) “غريزة الجنس” (من التكاثر إلى التواصل) و”غريزة العدوان” (من التفكيك إلى الإبداع) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022)

[2] – تحديث محدود لمحاضرة “الغريزة الجنسية”‏ ‏ألقيتها‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (15/12/1998) ضمن نشاط محاضرات لجنة‏ ‏الثقافة‏ ‏العلمية: المجلس الأعلى للثقافة.

[3] – قد‏ ‏يكون‏ ‏موقف‏ ‏سارتر‏ ‏عن‏ “‏جحيم‏ ‏الآخر‏” ‏موقفا‏ ‏مبدعا‏‏، ‏من‏ ‏هذا‏ ‏المنطلق‏ ‏بالذات‏.‏

[4] -Silvano Arieti: (1976) Creativity The Magic Synthesis. Basic Books, Inc. Publishers، New York, p12.13

 

4 تعليقات

  1. المقتطف: من تسكيلات الابداع الخالقي
    الموقف‏ ‏الإبداعى ‏الحياتى ‏المتجدد للذات وللمحيط الأقرب‏ لنقلة مميزة فى النمو.
    التعليق: اظنه هو كسر النص المعاد رغم الآمه .

  2. يقاوم‏ ‏المبدع‏ بكل‏ ‏حركيته وهو يعايش‏ ‏الوحدة‏ ‏والإصرار‏ ‏والاستمرار‏ معا، ‏مما‏ ‏يحتاج‏ ‏إلى ‏كل‏ ‏طاقة‏ الرفض المسئول والتجديد المغامر فى مواجهة الأغلبية السائدة والرأى الثابت‏ (‏الآخرين‏)([3]). ‏وبديهى ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏الوحدة‏ ‏ليست‏ ‏عزلة‏ ‏بقدر‏ ‏ما‏ ‏هى ‏مواجهة‏ ‏تحمل‏ ‏فى ‏طياتها‏ ‏فرصة‏ ‏أن‏ ‏تصب‏ ‏فى ‏النهاية‏ ‏فى تجديد تشكيل العلاقات والنمط السائد (حتى ما يسمى “الثورة”)‏.
    التعليق:
    وما اصعب ذلك يا استاذي..رغم ان الناتج مغريا بالاستمرا ورغم ان التنقيب في حد ذاته اروع من لذة الوصول ..
    ثم يا استاذي توقفت عند الرفض المسؤل كيف هو اعذرني ..
    وتوقفت ايضا عند الاستعمال الفارق الدال للفظ وحده وعزله.. اشكرك

  3. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : ….وعما‏ ‏أسماه‏ “‏التأكيد‏ ‏الذكرى“، ‏وهى ‏المرحلة‏ ‏المقابلة‏ ‏للتسامى ‏بالنسبة‏ ‏لحل‏ تطور ‏غريزة‏ ‏الجنس‏، ‏على ‏أن‏ ‏هذا‏ ‏الحل‏ ‏وذاك‏ -‏ كما‏ ‏أشرنا‏ ‏قبلا‏- ‏هما‏ ‏حلان‏ ‏إبداليان….
    التعليق : هل تقصد استيعاب طاقة العدوان فى الإبداع الخالقى ،وتطور غريزة الجنس ؟ هل هما ماتعنيه بالحلان الإبداليان ؟! و ما معنى إبداليان هنا ؟
    عفوا يا مولانا الفكرة صعبة

  4. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف :……غريزة العدوان فى صورتها البدائية (القتل والالتهام ) موجودة‏ ‏فى ‏التركيب‏ ‏الحيوى ثم البشرى، ‏وقتل‏ ‏الأكبر‏ ‏سنا ….
    التعليق : اتخضيت فى البداية ،ثم تذكرت آليه معينة يقوم بها الجسم حين تجبره على صيام طويل نسبيا ،فتبدأ عمليه يسمونها “أوتوفجى” حيث تلتهم الخلايا القوية الخلايا الضعيفة والمريضة ….تعجبت أننى لم أربط هذه الظاهرة من قبل بغريزة العدوان ،لعله كان جهلى بهذه الغريزة ،أظن أن هذا التناول الذى تقدمها لنا به يا مولانا ،سوف يفتح أمامنا أفقا وبعدا جديدا للحياة ،أتمنى ،يارب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *