الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الثانى: “غريزة العدوان” الملحق (2) “ليالى ألف ليلة” لـ نجيب محفوظ: القتل بين مقامَىْ العبادة والدم (12)

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)” الباب الثانى: “غريزة العدوان” الملحق (2) “ليالى ألف ليلة” لـ نجيب محفوظ: القتل بين مقامَىْ العبادة والدم (12)

  1. نشرة “الإنسان والتطور”

السبت : 10-12-2022

السنة السادسة عشر

العدد: 5579

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى والغرائز (1)”([1])

الباب الثانى: “غريزة العدوان”(من‏ ‏التفكيك إلى الإبداع)‏ ‏([2])

الملحق (2) .. (عبر النقد الأدبى):

“ليالى ألف ليلة” لــ “نجيب محفوظ”([3])

القتل بين مقامـَـىْ العبادة والدم([4](12)

…………

…………

12- ‏السندباد‏

 نهاية‏ ‏فاترة‏

يتم‏ ‏خيال‏ ‏محفوظ‏ (‏لا حلمه‏) ‏ختام‏ ‏هذه‏ ‏الحكايات‏ ‏بطريقة‏ ‏مصنوعة‏، ‏فيعين‏ ‏معروف‏ (‏الحاكم‏ ‏الجديد‏) ‏نور‏ ‏الدين‏ ‏كاتما‏ ‏للسر‏، ‏ويعين‏ ‏المجنون‏ ‏كبيرا‏ ‏للشرطة‏ (‏ويسميه‏ ‏عبدالله‏ ‏العاقل‏-‏بلا‏ ‏مبرر‏ ‏لكل‏ ‏هذه‏ ‏المباشرة‏)، ‏ثم‏ ‏يحكى ‏السندباد‏ ‏أكثر‏ ‏الحكايات‏ ‏مباشرة‏ ‏فيرسم‏ ‏أسطح‏ ‏نهاية‏ ‏متوقعة‏ ‏لهذا‏ ‏العمل‏ ‏العظيم‏، ‏وحكايات‏ ‏السندباد‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏الحكاية‏ ‏إما‏ ‏معادة‏ ‏أو‏ ‏متوقعة‏، ‏وهى ‏دائما‏ ‏أحادية‏ ‏الجانب‏، ‏تبدأ‏ ‏بالحكمة‏ ‏ثم‏ ‏تسرد‏ ‏الأقصوصة‏ ‏دون‏ ‏داع‏ ‏للإثنين‏ ‏معا‏، ‏مثل‏ ‏الانسان‏ ‏قد‏ ‏ينخدع‏ ‏بالوهم‏ ‏فيظنه‏ ‏حقيقة‏، ‏”وأنه‏ ‏لا‏ ‏نجاة‏ ‏لنا‏ ‏إلا‏ ‏اذا‏ ‏أقمنا‏ ‏فوق‏ ‏أرض‏ ‏صلبة”‏ (‏ص‏247)، ‏أو‏ ‏”أن‏ ‏النوم‏ ‏لا‏ ‏يجوز‏ ‏اذا‏ ‏وجبت‏ ‏اليقظة‏ ‏أو‏ ‏حتى ‏أنه‏ ‏لا‏ ‏يأس‏ ‏مع‏ ‏الحياة‏” (‏ص‏248) ‏وهكذا‏ ‏حتى ‏يقول‏ ‏فى ‏تسطيح‏ ‏أكبر‏ “‏أن‏ ‏الإبقاء‏ ‏على ‏التقاليد‏ ‏البالية‏ ‏سخف‏ ‏ومهلكة”‏، هكذا ‏يظهر‏ ‏وكأن‏ ‏الكاتب‏ ‏يرتد‏ ‏عن‏ ‏العمق‏ ‏الذى ‏قلقل‏ ‏به‏ ‏وجودنا‏ ‏حين‏ ‏يقول‏ “‏إن‏ ‏الحرية‏ ‏حياة‏ ‏الروح‏ ‏وإن‏ ‏الجنة‏ ‏نفسها‏ ‏لا‏ ‏تغنى ‏الانسان‏ ‏شيئا‏ ‏اذا‏ ‏خسر‏ ‏حريته“‏ (‏ص‏251) ‏يقول‏ ‏هذا‏ ‏ويتبعه‏ ‏بأقصوصة‏ ‏خاوية‏ ‏لا‏ ‏تتناسب‏ ‏اطلاقا‏ ‏مع‏ ‏هول‏ ‏بداياته‏ ‏وتطور‏ ‏حدسه‏ ‏المبدع‏، ‏كما اكتمل‏ ‏فى ‏الثلث‏ ‏الأول‏ ‏ثم‏ ‏فى ‏طاقية‏ ‏الاخفاء‏ ‏حيث‏ ‏علّمنا كم هى‏ ‏صعوبة‏ ‏الاختيارات‏ ‏وتداخلها‏، ‏واستحالة‏ ‏ترجيح‏ ‏الخير‏ ‏المطلق‏، ‏وسد‏ ‏مسارب‏ ‏الانحراف‏… ‏الخ‏.‏

ولكن‏ ‏بارقة‏ ‏أمل‏ ‏تفتح‏ ‏من‏ ‏جديد‏، ‏إذ‏ ‏يصر‏ ‏السندباد‏ ‏على ‏العودة‏ ‏إلى ‏الترحال‏ ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏موفور‏ ‏الحكمة‏ ‏والمال‏ ‏عنده‏، ‏فنطمئن‏ ‏إلى ‏أنها‏ ‏ليست‏ ‏النهاية‏ ‏على ‏كل‏ ‏حال‏.‏

………..

…………

(ونواصل الأسبوع القادم)


[1] – يحيى الرخاوى،  كتاب “الطب النفسى والغرائز (1) “غريزة الجنس” (من التكاثر إلى التواصل) و”غريزة العدوان” (من التفكيك إلى الإبداع) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2022)

[2] – تحديث محدود لمحاضرة “الغريزة الجنسية”‏ ‏ألقيتها‏ ‏فى ‏منتدى ‏أبو‏ ‏شادى ‏الروبى (15/12/1998) ضمن نشاط محاضرات لجنة‏ ‏الثقافة‏ ‏العلمية: المجلس الأعلى للثقافة.

[3] – صدر هذا النقد فى عمل لى فى “قراءات فى نجيب محفوظ” الطبعة الأولى (1990) الهيئة العامة للكتاب، والطبعة الثانية (2005) والطبعة الثالثة (2017) منشورات جمعية الطب النفسى التطورى. 

[4] – بدءًا من هذه الحلقة سوف أنشر الحلم مكتملا أولا، وذلك بعد ما وصلتنى رسائل متعددة، واحتجاجات منطقية، نأسف أنها لا تستطيع أن تتابع النقد دون الرجوع إلى “المتن الأصلى” فقررت أن أجرب اليوم أن أنشر المتن مكتملا قبل النقد.

2 تعليقان

  1. صباح الخير يا مولانا:
    المقتطف : ولكن‏ ‏بارقة‏ ‏أمل‏ ‏تفتح‏ ‏من‏ ‏جديد‏، ‏إذ‏ ‏يصر‏ ‏السندباد‏ ‏على ‏العودة‏ ‏إلى ‏الترحال‏ ‏بالرغم‏ ‏من‏ ‏موفور‏ ‏الحكمة‏ ‏والمال‏ ‏عنده‏، ‏فنطمئن‏ ‏إلى ‏أنها‏ ‏ليست‏ ‏النهاية‏ ‏على ‏كل‏ ‏حال‏
    التعليق : الأمل موصول بالحياة ذاتها ،كأنها تنبض به ،أعادك الله إلينا يا مولانا بالسلامة ،لتواصل ترحالك معنا،فتنبض فينا حركية حياة تبثها فينا لنتبعك كدحا إليه….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *