الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” الفصل السابع “المدارس النفسية والنماذج العلاجية” (2 من 3)

مقتطفات من كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” الفصل السابع “المدارس النفسية والنماذج العلاجية” (2 من 3)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 23-3-2024

السنة السابعة عشر

العدد: 6048

مقتطفات من كتاب:  

   “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” [1] 

الفصل السابع

المدارس النفسية والنماذج العلاجية (2 من 3)

كما حذفت آسفاً أية إشارة لمدارس أحببتها وأثرتنى لكننى فضلت ألا أطيل أكثر من ذلك.

 بالرغم من ممارستى أساسيات هذه المدرسة لأكثر من عشرين عاما إلا أننى لأ أدعى أننى أنتمى إليها ولا أزعم أنها أضافت إلىّ كثيرا، وإن كنت أحسب أن المرضى كانوا يرتاحون إليها بدرجة لا أتوقعها، لكننى رحت أتراجع بالتدريج فى الرضا عنها، وفى العشرين سنة الأخيرة بالغت فى نقدها حتى الرفض كما ظهر فى أعمالى الأدبية والنقدية  أكثر من متابعاتى المهنية.

تأثرت بهذه المدرسة تأثرا بالغا من قراءتى لكتاب جانترب، الظاهرة الشيزيدية، العلاقة بالموضوع والذات Schizophrenia on object relation and the self وقد قرأته عدة مرات أثناء مهمتى العلمية  فى باريس (1968/1969) وقد تعرفت من خلال ذلك على المدرسة التحليلية الانجليزية وكيف نقدت فرويد واعتبرته أكثر بيولوجية مما تسمح به فروضها عن أن أساسيات التركيب البشرى من خلال العلاقة بالموضوع الأم بالذات، وقد رحبت أكثر بنقل جانترب للموقع البارنوى قبل الموقع الاكتئابى لكننى ظللت متحفظا على تفسير الاكتئاب بقتل الأم الخيالى خوفا من هجرها المفاجىء وهذا هو ما تناولته فى فروضى لاحقا.

 كما رفضت أن تكون تلك المواقف هى الأصل واعتبرت أنها :  من خلال المنظور التطورى والاستعادة ليست إلا إعلانا لتنشيط أطوار سابقة على مسار التطور، وأن استعادة هذه الأطوار لنشاطها بانتظام نمائى هو ألأساس لمسيرة النمو والتطور والإبداع الذاتى، أما شحنها أكثر أو أقل عن طريق العلاقة بالأم فهو وارد، لكنه ليس كافيا للتفسير النيوروبيولوجى الأعمق،كما أن غلبة نشاطات هذه المستويات الأقدم لدرجة الإمراض فهو إعلان لمدى جاهزيتها لقيادة مجموع المستويات (الأمخاخ) فى حالة المرض، وليس رجوعا إلى مواقع تثبيتية كما تقول هذه النظرية.  

إريك بيرن

 

 صالحتـْـنى هذه المدرسة على التحليل النفسى جزئيا بعد أن نقدت صعوباته التى لا نحتاجها مستعملة القياس على عقدة جوردن Gordon’s knot بأن تقتحم التركيب البشرى لتطلق مسيرة نموه نحو الصحة بالتناول المباشر بدلا من الاستغراق فى فك العقد، لكن ما أصابها من تسطيح لاحق جعلنى أقل حماسا لها بالتدريج.

 

 

تعرفت على سلفانو أريتى أولا من خلال كتابه “تفسير الفصام” interpretation of schizophrenia ثم من خلال كتابه عن الإبداعية: ذلك الولاف السحرى Creativity the Majic Synthesis وقد أحببته وأحترمته وعاد فصالحنى على عمق آخر للتحليل النفسى، حتى للفصامى، كما رحبت واستفدت من تنظيره عن تطور المعرفة والإرادة بشكل مباشر.

أظن أنه لا مجال لتقديم هذه النظرية وكل ما سبق وما يلحق ليس إلا تأريخا لها، وشرحا لأبعادها، ثم رصدا لتطبيقاتها، ووعود بتنميتها.

 

 

 

 

ألفريد ادلر

أهم ما أفدت منه هو كتاب شولمان الذى استلهم نظريته وأكد على غائية الفصام وأسماه “مقالات فى الفصام”  Essays in Schizophrenia

 

 

 ………………..

………………..

ونواصل الأسبوع القادم فى استكمال  عرض باقى المدارس النفسية

 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

[1] – يحيى الرخاوى: (2019)  الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور، الناشر: جمعية الطب النفسى التطورى – القاهرة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *