الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “نبض المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (40) الفصل الحادى عشر أنواع ومستويات الصياغة من منظور: الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (4)

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “نبض المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (40) الفصل الحادى عشر أنواع ومستويات الصياغة من منظور: الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 24-7-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5440

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” [1] 

الكتاب الثانى: “نبض المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (40)

استهلال:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب وآمل أن تُقْرأ نشرة أمس قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الحادى عشر.

          يحيى

الفصل الحادى عشر

أنواع ومستويات الصياغة

من منظور: الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (4)

………………………..

………………………..

تعقيب ومراجعة:

المشهور عن النفسمراضية أنها لابد أن ترتبط بنظرية نفسية بذاتها، محددة المعالم، واضحة الفروض، وهذا صحيح بدرجة ما، لكن هذه الصيغة تكاد تجعل هذه الصياغة تواصل الارتباط المزمن بنظرية التحيل النفسى، وخاصة الفرويدى، كما أنها قد تعطى للأسباب القديمة ، والأقدم،  أهمية قصوى فى التعرف ليس فقط عما أدّى إلى المرض، وإنما فى كثير من الأحيان على مضاعفات المرض في صورة أعراضه، مع درجات أقل من العناية بما آل إليه التركيب العلاقاتى للأمخاخ، (مستويات الوعى) “هنا والآن” (أقول العلاقاتى لمستويات الوعى، ولا أقصر الكلام على اضطرابات العلاقات الإنسانية أو حيل اللاشعور وتفسيرات المحللين).

كل هذا مقبول بدرجة ما، وهو لا يغلق الباب أمام إسهام معطيات نظريات أخرى تحليلية أحدث مثل تطور التحليل النفسى إلى نظرية العلاقة بالموضوع  Object Relation أو نظرية التحليل التفاعلاتى  Transactional Analysis  …… أو غيرهما.

حين بدأتُ التدريس والتدريب على كيفية الوصول إلى هذه الصياغة النفسمراضية من منطلق الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى وجدت استعدادا جيدا عند الأصغر من المتدربين الزملاء على ممارسة “قراءة المخ” (الأمخاخ) من منظور النيوروبيولوجى عامة، ثم من منظور الطبنفسى الإيقاعحيوى بشكل أكثر تحديدا، وقد تعجبت لهذه المبادرة التى تلقى مقاومة شديدة من الزملاء والدارسين الأكبر والأكبر ربما لأنهم الذين اعتادوا على:

  • “تشريح المخ” وتوصيفه من منطلق خلوى كيميائى كمىّ أساسا، وكذلك:

  • قراءة الشخصية من منطلق سلوكى ظاهر، وأيضا:

  • قراءة الشعور بمعناه الأشمل فى مقابل اللاشعور من منطلق تحليلى تفسيرى عادة.

أو كل ذلك معاً.

بعد هذا العمر من الممارسة ومع مواصلة التدريب والإشراف من واقع الفروض التى تصلنا وتتجدد وتـُـنـْـقـَد وتعدل بأقل قدر من التنظير للتنظير: انتبهت إلى المدى الذى اسْتَدْرَجَنَا إليه التيار السائد فى كل من الطب النفسى السائدMain Stream Psychiatry  والعلاج النفسى التحليلى والتفسيرى (غير أنواع أخرى لا أعلم عنها الكثير حتى أذكرها تحديدا).

هكذا عدت أراجع نفسى إلى أين وصلنا؟ ثم ماذا بعد؟

ثم إنى رحت أواصل ممارستى وتدريسى وتدريبى فى توثيق مبادئ أساسية فى كيفية “قراءة المخ” (كل الأمخاخ، جميعا) قراءة نيوروبيولوجية “هنا والآن”، لنتعرف على الخطوط العامة اللازمة لنتبعها لتحقيق ذلك وهى:

أولاً: الاستهداء فى هذه القراءة بكل الفروض والنظريات التى تسهم فى ربط نمو المخ بتاريخه بتطوره بوظائفه الهيراركية، بنشاطه وهو يعيد بناء نفسه باستمرار

ثانياً: التعامل مع الأمخاخ جميعا وليس فقط مع المخ الأحدث

ثالثاً: الانتقال إلى استيعاب أن هذا الذى جرى (ويجرى) فى المخ والأمخاخ  هو الذى أدى إلى ظهور هذه الشكوى والأعراض في ظاهر سلوك المريض ومعاناته.

رابعاً: تحديد الشكوى من أقوال المريض ومرافقيه وترجمتها إلى تشكيلات مرضية محددة ما أمكن ذلك دون تعسف (قبل وبعد اختزالها إلى أسماء وأعراض بذاتها!)

خامساً: النظر فيما وراء ذلك: وكيف وصل الحال إلى خلل علاقات التركيب المتعددة داخل الدماغ وخارجه سواء سميت “مستويات الوعى”، أو “الأمخاخ” (النيوربيولوجى) أو “حالات الذات” أو حتى “تثبيتات التحليل النفسى” إلى ما آلت إليه، فكان المرض

سادسا: رسم الفروض المحتملة لذلك باعتبار أن هذا الماضى الصعب أو الفاسد هو الذى أظهر الأعراض فى السلوك، وهذه الأعراض أصبحت هى المسئولة عن تسمية الأمراض.

سابعاً: محاولة تفسير هذا التركيب بأنه نتاج أحداث وتفاعلات وتثبيتات على مدى التاريخ الطولى بدءًا من الوراثة وحتى العوامل المرسبة الأحدث المرتبطة بتوقيت ظهور الأعراض فالأمراض، علما بأن البحث فى هذا البعد الطولى هو بمثابة البحث فى الأسباب الظاهرة والخفية على طول مسار تاريخ المريض وراثيا وتربويا.

ثامناً: إن هذا البحث الطولى لا يسهم مباشرة “هنا والآن” فى إعادة التشكيل ولكنه جوهرى لإمكان ربط الماضى بالحاضر الماثل فيما هو مرض، دون ربطٍ أحادىّ خطىّ مباشر، هذا مع التذكرة بأن الأحداث والتفاعلات التى حدثت فى الماضى مهما كان لها دور أساسى، فيما آل إليه الحال “الآن“، إلا أنها عادة غير قابلة للتصحيح الآن، وكل ما نملكه إزاءها هو التجاوز والاحتواء، ولعل كل هذا يبرر تسمية المستوى الطولى للصياغة بـ الصياغة النفسمراضية السببية (لماذا؟) Etiological Psychopathology

تاسعاً: إن ما آل إليه تركيب المخ حاليا بصورة مسئولة عن ظهور المرض “هنا والآن”، وهو ما نطلق عليه الصياغة “النفسمراضية التركيبية Structural Pscychopthology” هو ما يمكن البدء منه والعمل على رأب صدعه وتعديل ترتيبه وإعادة تشكيله. (إذن ماذا؟)

الترتيب التنازلى: لمستويات الاهتمام والأولويات

الفروق الأساسية بين الطب النفسى السائد،  والطب النفسى الإيقاعحيوى

فى الطبنفسى التقليدى السائد [2] 

            فى الطبنفسى التطورى الإيقاعحيوى  [3] 

الهدف الأول: هو الوصول إلى تشخيص

الهدف الأول هوقراءة المريض ومعنى حضوره (وماذا يقول مرضه ودلالة مدى إعاقته).

تحديد السبب الجينى أو الكيميائى أو المحيط (ما أمكن).

 قراءة لغة الأعراض والمعنى والهدف من ظهورها فى هذا التوقيت وهذا المحيط.

اختيار المضادات (الكيميائية لمقاومة السبب).

قراءة نشاط وغلبة الأمخاخ الواحد تلو الآخر وما آل إليه ترتيبها، وما يحدّ من غلبة الإنشاز منها باستعمال عقاقير منتقاه للحد من نشاط هذه الأمخاخ الناشزه

رصد الأعراض.

التركيز على “الصياغة” بأنواعها استعدادا للتحاور والتفاعل مع المستويات المتاحة، حسب المرحلة تلو المرحلة.

الإسراع بالتخلص من الأعراض يأتى فى المقام الأول.

“تجنيب الأعراض” مع مواصلة تنمية الإيجابيات، وكذا مواصلة الطريق حتى مع وجود الأعراض (يقينا بأنها سوف تضمر لاحقا حين يصبح المريض فى غنى عنها).

إعطاء العقار المضاد للخلل الكيميائى المفترض.

إعطاء العقاقير انتقائيا لأى مخّ بدائىّ ناشز حسب ما تشير به النفسمراضية التركيبية، ومتابعة إعادة انتقاء العقاقير مع قراءة الاستجابات المبدئية أولا بأول.

الالتزام بثبات العقاقير (فى الدم أيضا) لأطول مدة.

ذبذبة أسلوب تعاطى العقاقير لأىِّ من الأمخاخ انتقائيا، تواكبا مع تنوع دعم نشاطات الأمخاخ المختلفة حسب متابعة نقلات الصورة الكلينيكية.

استمرار الحال على ما هو عليه للحفاظ على أية درجة تقدم.

إعادة تشغيل المخ Restart بعد التمهيد لتفوق المخ المحورى الاجتماعى العلاقاتى وجاهزيته للقيادة.

 

ترييح المريض، وإرضاء الأهل.

دفع المريض لتحمل آلام ومخاطر النمو بما يشمل: العمل/العلاقات/ الإبداع اليوماوى (النوم/ الأحلام/ الإبداع/ الإيمان/التواصل)، مع تحفيز تنشيط الوعى الجمعى بدءا بالأهل فالمحيطين. للمشاركة فى إيجابيات المسيرة

           …………………

         (انتهى عرض الكتاب)

______________

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث كتب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، وهو (تحت الطبع) ورقيا، إلكترونيا حاليا بالموقع: www.rakhawy.net وهذه النشرة هي استمرار لما نشر من الكتاب الثانى: “نبض المقابلة الكلينيكية: بحث علمىّ بمهارة فنية”.

[2]- Main Stream Psychiatry

[3] – Evolutionary Biorhythmic Psychiatry

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *