الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية”(15) الفصل الثالث: “التاريخ المرضى السابق” (6)

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية”(15) الفصل الثالث: “التاريخ المرضى السابق” (6)

نشرة “الإنسان والتطور”

السبت: 30-4-2022

السنة الخامسة عشر

العدد: 5355

مقتطفات من: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى”([1])

الكتاب الثانى: المقابلة الكلينيكية: بحث علمى بمهارة فنية” (15)

استهلال:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب وآمل أن تُقْرأ نشرة الأسبوع الماضى قبل متابعة نشرة اليوم التي سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثالث.

          يحيى

 الفصل الثالث

التاريخ المرضى السابق (6)

(مع إشارة إلى المرض العضوى، والشخصية قبل المرض)

………………..

………………..

تأثير المدرسة النفسية التى ينتمى إليها الطبيب:

فى أطروحة قديمة سابقة ([2]) بينت أن كل ممارس للطب النفسى أو العلاج النفسى إنما يمارسه من خلال مدرسة أو منظومة معرفية (أو أكثر) ظاهرة (له) أو خفية، وأن هذه المدرسة ليست سوى أيديولوجية تُوَجِّهُهَ عَرَف أو جَهَل، وهى تقدم له مفهوما معلنا نسبيا عن ما “هى الصحة”، وما “هو المرض” ثم بدرجة خفية غائرة عن “ما ، ومن، هو الإنسان”، وبالتالى عن “كيف العلاج”.

وقد قمت بجدولة ثلاثة وعشرين مدرسة من المدارس والمنظومات([3]) وحاولت تقديم إجاباتها جميعا عن هذه الأسئلة للمقارنة، وفيما يلى قائمة بهذه المدارس أو المنظومات المختارة:

 

(1) التحليل النفسى التقليدى (الفرويدى)         

(2) العلاقة بالموضوع (الآخر)

(3) إريك إريكسون                                 

(4) هارى ستاك سوليفان

(5) إريك بيرن التحليل التفاعلاتى               

(6) ساندور رادو

(7) هنرى إى                                          

(8) ‏سيلفانو‏ ‏أريتى

(9) الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى (الرخاوى)

(10) ‏ألفرد‏ ‏أدلر

(11) نظرية‏ ‏التعلم‏ ‏للشخصية

(12) كارين‏ ‏هورنى                        

(13) ‏أوتو‏ ‏رانك

(14) ‏أبراهام‏ ‏ماسلو

(15) التحليل‏ ‏الوجو‏دى (‏مثل‏ ‏رولو‏ ‏ماى‏)‏ ‏

(16) جاردن‏ ‏مرفى (‏البيواجتماعية‏)

‏ (17) ‏ ‏الجشتالت                      

(18) كيرت‏ ‏جولدشتاين

‏(19) كارل‏ ‏يونج

(20) أنتونى ‏سوتيش (عبر الشخصية)

(21) بافلوف‏ -‏واتسون

‏(22) النموذج الكيميائى البيولوجى المختزل 

(23) ضد‏ ‏الطب‏ ‏النفسى

 

  ولكل من هذه المدارس منظوماتها (أيديولوجيتها) التى تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على كل من الطبيب والمريض، لكننى سوف أكتفى بتقديم مجرد عينة من هذه المدارس للتعرف على كيفية التناول أساسا.

 النموذج الأول

النموذج الكيميائى البيولوجى المختزل

ماهية الأنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان هو تركيب كيميائى  ‏معقد‏، ‏يسمح‏ ‏بأداء‏ ‏وظائف‏ ‏تميَزه‏ ‏وتضعه‏ ‏فى ‏حدود‏ ‏المعايير‏ ‏الدالة‏ ‏على ‏السواء

‏ ‏سلامة الأداء اليومى المعتاد مع درجة مناسبة من الرضا والتكيف

هو‏ ‏اضطراب‏ ‏تزيد‏ ‏فيه‏، ‏أو‏ ‏تنقص‏ ‏بعض‏ ‏مكونات‏ ‏التركيب‏ ‏البيوكيميائى ‏المعقد، ‏فَتَخْتًل‏ ‏فيه‏ ‏التراكيب‏ ‏التشريحية، فيختل السلوك وتفسد العلاقات

هو‏ ‏تعويض ‏هذا‏ ‏النقص‏ الكيميائى، أو‏ ‏إنقاص‏ ‏تلك‏ ‏الزيادة، ‏أو‏ ‏إزالة‏ ‏الخلل‏ ‏التشريحى ‏الإمراضى ‏إن‏ ‏أمكن

 

النموذج الثانى

 (1) التحليل النفسى التقليدى (الفرويدى)

ماهية الأنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان هو‏ ‏نتاج‏ ‏تاريخه

محكوم‏ ‏بـلاشعوره،‏

قد‏ ‏يعاق‏ ‏بتثبيتات‏ ‏طفولته مدفوع‏ ‏بغرائزه‏ ‏لا‏ ‏سيما‏ الجنس (‏بالمعنى ‏الأشمل‏)‏

أن‏ ‏يتجاوز‏ (أى ‏يفك‏ ‏وقفته) ‏تثبيتاته، ‏إذ‏ ‏يتمكن‏ ‏أن‏ ‏يُروض‏ ‏غرائزه‏ ‏ويوجهها ليحقق بها‏:

 “‏أن‏ ‏يعمل”‏”‏وأن‏ ‏يحب‏” (‏ويتكيف‏)‏

أن‏ ‏تحتد‏ ‏تثبيتاته‏، ‏فتغلب‏ ‏عليه‏ ‏حتى ‏ينكُـص‏ ‏أو‏ ‏يعاق‏ ‏بميكانزماته‏ ‏ويختل‏ ‏التوازن‏ ‏بين‏ ‏تركيباته، فتكـِّبِله‏ ‏أعراضه ويحتـَلُّ توازنه

أن‏ ‏يعيد‏ ‏معايشة‏ ‏تثبيتاته‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏التداعى ‏والطرح ‏فيتمكن‏ ‏من‏ ‏إزالة‏ ‏الإعاقة فإطلاق‏ ‏الطاقة‏ ‏لإعادة‏ ‏التوازن‏ ‏”فيعمل، ‏ويحب”‏

 

النموذج الثالث

(10) نظرية الطبنفسى الإيقاعحيوى‏ ‏التطورى‏

(الرخاوى 1980 – 2021)

ماهية الأنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان‏ ‏هو كيان ‏ ‏بيولوجى ‏دائم‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى بتركيباته‏ ‏الهيراركية‏ ‏بما‏ ‏يسمح‏ ‏بفعلنة‏ ‏المعلومات‏ ‏الداخلية‏ ‏والمُدخلة‏ ‏باستمرار‏ ‏النبض، ‏ومن‏ ‏ثمَّ‏ ‏النمو‏ ‏بلا‏ ‏نهاية

هى كفاءة‏ ‏النبض‏ ‏الحيوي فى‏ ‏نجاح‏ ‏فعلنة‏ ‏المعلومات‏ ‏باضطراد  لتحقيق‏ ‏التوازن‏ ‏المرحلى المتجدد واستمرار‏ ‏النمو‏ ‏الولافى على أرض الواقع

هو‏ ‏مضاعفات‏ خلل ‏النبض‏ ‏الحيوى ‏إما بالنبض‏ ‏الجسيم‏ ‏أو‏ ‏بناتجه‏ ‏النشاز‏ ‏الذى ‏إذا‏ ‏تمادى ‏واستقر‏ ‏تليفت‏ ‏الشخصية‏ ‏بما‏ ‏يمنع‏ ‏كفاءة‏ ‏النبض‏ ‏ويعوّق استمرار‏ ‏النمو

تصحيح‏ ‏مسار‏ ‏النبض‏ ‏الحيوى باستعادة ‏إطلاق‏ ‏النبض‏ ‏المنتظم‏ ‏فى ‏النمو‏ ‏والأحلام‏ ‏والإبداع‏ ‏مع‏ ‏تدريب‏ ‏المستويات‏ ‏التى ‏ضعفت‏ ‏والتحكم‏ ‏فى ‏المستوى ‏البدائى ‏وكبحه

تعقيب: (خاص عن الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى)

بصراحة لم أكن أعرف (أو أتذكر) أن المسألة كانت عندى بهذا الوضوح منذ ذلك التاريخ (1980)، ولم أكن قد كتبتُ إلا الخطوط العريضة للنظرية فى نفس الكتاب المسودة بالانجليزية Selected Lectures  (وهو كتاب لم يظهر منشورا على نطاق واسع)

(1) اطمأننت الآن إلى رسوخ وقِدَمِ مُنْطَلقى النيوروبيولوجى الذى يتفق مع أغلب ما بلغنى من المعطيات الأحدث فى النيوروبيولوجى والطب النفسى الأحدث  بعد ذلك، وأيضا تدعـَّمَ أكثر بمواصلة ممارسة المهنة خصوصا فى العلاج الجمعى.

(2) افتقدت الإشارة – حينذاك–  إلى البعد التطورى بدرجة كافية مقارنة بحضور البعد الإيقاعحيوى المتكرر بعد ذلك.

(3) لاحظت التركيز على استعادة الهارمونى أكثر من الإشارة إلى  تواصل الإبداع (جدل النمو)

(4) افتقدت إشارات كافية إلى التغيرات متناهية الصغر فى أزمنة متناهية القصر، وهو الأمر الذى سهـَّـل لى –فيما بعد- تمسكى بفروض التناوب والاستعادة([4]) حتى “الميكروجينى” Microgeny ودورها فى التوازن والإبداع.

(5) انتبهت إلى الجديد الذى  وصلتُ إليه مؤخرا عن أهمية جدل وامتدادات وحركية مستويات الوعى على كل المحاور، وكذا عن حركية الطاقة الحيوية ملتحمة بالمعلومات نابضة الحضور.

(6) وصلتنى ضرورة الاهتمام بالتوازن ذى الانتظام تكاملا مع توضيح حركية التبادل والتفكيك للإبداع الإيقاعي المستمر!.

 (7) برغم تسجيل استمرار النبض بلا نهاية: إلا أننى افتقدت حضور “الغيب” وعياً واعدًا فاعلا مفتوح النهاية طول الوقت، وهى صعوبة تتعلق أيضا بصعوبة تناول حقيقة الوعى وامتداده بشكل كافٍ.

(8) شعرت بضرورة الاستمرار فى حمل الأمانة إلى أصحابها.

(9) اطمأننت إلى مصادر تنظيرى الممتدة من واقع الممارسة المدعومة بمتابعة الأحدث فالأحدث، ومن استلهام ثقافتنا الخاصة، وأمانة الإنصات إلى ما يصلنى من نقد، والاستعداد للتعلم والتعديل والتصحيح باستمرار.

(10) غمرنى الأمل فى تواصل تدعيم هذه الفروض مع استمرار الممارسة والنقد.

(ربما: لكل ذلك واصلت الكتابة هكذا).

………………..

………………

(ونواصل غدا)

________________________________

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث كتب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، وهو (تحت الطبع) ورقيا، إلكترونيا حاليا بالموقع: www.rakhawy.net وهذه النشرة هي استمرار لما نشر من الكتاب الثانى: “المقابلة الكلينيكية: بحث علمىّ بمهارة فنية”.

[2] – ظهرت أولا بالانجليزية فى كتاب تدريسى غير منشور عنوانه  Selected Lecture”” تم تحديثها (ولم تطبع بعد) ويوجد في موقع الكاتب www.rakhawy.net 

[3] – يحيى الرخاوى “الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور” (2019) (الفصل السابع: “المدارس النفسية والنماذج العلاجية” وقد اشتمل على 24 مدرسة)، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى.

[4] – يحيى الرخاوى “الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور” الفصل السادس: “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى”، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى، (2019).

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *