الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (10)

مقتطفات كتاب “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (10)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد: 26-12-2021

السنة الخامسة عشر

العدد:   5230

مقتطفات كتاب  

“الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” (1)

الباب الأول: “النظرية ومعالم الفروض الأساسية” (10)  

مقدمة:

نواصل اليوم هذا النشر المتقطع من هذا الكتاب، لعله الأهم، وآمل أن تُقْرأ نشرة اليوم التى سنقدم فيها ما تيسر من الفصل الثالث، وأوصى بالبدء بقراءة نشرة أمس.

      يحيى

 الفصل الثالث

 الخطوط العريضة للأفكار الأولى (3)

 1

 ………………..

………………..

وبعد:

مقتطف من مقال باكر متعلق:

أشعر أننى بالغت فى استعمال لغة خاصة أو على الأقل غير مألوفة، فرأيت أن أقدم مقتطفات أحدث من مقال باكر كتبته للمناسبة التى بدأت بها هذا الفصل، وهى تكريم الأستاذ الدكتور مصطفى سويف (سنة 1984)، بناء على دعوة كريمة من تلاميذه.

المقتطف (1) استهلال: كلمة‏ ‏عن‏ ‏المناسبة‏، ‏وصاحبها‏:‏

أن‏ ‏أشارك‏ ‏فى ‏تحية‏ ‏عالم‏ ‏مصرى ‏جاد‏ ‏ومثابر‏ ‏وفاضل‏: ‏هو‏ ‏تكريم‏ ‏لعقلى ‏وقلمى ‏جميعا‏، ‏لا‏ ‏أملك‏ ‏تجاهه‏ ‏شكرا‏ ‏إلا‏ ‏أن‏ ‏أتقدم‏ ‏بأهم‏ ‏ما‏ ‏يشغلنى ‏أمانة‏ ‏واجتهاداً‏ ‏وأملا‏ ‏فى ‏حوار (2)

الأستاذ‏ ‏الدكتور‏ ‏مصطفى ‏سويف‏ ‏له‏ ‏فضل‏ ‏على ‏هذا‏ ‏العقل‏ ‏الذى ‏يمسك‏ ‏بهذا‏ ‏القلم‏، ‏وأنا‏ ‏لا‏ ‏أزعم‏ ‏معرفة‏ ‏خاصة‏ ‏أو‏ ‏قريبة‏ ‏أو‏ ‏متصلة‏ ‏بشخصه‏ ‏المتفرد‏، ‏فبرغم‏ ‏أن‏ ‏الفScreenshot (52)رص‏ ‏المتاحة‏ ‏كانت‏ ‏دائما‏ ‏متعددة (3) ‏الا‏ ‏أنها‏ ‏لم‏ ‏تكن‏ – ‏فى ‏تقديرى – ‏كافية‏، ‏وقد‏ ‏سمحتُ‏ ‏لنفسى ‏أن‏ ‏أتتملذ‏ ‏عليه‏ ‏دون‏ ‏إذن‏ ‏منه‏، ‏وأن‏ ‏أحاوره‏ ‏دون‏ ‏اتباعه‏، ‏حتى ‏ظل‏ ‏يمثل ‏ ‏لى – ‏فى ‏حماسه‏ ‏واخلاصه‏ ‏لمنهجه‏ ‏خاصة‏ – ‏تحديـًّا‏ ‏شريفا‏ ‏متصلا‏، ‏أخالفه‏ ‏معظم‏ ‏الوقت‏، ‏وأحترمه‏ ‏طول‏ ‏الوقت‏، ‏وكنت‏ – ‏ومازلت‏ – ‏أحتمى ‏به‏ ‏كلما‏ ‏انطلق‏ ‏أحد‏ ‏طلبتى (‏أو‏ ‏زملائي‏) ‏فى “‏الفتوى‏” (شبه العلمية) ‏دون‏ ‏ألم‏ ‏المعاناة‏ ‏أو‏ ‏التزام‏ ‏المنهج‏، ‏ولكنى ‏لا‏ ‏ألبث‏ ‏أن‏ ‏أعطى ‏لنفسى ‏حقا‏ ‏أبخل‏ ‏به‏ – ‏وأخاف‏ ‏منه‏ – ‏على ‏غيرى، ‏مستشهدا‏ ‏بالزمن‏، ‏آمـِلاً‏ ‏فى ‏الغد، ‏متكـَـبـّـدًا‏ ‏الثمن‏.‏ 

هذه‏ ‏الدراسة، أو‏ ‏الرؤية‏ ‏المولـِّدة‏ ‏للفروض‏، ‏هى ‏من‏ ‏قبيل‏ ‏ذلك، ‏حيث‏ ‏هى ‏أبعد‏ ‏ما‏ ‏تكون‏ ‏عن‏ ‏منهج‏ ‏أستاذنا‏ ‏الملتزم‏، ‏لكنها‏ – ‏فى ‏تقديرى – ‏لابد‏ ‏وأن‏ ‏تجد‏ ‏لها‏ ‏مكانا‏ ‏لائقا‏ ‏فى ‏رحابة‏ ‏فكره، ‏كما‏ ‏آمل‏ ‏أن‏ ‏تثير‏ ‏فى ‏طلبته‏ ‏ومريديه‏ ‏ما‏ ‏ينبغى – ‏ويستحق‏ – ‏أن‏ ‏يثار‏.‏

الخطوط العامة للنظرية:

هذا تقديم‏ ‏موجز‏ ‏لسلسلة‏ ‏فروض‏ ‏نابعة‏ ‏من‏ ‏الممارسة‏ ‏الكلينيكية ‏أساسا‏ ‏عن‏ ‏مفهوم‏ ‏الانسان‏ ‏فى ‏مساره‏ ‏النوعى ‏والفردى، ‏تعتمد‏ ‏أساسا‏ ‏على ‏تبنى ‏فكرة‏ ‏الإيقاعحيوى ‏‏الحتمى ‏فى ‏مختلف‏ ‏وحداته‏ ‏الزمنية‏ ‏واتساعاته‏ ‏الكونية‏، ‏كما‏ ‏تؤكد‏ ‏على ‏أهمية‏ ‏بيولوجية‏ ‏المعلومة‏ ‏ومسئوليتها‏ ‏فى ‏بنائية‏ ‏المخ‏، ‏وكذلك‏ ‏على ‏حتمية‏ ‏الاستعادة‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏نبض‏ ‏النمو‏ ‏المستمر‏ – ‏فى ‏تفاعل‏ ‏معقد‏ ‏مع‏ ‏المعلومات‏ ‏المدخلة‏ ‏من‏ ‏البيئة‏، ‏وهى تعرض‏ ‏للتركيب‏ ‏الهيراركى ‏والمحورى ‏للمخ‏ ‏والمعلومات‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏ارتباطهما‏ ‏العضوى ‏المتداخل‏، ‏كما‏ ‏تفسِّر‏ ‏المرض‏ ‏النفسى ‏والعقلى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏اعتبارهما‏ ‏من‏ ‏أشكال‏ ‏الإعاقة‏ ‏للمسار النمائى لأى من  ‏طوْرىْ ‏النبضة‏ ‏الحيوية‏ (أو لكليهما معا أو بالتناوب)، نتيجة تعثر ‏أزمات‏ ‏النمو‏ ‏أى اختلال نبضات الإيقاعحيوى وناتجها على أى مستوى، ثم هى  ‏تفتح‏ ‏الباب‏ ‏لاحتمالات‏ ‏تحقيق‏ ‏أو‏ ‏تطبيق‏ ‏هذه‏ ‏الفروض‏ ‏فى ‏مجالىْ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏والممارسة‏ ‏الكلينيكية.

وأخيرا‏ هى ‏تنتهى ‏بحوار‏ ‏نقدى – ذاتى– ‏يحدد‏ ‏ما‏ ‏ذهبتُ‏ ‏اليه‏ ‏ويرد‏ ‏على‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يثار‏. ‏

‏تمهيد

بداية‏، ‏لابد‏ ‏من‏ ‏وضع‏ ‏هذه‏ ‏الدراسة‏ ‏فى ‏مكانها‏ ‏المناسب‏، ‏وبحجمها‏ ‏المحدود‏، ‏كما‏ ‏يتحتم‏ ‏إعلان‏ ‏طبيعة‏ ‏لغتها‏، ‏إذ‏ ‏بغير‏ ‏ذلك‏ – ‏كله‏ ‏أو‏ ‏بعضه‏ – ‏سوف‏ ‏يصعب‏ ‏التواصل‏ ‏وتختلط‏ ‏المفاهيم‏.‏

وأقرب‏ ‏تصور‏ ‏لها‏ ‏هو‏: إنها ‏فرض‏ ‏مركب‏ (‏سلسلة‏ ‏فروض‏)، ‏نابع‏ ‏من‏ ‏الممارسة‏ ‏الكلينيكية ‏الطويلة‏، ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏يعتبر‏ ‏نتاجا‏ ‏للمنهج‏ ‏الفينومينولوجى – ‏دون‏ ‏الاستبطانى ‏أو‏ ‏التجريبي‏.

ولما‏ ‏كان‏ ‏المصدر‏ ‏الأساسى ‏لهذا‏ ‏الفرض‏ ‏هو‏ “‏معايشة‏” ‏أزمة‏ ‏المرض‏، ‏وجب‏ ‏التحذير‏ ‏ابتداء‏ ‏من‏ ‏التعميم‏ ‏المتسرع‏ ‏بالقياس‏ ‏أو‏ ‏المقارنة‏، ‏وبالرغم‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏فانه‏ لابد من الاعتراف ابتداءً بأنه ‏تستحيل‏ ‏الحيلولة‏ ‏دون‏ ‏رؤية‏ ‏السواء‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏المرض‏، ‏أو‏ ‏رؤية‏ ‏الطريق‏ ‏السوى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏التعثر‏ ‏والإعاقة‏ ‏والانحراف‏، ‏وخاصة‏ ‏لممارس‏ ‏يعيش وأساس‏ ‏همه‏ (‏ومهمته‏) ‏هو‏ ‏فن‏ ‏التطبيب‏ ‏والـَّلأم‏، ‏قبل‏ ‏وبعد‏ ‏الوصف‏ ‏والتصنيف‏، ‏وذلك بمواكبة ‏ ‏المريض‏ ‏عوْدا‏ ‏إلى “ما‏ ‏كان‏”، ‏أو‏ ‏انطلاقا‏ ‏إلى “‏ما‏ ‏يمكن‏”، ‏أقول‏ ‏ان‏ ‏وجود‏ ‏مثلى ‏طول‏ ‏الوقت‏ ‏فوق‏ ‏هذا‏ ‏المعبر‏ ‏بين‏ ‏المرض‏ ‏والشفاء‏ (‏أو‏ ‏التدهور‏) ‏انما‏ ‏يفرض‏ ‏على ‏فكره‏ ‏‏هذا‏ ‏الربط‏ ‏فى ‏التنظير‏ ‏عن‏ ‏السواء‏ ‏وهو‏ ‏يستلهم‏ ‏معطيات‏ ‏المرض‏ ‏ومسيرة‏ ‏العلاج‏، ‏ومع‏ ‏كل‏ ‏ذلك‏ – وكذلك- ‏فقد‏ ‏وجدتُ ‏التحذير‏ ‏السابق‏ ‏واجبا‏.‏

ثم‏ ‏أتقدم‏ ‏خطوة‏ ‏الى ‏شرح‏ ‏أبعاد‏ ‏الأسلوب‏ ‏الذى ‏سأقدم‏ ‏رؤيتى ‏من‏ ‏خلاله، ‏حيث أننى‏ ‏لن‏ ‏ألتزم‏ ‏بالمألوف‏ ‏فى ‏الكتابة‏ ‏العلمية‏ ‏التقليدية‏، ‏فلن‏ ‏أشير‏ ‏أولا‏ ‏بأول‏ ‏الى ‏مراجع‏ ‏بذاتها‏، ‏فأغلب‏ ‏المـُستشهَد‏ ‏به‏ ‏هنا‏ ‏شائع‏ ‏وعام‏ ‏لدرجة‏ ‏تعفينى ‏من‏ ‏ذلك‏، ‏كما‏ ‏أن‏ ‏بالأمر‏ ‏من‏ ‏الجِدّة‏ ‏ما‏ ‏يدفعنى ‏الى ‏عدم‏ ‏شغل‏ ‏القارئ‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ بمثل ذلك، ‏كما‏ ‏سأحاول‏ ‏قدر‏ ‏الجهد – إذا لزم الأمر جدا– ‏أن‏ ‏أجعل‏ ‏الاستطرادات‏ ‏وبعض‏ ‏الإيضاحات‏ ‏ملحقة‏ ‏بهوامش‏ ‏مستقلة‏ ‏عن‏ ‏المتن‏ (‏مع‏ ‏اعتبارها‏ ‏جزءا‏ ‏لا‏ ‏يتجزأ‏ ‏من‏ ‏الدراسة‏) ‏لعل‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏يفيد‏ ‏فى ‏الحوار‏ ‏المرجو، ‏وما‏ ‏يقلل‏ ‏من‏ ‏الاستطراد‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏.‏

وأخيرا‏ ‏فقد‏ ‏يجد‏ ‏القاريء‏ ‏جرعة‏ ‏غير‏ ‏مألوفة‏ ‏من‏ ‏الحديث‏ ‏بلغة‏ ‏شخصية‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏طرح‏ ‏فكر‏ ‏علمى، ‏ولكن‏ ‏عذرى ‏هو‏ ‏أنى ‏فعلا‏ ‏أنقل‏ ‏ما‏ ‏وصلنى ‏من‏ ‏خبرتى ‏ابتداء‏، ‏وأرى ‏أن‏ ‏الأمانة‏ ‏فى ‏هذه‏ ‏المرحلة‏ ‏تقتضى ‏تأكيد‏ ‏هذا‏ ‏الجانب‏ ‏الشخصى، ‏تسهيلا‏ ‏لرفضه‏ ‏أو‏ ‏دعوة‏ ‏لتحقيقه‏، ‏ أو للبحث عن جدواه وموقعه فى المنهج الفينومينولوجى.

إن‏ ‏الناظر‏ ‏فى ‏المأزق‏ ‏الراهن (4)‏الذى ‏يدور‏ ‏فيه‏ ‏النشاط‏ ‏العلمى ‏والفكرى ‏حول‏ ‏ماهية‏ ‏الانسان‏، ‏ومساره‏ ‏ومصيره‏، ‏لابد‏ ‏وأن‏ ‏يصاب‏ ‏بالدوار‏ ‏والتوجس‏ ‏معا‏، ‏هذا‏ ‏على ‏المستوى ‏العالمى، ‏ويمكن‏ ‏أن‏ ‏أُرْجِع‏ ‏ذلك‏ ‏ولو‏ ‏جزئيا‏ – ‏ولو‏ ‏بالنسبة‏ ‏لمجالنا‏ ‏فى ‏العلوم‏ ‏النفسية‏ – ‏الى ‏فرط‏ ‏التخصص‏ ‏من‏ ‏ناحية‏، ‏وضيق‏ ‏المنهج‏ ‏من‏ ‏ناحية‏ ‏أخرى، ‏كما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏أرجع‏ ‏القدر‏ ‏الهائل‏ ‏من‏ ‏التناقض‏ ‏الذى ‏نلاحظه‏ ‏فى ‏نتائج‏ ‏الأبحاث‏ ‏الجزئية‏ – ‏رغم‏ ‏دقتها‏ ‏وصدقها‏ ‏ووفرتها‏ – ‏إلى ‏الافتقار‏ ‏الى ‏فروض‏ ‏أشمل‏ ‏تحتوى ‏هذه‏ ‏التناقضات‏ ‏الظاهرية‏ ‏فى ‏كلٍّ‏ ‏متكامل‏، ‏ولو‏ ‏ظل‏ ‏البحث‏ ‏العلمى ‏يتعمق‏ ‏فى ‏الاتجاه‏ ‏الذى ‏تسمح‏ ‏به‏ ‏الأداة‏ ‏المتاحة‏ ‏فحسب‏، ‏لظللنا‏ ‏عبيدا‏ ‏لما‏ ‏نملك‏ ‏من‏ ‏وسائل‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يتقدم‏ ‏السؤال‏ ‏والفرض‏ ‏ ‏لتتخلق منهما‏ ‏الوسائل‏ ‏الجديدة‏ ‏للإجابة‏ ‏عليه‏ ‏أو‏ ‏تحقيقه‏.

‏وأستطيع‏ ‏أن‏ ‏أعلن‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏مراجعاتى ‏المتلاحقة‏ ‏لكثير‏ ‏من‏ ‏الجهد‏ ‏العلمى (5) ‏فى ‏مجالى ‏أن‏ ‏يقينى ‏يزداد‏ ‏فى ‏اتجاه‏ ‏الزعم‏ ‏بأننا‏ ‏ندور‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الموقع‏ ‏منذ‏ ‏فترة‏ ‏ليست‏ ‏قصيرة‏، ‏يتساوى ‏فى ‏ذلك‏ ‏تعميق‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏لقياس‏ ‏السلوك‏ ‏وتكميته‏، (القياس النفسى) ‏أو‏ ‏تدقيق‏ ‏أكثر‏ ‏فأكثر‏ ‏فى ‏اكتشاف‏ ‏تغيرات‏ ‏كيميائية‏ ‏يعزى ‏إليها‏ ‏السلوك‏ (‏وخاصة‏ ‏المرضِى‏) ‏فتغرى ‏بمعاملتها‏ ‏بمضاداتها‏ الكيميائية ‏المناسبة‏ ‏بأكبر‏ ‏قدر‏ ‏من‏ ‏التجريب ‏والتقريب‏، ‏ولا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يوحى ‏هذا‏ ‏النقد‏ ‏بالتقليل‏ ‏من‏ ‏أهمية‏ ‏هذا‏ ‏أو‏ ‏ذاك‏، ‏وخاصة‏ ‏اذا‏ ‏اتصفت تلك الأبحاث ‏ ‏بالأمانة‏ ‏والاتقان‏ (‏وأغلبها‏ ‏كذلك‏)، ‏ذلك‏ ‏أن‏ ‏هذه‏ ‏المعطيات‏ ‏الجزئية‏ ‏هى ‏هى ‏الأبجدية‏ ‏العلمية‏ ‏التى ‏يمكننا‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏حسن‏ ‏ترتيبها‏: ‏أن‏ ‏نؤلف‏ “جملة‏ ‏علمية‏ ‏مفيدة”، ‏أو نضع‏ ‏سؤ‏‏الا‏ ‏فرضيا‏ ‏جديدا: ربما يساعد هذا أو ذاك على المزيد من موضوعية علمنا، وفنية أدائنا، وإتقان مهنتنا.

من‏ ‏هنا‏، ‏وبالنظر‏ ‏فى ‏الامكانيات‏ ‏المتواضعة‏ ‏للبحث‏ ‏العلمى ‏فى ‏بلد‏ ‏نام‏ ‏مثل‏ ‏بلدنا‏، ‏وجدت‏ ‏أن‏ ‏خير‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏نسهم‏ ‏به‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏الصدد‏ ‏هو‏ ‏أن‏ ‏نمضى ‏قدما‏ ‏فى ‏محاولة‏ ‏لإعادة‏ ‏القراءة‏ ‏وإعادة‏ ‏النظر‏ ‏والتفسير‏، ‏وربما‏ ‏إعادة‏ ‏التنظير‏، ‏فاذا‏ ‏كانت‏ ‏الإمكانيات‏ ‏المادية‏ ‏تحول‏ ‏دون‏ ‏ملاحقتنا‏ ‏سابقينا‏ ‏فيما‏ ‏يرصدونه‏، ‏فضلا‏ ‏عن‏ ‏التحقق‏ ‏منه‏ ‏فنتجاوزه إن بدا ذلك ضروريا‏، ‏فان‏ ‏ذلك‏ ‏لا‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏مبررا‏ ‏لشعور‏ ‏بالنقص‏ ‏يحرمنا‏ ‏شرف‏ ‏التفكير‏، ‏وحق‏ ‏النقد‏، ‏ومغامرة‏ ‏الإبداع، وقد‏ ‏يفيدنا‏ ‏ويؤكد‏ ‏أصالة‏ ‏موقفنا‏ ‏أن‏ ‏نفكر‏ ‏بلغتنا‏ ‏ابتداء (6) فنكتب‏ ‏بها‏ ‏انطلاقا‏ ‏من‏ ‏استيعاب‏ ‏معطياتهم‏ ‏الجزئية‏ ‏والأمينة‏، ‏وقد‏ ‏يكون‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏بعض‏ ‏ما‏ ‏يفتقرون‏ ‏اليه‏ يساعدنا‏ ‏فى ‏كثير‏ ‏من‏ ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏نتميز‏ ‏به‏ ‏من‏ ‏تخلف‏ ‏صعب رائع (7).‏

الواقع‏ ‏الحالى ‏يلح‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏اقتحام‏ ‏جديد‏ ‏لإعادة‏ ‏صياغة‏ ‏أساسيات‏ ‏فكرنا‏ ‏عن‏ ‏الانسان‏ ‏من‏ ‏حيث‏: ‏ماهيته‏ ‏وطبيعة‏ ‏مساره‏ ‏فى ‏السواء‏ ‏والمرض‏ (‏ورحلة‏ ‏ما‏ ‏بينهما‏)

ولا‏‏بد‏ ‏أن‏ ‏أتوقع‏ ‏الهجوم‏ ‏المناسب‏ ‏من أصحاب المصالح و”الجهات‏ ‏المعنية‏” (8): ‏دفاعا‏ ‏وحذرا‏، ‏وإنى ‏لمتوقعه‏.

هذا علما بأن تاريخ‏ ‏البدايات‏، ‏ثم‏ ‏الطـَّرقات‏ ‏المتلاحقة‏ ‏التى ‏حاولتُ ‏أن‏ ‏أفتح‏ ‏بها‏ ‏بابا‏ ‏للحوار (9) ‏فى مسألة الفروض والمنهج يمكن‏ ‏أن‏ ‏تُراجَع‏ ‏فى ‏أصولها‏ ‏النظرية‏، ‏ومن‏ ‏خلال‏ ‏الممارسات‏ ‏المتواضعة‏ ‏إلى ‏محاولات‏ ‏التحقيق‏ ‏والتطبيق‏ ‏المحدودة‏.

وبصفة‏ ‏عامة‏، ‏فان‏ ‏ما‏ ‏أقدم‏ ‏له‏ ‏هنا‏ ‏هو‏ ‏نظرية‏ “‏بيولوجية‏ ‏تطورية‏ جدلية” (10) ‏‏شديدة‏ ‏الارتباط‏ ‏بمراحل‏ ‏النمو‏ ‏التى ‏أكدها‏ ‏الفكر‏ ‏التحليلى الإنجليزي، ‏وخاصة‏ ‏مدرسة‏ ‏العلاقة‏ ‏بالموضوع‏ (11)، ‏مع تطويرنا لها إلى‏‏ ‏هذه‏ ‏المراحل‏ ‏ليست فقط‏ ‏وليدة‏ ‏العلاقة‏ ‏بالأم‏ (‏الأسرة‏)، ‏وانما‏ ‏هى مظهر لما هو إيقاعحيوى من ‏بسط‏ ‏واستعادة‏ ‏‏لمراحل‏ ‏تطورية‏ ‏تتعلق‏ ‏بتاريخ‏ ‏النوع‏ ‏قبل‏ ‏الفرد‏، ‏دون‏ ‏إهمال‏ ‏الأخير‏، ‏مما‏ ‏يذكرنا‏ ‏بفكر‏ “هوجلج‏ ‏جاكسون‏” ‏أساسا‏ ‏وتطبيقاته‏ ‏فى ‏مجال‏ ‏المخ والجهاز العصبى‏، وكذا ‏جهود‏ “هنرى ‏إى (12) ‏فى ‏تفسير‏ ‏المرض‏ ‏النفسى ‏من‏ ‏خلال‏ ‏هيراركية‏ ‏مستويات‏ ‏الشعور‏.

………….

…………

(ونكمل الأسبوع القادم) المزيد عن الإيقاع الحيوى، والنظرية:

 

[1] – انتهيت من مراجعة أصول “الطبنفسى الإيقاعحيوى التطورى” وهو من ثلاث أبواب: وسوف نواصل النشر البطىء آملا في حوار، منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2021) (تحت الطبع)

[2]- كان ذلك فعلا هو ما دفعنى آنذاك للمشاركة، وإن كنت من واقع خبرتى فى مثل هذه المناسبة وغيرها، لم أكن أتوقع ما رجوت، ولعلى أنتهزها فرصة وأعلن فهمى لأى عزوف من الآخرين عن المشاركة والنقد، وأعزو التقصير لنفسى، لأسباب لا أميل لذكرها أصلا.

[3] – مثل المشاركة فى هيئة تحرير مجلة الصحة النفسية، والمشاركة المحدودة فى بعض لجان مكافحة الإدمان

[4] – أثناء كتابة هذا الرأى سنة (1984)، وحتى الآن غالبا سنة (2021)

[5] – ‏يمكن‏ ‏الرجوع‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏إلى ‏ما‏ ‏أسميته: “Instrumentation -Optimism – Frustration script”

‏Yehia Rakhawy”Instrumentation-Optimism-Frustration script”(1984) Egypt J.Psychiat.P.171-173‏

حيث‏ ‏حاولت‏ فى هذه الافتتاحية ‏التحذير‏ ‏من‏ ‏مخاطر‏ ‏الاندفاع‏ ‏وراء‏ ‏كل‏ “‏آلة‏” ‏بحث‏ ‏جديدة‏ (‏المثال‏ ‏هنا‏ ‏كان‏ ‏آلة‏ ‏التصوير‏ ‏المقطعى ‏للمخ‏ ‏ومعاملته‏ ‏بالكمبيوتر‏)، ‏وقد‏ ‏أكدت‏ ‏على ‏ضرورة‏ ‏ألا‏ ‏تتغير‏ ‏الفروض‏ ‏لتخدم‏ ‏ما‏ ‏يمكن‏ ‏أن‏ ‏تعطيه‏ ‏الأداة‏ ‏الجديدة‏، ‏وانما‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يظل‏ ‏الفرض‏ ‏رائد‏ ‏البحث‏ – ‏حتى ‏لو‏ ‏لم‏ ‏توجد‏ ‏الأداة‏ ‏المناسبة‏ ‏لتحقيقه‏ – ‏لأن‏ ‏إلحاحه‏ ‏من‏ ‏واقع‏ ‏الالتزام‏ ‏المبدع‏ ‏خليق‏ ‏بأن‏ ‏يخلّق‏ ‏له‏ ‏الأداة‏ ‏والمنهج‏ ‏المناسبين‏، ‏وفى ‏الوقت‏ ‏المناسب‏، ‏مهما‏ ‏تأخر‏ ‏هذا‏ ‏الوقت‏.‏

ومؤخرا ظهر ما يسمى الطب النفسى الترجمى وهو ما نقدتـُـه نقدا شديدا حين راح يرتب التوجه للوصول إلى الحقائق من المعمل إلى الممارسة الكلينيكية From Desk to Bedside، وقد بينت أن الأصلح للعلم وحقيقة المسار الأكثر التزاما ونفعا هو أن نبدأ من الممارسة الكلينيكية المولدة للفروض إلى المعمل From Bedside to Desk D – إن صلـُـحَ لاختبارها

–  يحيى الرخاوى: مؤتمر جامعة الاسكندرية: “الطب النفسى: فن “نقد النص البشرى” إبداعا”: من 26 إلى 28 نوفمبر 2015

-يحيى الرخاوى: مؤتمر قصر العينى:”الطب النفسى الإيجابى –فى مواجهة– الطب النفسى السلبى”: من 17إلى 18فبراير2016

[6] – ‏كان‏ ‏الاختيار‏ ‏صعبا‏ ‏بالنسبة‏ ‏للغة‏ ‏التى ‏ينبغى ‏أن‏ ‏أسجل‏ ‏بها‏ ‏هذا‏ ‏الفرض‏، ‏فاذا‏ ‏كان‏ ‏المطلوب‏ ‏هو‏ ‏الحوار‏ ‏مع‏ ‏من‏ ‏سبقونا‏ ‏فى ‏التصور‏ ‏والفرض‏ ‏والتحقيق‏ ‏فقد‏ ‏كان‏ ‏أولى ‏أن‏ ‏أكتب‏ ‏بلغة‏ ‏أجنبية‏ ‏تسمح‏ ‏بمخاطبتهم‏، ‏إلا‏ ‏أنى ‏رجحت‏ ‏فى ‏النهاية‏ – ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏البدء‏ ‏بلغتنا‏، ‏ولتحمل‏ ‏الأمانة‏ ‏لأقرب‏ ‏أهلها‏، ‏ثم‏ ‏يكون‏ ‏بعد‏ ‏ذلك‏ ‏ما‏ ‏ينبغى ‏أن‏ ‏يكون‏.‏

[7] – ‏يبدو‏ ‏متناقضا‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏للتخلف‏ ‏ميزة‏، ‏ولكنه‏ ‏كذلك‏ ‏من‏ ‏عمق‏ ‏بذاته‏، ‏فالتخلف‏ ‏فى ‏مجالنا‏ ‏هذا‏ ‏يتيح‏ ‏لممارس‏ ‏الطب‏ ‏النفسى (‏مثلا‏) ‏معايشة‏ ‏عدد‏ ‏من‏ ‏المرضى ‏بلاحصر‏، ‏كما‏ ‏أن‏ ‏جزءا‏ ‏هاما‏ ‏من‏ ‏هؤلاء‏ ‏المرضى ‏يأتون‏ ‏من‏ ‏أقاصى ‏البلاد‏ ‏دون‏ ‏أن‏ ‏يسبق‏ ‏لهم‏ ‏تعاطى ‏العقاقير‏ ‏التى ‏أصبحت‏ ‏متغيرات‏ ‏شبه‏ ‏دائمه‏، ‏تشوه‏ ‏نقاء‏ ‏الظاهرة‏ ‏بشكل‏ ‏أو‏ ‏بآخر‏، ‏وأخيرا‏ ‏فان‏ ‏عددا‏ ‏كبيرا‏ ‏من‏ ‏مرضانا‏ لا ‏يلتزمون‏ “‏بالاستمرار‏ ‏على ‏العقاقير‏ “‏مدة‏ ‏طويلة‏” ‏إما‏ ‏بسبب‏ ‏الفقر‏، ‏أو‏ ‏عادات‏ ‏الاهمال‏، ‏أو‏ ‏الحذر‏ ‏التلقائى ‏”ممّا يخدّر” – ‏وكل‏ ‏ذلك‏ ‏يتيح‏ ‏للممارس‏ ‏مواجهة‏ ‏ظاهرة‏ ‏المرض‏ ‏فى ‏نوابيته‏ ‏وأطواره‏ ‏فى ‏صورة‏ ‏أنقى ‏من‏ ‏صورتها‏ ‏فى ‏المجتمعات‏ ‏الأكثر‏ ‏ثراء‏ ‏وتقدما‏ ‏وتداويا‏ ‏منتظما‏.‏

[8] – جهات احكتار النظر‏ ‏فى ‏ماهية‏ ‏الانسان‏، ‏عندنا‏، ‏يكاد‏ ‏يكون‏ هذا ‏محتكرا ‏لصالح‏ ‏رجال‏ ‏الدين‏، ‏وعند‏ ‏غيرنا‏ ‏قد‏ ‏يسمح‏ ‏به‏ ‏لرجال‏ ‏الفلسفة‏، ‏ولكنه‏ ‏يبدو‏ ‏محظورا‏ ‏على “‏الهواة‏”، ‏و‏”‏الحرفيين‏” ‏و‏”‏علماء‏ ‏التجزئة‏”(!!) ‏أما‏ ‏أصحاب‏ ‏المصلحة‏ ‏على ‏الجانب‏ ‏الآخر‏ ‏فهم‏ ‏شركات‏ ‏الأدوية‏ ‏حيث‏ ‏يدافعون‏ – ‏بكل‏ ‏الوسائل‏ ‏بما‏ ‏فى ‏ذلك‏ ‏البحث‏ ‏العلمى – ‏عن‏ ‏مفهوم‏ “‏كيميائي‏” ‏للانسان‏، ‏وبالتالى ‏للصحة‏ ‏والمرض‏ ‏وقد‏ ‏تناولت‏ ‏هذه‏ ‏النقطة‏ ‏بشيء‏ ‏من‏ ‏التفصيل‏ ‏فى ‏دراستين‏ ‏سابقتين

‏أ –   يحيى الرخاوى (1982)” ‏صدمة‏ ‏بالكهرباء‏ ‏أم‏ ‏ضبط‏ ‏للايقاع‏”، ‏الانسان‏ ‏والتطور‏ ‏مجلد‏ 3 ‏عدد‏ 2 : 44 – 69.‏

ب‏ –  يحيى الرخاوى (1984) “‏التفسير‏ ‏الدوائى ‏للفكر‏ ‏الطبنفسى ‏الحديث‏” ‏الانسان‏ ‏والتطور‏ ‏مجلد‏ 5 ‏عدد‏ 18 – 40.‏

[9] – ‏بدءا‏ ‏من أطروحتى عن‏” ‏مستويات‏ ‏الصحة‏ ‏النفسية‏ ‏على ‏طريق‏ ‏التطور‏ ‏الفردى” (‏ملحق‏ ‏كتابي‏: ‏حيرة‏ ‏طبيب‏ ‏نفسى – 1972) ‏والتى ‏عدلت‏ ‏عنها‏ ‏الا‏ ‏من‏ ‏الخطوط‏ ‏العامة‏، ثم طورتها، ‏ثم‏ ‏مقدمة‏ ‏فى ‏العلاج‏ ‏الجمعى (1978) ‏وخاصة‏ ‏ما‏ ‏ورد‏ ‏فى ‏الجزء‏ ‏الأوسط فيما‏ ‏يتعلق‏ ‏بالتنظير‏ (‏ص‏: 198 – 233) ‏ثم‏ ‏كان‏ ‏الشرح‏ ‏المطول‏ ‏لديوان‏ ‏سر‏ ‏اللعبة‏، ‏وهو‏ ‏ما‏ ‏أسميته‏ “‏دراسة‏ ‏فى ‏علم‏ ‏السيكوباثولوجى (1979)، ‏ثم‏ ‏تلك‏ ‏المراجعات‏ ‏الملحة‏ ‏فى ‏أغلب‏ ‏مقالات‏ ‏الافتتاحية‏ ‏فى ‏المجلة‏ ‏المصرية‏ ‏للطب‏ ‏النفسي‏

وخاصة‏ ‏ما‏ ‏ورد‏ ‏فى ‏أعداد‏: ‏سنة‏ 1979 ‏مجلد‏ 2 ‏عدد‏ 2، ‏سنة‏ 1980 ‏مجلد‏ 3 ‏عدد‏ 1، ‏سنة‏ 1981 ‏مجلد‏ 4 ‏عدد‏ 2، ‏سنة‏ 1982 ‏مجلد‏ 5 ‏عدد‏ 1 ‏وأخيرا‏ ‏سنة‏ 1983: ‏مجلد‏ 6 ‏عدد‏ 1.‏

– يحيى الرخاوى: “مستويات الصحة النفسية: من مأزق الحيرة إلى ولادة الفكرة” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى ، الطبعة الأولى 2017والطبعة الثانية (2020)

– Yehia Rakhawy: Egypt. J. Psychiat. (1979) 2: 138-144‏, The Evolutionary Value of Tolerance of Depression in Modern Life‏.

– Yehia Rakhawy: Egypt. J. Psychiat. (1980a) 3: 159-161‏, ‏Expansion of the Concept of ‘‏Medical Model‏’‏ in Psychiatry

– Yehia Rakhawy: Egypt. J. Psychiat. (1982) 5: 192-194, Schizoaffective Disorder: An Exclusive Waste Basket or a Specific Cross-road Devolutionary Phase (A psychopathological stand point)

– Yehia Rakhawy: Egypt. J. Psychiat. (1983) 6:171-173, Instrumentation-Optimism-Frustration Script in Psychiatric Research (The C T Scan: The Latest Model)

[10] – ‏لم‏ ‏تتعد‏ ‏هذه‏ ‏المحاولات‏ ‏اجتهادات‏ ‏فى ‏تفسير‏ ‏بعض‏ ‏زملات‏ ‏الأمراض‏ ‏النفسية‏ (‏العقلية‏) ‏وكذلك‏ ‏أطوار‏ ‏حدوثها‏ ‏ثم‏ ‏علاجها‏ ‏باستخدام‏ ‏الفروض‏ ‏الأساسية‏ ‏التى ‏قدمتها‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏هذا‏ ‏الاتجاه‏ ‏التطوري‏، ‏وقد‏ ‏كان‏ ‏التركيز‏ ‏على ‏المفهوم‏ ‏التركيبى ‏لباثولوجيا‏ ‏هذه‏ ‏الأمراض‏ ‏ومسار‏ ‏تعديله‏ ‏فى ‏العلاج‏، ‏وقد‏ ‏جاء‏ ‏ذلك مثلا‏ ‏فى ‏رسالة دكتوراه “الظواهر الاكتئابية والعدوانية فى العلاج النفسى الجمعى” د. عزة أحمد البكرى،1990 تحت إشرافى ‏.(كما جاء بعد ذلك فى معظم أعمالى المثبتة بموقعى الخاص).‏ www.rakhawy.net

[11] –  ‏وبخاصة‏ ‏أعمال‏: ‏ميلانى ‏كلاين‏ Melani cklien ‏وفيربيرن‏ Fairbaiyn ‏وجانترب‏ Guntrip Henry  ‏

[12] – ‏جذبنى ‏من‏ ‏كل‏ ‏هذا‏ ‏”هنرى ‏إى”،‏ ‏النموذج‏ ‏الذى ‏يحتذيه‏ ‏هنرى ‏إى ‏فى ‏رؤيته‏ ‏لترتيب‏ مستويات الشعور، ومن ثـَمَّ ‏منظومات‏ ‏الدماغ‏، ‏هو‏ ‏نموذج‏ ‏الفيلسوف‏ ‏طبيب‏ ‏الأعصاب‏‏ “‏هوجلج‏ ‏جاكسون‏” Huglig Jackson  ‏الذى ‏علمنا‏ ‏منذ‏ ‏القرن‏ ‏التاسع‏ ‏عشر‏ ‏كيف‏ ‏أن‏ ‏المخ‏ ‏البشرى ‏مرتب بشكل هيراركى متصاعد‏، ‏وأن‏ ‏الأعراض‏ ‏التى ‏تظهر‏ ‏فى ‏اضطرابات‏ ‏الجهاز‏ ‏العصبى ‏هى ‏مجموع‏ ‏فشل‏ ‏المستوى ‏الأعلى، ‏بالإضافة‏ ‏إلى ‏ظهور‏ (‏إطلاق‏ Release) ‏المستوى ‏الأدنى (‏الأقدم‏ ‏تطوريا‏).

 

النشرة السابقة 1النشرة التالية 1

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *