الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب جديد: الأساس فى العلاج الجمعى من منظور ثقافة مصرية عربية

كتاب جديد: الأساس فى العلاج الجمعى من منظور ثقافة مصرية عربية

نشرة “الإنسان والتطور”

الاثنين: 28-1-2013

السنة السادسة

العدد: 1977

كتاب جديد:

الأساس فى العلاج الجمعى

من منظور ثقافة مصرية عربية

ابتداء من هذا الأسبوع سوف يخصص يوم الاثنين من كل أسبوع – كما ذكرنا أمس- لعرض مسلسل لكتابٍ ما سبق لى تأليفه، ويجرى تحديثه جذريا بما يتجاوز ما يسمى “طبعة جديدة”، ذلك أننى اكتشفت أن كثيرا من أطروحاتى الباكرة سواء التى صدرت فى كتب مستقلة أو مقالات متفرقة قد بلغ عمر بعضها أكثر من أربعين سنة، كما أننى لاحظت أن خبرتى الممتدة فى واقع الممارسة طوال هذه السنين قد سمحت لى بدرجة من النقد الذاتى والإضافة والتعديل، برغم بقاء جوهر المسألة راسخا، وهكذا وجدت أنه قد آن الأوان لإعادة النظر وإعادة المحاولة، والتحديث والتوضيح والاستشهاد وغير ذلك مما أتاحه الله لى.

بعد أن فرغ يوم الاثنين من مزاحمة “ملف الإدراك” كجزء من كتاب “الأساس” قررت أن أخصصه لهذه المحاولة الجديدة لتحديث كتاب بكتاب وأطروحة بأطروحة، ومقال بمقال، يشاركنى فيه – ولو فى بريد الجمعة، ما أمكن ذلك – من يهمه الأمر أولأ بأول، ليتواصل الحوار حول ما ينشر تباعاً إن كان ذلك ممكنا، مما قد يسمح بالتعديل النهائى حين يأتى أوان ظهور الطبعة الورقية، إذا كان فى العمر بقية.

وأبدأ اليوم بكتيّب “مقدمة فى العلاج الجمعى”، وهو الكتيب الذى كان قد كتب أساسا كمقدمة لبحث الماجستير الذى قام به الإبن أ.د. عماد حمدى غز سنة 1975 (1)، ثم أصبح كتيبا مستقلا بعد الاستجابة لاقتراح أ.د. رفعت محفوظ (2)، وبرغم أنه ظهر كتيبا محدود الغرض (مقدمة رسالة للماجستير) إلا أنه كان دائما فى محور اهتمامى الأساسى من الناحية العملية فالتنظيرية طوال هذه العقود، كما بلغنى من كل من قرأه أهمية ما وصله منه على صغره وحدود ظروف نشره (3).

 أثناء مراجعتى له الآن وجدت أن ثلثه الأخير لا يرتبط بالعلاج الجمعى مباشرة بل بالخطوط العريضة لنظريتى الباكرة فى التركيب البشرى التطورى ومن ثم العلاج، كما أن أوسطه متعلق بشكل مباشر بالمجموعة العلاجية التى أجرى عليها هذا البحث القديم للحصول على درجة الماجستير، فلم يبق من الكتيب ذى القطع الصغير جدا إلا بعض ملامح تاريخية ومعالم عامة موجزة للخطوط العريضة للمنهج والممارسة.

أن المسألة إذن لن تكون تحديث كتيب كتب لغرض خاص فى وقت باكر، خاصة بعد أن قمت بكتابة ونشر مسلسل النشرات فيما هو شرح ديوان أغوار النفس بعنوان فرعى يقول: (“فقه العلاقات البشرية” لوحات تشكيليلة من العلاج النفسى والحياة) من 9/6/2009  إلى 15/9/2010، وكان أغلبه من واقع ممارسة خبراتية جماعية لما يسمى مجموعة المواجهة  Encounter group.

هذا الكتاب القديم ليس متنا يحتاج إلى شرح وإنما سوف يكون غالبا مجرد نقطة انطلاق إلى ما وصلنى من تقنيات، وشواهد، وألعاب، وسيكودراما،

هذا، ويبدو أننى قد بدأت الآن بموضوع العلاج الجمعى بعد أن وصلنى منه ما أنار لى طريقى إلى عدد من المنظومات والحقائق وأنا أكتب فى الإدراك بالذات، مثلا عن الوعى الجمعى، ومعرفة الله عز وجل ، وقد كررت مرارا ومن البداية أن الممارسة كانت مصدرى الاساسى وكانت أهم مجالات الممارسة هو هذا العلاج الجمعى بوجه خاص، مع هذه العينات من المرضى والمتدربين طوال 42 سنة فى قصر العينى ممثلة للطبقة الوسطى والأدنى من الشعب المصرى، فإذا كان هذا الكتيب المقدمة قد ظهر من واقع خبرة مجموعة علاجية واحدة لعام وبعض عام، فماذا يمكن أن تكون الحال الآن (41 سنة X  52 أسبوعX  متوسط عشرة مرضى ومتدربين اثنين على الأقل؟ يطرح منها الأجازات الرسمية فقط!!).

هذا علما بأنه قد تم تسجيل معظم جلسات العلاج، بإذن صريح موثق من المشاركين، وذلك بالجهود الذاتية البدائية بالصوت والصورة طوال العشر سنوات الأخيرة تقريبا، ولكنه تسجيل تنقصه الحرفية والإتقان، والفضل فيه من حيث المبدأ، يرجع إلى الابن د. أسامة رفعت، ولا أعرف كيف يمكن الاستفادة العلمية والتدريبية من هذه التسجيلات لتوصيل بقية الرسالة، ولعل الابن د. أسامة يتولى هذه المهمة فيما بعد.

ثم أخيرا وليس آخراً تصادف أن أنشأت ابنتى أ.د. منى يحيى الرخاوى هى وزميلاتها وزملائها (د. نهى صبرى، د. مها وصفى، ود. محمد طه، د. أحمد ضبيع… وكل المجتهدين والمجتهدات من المشاركين والمشاركات)، بدعم ورعاية أ.د. رفعت محفوظ، أ.د. عماد حمدى، أنشأوا “الجمعية المصرية للعلاجات الجماعية” التى ولدت نشيطة فتيّه وممتدة ومستمرة ومتواصلة مع مثيلاتها فى الخارج، حتى اختيرت أ.د. منى عضو مجلس إدراة  فى الجمعية العالمية للعلاج الجمعى سنة 2012، وقد طلب منى معظم أعضاء هذه الجمعية وعلى رأسهم أ.د. نهى صبرى وأ. د. منى يحيى، أن أكتب خبرتى فى هذا العلاج من واقع ثقافتنا تحديدا، فلعل فى هذه الفرصة ما يحقق بعض ما كانوا يرجون.

أتصور أن محتويات هذا الكتاب سوف تشمل ما يلى:

أولاً: الخبرة الباكرة: مقتطفات من الكتيب الأول “مقدمة فى العلاج الجمعى”.

ثانيا: مقتطفات من كتاب “فقه العلاقات البشرية” (أغوار النفس) لوحات تشكيليلة من العلاج النفسى والحياة.

ثالثا: ملاحظات عن التدريب على العلاج الجمعى .

رابعا: إشارة إلى بعض أبحاث أجريت تحت إشرافى على العلاج الجمعى، مثل رسالتى الماجستير والدكتوراه أ.د. غز، رسالة، ورسالة الدكتوراه نهى صبرى، ورسالة الدكتوراه د. عزة البكرى …وغيرهم.

خامسا: ما جرى من تحديث فى طريقة العلاج وتطوير الأداء.

سادسا:  ما تيسر من الألعاب النفسية التى جرت فى هذا العلاج.

سابعا: بعض الدراما النفسية المصغرة.

ثامنا: مقاطع مختارة من بعض التفاعلات ذات الدلالة الخاصة أثناء الجلسات

تاسعاً: مقتطفات من المناقشات التى تدور بعد كل جلسة، بما تحوى من تقنيات أيضا لمحات من الإمراضية النفسية السيكوباثولوجية.

عاشراً: معالم ثقافية وتنظيرية جديدة نشأت أو تدعمت أثناء الممارسة (مثل العلاقة بالإدراك، وبالإيمان، وبالإبداع ….إلخ).

وغير ذلك مما يستجد

وعلى الله قصد السبيل ومنها جائر.

****

أولا: من كتيب “مقدمة فى العلاج الجمعى”

(عن البحث فى النفس والحياة)

تعقيب الآن (2013):

لا أعرف لماذا أضفت هذا العنوان الفرعى منذ سنة 1976 (الإيداع والنشر سنة 1978) إلا أنه يبدو أنه كان وصلنى من البداية أن هذه الممارسة هى عينة جيدة للكشف عن ماهية النفس البشرية ليس فقط فى حالة المرض وأثناء العلاج، بل امتدادا بالعرض إلى كل الطبيعة البشرية، وأيضا عن ماهية الحياة امتدادا بالطول من نشأة الحياة إلى ما بعدها من حيوات.

تصدير: بقلم د. رفعت محفوظ محمود:

كتب الأستاذ الدكتور يحيى الرخاوى هذه المقدمة لغرض محدد، وهو تقديم بحث قام بالإشراف عليه وأعده أحد تلاميذه، وهو الدكتور عماد حمدى غز، وذلك عن “العلاج الجمعى: دراسة دينامية لاتجاه مصرى”، ثم عرضها علينا – تلاميذه – الواحد تلو الآخر كما يفعل فى أغلب ما يكتب قبل أن يدفع به إلى النشر، وإذا بنا نفاجأ بأن هذه الأفكار – التى كثيراً ما طلبنا منه نشرها – أمامنا مكدسة وراء بعضها فى تسلسل قائم بذاته يكاد يستقل حتى لينفصل عن البحث المراد تقديمه، وأصبحنا، وأصبحت أنا بوجه خاص فى حيرة، وعرضت عليه رأيى ألا تكون هذه المقدمة لبحث خاص، وأن يزيدها وينقحها ويكتب لنا وللناس كتابا عن العلاج النفسى الجمعى يضع فيه خبرته وعلمه كما يعدنا دائما، ووافق من حيث المبدأ، ووعد خيراً، ولعلمنا المسبق بطبعه لم نأمن لهذا الوعد فأردنا منه التزاما، فتهرب كالعادة، وحاولنا اختبار الموقف عمليا بأن طلبنا منه أن يكتب تقديما موجزا لبحث الزميل الدكتور عماد غز، فلم يفعل … وأشار أن ينشر هذا التقديم هكذا، ولا مانع من أن يعاد نشره ضمن الكتاب الأكبر…

وراجعت نفسى ووعوده السابقة وأيقنت أن الوعد غير الموقوت قد لا يعنى شيئا حسب سابق خبرتى معه..، وقلت لعل أفضل ما يمكن هو أن نقدم هذه المقدمة على مستوى آخر لأعداد أكبر مستقلة فى ذاتها .. وليكتب هو ما يريد فيما بعد، وأملنا أن تحقق هذه الخطوة مطلبين …

الأول: إحراجه حتى لا يتراجع

الثانى: توصيل بعض ما يمكن توصيله فى حينه إلى الناس دون انتظار للوعود المتكررة.

 ولم يخفف علينا ما فى ذلك من مخاطرة إذ  قد يحس القارئ أن الخاص (وهو تقديم بحث بذاته) أصبح عاما دون مراعاة للفرق بينهما، إلا أننا أدركنا بعد المراجعة المتأنية أن هذا لن يضير العمل شيئاً، وأن كل إشارة خاصة يمكن أن تـٌفهم دون الرجوع إلى البحث مباشرة، وكذلك فإنها قد تصلح لأى بحث من هذا القبيل دون الارتباط بهذا البحث بوجه خاص.

قد يكون فى هذه المحاولة بهذه الطريقة مالم يألفه القارئ، ولكن من ذا يستطيع أن يجزم أن المألوف هو الأفضل؟.

………

………

من مقدمة المؤلف:

لهذا العمل وضع خاص: فهو مقدمة لبحث قمت بالإشراف عليه، وهو بحث شاركت فيه، ولكنه مقدمة أيضاً لبحث كنت “أنا شخصيا” بعض مادته، وأخيراً هو تقديم لطريقة علاجية نشأت من ممارستى للعلاج النفسى فى مصر …

وبعد ذلك فإنى به أقدم نفسى وفكرى .. أخيراً، وبالرغم من أنها مسألة تبدو خاصة تماما وهى تقدم بحثاً بذاته، إلا أنى تعمدت أن أجعلها مقولة قائمة بذاتها، حتى لتكاد أن تقرأ مستقلة تماماً… رغم ما جاء بها من إشارات متكررة عن البحث القائم.

………

………

فليحمل الورق بعض ما حملت من أمانة لم يعد من حقى – بعد انتظار سنوات – أن أظل محتفظاً بها، أمنعها دون أصحابها من هذا الجيل أو الأجيال اللاحقة بحجة صعوبة النشر أو الرغبة فى الإتقان والتكامل، فلا النشر سيصبح أسهل مما هو الآن لمثل هذا الجديد فى عنفه وندرته وتحديه، ولا الإتقان حتى التكامل بممكن بالدرجة التى ترضى أى متردد أو خائف مثلى، وهنا لابد أن أشكر … الباحث لهذه الفرصة الكريمة.

المقطم فى: ؟ / ؟ / 1976


 [1]- هو حاليا أستاذ متفرغ بقسم الطب النفسى كلية الطب قصر العينى، بعد أن أحيل إلى المعاش رئيسا للقسم لمدة ستة سنوات أرسى فيها دعائم القسم الجديد شكلا وموضوعا جزاه، الله عنا خيرا.

[2] – هو حاليا أستاذ متفرغ بقسم الأمراض العصبية والنفسية كلية الطب جامعة المنيا، وهو بالمعاش ايضا بعد أن أنشأ القسم، كما أسس مدرسة “المنيا” للعلاج الجمعى ونحج فى قبول تحدى إشاعة أن مصر العليا لا تصلح لمثل ذلك، ثم أصبح الداعم الرئيسى للجمعية المصرية للعلاجات الجماعية بارك الله فى جهوده ونفع به (أنظر بعد).

[3] – ما يخص العلاج الجمعى هو “175 صفحة” من القطع الصغير جدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *