الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور ” الفصل الثانى (الحلقة 4)

كتاب: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور ” الفصل الثانى (الحلقة 4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد6-10-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد:   4418

كتاب: الطب النفسى

بين الأيديولوجيا والتطور (1)  (الحلقة 4)

الفصل الثانى:

………

………

النقد المقارن: بين  رواية “السيميائى: ساحر الصحراء” لكويلهو، و”ابن فطومة” لنجيب محفوظ (2)

ما هى حكاية “الأسطورة الذاتية” التى تكررت عشرات المرات فى رواية باولو كويلهو “السيميائى” أو “الكيميائى” أو ساحر الصحراْء؟ هل لها علاقة بالأسطورة عامة، وبالدين، وبالتطور، وبالسحر، وبالخرافة، وبالجنون، وبالإيمان، وبالله سبحانه و… وبالأيديولوجيا؟ لماذا انتشرت رواية السيميائى التى تتناول ما أسمته “الأسطورة الذاتية” كل هذا الانتشار بكل تلك اللغات؟ لا أظن أن السبب هو تميزها الأدبى الخاص، ولا بساطة الحكى مع ثراء الخيال. أين هى – بمقاييس النقد التقليدية – من مائة عام من العزلة (جارثيا ماركيز) أو العطر (باتريك زوسكيند) أو الحرافيش أو كثير من أحلام النقاهة (محفوظ)؟ رجحتُ أن سبب انتشارها قد يرجع إلى أنها ظهرت فى وقت مناسب (من تطور الإنسان المعاصر، فى الغرب خاصة) لتعلن الاعتراف بمساحة أساسية من الوجود البشرى، كاد العلم السلطوى ينكرها وهو يصنفها “خرافة” لا معنى لها، كما راحت المنظومات المنطقية من أعلى تعتبرها رِدّة دينية بدائية (خصوصية) لا لزوم لها.

الأسطورة تاريخا هى جزء جوهرى من تاريخ تطور الوعى البشرى، وقد قامت بدور رائع فى تشكيل هذا الوعى حتى وصل إلى ما هو عليه، ثم كادت تنال جزاء سنمار بإلغائها أو إنكارها أو تشويهها. لن أعرج إلى تجلياتها طوليا. فلن أناقش – بشكل مباشر– علاقتها التاريخية بما نحن فيه الآن عامة، وما آل إليه الدين خاصة. سوف أكتفى بوضع فرض يمكن من خلاله أن نقرأ كويلهو من موقعه الشخصى، ومن خلال روايته: “السيميائى” معا، مع الإشارة إلى “رحلة ابن فطومة” رواية نجيب محفوظ.

يحمل الإنسان تاريخـه البيولوجى والمعرفى أو إن شئت الدقة: “البيولوجى/المعرفى” بشكل يستحيل إنكـاره، ناهيك عن التنكر له، وهو لا يكون جديرا بهذا التاريخ إلا إذا تحمل مسؤوليته ليواصل انطلاقه، وصل الإنسان بعد رحلة طويلة من المعاناة، والقهر، والانتصار، والهزيمة، والفخر، والتحايل، والاستغلال، إلى موقع يسمح لوعيه أن يحيط بعدد من المتناقضات دون تناقض، وذلك فى عملية جدل متصل، لا يعى منها إلا بعض جوانبها بعض الوقت، من ذلك مثلا: إن إنسان اليوم هو شديد التفرد وهو يؤكد نفسه فى ذات مستقلة جدا، مستقلة عن العالم وعن الآخر وعن الكون من حيث المبدأ، وكأن كل فرد – فى عمق وجوده – قد قرر أنه لكى يكون “ذاته” فلابد أن يكون كونا مستقلا كاملا بلا نقصان، ثم إن كل فرد، وهو كذلك، يجد نفسه – فى نفس الوقت – أنه لا يكون إنسانا إلا بانتمائه إلى نوعه فردا، فأفرادا، فجماعات، فثقافات، فى شبكة من العلاقات لا تنقصها درجة من الوعى. إن ما يجمع هذه الوحدات المستقلة فى شبكة متصلة هو التوجه معا توجها ضاما لا يخل بالذاتية ولا يحرمهم من التواصل ليكونوا بشرا لا آلهة، هذه المواجهة بين تأكيد التفرد إلى أقصاه، وبين حتمية التواصل فالامتداد إلى ما بعد مداه، هى – فى تقديرى- منبع (ومصب) ما يمكن أن يسمى “الأسطورة الذاتية”، على الأقل كما صورها كويلهو فى رحلة “الشاب” فى روايته “السيميائى”.

حين زاد الاهتمام لحقبة من الزمن بما شاع تحت اسم “تحقيق الذات” وكذلك “تأكيد الذات”، تنامت الفردية الذاتية على حساب الانتماء إلى “آخر” من نوعه على ناحية، وإلى الكون على إطلاقه من ناحية أخرى، فراح الفرد ينظم حياته بظاهر القوانين والمواثيق ليؤكد حقه فيما أسماه حرية (وتوابعها وبدائلها وتزييفاتها) بأن يعيش كائنا اجتماعيا سياسيا فى حدود ما اتـُّـفق عليه من نظم معلنة مكتوبة، على أن يمارس بقيته بطريقة سرية: خاصة فى الحلم أو الخرافة، ثم تمادى العالم الغربى والشمالى بوجه خاص فى تبرير هذه “التسوية” بتعظيم بعض المناهج والأبجديات حتى التقديس: من أول “منطق أرسطو” حتى “أصنام حقوق الإنسان” و”ديانات الديمقراطية المكتوبة” و”العلم المؤسساتى” و”الفن المهاراتى” و”التنمية الكمية”، ليكن فهذا مقبول بشكل ما، لكن أى تسوية تصبح خدعة خطيرة إذا طال عمرها عن فاعلية دورها، فترسخت وكأنها الحل النهائى (3).

استشعارا بهذا الخطر: تسارع سعى المبدعين من البشر، كل فى مجاله، فى محاولة مراجعة المنهج وتطوير الإبداع أملا فى تجاوز خلاق إلى ما يمكن أن يحافظ على تنامى المسيرة البشرية، بدءا من اختراقات المنهج فى مجال العلم فى توجه نحو علم حقيقى أعمق وأشمل وأكثر انفتاحا، إلى تنشيط دور الشعر فى إحياء حركية اللغة وتخليق الوعى إلى غير ذلك، وكان من البديهى وجود ضحايا ومضاعفات، تظهر بعض هذه المضاعفات على المستوى الفردى فيما يسمى الجنون، وعلى المستوى الجماعاتى والجماعى فى تنويعات حروب الإبادة ومفرقعات الإرهاب.

قرأت كويلهو وروايتيه: “السيميائى”، و”فيرونيكا تقرر أن تموت”، من هذا المنطلق. كويلهو شخصيا عاش الرعب من هذا التنميط والميكنة والإملاء، فرفضها جميعا حتى جُـنَ مكررا ودخل (أو أدخل) مستشفى الأمراض العقلية ثلاث مرات، ثم إنه انضم إلى الهيبيز، فالسحرة، وخرج من كل هذا مبدعا بسيطا جميلا متواضعا، وحين أراد أن يسجل بعض ذلك فى سيرته الذاتية لم يكملها ولم ينشرها (وحسنا فعل)، لكنه أثبتها أروع وأعمق وأبسط فى السيميائى، وبدرجة أقل فى: “فيرونيكا”، التى بدت لى أكثر سطحية لا أكثر بساطة، غنى عن البيان أن الكاتب المبدع بحق ليس هو ما يكتب، لكنه ليس إلا ما يكتب، كما أن ما يكتبه ليس إلا هو (نؤجل هذه القضية مؤقتا).

“قال الشيخ: أنا ملك سالم.

فسأله الشاب (سانتياجو) ولماذا يتحدث ملك إلى راع

كان منزعجا وفى أقصى درجات الحيرة

هناك عدة أسباب لذلك، لكن فلنقل أهمها، وهو أنك تمكنت من أن تحقق “أسطورتك الذاتية”

ولم يكن الشاب يعرف ما هى “الأسطورة الذاتية“، واصل الشيخ:

“هى ما تمنيتَ دائما أن تفعله، كل منا يعرف فى مستهل شبابه ما هى أسطورته الشخصية ففى تلك المرحلة من العمر يكون كل شىء واضحا وكل شئ ممكنا….ولكن مع مرور الوقت تبدأ قوة غامضة فى محاولة إثبات أسطورته الذاتية ” ثم “..هى قوى تبدو سيئة، ولكنها فى الواقع تعلمك كيف تحقق أسطورتك الذاتية، فهى التى تشحذ روحك وإرادتك، لأن هناك حقيقة فى هذا العالم، فأيا كنت ومهما كان ما تفعله، فإنك عندما تريد شيئا بإخلاص، تولد هذه الرغبة فى روح العالم، تلك هى رسالتك على الأرض” ثم “… كل الأشياء هى شئ واحد، وعندما ترغب فى شئ، يتآمر العالم كله ليسمح لك بتحقيق رغبتك”.

هذه البديهية التى أعلنها فى السيميائى الشيخ “ملك سالم” منذ البداية ظلت تلح على الشاب، لم يعد الكاتب يذكر بطله باسم سنتياجوا بعد ذلك، بل ظل يكنيه بأنه “الشاب”، اللهم إلا فى الخاتمة التى نقتطفها كما يلى:

“كان اسمه سنتياجوا ووصل إلى الكنيسة المهجورة بينما كان الليل على وشك أن يحل..” وبعد إغفاءة راح يسترجع رحلته، ثم راح يحفر تحت شجرة الجميز التى تترعرع فى موضع الهيكل، ثم يستأنف الحفر فيجد الكنز (فى نفس الموقع الأول الذى شهد حكيه لحلمه أصل كل هذا الترحال).

فلماذا كان كل ما كان و كنزه تحت قدميه من البداية؟

وماذا لو أن الساحر العجوز كان قد دله على ذلك؟

سمع الريح تجيبه: ” لا، فلو أنى أخبرتك لما رأيت الأهرام، وهى آية فى الروعة، ألا ترى ذلك؟”.

لكن كويلهو ينهى الخاتمة، فالرواية، بأن تأتى الشاب الريح الشرقية من أفريقيا (لم تكن تحمل ريح الصحراء، ولا التهديد بغزو مغربى)، كانت تحمل عطرا يعرفه جيدا، وهى قـُبـْلة “من فاطمة” تهادت برقة، بمنتهى الرقة، حتى لمست شفتيه، وابتسم، كانت هى المرة الأولى التى تفعلها”.

 بدت لى هذه النهاية تراجعا بشكل ما، خيل لى أن كويلهو – هكذا- قد وضع الصحراء، والغزو على الطرف الآخر من الرقة والحب، مع أن الصحراء والحرب والتهديد والموت والمخاطرة كانت من أهم معالم الطريق إلى “روح العالم”.

هل هذه النهاية الرقيقة الوديعة هى ما يفسر نهاية رحلة كويلهو شخصيا، حيث: “رجع إلى المعتقدات الكاثوليكية التى آمن بها والداه” (بعد تجربة روحانية عميقة وحادة)؟ مما قد يفسر أيضا نشاطه مؤخرا فى تمويل رعايته للأطفال اللقطاء وكبار السن ..إلخ؟

محفوظ أنهى رحلة قنديل محمد العنابى (ابن فطومة) بعنوان يقول “البداية” (وليس النهاية) مقارنة بعنوان كويلهو “خاتمة” محفوظ، نبه فى هذه النهاية/البداية: كيف أن قنديل يزمع أن يواصل رحلته إلى الجبل الآخر.

 “… ووقفنا أسفله ننظر إلى أعلاه فوجدناه يعلو على السحب ويتحدى الأشواق”.

 تنتهى الرحلة ليتركنا محفوظ وكل واحد فينا يشعر أن عليه أن يواصل رحلته فردا فى الممر الضيق الذى لا يتسع لناقة أو جمل “…وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً”، ثم يخطر خاطر على قنديل: أن يسلم دفتر رحلته “…. إلى صاحب القافلة ليسلمه إلى أمه أو إلى أمين  دار الحكمة ففيه من المشاهد ما يستحق أن يعرف، بل فيه لمحات عن دار الجبل نفسها تبدد بعض مايخيم علينا من ظلمات، وتحرك الخيال لتصور ما لم يعرف منها بعد” (ربما مما ليس كمثله شىء).

 وهل فعل محفوظ طوال حياته مبدعا غير ذلك؟

…. محفوظ بدأ رحلته من الوطن، من دار المشرق “الإسلام”، لينتهى إلى ابتغاء وجه الحق تعالى دون تعيين او اغتراب، مرورا بدور الحيرة، فالحلبة، فالأمان، فالغروب. الخوف هو أن يستسهل القارئ أو الناقد ترجمة كل ذلك اختزالا إلى رموز تشير إلى دول شيوعية أو رأسمالية أو شمولية قبلية فالموت أو غير ذلك. ليس من فخر المبدع أو من مهمته، أن يقدم لنا ما نعرف، برموز لا نعرفها ليؤكد ما نعرف (كما أسىء فهم أولاد حارتنا، خيبهم الله)، محفوظ قدم لنا أسطورة قنديل العنابى الذاتية حالة كونها فى جدل مع كل الأنظمة المتاحة على أرض الواقع الآنى، لينتهى وهو يحفزنا أن يحقق كل منا أسطورته الذاتية بكل ما هو متاح، توجها إلى كل ما هو واعد.

عودة إلى كويلهو لأرفض ابتداء بعض ما وصلنى من تعليقات فرحة عن الكيميائى لمجرد أنه ذكر أهرام الجيزة، أو جعل الفيوم مسرحا، أو لما فهمت أنه ترحيب بنظرته الموضوعية الحانية لبعض سلوكيات المسلمين. هذا الموقف أو ذاك هو موقف طيب لكنه لا يمثل الواقع كما جاء على لسان ابن فطومة “ديننا عظيم وحياتنا وثنية”، لا يمكن أن تقارن طبطبة كويلهو على الإسلام والمسلمين بما غاص إليه محفوظ فى عمق إشكالة التعامل مع قضية الوجود الممتد، بدءا بما وجدنا أنفسنا فيه مسلمين. كويلهو كان مثل سائح أمين يرانا بكرم واحترام، لكن محفوظ راح يضعنا – مسلمين – فى بؤرة أسئلة الوجود، ربما لهذا انتهى كويلهو كاثوليكيا طيبا، وما زال محفوظ وهو يقترب من المائة، يكدح إلى ربنا كدحا ليلاقيه، وكلاهما يدعونا أن نسعى إلى تحقيق أسطورتنا الذاتية (وليس مجرد تحقيق ذواتنا كما يشاع) كل بطريقته.

محفوظ، فى ابن فطومة، تحمل مسئوولية الحيرة الوجودية التى انتهى إليها الإنسان المعاصر، ولم يحلّها بهذا الحل السحرى الذى يفرح به أهل الغرب أكثر منا، فى حين نتمادى نحن فيه حتى الخرافة. لو أن محفوظ كان هو كاتب السيميائى وهو فى موقعه مسلما بيننا هنا والآن، إذن لاختفت كل إيجابيات الرواية تحت عنوان الترويج للخرافة وللإيمان بالجان … إلخ.

كويهلو – وهو ابن قومه – راح يقرص أذن ناسه حتى لا يذهب أى منهم بعيدا عن أسطورته الذاتيه، مهما بدت سحرا أو لاحت غامضة، ربما لهذا انتشرت الرواية عندهم.

أما محفوظ فهو يدعو قومه أن يتحمل كل واحد منهم مسؤولية أسطورته الذاتية وهو يبحث كيف يحافظ عليها جدلا مع مختلف الجارى على أرض الواقع الداخلى والخارجى على حد سواء.

فشل تشكيل الأسطورة الذاتية:

بقيت كلمة أخيرة حول مضاعفات فشل تحقيق الأسطورة الذاتية، نوجزها كما يلى:

ماذا لو قبل الواحد منا هذا التحدى بقبول أسطورته الذاتية، ثم تخلـّت روح العالم عنه، ولم تتآمر لتحقيقها، وفى نفس الوقت لم يعرف كيف يتعامل مع تلك القوى الغامضة التى تعمل على إنكارها؟

الجواب عاشه كويلهو شخصيا (وهو ما سبقت الإشارة إليه عن مرضه) كما صوره فى روايته “فيرونيكا تقرر أن تموت” الجواب هو: إن إجهاض هذه المحاولة قد يترتب عليه ليس فقط العدول عنها، وإنما التفسخ أمام زخم حركيتها المتناثرة، أو الانسحاب بعيدا عن المواجهة: فهو الجنون.

لا أعرج إلى جنون كويلهو فأنا لا أعرف عنه شيئا، وهو لا يعيبه أصلا، أكتفى بالوقوف عند جنون فيرونيكا، حيث قدم كويلهو رؤيته للجنون باعتباره تعبيرا رائعا عن رفض النمطية والتكرار واللامعنى (مثل بداية الشاب سنتياجو أيضا)، وفى حين انهزمت فيرونيكا، ولو مرحليا‘ فإن سنتياجو الشاب فى السيميائى عملها وانتصر، كما أن فيرونيكا نفسها انتصرت فى النهاية حتى على مرضها الجسدى تماما مثلما انتصر كويلهو شخصيا فى حياته الخاصة.

المفهوم الذى قدمه كويلهو هكذا هو مفهوم جيد للجنون، لكنه ليس كل الجنون، فثم جنون أخطر وأعمق صوره زوسكيند فى العطر (4) (مثلا) حين غاص حتى نخاع الدَّنا DNA منذ الولادة، وهو يعلن الانفصال الحاسم عن هارمونية الكون كله، وليس فقط عن البشر فرادى وجماعات، هذا الانفصال عن الكون كله هو الذى يحيل الكيان البشرى نيزكا غريبا دائرا فى فلكه الخاص بما يمثل الجنون المتأله القاتل، كما صوره زوسكيند فى رحلة باتيست جرينوى، فى العطر، ربما كان هذا المستوى من الجنون فى عمق ورعب خطورته هو ما يقابل على أقصى الجانب الإيجابى له: ذلك الوجود الرائع الواعد الذى يدعونا محفوظ لمواصلة السعى إليه.

فى حين يظل جنون فيرونيكا هو الوجه السلبى الذى يقابل رحلة الشاب سنتياجو الناجحة!

وبعد

إن ما وصلنى من كل ذلك هو ما أردت الإشارة إليه لتعميق فكرة أننا إنما نعالج مَرْضَانا بمَا “هو نحن” سواء كان نظرية درسناها  أو حفظناها، أم نتائج علمية صدقناها وطبقناها كما هى، أم جماع ما هو نحن من أيديولوجيات، وطبقات الوعى التى تحمل تاريخنا وتاريخ الحياة المتجسد فيما هو الأسطورة الذاتية لكل منا: مختلفا، متفاعلا، متجادلا، ومبدعا على مسار نموّنا: مرضى ومعالجين.

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

[2] –  قارن الكاتب ضمن نشاطه فى النقد الأدبى الأسطورة الذاتية وما هو أيديولوجيا شخصية : بين سعى كويلهو، فى روايته “السيميائى” وكدْح محفوظ” فى روايته “ابن فطومة” وظهر هذا النقد فى دورية محفوظ النقدية “الأسطورة الذاتية بعنوان : بين سعى كويلهو، وكدْح محفوظ” العدد الثانى: من ديسمبر 2009، المجلس الأعلى للثقافة.  www.rakhawy.net

[3] –  تماما مثلما يحدث على أرض فلسطين أو فى فكر فوكوياما وهو يعلن نهاية التاريخ.

[4] –  رواية: “العطر.. قصة قاتل” تأليف: باتريك زوسكيند، ترجمة: د. نبيل الحفار – الناشر دار المدى للنشر  سنة 1997- دمشق.

 

admin-ajax-41admin-ajax-51

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *