الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / كتاب: “الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور ” (الحلقة 15) الفصل السابع: المدارس النفسية والنماذج العلاجية

كتاب: “الطب النفسى بين الأيديولوجيا والتطور ” (الحلقة 15) الفصل السابع: المدارس النفسية والنماذج العلاجية

نشرة “الإنسان والتطور”

الأحد22-12-2019

السنة الثالثة عشرة

العدد:   4495

كتاب: الطب النفسى

بين الأيديولوجيا والتطور (1)  (الحلقة 15)

الفصل السابع: المدارس النفسية والنماذج العلاجية

ذكرنا الأسبوع الماضى أننا سوف نبدأ بعرض المدارس (24 مدرسة) والفروق بينها تحت عناوين محددة مثل:

 ماهية الإنسان ، ومفهوم الصحة، ومفهوم المرض، والعلاج

***

(1) التحليل النفسى التقليدى (الفرويدى)

ماهية الإنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان‏ ‏نتاج‏ ‏تاريخه الشخصى محكوم‏ ‏بـ ‏’‏لاشعوره‏’‏

وهو قد‏ ‏يعاق‏ ‏بتثبيتات‏ ‏طفولته مدفوع‏ ‏بغرائزه‏ ‏لا‏ ‏سيما‏ الجنس

أن‏ ‏يتجاوز‏  ‏تثبيتاته (أى ‏يفك‏ ‏وقفته)، ‏إذ‏ ‏يتمكن‏ ‏أن‏ ‏يضبط‏ ‏غرائزه‏ ‏ليحقق‏:

“‏أن‏ ‏يعمل‏ ‏وأن‏ ‏يحب‏” (‏ويتكيف‏)‏ كل ذلك

“عبر الأنا”

أن‏ ‏تحتد‏ ‏تثبيتاته‏، ‏فتغلب‏ ‏عليه‏ ‏حتى ‏ينكص‏ ‏أو‏ ‏يعاق‏ ‏بميكانزماته‏ ‏

ويختل‏ ‏التوازن‏ ‏بين‏ ‏تركيباته، ‏فتكبله‏ ‏أعراضه

أن‏ ‏يعيد‏ ‏معايشة‏ ‏تثبيتاته‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏التداعى ‏والطرح والتأويل ‏فيتمكن‏ ‏من‏ ‏إزالة‏ ‏الإعاقة فإطلاق‏ ‏الطاقة‏ ‏لإعادة‏ ‏التوازن‏ ‏”فيعمل، ‏ويحب”‏ ‏

نشرة 22-12-2019 بالرغم من ممارستى أساسيات هذه المدرسة لأكثر من عشرين عاما إلا أننى لأ أدعى أننى أنتمى إليها ولا أزعم أنها أضافت إلىّ كثيرا، وإن كنت أحسب أن المرضى كانوا يرتاحون إليها بدرجة لا أتوقعها، لكننى رحت أتراجع بالتدريج فى الرضا عنها، وفى العشرين سنة الأخيرة بالغت فى نقدها حتى الرفض كما ظهر فى أعمالى الأدبية والنقدية  أكثر من متابعاتى المهنية.

 

 ****

(2) العلاقة بالموضوع (ميلانى كلاين وأخرون)

ماهية الإنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان‏ ‏جماع‏ ‏مستدخلاته‏ ‏وانشقاقاته‏ ‏الأولى ‏التى ‏نشأت‏ ‏حسب‏ ‏نوع‏ ‏علاقته‏ ‏بأمه‏, ‏وتوالى ‏التثبيتات‏ ‏فى ‏مواقع‏ ‏النمو‏ ‏المتتالية

أن‏ ‏يحقق‏ ‏علاقة‏ ‏ناجحة‏ ‏بالآخر‏ ‏الموضوعى ‏باعتباره‏ ‏”حسنا‏ ‏بدرجة كافية” متعاونا‏ ‏للتكيف‏ ‏والأداء والبناء

‏ ‏خلل‏ ‏الجهاز‏ ‏النفسى ‏المحتوى ‏لموضوعات‏ ‏سيئة‏ ‏والمار‏َ ‏بتثبيتات‏ ‏معطـِّلة‏ ‏لعمل‏ ‏علاقة‏ ‏مفيدة‏ ‏بالآخر

هو‏ ‏تصحيح‏ ‏هذه‏ ‏التثبيتات‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏إرساء‏ ‏علاقة‏ ‏تصحيحية‏ ‏تحسن‏ ‏الداخل‏, ‏وتسمح‏ ‏بالتعامل‏ البناء ‏الموضوعى ‏مع‏ ‏الآخر‏ ‏

 نشرة 22-12-2019.jpg 2تأثرت بهذه المدرسة تأثرا بالغا من قراءتى لكتاب جانترب، الظاهرة الشيزيدية، العلاقة بالموضوع والذات Schizoidphernia on object relation and the self وقد قرأته عدة مرات أثناء مهمتى العلمية  فى باريس (1968/1969) وقد تعرفت من خلال ذلك على المدرسة التحليلية الانجليزية وكيف نقدت فرويد واعتبرته أكثر بيولوجية مما تسمح به فروضها عن أن أساسيات التركيب البشرى من خلال العلاقة بالموضوع الأم بالذات، وقد رحبت أكثر بنقل جانترب للموقع البارنوى قبل الموقع الاكتئابى لكننى ظللت متحفظا على تفسير الاكتئاب بقتل الأم الخيالى خوفا من هجرها المفاجىء وهذا هو ما تناولته فى فروضى لاحقا.

 كما رفضت أن تكون تلك المواقف هى الأصل واعتبرت أنها :  من خلال المنظور التطورى والاستعادة ليست إلا إعلانا لتنشيط أطوار سابقة على مسار التطور، وأن استعادة هذه الأطوار لنشاطها بانتظام نمائى هو ألأساس لمسيرة النمو والتطور والإبداع الذاتى، أما شحنها أكثر أو أقل عن طريق العلاقة بالأم فهو وارد، لكنه ليس كافيا للتفسير النيوروبيولوجى الأعمق،كما أن غلبة نشاطات هذه المستويات الأقدم لدرجة الإمراض فهو إعلان لمدى جاهزيتها لقيادة مجموع المستويات (الأمخاخ) فى حالة المرض، وليس رجوعا إلى مواقع تثبيتية كما تقول هذه النظرية. 

*****

 (3) إريك بيرن

  نشرة 22-12-2019 3

ماهية الإنسان

مفهوم الصحة

مفهوم المرض

العلاج

الإنسان‏ ‏هو‏ ‏مجموعة‏ ‏منظومات‏ ‏نفسية‏ (حالات الذات) ‏لها‏ ‏ما‏ ‏يقابلها‏ ‏بيولوجيا، ‏وهى ‏منظومات‏ ‏متعاونة،‏ ‏تحت‏ ‏قيادة‏ ‏واحدة‏ ‏فقط،‏ ‏فى ‏لحظة‏ ‏بذاتها

هو‏ ‏تناسب‏’‏حالة‏ ‏الذات‏ ‏القائدة‏’ ‏مع‏ ‏الموقف‏ ‏الحالى، ‏مع‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏التبادل‏ ‏مع‏ ‏الذوات‏ ‏الأخرى ‏حسب تغير الموقف

هو‏ ‏طغيان‏ ‏وجمود‏ ‏إحدى ‏الذوات، ‏أوالخلط‏ ‏بينها‏ ‏واحتمالات‏ ‏التلوث‏ ‏وفقد‏ ‏المرونة‏ ‏والعجز‏ ‏عن‏ ‏التبادل‏.‏

هو‏ ‏استرجاع‏ ‏مبادئ‏ ‏التناسب‏ ‏الموقفى ‏والتبادل‏ ‏النشـِط‏ ‏بين‏ ‏الذوات‏ ‏حسب‏ ‏متطلبات

‏ ‏التكيف‏ ‏والفاعلية‏ ‏

التحليل التفاعلاتي إريك بيرن: كل هؤلاء: حالات أنا، متفاعلة

 نشرة 22-12-2019 4

صالحتـْـنى هذه المدرسة على التحليل النفسى جزئيا بعد أن نقدت صعوباته التى لا نحتاجها مستعملة القياس على عقدة جوردن Gordon’s knot بأن تقتحم التركيب البشرى لتطلق مسيرة نموه نحو الصحة بالتناول المباشر بدلا من الاستغراق فى فك العقد، لكن ما أصابها من تسطيح لاحق جعلنى أقل حماسا لها بالتدريج.

 

 

 

[1] –  يحيى الرخاوى: “الطب النفسى: بين الأيديولوجيا والتطور” منشورات جمعية الطب النفسى التطورى (2019)، والكتاب موجود فى الطبعة الورقية  فى مكتبة الأنجلو المصرية وفى منفذ مستشفى دار المقطم للصحة النفسية شارع 10، وفى مركز الرخاوى للتدريب والبحوث: 24 شارع 18 من شارع 9 مدينة المقطم، كما يوجد أيضا حاليا بموقع المؤلف، وهذا هو الرابط  www.rakhawy.net 

admin-ajax-51

admin-ajax-41

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *