الرئيسية / نشرة الإنسان والتطور / قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ نواصل قراءة نفس الصفحة .. صفحة (106) من الكراسة الأولى (4)

قراءة فى كراسات التدريب نجيب محفوظ نواصل قراءة نفس الصفحة .. صفحة (106) من الكراسة الأولى (4)

نشرة “الإنسان والتطور”

الخميس: 27-12-2012

السنة السادسة

العدد: 1945

mahfouz 2

نواصل قراءة نفس الصفحة (4):

ص 106 من الكراسة الأولى

 27-12-2012

القراءة:

مازلنا فى نفس صفحة التدريب (106) وكنا قد وصلنا إلى المنفلوطى وبدأنا بالتعريف به وبترجمته أو (إعادة صياغته) لماجدولين، توقفت فى آخر النشرة السابقة عن إكمال تقديم موجز أكمل لأطروحة الدكتور إبراهيم عواد، إذْ كان علىّ توصيل رسالته التى تثبت فرط التجاوز فى الترجمة لدرجة تغيير النص أن أورد بعض ما أورده الباحث بالفرنسية (فقرات مختارة محدودة) ثم قام بترجمته شخصيا إلى عربية جيدة وسليمة، ثم أورد ترجمة المنفلوطى مع مقارنة قاسية، ومع احترامى لرأيه بشكل واضح  بشأن أمانة الترجمة عموما إلا أننى لاحظت فيه تعسفا قاسيا فى النقد، طبعا لم أوافق على أن يقلب المنفلوطى نوع مولود ماجدولين من ذكر إلى أنثى مثلا، وإن كنت فهمت حرص المنفلوطى على أن يُبقى لنا ماجدولين الصغيرة لنطلق خيالنا بعد كل هذا الألم، آملين أن تصلح الصغيرة ما أفسد الدهر، كذلك – كما قلت الأسبوع الماضى- وافقت أ.د.عواد على رفض تغيير نهاية الرواية إلى تلك الدرجة التى أشرت إليها فى النشرة السابقة، إلا أننى لم أوافقه على وقفته عند مقارنة نطق اسم الرواية بالفرنسية، وتوصيته بضرورة الرجوع للنطق الفرنسى (الذى لا يمكن كتابته بالعربية) لإمكان الربط بينه وبين مريم المجدلية، كذلك رفضه  لإحلال كلمة “ظلال” (الزيزفون) محل كلمة “أشجار” (الزيزفون) وغير ذلك مما هو مثل ذلك.

بصراحة أنا لم أقرأ أى عمل مترجم لنجيب محفوظ خوفا عليه (على العمل) ولفرط حبى للغتى وتصورى أنها غير قابلة للترجمة، طبعا هذا خطأ جسيم منى إذ كيف أحتفل بلغتى إذا تَرجَمَ إليها نصا أدبيا واحدٌ مثل سامى الدروبى أو طلعت الشايب، ثم أجد نفسى أتحفظ على من يترجم محفوظ إلى لغته، وأنا على يقين من أنه لولا أنهم ترجموه ترجمة جيدة جدا، لما وصل إليهم ما يقدرون به أنه الأحق بنوبل، وكم مِنْ مرة كانت تتقدم إلينا سائحة ألمانية أو شاب فرنسى ونحن جلوس معه فى فندق أو حديقة ويخبرونه فرحين أنهم قرأوا له كذا وكيت بلغتهم، وأنهم مازالوا  يذكرون مما قرأوا ما يؤثر فيهم حتى الآن، وقد ناقشته مرة أو أكثر إن كان قد قرأ بعض تراجمه، وهو يجيد الإنجليزية ويقرأ بالفرنسية أيضا، ولا أذكر إجابته جيدا، لكننى ذكرت له خبرتى حين أخذ أحد زملائى الذين يحذقون الانجليزية أكثر من العربية وحاول ترجمة كتابى “دراسة فى علم السيكوباثولوجى” وهو شرح على متن شعرىّ لى أيضا (يمكن الرجوع إلى حكاية ذلك فى أكثر من موقع) وإذا به بعد أن ترجم بضع صفحات يعرضها علىّ، فلا أجد أننى قلت ما صاغه بالانجليزية أصلا، بل لمحت فيه أراء الأستاذ (فى الطب النفسى وهو أحد طلبتى سابقا)، تطل من بين السطور. وتوقفتْ المحاولة، وكنت قد حكيت لشيخى محفوظ عن إعجابى الفائق بترجمة سامى الدروبى لدوستويفسكى حتى أننى أقرأ دوستويفسكى وكأنه كتب رواياته بالعربية، ولأهمية الموضوع وامتدادا لنقد الدكتور عواد للمنفلوطى أجد فى نفسى رغبة فى إعادة الحديث عن مادار مع الناقد الأستاذ الدكتور صبرى حافظ ذات أمسية فى العوامة  “فرح بوت” فى جلسة الثلاثاء وقد أشرت إلى بعضه فى كتابى “فى شرف صحبة نجيب محفوظ” (مازال ألكترونيا) قائلا:

“… وتطرق‏ ‏الحديث‏ ‏إلى ‏تراجم‏ ‏محفوظ‏، ‏وأن ملحمة‏ ‏الحرافيش‏ ‏بترجمتها‏ ‏ونقدها‏ ‏قد‏ ‏أخذت‏ ‏حقها‏ ‏بشكل‏ ‏واسع‏ ‏طيب‏ ‏فى ‏مجتمع‏ ‏لندن‏ ‏الثقافي، وعند المتحدثين بالإنجليزية كافة، ‏وأنهم‏ ‏قد‏ ‏التقطوا‏ ‏ما‏ ‏بها‏ ‏من‏ ‏أصالة‏ ‏وجِده‏ ‏بشكل‏ ‏ملأ‏ ‏الوعى ‏وشغل‏ ‏الناس، ‏فرح‏ ‏الأستاذ‏ ‏فرحته‏ ‏الهادئة، ‏كما‏ ‏داخله‏ – ‏حسب‏ ‏ظنى – ‏كثير‏ ‏من‏ ‏الرضا‏، ‏والدكتور‏ ‏صبرى ‏يخبره‏ ‏بتزايد‏ ‏توزيع‏ ‏تراجمه‏ ‏فى ‏انجلترا‏ ‏والولايات‏ ‏المتحدة، ‏وفى ‏أمريكا‏ ‏الجنوبية‏ ‏بعد‏ ‏الحادث….”

وتطور حديثى مع الأستاذ بعد ذلك عن خبرة شخصية مررت بها مع أ.د.صبرى حافظ أيضا أود أن أعيد ذكرها هنا كالتالى(1):

“…فى فرصة لاحقة، جاء ذكر د. صبرى حافظ مرة أخرى، وألمحت للأستاذ عن ظرف شخصى سمح لى أن أعرفه أقرب، فطلب منى حكْيه، فحكيت له عن معرفتى به قارئا لنقده فحسب، وكيف أننى أحترم نقده وريادته تماما، ثم أننى فوجئت منذ شهور أنه  كان قد أرسل لى رسالة مع ابنه طالب الطب عندنا فى قصر العينى، يطلب محادثتى ليستأذننى فى ترجمة النقد الذى كتبته عن “ملحمة الحرافيش” لشيخنا، ونشر فى مجلة فصول، “عن‏ ‏دورات‏ ‏الحياة‏ ‏وضلال‏ ‏والخلود‏”، كان أ.د.صبرى يعد كتابا الإنجليزية عن النقد الأدبى فى مصر، واختار عملى هذا بين ما يمثله، وافقتُ طبعا وفرحت فرحا شديدا، ثم إنه أرسل لى مسودة الترجمة منذ أسابيع، فوجدت بها أخطاء جوهرية، غيرتْ الفكرة الأساسية التى يبدو أنها لم تصل إلى المترجمة، فاعترضتُ عليها، وأبلغته اعتراضى، فقال إن المترجمة تقيم حاليا فى القاهرة، وأنه مستعد لترتيب لقاء لى معها، وقد كان، وذهبت لشقتها بالزمالك، وحدثتها عن نظرية “الإيقاع الحيوى” التى هى فى عمق فكرى فى النقد وغير النقد، والتى هى بيولوجية الأصل فى معظم تجلياتها، وأفهمتها علاقة ذلك بدورات الحياة، بما فى ذلك دورة الموت البعث عموما، وكما وردت فى الحرافيش، فعلت ذلك لأوصل لها الأرضية النظرية  التى من خلالها كتبت أطروحتى النقدية عن ملحمة الحرافيش، لكن يبدو أنها رفضت كل ذلك، ولا أقول لم تفهمه، وانصرفتُ من عندها وقد وصلنى إحساس أنها غير راضية عن المقابلة، أو لعلها كانت  ممتعضة، أبلغت أ.د. صبرى شعورى ووافق عليه، ففهمت أنها أبلغته ما لا يسرنى. استأذنت أ.د. صبرى حافظ أن أقوم أنا بالترجمة، ثم أعرضها على المترجمة ، لتقوم بإعادة تحريرها وصياغة إنجليزيتها بما ترى، ووافق أ.د. صبرى من حيث المبدأ، ووعد أن يتصل بى بعد أن يناقش الأمر معها، ولم يفعل، وكنت قد بدأت الترجمة فعلا، ووجدتها من أصعب ما يمكن، فتوقفت، ولم يتصل بى د. صبرى بعد ذلك، ورجحت أن المترجمة – متذكرا وجهها حين انصرافى – قد رفضت العرض.(وكذلك أ.د. صبرى)

 حين حكيت للأستاذ هذه الواقعة اعترض بشدة على تصرفى، ونبهنى إلى أن الترجمة تجعل النص ملك المترجم تقريبا، حتى يمكن أن يصبح نصا آخر، وليس من حق صاحب النص الأصلى أن يعترض، ولكن من حقه أن يسمح بترجمة أخرى، وتذكرت كتاب “الإمراضية العامة” General Psychopathology لكارل ياسبرز، وهو الكتاب المرجع الأول هذا الفرع فى الطب النفسى  منذ سنة 1923 وقد كتب بالالمانية، ولم يترجم للإنجليزية إلا سنة 1963، ثم إنه ترجم للفرنسية، عدة مرات ، كان آخرها محاولة علمتها من الأستاذ بيير بيشو حين كنت فى فرنسا 1967 -1968 ، وكنت أعمل فى قسمه فى مستشفى سانت آن التابع لجامعة باريس، وهو شخصيا الذى أخبرنى بذلك، وأنا أعلم أنه يتقن الألمانية إتقانه للفرنسية.

وفى مناسبة أخرى استقبلت أ.د.أنجيل بطرس – رحمها الله – ضمن حضور جماعة الجمعة أسبوعيا فى منزلى، وهى أستاذ الأدب الانجليزى فى كلية آداب القاهرة وحكت حكاية خبرتها فيما يتعلق ببعض أعمالها، نشرتها أيضا فى نفس الكتاب(2)

“.. بدأت الدكتورة‏ ‏أنجيل‏  ‏بتقديم‏ ذكرياتها عن ‏علاقتها بأعمال‏ ‏نجيب‏ ‏محفوظ، ‏وحكت‏ ‏حكاية تكليفها بترجمة‏ “‏السكرية”‏‏ ‏من‏ ‏الدكتور‏ ‏أحمد‏ ‏الصاوى (على ما أذكر)، ‏وكيف‏ ‏أن‏ ‏الإنجليز‏ ‏لا‏ ‏يفهمون‏ ‏ما‏ ‏نعنى ‏تماما‏ ببعض الألفاظ ‏فمثلا‏ ‏كادوا يترجمون‏ ‏”السكرية”‏ ‏إلى “Sugar Pot” ‏ ‏وهكذا، ‏وحكت‏ ‏كيف‏ ‏كلفوها‏ ‏أن‏ ‏تختار‏ ‏ما‏ ‏تترجم من أعمال الأستاذ، ‏فاختارت‏ ‏اللص‏ ‏والكلاب‏ ‏أولا، ‏وهى ‏تقول‏ ‏إنها‏ ‏أحسن‏ ‏ما‏ ‏كتب‏ ‏محفوظ، ‏وإنها‏ ‏أحسن‏ ‏ما‏ ‏كُـتب‏ ‏من‏ ‏الرواية‏ ‏العربية‏ ‏قاطبة، ‏ما‏ ‏علينا، تحكى د. أنجيل أنها ما أن ‏بدأتْ‏ ‏فى ‏الترجمة‏ حتى اتصلوا‏ ‏بها‏ ‏ليخبروها‏ ‏باعتذار‏ ‏سخيف، ‏لأن‏ ‏آخرا‏ ‏سوف‏ ‏يقوم‏ ‏بترجمة اللص والكلاب ‏وأن‏ ‏عليها‏ ‏أن‏ ‏تختار عملا بديلا، ‏واقترحوا‏ ‏الثلاثية، ‏فقالت‏ ‏إنها‏ ‏تحتاج‏ ‏عمرا‏ ‏بأكمله‏ ‏حتى ‏تترجمها كلها، ‏اكتفت بأن تختار‏ ‏السكرية‏ ‏باعتبارها‏ ‏أقصر‏ ‏الثلاثة، ‏ثم‏ ‏أعطتهم‏ ‏النص بعد أن أتمت ترجمته، ‏فإذا‏ ‏بهم‏ ‏ينشرون‏ ‏الثلاثية‏ ‏وقد‏ ‏وضعوا‏ ‏إسم‏ ‏واحد‏ ‏أمريكى (‏لعله‏ Hutchinson لست متأكدا) ‏قبل‏ ‏إسمها، ‏ويحكى ‏الأستاذ‏ ‏حكاية‏ ‏الإسم‏ ‏الثالث‏ و‏أنها ‏سيدة‏ ‏إنجليزية‏ (على ‏ما‏ ‏أذكر‏) ‏عاشت‏ ‏فى ‏القاهرة، ‏وتعلم‏ ‏ما‏ ‏هو‏ “‏بين‏ ‏القصرين”، ‏وقد‏ ‏عثرتْ‏ ‏على ‏كتاب‏ ‏بهذا‏ ‏الإسم، ‏ومن‏ ‏فرط‏ ‏حبها‏ ‏لما‏ ‏كان‏ ‏لها‏ من ذكريات ‏فى ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏وهذا‏ ‏الوطن، ‏أخذت هذه السيدة‏ ‏تترجم‏ ‏فقرات‏ ‏تلو‏ ‏فقرات‏ ‏لنفسها، ‏وتقرأها‏ ‏على ‏زوجها، ‏وتمادى ‏هذا‏ ‏العمل‏ ‏باضطراد، ‏وحين‏ ‏نظر‏ ‏فيه‏ ‏زوجها‏ ‏مجتمعا‏ ‏اكتشف‏ ‏أنها‏ ‏ترجمت‏ ‏أغلبه، ‏فاقترح‏ ‏عليها‏ ‏أن‏ ‏تتصل‏ ‏بالمؤلف‏ ‏وبالناشر‏ ‏المعِنْى ‏وأن‏ ‏تطلب‏ ‏حق‏ ‏ترجمته، ‏فاتصلت‏ ‏بالأستاذ، ‏وكان‏ ‏قد‏ ‏تعاقد‏ ‏على ‏ترجمة‏ ‏أعماله‏ ‏الكاملة‏ ‏مع‏ ‏الجامعة‏ ‏الأمريكية، ‏فأحالها‏ ‏إلى ‏المسئول عن ذلك فى الجامعة، ‏وقامت‏ ‏بترجمة‏ ‏الجزء‏ ‏الأول‏ (‏وربما‏ ‏الثانى ‏لست‏ ‏أذكر‏) ‏ثم‏ ‏نشرت‏ ‏الثلاثية‏ ‏كلها‏ ‏بأسماء‏ ‏الثلاثة‏ ‏وعلى ‏رأسهم‏ ‏هذا‏ ‏الأمريكى ‏المراجع، أو الأمريكى المحشور ليراجع.

هكذا‏ ‏أثيرت‏ ‏قضية‏ ‏الترجمة‏ ‏من‏ ‏جديد، ‏وذكّرت‏ ‏الأستاذ‏ ‏بما‏ ‏انتهيت‏ ‏إليه‏ ‏حين‏ ‏قرأت‏ ‏ترجمة‏ “العطر”، وهى رواية مهمة بالألمانية تأليف زوسكند إلى العربية‏ ‏والإنجليزية، ‏وأن‏ ‏النص‏ ‏المترجم‏ ‏لا‏ ‏بد‏ ‏أن‏ ‏يؤخذ‏ ‏بلغته‏ ‏الجديدة‏ ‏باعتباره‏ ‏نصا‏ ‏جديدا، ‏وأن‏ ‏الترجمة‏ ‏هى ‏أخطر، ‏وأقسى ‏من‏ ‏التأليف، ‏فالمؤلف‏ ‏حر‏ ‏حين‏ ‏تضيق‏ ‏به‏ ‏الصياغة‏ ‏قد‏ ‏يهرب‏ ‏منها‏ ‏بتغيير‏ ‏جذرى ‏أو‏ ‏ثانوى ‏فى ‏السياق‏ ‏والمتن‏ ‏نفسه، ‏لكن‏ ‏المترجم‏ ‏ملتزم‏ ‏بالنص‏ ‏الأصلى ‏من‏ ‏جهة، ‏وبإعادة‏ ‏الصياغة‏ ‏من‏ ‏جهة‏ ‏أخرى، ‏وأسأل‏ ‏الدكتورة‏ ‏أنجيل‏ ‏عن‏ ‏خبرتها‏ ‏من‏ ‏حيث‏ ‏المبدأ‏: ‏وهل‏ ‏يجوز‏ ‏أن‏ ‏يتعدد‏ ‏المترجمون‏ ‏لنفس‏ ‏العمل، ‏وهل‏ ‏يُــفقد‏ مثل هذا الاحتمال‏ ‏العمل‏ ‏وحدته‏ ‏ونكهته، ‏وترد‏ ‏ردا‏ ‏يتعلق‏ ‏بخبرتها‏ ‏بهذه‏ ‏الترجمة‏ ‏بوجه‏ ‏خاص، ‏وأن‏ ‏الإنسان‏ – ‏كما‏ ‏يقول‏ ‏المثل‏ ‏الفرنسى‏- ‏هو‏ (‏هو‏) ‏أسلوبه، ‏وأنها‏ ‏مثلا‏ ‏تبدأ‏ ‏الجمل‏ ‏العربية‏ ‏بالفعل‏ (‏وهذه‏ ‏خاصية‏ ‏للعربية‏ ‏بالذات) ‏فى ‏حين‏ ‏أن‏ ‏الجمل‏ ‏فى ‏اللغة‏ ‏الإنجليزية‏ ‏هى ‏إسمية‏ ‏فى ‏العادة، ‏وأنبه‏ ‏أننى ‏أسأل‏ ‏عن‏ ‏المبدأ‏ ‏عامة‏ ‏وليس‏ ‏عن خبرتها تحديدا، ‏فتقر‏ ‏أن‏ ‏عندى ‏حق‏ ‏فى ‏هذا‏ ‏التحفظ، ‏ويقول‏ ‏أحد‏ ‏الحاضرين‏ (‏لعله‏ ‏الدكتور‏ ‏السلامونى) ‏إن‏ ‏الأمر‏ ‏تمادى ‏فى ‏دور‏ ‏النشر‏ ‏فى ‏بيروت‏ ‏لدرجة‏ ‏أن‏ ‏العمل‏ ‏الواحد‏ ‏يقسم‏ ‏إلى ‏فصول‏ ‏متعددة، ‏ويكلف‏ ‏مترجمون‏ ‏متخصصين‏ ‏ترجمته‏، ‏كل‏ ‏يأخذ‏ ‏فصلا‏ مثلا، ‏وهات‏ ‏يا‏ ‏لصق‏ ‏لأغراض‏ ‏تشهيلية‏ ‏وتسهيلية‏ ‏لتحقيق‏ ‏أهداف‏ ‏التجارة‏ ‏أساسا، ‏وأعود‏ ‏للقضية‏ ‏الأصلية‏ ‏وهو‏ ‏أن‏ ‏المترجم‏ ‏إن‏ ‏أخلص،‏ فهو‏ ‏مؤلف‏ ‏ثان، ‏ويقترح‏ ‏أحدهم‏ ‏أن‏ ‏يكون‏ ‏لكل‏ ‏عمل‏ ‏محرر‏ Editor ‏وتتحفظ‏ ‏د‏. ‏أنجيل‏ ‏على ‏كلمة‏ ‏”محرر”، ‏وأوافقها‏ ‏على ‏تحفظها، ‏ولا‏ ‏أجد‏ ‏كلمة‏ ‏بديلة‏ ‏سوى ‏المؤلف‏ الثانى (‏أو المؤلف فقط لكن استعماله مستقلا هكذا قد‏ ‏يستلزم‏ ‏أن‏ ‏يغير‏ ‏إسم‏ ‏المؤلف الأصلى ‏ ‏إلى ‏”الخالق”، ‏(وأنتبه ولا أنبِّه إلى أننا لو‏ ‏فعلنا‏ ‏ذلك‏ ‏فربما نقع‏ ‏تحت‏ ‏طائلة‏ ‏الشجب‏ ‏الدينى، ‏فلا‏ ‏خالق‏ ‏إلا‏ ‏الله‏..‏إلخ‏) ‏ويقول‏ ‏أحدهم‏ ‏فليوصف المترجم‏ ‏بالمؤلف، على أن تضاف صفة اللغة بعد ذلك فنقول: “المؤلف بالعربية”، المؤلف بالفرنسية أما المؤلف الأصلى وليكن روسيا مثلا، فيظل هو “المؤلف” فقط، ويبدو أن الحضور اخذوها نكتة، وشعرت معهم بالافتعال، فرجعت إلى رأيى الأول مع تمسكى بفكرة ‏أن‏ ‏المترجم‏ ‏مؤلف‏ ‏ثان”، ‏ويوافقنى ‏الأستاذ‏ ‏على ‏ذلك، وإن كان ينبه إلى ترك الصفات كما هى حتى لا تحدث بلبلة، فالمؤلف مؤلف، والمترجم مترجم، ‏ويقول‏ ‏الدكتور‏ ‏السلامونى، ‏أن‏ ‏والده‏ ‏المرحوم‏ ‏الدكتور‏ ‏محمد‏ ‏محمود‏ ‏السلامونى ‏أستاذ‏ ‏الآداب‏ ‏القديمة‏ ‏فى ‏جامعة‏ ‏القاهرة، ‏كان يؤكد دائما أن‏ ‏إعادة‏ ‏الصياغة‏ ‏هى ضرورة‏ ‏حتمية‏ ‏فى ‏الترجمة، ‏وهو‏ ‏يفضل‏ ‏لذلك‏ ‏ترجمة‏ ‏درينى ‏خشبة‏ ‏للإلياذة، ‏عن‏ ‏ترجمة‏ ‏طه‏ ‏حسين‏ ‏لـ‏ “‏أنتيجونى” على ما أذكر، وأشير إلى ترجمة‏ ‏أحمد‏ ‏باكثير‏ ‏لشكسبير‏ ‏شعرا، ‏وأعلم‏ ‏أن‏ ‏الدكتور‏ ‏محمد‏ ‏عنانى ‏يقوم‏ ‏الآن‏ ‏بترجمة‏ ‏شكسبير‏ ‏شعرا، ‏وأفرح‏ ‏وأخاف‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت”.

* * * *

يا خبر!!

ماذا حدث؟

كلمة واحدة فى صفحة تدريب جرجرتنا إلى كل ذلك!! بما فيه من تكرار.

ونكمل الأسبوع القادم ونحن لم ننته بعد من ماجدولين، نكمل مع إشارة موجزه إلى رواية “سيرانو دي برجراك” التى وردت فى نفس صفحة التدريب بعد ماجدولين والتى ذكرت الأسبوع الماضى أننى لم أكن أعرف اسم الرواية ولا كاتبها ولا ترجمتها (اقصد إعادة صياغتها) من المنفلوطى أصلاً.

*****

شكرا شيخنا على سماحك لنا بزيارة مكتبتك الزاخرة هذه. 

[1] – تردد فى إعادة مقتطفات سبق نشرها حرفيا، لكننى عدت وتذكرت أن قارئ أى عمل هو غير ملزم أن يقرأ بقية الأعمال، ومع ذلك عذرا للتكرار.

[2] – فى شرف صبحة نجيب محفوظ.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *